البث المباشر

أمان الأرض/السفياني والرجعة/خذه الى مكة

الثلاثاء 9 إبريل 2019 - 12:07 بتوقيت طهران

(الحلقة : 327)

موضوع البرنامج:
أمان الأرض
السفياني والرجعة
خذه الى مكة

متى من بني الزهراء يظهر قائم

فقد ظهرت في العالمين العلائم

فيا ابن الألى باب الهدى فتحت بهم

وجدهم المختار للرسل خاتم

لقد عمنا الجور الشديد وعطلت

من الشرع أحكام له ومحاكم

وقدشاع فينا الظلم وانطمس الهدى

ولم نرّ من فيه ترد المظالم

أغثنا رعاك الله يابن محمد

وأنت بما قد حل فينا لعالم


بسم الله وله الحمد تبارك وتعالى رب العالمين وصلواته الناميات على صفوته من الخلائق أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم أعزاءنا المستمعين، أطيب تحية نهديها لكم ونحن نلتقيكم في حلقة اليوم من برنامجكم المهدوي هذا.
إستمعتم في مطلع لهذا اللقاء الى بعض أبيات قصيدة مهدوية للعالم التقي السيد عبد المهدي الأعرجي من علماء الحوزة النجفية المتوفى سنة ۱۳٥۸ رضوان الله عليه.
وبعد قليل نلتقيكم في فقرتنا العقائدية التي تحمل عنوان: امان الأرض
تليها إجابة على سؤال للأخ آزاد علي موضوعه هو: السفياني والرجعة
ثم قصة موثقة من قصص الفائزين برؤية الشمس المهدوية عنوانها هو: خذه الى مكة
أطيب الأوقات وأنفعها نتمناها لكم مع فقرات لقاء اليوم من برنامجكم شمس خلف السحاب، فندعوكم للفقرة العقائدية التي اخترنا لها العنوان التالي:

أمان الأرض

روى الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة بسنده عن مولانا الامام المنتظر المهدي –عجل الله فرجه-، ضمن أجوبته على أسئلة إسحاق بن يعقوب، قال:
)وأما وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالإنتفاع بالشمس إذا غيبتها عن الأبصار السحاب، وإني لأمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء.
وأما علة ما وقع من الغيبة فإن الله عزوجل يقول "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ")سورة المائدة۱۰۱(، إنه لم يكن أحدٌ من آبائي عليهم السلام إلا وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه وإني أخرج حين أخرج ولا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي.(
مستمعينا الأفاضل، المقطع الأول من جواب مولانا الإمام المهدي –سلام الله عليه- مقتبس من حديث جده المصطفى –صلى الله عليه وآله- المروي في كتاب كمال الدين وغيره، وفيه أخبر –صلى الله عليه وآله- صاحبه جابربن عبدالله الأنصاري عن خلفائه الإثني عشر من أهل بيته كما أخبره بغيبة خاتمهم المهدي، فسأله جابر عن كيفية الإنتفاع به كأمام في عصر غيبته، فأجابه –صلى الله عليه وآله- مستعيناً بهذا التمثيل، أي كما يستفاد من بركات وجود الشمس إذا اختفت خلف السحاب، فمن الثابت علمياً أن استمرار الحياة على الأرض مرهون بوجود الشمس فإذا انعدمت الشمس انعدمت الحياة على الأرض، في حين أن غيبتها خلف أستار الغيوم لا يمنع من وصول حرارتها وجاذبيتها وسائر آثارها اللازمة لاستمرار الحياة على الأرض.
كذلك الحال مع وجود مولانا الإمام المهدي –أرواحنا فداه-، فإن وجوده ضروري لاستمرار الحياة –المعنوية على الأقل- على الأرض وبدونه لساخت الأرض بأهلها كما نصت على ذلك كثير من الأحاديث الشريفة.
في حين أن كونه خلف أستار الغيبة لا يمنع من قيامه بمسؤوليات الإمامة والهداية الى الله عزوجل وإن كان بأساليب خفية تتناسب مع شروط الغيبة اللازمة لحفظ تحركه التمهيدي لثورته الإصلاحية الكبرى من أخطار الطواغيت المتربصين به –صلوات الله عليه-.
أيها الأخوة والأخوات، والحقيقة المتقدمة تؤكدها الفقرة التالية من جواب مولانا الإمام المهدي –أرواحنا فداه- حيث يقول:
"وإني لأمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء"
وهذا القول تطبيق للحديث النبوي الشهير المروي من طرق الفريقين والذي يصف فيه الصادق الأمين –صلى الله عليه وآله- أهل بيته –عليهم السلام- بهذا الوصف.
أما في المقطع الثاني من كلامه، فيجيب مولانا بقية الله المهدي –عليه السلام- على سؤال بشأن علة وقوع الغيبة أساساً، فيقسم جوابه قسمين الأول: جواب قرآني يتمثل في آية:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ")سورة المائدة۱۰۱( وفي ذلك إشارة الى عدم الإستعداد لنصرته –سلام الله عليه- في ثورته الإصلاحية الكبرى، وفي ظل عدم الإستعداد هذا يكون مصيره –أرواحنا فداه- مصير آبائه من الإستشهاد، في حين أن مهمته الألهية هي ملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً، ولولا ستار الغيبة لكان قد استشهد قبل إنجاز مهمته الإلهية هذه.
وهذا ما يشير اليه في القسم الثاني من جوابه حيث يؤكد أنه يخرج ولابيعة لأحد من الطواغيت في عنقه، وهذا ما يميزه عن آبائه –عليهم السلام- لأنه المكلف بالثورة الإصلاحية الكبرى وبه ينهي الله عزوجل امهاله للظالمين.
مستمعينا الأفاضل، نتابع من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران تقديم حلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب) فنستمع معاً للفقرة الخاصة بالأجابة عن إسئلتكم للبرنامج مع زميلنا الأخ عباس الباقري، نستمع معاً.
الباقري: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم أحباءنا أهلاً بكم ومرحباً، في هذه الفقرة من برنامجكم شمس خلف السحاب نتناول سؤال وردنا من الأخ آزاد علي عبر البريد الألكتروني، الأخ آزاد تحدث عن ما إستنبطه من الروايات الواردة في شأن السفياني وسؤاله هو عن الرجعة وهل الذي يُفهم من هذه الروايات أن السفياني يكون في الرجعة؟ اخ آزاد علي نحن في الواقع تناولنا موضوع السفياني مستقلاً وموضوع الرجعة ايضاً مستقلاً. فيما يخص الرجعة تناولناه في حلقات عدة من برنامج شمس خلف السحاب، انا أعطي خلاصة لموضوع الرجعة وموضوع السفياني. العلماء اجابوا فيما يرتبط بأسئلة المستمعين عن قضية السفياني، السفياني من العلامات الحتمية للظهور ومفهوم الرجعة هو مفهوم إحياء بعض الموتى الذين يموتون قبل ظهور الإمام المهدي سلام الله عليه لحكمة إلهية، الذين محضوا الإيمان محضاً والذين محضوا الكفر محضاً أما السفياني فهو أساساً يظهر كحركة معادية للأمام المهدي سلام الله عليه ويسعى الى قتل الإمام المهدي سلام الله عليه ويتميز بحالة طائفية شديدة ذروة يقتل على الإسم، يقتل على الهوية، شديد النقمة، شديد الملاحقة لأتباع مدرسة اهل البيت عليهم السلام. حركة تسيطر على الشام والكور الخمس كما ورد في الأحاديث الشريفة، يدخل العراق، يتوجه الى المدينة عندما يعلم بأن المهدي الموعود عجل الله فرجه فيها ثم يخرج الإمام من المدينة الى مكة يطارده جيش السفياني حتى تقع حادثة الخسف بالبيداء. هذه المعلومات تقريباً مستفادة من احاديث شريفة واردة من طرق الفريقين وكما أن ظهور السفياني من العلامات الحتمية الخسف بالبيداء ايضاً من العلامات الحتمية الواردة من طرق الفريقين وتنتهي أساساً فتنة السفياني بالخسف بالبيداء، هذه قبل الرجعة وقبل حدوث ظهور الإمام المهدي سلام الله عليه بمعنى بدأ حركته الإصلاحية الكبرى أما الرجعة كما أشرنا هي تتناول من محض الإيمان محضاً ومن محض الكفر محضاً. الذين محضوا الكفر لكي يصيبهم الخزي في الدنيا قبل عذاب الآخرة كما نصت على ذلك الآيات الكريمة. الذين محضوا الإيمان كي تتوفر لهم فرصة جديدة وكي يبلغوا من الطاعة ويبلغوا من السعي والتقرب الى الله وبلوغ الكمالات ما يريدون كما ورد في زيارة مولانا الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف في دعاء الزيارة ورد في عبارة الزائر ليبلغ خطاب الى الله تبارك وتعالى "ليبلغ طاعتك مرادي"، الآن السفياني هل له رجعة بعد أن يقتل عند ظهور الإمام المهدي سلام الله عليه؟ نعم ممكن، لم تصرّح الروايات بذلك ولكن إستناداً الى مفهوم النصوص الشريفة بصورة عامة نقول ممكن أن يكون للسفياني رجعة بعد ذلك. هذه الرجعة لايكون له فيها دور ضد الإمام المهدي سلام الله عليه، الرجعة لمن محض الكفر محضاً الهدف منها إنزال العقاب الإلهي، تحقق العدل الإلهي بإلحاق الخزي في الحياة الدنيا بأصحاب الجرائم الكبرى بحق عباد الله تبارك وتعالى. هذا هو ملخص الجواب عن سؤال الأخ آزاد علي حول السفياني والرجعة. شكراً لكم احباءنا على طيب المتابعة لفقرات برنامج شمس خلف السحاب، تفضلوا مشكورين بمتابعة ماتبقى منها.
اما الآن فقد حان موعدكم أيها الأطائب مع حكاية هذه الحلقة وقد وضعنا لها العنوان التالي:

خذه الى مكة

الحكاية التالية نقلها المرجع الديني الورع آية الله الشيخ حسين الوحيد الخراساني ضمن محاضرة له منشورة ضمن كتاب (الحق المبين في معرفة المعصومين) الذي جمع الترجمة العربية لمجموعة من محاضراته بشأن مقامات أهل بيت الرحمة المحمدية –عليهم السلام-.
وقد نقل سماحته هذه الحكاية كشاهد على سمو منزلة أصحاب المهدي في غيبته –عجل الله فرجه-، والتي استدل عليها بنص الحديث القدسي المبارك المعروف بحديث اللوح وفيه يصف الله تبارك وتعالى هؤلاء النخبة بقوله (أولئك أوليائي حقاً بهم أدفع كل فتنة عمياء وبهم أكشف الزلازل وأدفع الآصار والأغلال.(
وقد جاء آية الله الوحيد الخراساني بالحكاية الموثقة التالية كشاهد على قيام أصحاب الإمام المهدي –أرواحنا فداه- بأغاثة المؤمنين بقدرات خاصة بأذن الله تبارك وتعالى.
قال آية الله الوحيد الخراساني في محاضرته:
إن ما أنقله عن المرحوم السيد جمال الدين الخونساري المعروف بصاحب روضات الجنات، وهو من أكابر علمائنا قدس سره يوضح المطلب –يعني سمو مقام أصحاب الإمام –عليه السلام- فقد أوصى أن يعد له قبر خارج أصفهان، مع أن في المدينة مقبرة تاريخية يرغب المؤمنون أن يدفنوا فيها، لأنها مليئة بالعلماء والصالحين، ولما سألوه عن السبب سكت، فألحوا عليه حتى قال لهم: كان لي صديق تاجر أثق بصدقه وتدينه وقد أصر عليّ أن أكون وصيه فقبلت رغم أني لا أقبل الوصية عن أحد، ونقل لي رحمه الله هذه القصة: قال: ذهبت إلى حج بيت الله الحرام عن طريق العراق حتى أفوز بزيارة الأئمة عليهم السلام في ذهابي ورجوعي، وعندما وصلت الى النجف كان عندي رسالة بحوالة فأردت أن أستلمها يوم حركة القافلة، فتأخرت إلى المغرب، وجئت لألتحق بالقافلة فوجدتها قد خرجت وأقفلوا باب سور النجف، فبت في تلك الليلة داخل السور، وخرجت أول الصبح مسرعاً لألتحق بالقافلة، ولكني كلما مشيت في الصحراء لم أجدها! فرجعت إلى النجف متحيراً فوجدت باب السور قد أغلق أيضاً، فبت خارج السور!
مستمعينا الأفاضل، وبذلك أصبح هذا العبد الصالح من الذين انقطعت بهم السبل وهو يقصد حج بيت الله الحرام، فأغاثه الله جلت نعماؤه بأحد أوليائه الذين أخفاهم بين عباده من أصحاب خليفته المهدي –عليه السلام-، وقد أعطاهم قدرة (طي الأرض) التي أعطاها ذلك المؤمن من أصحاب نبيه سليمان فجاءه بعرش بلقيس كما حكى عزوجل قصته في قرآنه الكريم في سورة النمل المباركة.
يقول هذا العبد الصالح متابعاً نقل حكايته:
وفي وسط الليل رأيت فجأة شخصاً درويشاً عليه ثياب رثة، قال لي: أنت البارحة تخلفت عن القافلة، فلماذا تركت صلاة الليل؟! إنهض وتعال معي! فخطوت معه أقداماً فرأيت شخصاً جليلاً فنظر إلينا وقال للدرويش:خذه إلى مكة! فقال لي الدرويش: إذهب وتعال في الوقت الفلاني، فذهبت وعدت إليه في الوقت الذي عينه فقال لي: إمش خلفي وضع قدمك مكان قدمي! وتقدم أمامي ولم يمش إلا بضع خطوات حتى رأيت نفسي صرت في مكة! فأراد أن يودعني فقلت له: كم تتفضل عليّ إذا أكملت جميلك وأرجعتني بعد الحج إلى النجف، فقبل وواعدني في يوم ومكان معينين.
وبعد أن أكملت مناسكي قصدت المكان فوجدته، فقال لي كما قال أولاً: إمش خلفي وضع قدمك مكان قدمي، وبعد خطوات رأيت أني صرت في النجف! فقال لي: لا تقل لرفقائك، قل لهم جئت مع أحدهم ووصلنا قبلكم. ثم قال لي: لي إليك حاجة. قلت: أنا حاضر، ما هي؟ قال: سأقولها لك في اصفهان. وعدت إلى اصفهان حتى كان يوم رأيت فيه صاحبي الدرويش بين الحمالين في سوق أصفهان، فجاءني وقال لي: أنا ذلك الشخص الذي أوصلتك إلى مكة، وهذا وقت حاجتي التي وعدتني بها! قلت نعم فما هي؟ قال: أنا أسكن في المكان الفلاني، وفي اليوم الفلاني أموت، فتعال إلى مكاني، وفي صندوقي ثمانية توامين، فاصرفها على تكفيني ودفني وادفني، وأخذني إلى المحل الذي اختاره قبراً له فدلني عليه، وقال إدفني هنا! قال صاحب روضات الجنات رحمه الله: هذا هو المكان الذي اختاره ذلك الولي اخترته أنا لأدفن فيه!
مستمعينا الافاضل، بعد أن نقل آية الله المرجع الديني الوحيد الخراساني هذه الحكاية علق عليها بعبارة مؤثرة قال فيها:
إن هذا مستوى الخادم من أصحابه عليه السلام! وإذا كان خدامه يقومون بعمل آصف بن برخيا، فكيف به هو صلوات الله عليه؟! وا حسرتنا على عمرنا الذي قضيناه، ولم نعرف ماذا عملنا فيه، وعمن ابتعدنا؟ فكم نذكره عليه السلام حتى يذكرنا؟ وكم عملنا له حتى يجازينا؟! ذلك الإمام الذي يصفه الله تعالى بأنه خاتم الأئمة عليهم السلام وتكملتهم ورحمة للعالمين، عليه كمال موسى، وبهاء عيسى، وصبر أيوب! رحمة للعالمين... لم يقلها سبحانه لأحد إلا لرسول الله صلى الله عليه وآله حيث قال وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين.
ولشخص آخر هو صاحب الزمان عليه السلام.
نشكر لكم أيها الأطائب على طيب الإستماع لحلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب) قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، الى لقائنا المقبل بأذن الله دمتم بألف خير.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة