موضوع البرنامج:
النجاة من الحيرة
شعار المهدويين
المذهب الناقص والمتناقض
أين الامام القائم الموعود
أين الزعيم الطاهر المسعود
أين المعدّ لقطع دابر كل من
يبغي وأين الشاهد المشهود
أين الذي يرجى لكل مسلمة
والنصر فوق لوائه معقود
أين المؤلف للأنام على التقى
فالكفر نثرٌ والهدى مشدود
أين المذل لمن تولى واعتدى
وإستاقه نحو الضلال جحود
اين الذي يحي معالم شرعة
المختار، اين المنقذ المرصود
بسم الله وله الحمد والثناء إذ وفقنا لمعرفة أوليائه الكاملين محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
السلام عليكم أيها الأحبة ورحمة الله وبركاته
أهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج إخترنا لمطلعه أبياتاً مهدوية للعالم الورع الشيخ محمد مهدي المازندراني... ونتابع تقديمه بذكر عناوين فقراته اللاحقة وهي العقائدية وعنوانها: النجاة من الحيرة
تستمعون بعدها الى إجابة عن سؤال حول: شعار المهدويين
والفقرة الأخيرة حكاية لإحدى الأخوات من الجزائر إهتدت لمعرفة الدين الحق بنفحة مهدوية، عنوان الحكاية هو: المذهب الناقص والمتناقض
نسأل الله لنا ولكم أيها الأكارم أطيب الأوقات وأعظمها بركة مع فقرات حلقة اليوم من برنامج (شمس خلف السحاب(
تابعونا والفقرة العقائدية التي تحمل العنوان التالي:
النجاة من الحيرة
في حديث روته عدة من المصادر المرجعية منها كتابا كفاية الأثر في الإثني عشر للحافظ الخزاز القمي وكمال الدين للشيخ الصدوق رضوان الله عليهما، قال مولانا الإمام الحسن الزكي العسكري –صلوات الله عليه-: "إبني محمد هو الإمام والحجة بعدي من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية، أما إن له غيبة يحار فيها الجاهلون ويهلك فيها المبطلون ويكذب فيها الوقاتون، ثم يخرج وكأني أنظر الى الأعلام البيض تخفق فوق رأسه بنجف الكوفة. "
أيها الأخوة والأخوات تناقل العلماء هذا الحديث الشريف ضمن النصوص المصرحة بأمامة الحجة المهدي –أرواحنا فداه- كخليفة لوالده الإمام الحادي عشر الحسن العسكري –عليه السلام-، وإستدل العلماء به كأحد الأدلة النقلية الكثيرة على صحة غيبة المهدي الموعود –عجل الله فرجه- فهو من الأحاديث الشريفة التي رواها الثقاة عن رسول الله وأئمة عترته –عليهم السلام- والتي أخبرت بوقوع الغيبة لخاتم الأوصياء وقبل وقوعها بزمن طويل ثم جاء الواقع مصدقاً لما أخبروا به.
هذا أولاً وثانياً فإننا مستمعينا الأكارم نستلهم من الحديث الشريف المتقدم حثاً لنا وللمؤمنين جميعاً بالسعي للحصول على المعرفة الصحيحة بالإمام المهدي –عجل الله فرجه-، لإن الإمام المعصوم الذي تنجي معرفته من ميتة الجاهلية.
ويؤكد مولانا الحسن العسكري –عليه السلام- أهمية الحصول على هذه من خلال قوله في العبارة اللاحقة من حديثه حيث يقول: "أما إن له غيبة يحار فيها الجاهلون".
فالجهل وعدم الحصول على المعرفة الصحيحة بالإمام المهدي في غيبته هو الذي يولد الحيرة وبمعرفته عجل الله فرجه تزول هذه الحيرة.
أيها الأطائب أما الحقيقة الثالثة التي ينبهنا إليها مولانا الإمام الزكي العسكري –سلام الله عليه- في حديثه المتقدم فهي أن عصر الغيبة هو عصر إمتحان والذين يتبعون الآراء الباطلة يسقطون في الهلاك المعنوي فضلاً عن المادي.
كما نجد في الحديث الشريف تحذيراً من التوقيت لأوان ظهور المهدي الموعود –عجل الله فرجه-، وهذا المعنى ورد التأكيد عليه في كثير من الأحاديث الشريفة مشيرة الى أن حكمة الله جل جلاله شاءت أن يكون ظهور خليفته المهدي مفاجئاً مباغتاً لإعدائه لحكم عدة منها:
عدم السماح للأعداء بالإستعداد لإحباط حركته الإصلاحية الكبرى ومحاصرتها قبل إنطلاقها، ومن المعروف أن عنصر المباغتة هو من أهم عناصر الإنتصار في الصراع.
وعلى الطرف المقابل فإن إخفاء موعد الظهور المبارك يضاعف من إجتهاد المؤمنين في مساعيهم للإستعداد لنصرة المصلح الموعود –عجل الله فرجه-، فلا يغفلون عن أن يكون في حالة يرتضيها الله لهم إذا ظهر خليفته في أي وقت.
أعزاءنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران حان الآن موعدكم مع الفقرة الخاصة بالإجابة عن أسئلتكم للبرنامج وزميلنا الأخ عباس الباقري.
الباقري: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم أحبتنا ورحمة الله وبركاته
أهلاً بكم ومرحباً في هذه الفقرة من فقرات برنامج شمس خلف السحاب تتابعوه مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران
أيها الأخوة والأخوات مجموعة من حلقات البرنامج وهذه الفقرة فيها خاصة خصصناها عن مجموعة كبيرة من الأسئلة ترتبط بالعلاقة بين القضية الحسينية والملحمة الحسينية وقضية مولانا الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، صنفنا هذه الأسئلة ضمن محاور متعددة. محور هذا اللقاء هو السؤال القائل لماذا وصفت الأحاديث الشريفة أنصار المهدي بأن شعارهم يالثارات الحسين؟ ما معنى ذلك؟
نعم أيها الأخوة والأخوات ورد وصف انصار الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف بأن شعارهم يالثارات الحسين، رُوي ذلك عن الإمام الباقر صلوات الله وسلامه عليه ومضمون ذلك موجود ايضاً في عدة نصوص أخرى. تلاحظون في زيارة عاشوراء هناك في الدعاء الذي تتضمنه هذه الزيارة طلبين من المؤمن وهو يبكي الحسين او يزور الإمام الحسين من الطالبين بثأره مع الإمام المهدي، في الفقرة الأولى في بداية الزيارة "فأسئل الله الذي أكرم مقامك وأكرمني بك أن يرزقني طلب ثأرك مع إمام منصور من اهل بيت محمد صلى الله عليه وآله". بعد فقرات قليلة يطلب الزائر مرة أخرى من الله تبارك وتعالى ويقول "وأسئله أن يبلغني المقام المحمود لكم عند الله وأن يرزقني طلب ثأري مع أمام مهدي ظاهر بالحق منكم". في الفقرة الأولى هناك ثأرك خطاب لسيد الشهداء يعني ثأر الحسين، في الفقرة الثانية ثأري. في الحقيقة نسبة الثأر في المرة الثانية للزائر تفتح لنا آفاق الإجابة عن هذا السؤال وهو أن الثأر الحسيني يتحوّل الى ثأر الزائر يعني المؤمن يندك في قيم الملحمة الحسينية، يندك الى درجة يصبح معها جزءاً من هذه الملحمة وبعبارة اخرى الذي تطلبه النصوص الشريفة من أنصار الإمام المهدي سلام الله عليه أن يتحلوا بالروح الحسينية، يتحلوا بالروح التي جعلت أنصار الحسين سلام الله عليه يصلون الى المراتب التي لن تستطع أي قوة أن تثني من عزائمهم، أن تُضعف من هممهم وهم يُطوقون بتلك التضييقات الشديدة من قبل طغاة وعتاة بني امية. اذن تحقق الثورة الإصلاحية العالمية الكبرى للإمام المهدي تحتاج الى روح جهادية تبلغ الذروة في التفاني والصدق في السعي لتحقيق الرسالات الألهية، هذه الروح لاتولّدها إلا ملحمة سيد الشهداء يعني التفاعل مع ملحمة سيد الشهداء صلوات الله وسلامه عليه يوجد في قلب المؤمن هذه الروح الجهادية التي تمكّنه من الإستجابة لتطلّعات الإمام المهدي عليه السلام في ثورته الإصلاحية الكبرى وهذا هو المضمون المُشار اليه في كون شعار أنصار الإمام المهدي يالثارات الحسين. جعلنا الله وإياكم منهم أيها الأعزاء وشكراً لكم، تابعوا مشكورين ما تبقى من فقرات هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب.
أيها الأحبة أما حكاية هذه الحلقة فننقلها لكم في الفقرة التالية:
مستمعينا الأطائب، ننقل لكم في هذا اللقاء قصة إهتداء أخت من الجزائر الى المذهب الحق من خلال البحث عن قضية المهدي المحمدي الذي يملأ الأرض به قسطاً وعدلاً ... وهذه العقيدة في مجملها يؤمن بها المسلمون بمختلف فرقهم وإن إختلفوا في تشخيص مصداقه الحقيقي، لقد إمتلأ قلب هذه الأخت بحب مولانا صاحب الزمان قبل أن تعرفه فكان هذا الحب الدافع الذي دفعها للبحث طلباً للحقيقة.
كتبت هذه الأخت الجزائرية الكريمة وإسمها (وهيبة هدّي) قصتها بقلمها ونشرتها على موقع مركز الأبحاث العقائدية بتأريخ ۲۰/جمادي الأولى/ سنة ۱٤۳۳ للهجرة تحت عنوان المذهب الناقص والمتناقض وقالت فيها:
لقد كنت ابحث عن شيء ما يتدفق نداءً من اعماقي أحاول ان اتلمسه في حياتي العقائدية عندما كنت سلفية. كان شيئا في الدين ينقصني لم يكتمل وانا اعلم ان الله قد اكمل دينه. لكن النقص كان في كل ما اقرأه واعتقده... تجذبني نداءات خفية من الاعماق كنت اعيش مرحلة التكوين العقائدي احب ديني احب ان اسموا فيه ان اتجدد به ان انجح به ان احقق كل احلامي في الدنيا دون ان اخسر شيء في ديني واخرتي لكن كل شيء كان يعرقلني ويقيدني.
هذا الدين الذي كنت اريد ان انجح به ومن خلاله واتالق واتطور كان يعيدني الى الوراء يشدني بقيود وهمية. ارى غير المتدينات ينجحن ويتطورن. وانا قيود التدين تشدني بقوة الى التخلف اما ان اكون متدينة ورجعية او اتحرر من الدين لأنجح في الدنيا.
طموحي يسموا بي نحو النجاحات البعيدة وطموحي الديني يقتل في نفسي كل رغبة... كنت ابحث عن روحي التائهة حينا في عالم الروحيات لاجده مشوها تافها مقيدا وانا سلفية.
العبادة كانت مجرد جسد بلا روح .. تقتلني بجفافها واقتلها بالاهمال... الروحيات كانت خيالا اريد ان اتلمس وجوده الحقيقي وجدته في اعماقي ... في قناعاتي الشخصية.. لكن لم اجده في هذا الدين الذي احبه... كدت ان اضيع... صرت اتوسل بالنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم خفية.. صرت اتوسل بالملائكة لعلمي باتصالهم بالسماء... صرت اناجي ربي واكلمه كانه صديق او حبيب.
في هذه المرحلة –مستمعينا الأطائب- تعرفت الأخت الجزائرية وهيبة هدي على الأحاديث النبوية المبشرة بمهدي آخر الزمان فأنفتحت أمامها آفاق الفرج والنجاة، تقول هذه الأخت الكريمة:
صرت ابحث عن الامام المهدي في خيالي... في اعماقي... احاول ان اتلمس حقيقته... وجوده في اعماق نفسي... متى يولد يا ترى.. كيف نعرف ذلك.. هل سنكون من اتباعه.. كيف لا نجد له معلومات في كل الكتب التي نقرأها رغم اهميته.. عاهدت الله ان ظهر ان اكون من اتباعه .. ان اعلم اولادي حبه... وانتظاره... ان اتزوج رجلا من اتباع المهدي.. منحته كل ولائي وانا لم اعرفه بعد... كانوا يقولون عني مجنونة.. تعيشين في عالم الخيال.. لكني لم اهتم... كنت اعلم ان شيئا ما ينقصني في هذا الدين والله لا يعطينا دينا ناقصا.. دينا ضعيفا.. وخائفا... ومتشككا... يكره الحياة والتجديد والتطور... كل العالم تحتقرنا والله قال لنا انه لن تكون لنا العزة الا بالتمسك بالدين.. تناقض رهيب وحيرة قاتلة... لكن الله قريب وعالم بالسرائر..
ايها الأطائب، وكان للتعرف عن عقيدة أهل بيت النبوة المحمدية بشأن الإمام المهدي –عجل الله فرجه- المنعطف الذي أدخلها في رحاب معرفة الدين الإلهي الكامل فحصلت على تساؤلات أجوبتها وفازت بالطمأنينة تقول أختنا وهيبة الجزائرية:
كان الانقلاب الكوني في روحي عندما تعرفت على مذهب اهل البيت...
كاني كنت اعرفه من قبل... ترددت في البداية بسبب خوفي من الانحراف لكن كنت متاكدة ان الله لن يضلني وهو يعلم بحثي المستمر عنه... تعلقت بهذا المذهب وكلما بحثت اكثر زاد شوقي لمعرفة الاكثر... وجدت المهدي .. اجل من بحثة عنه وجدت انه فعلا موجود.. لن اعطي فرحتي لاحد... فهي لا توصف انبهار عظيم... نفسي تحررت اجل هذا هو الدين المتكامل الذي تريده روحي العطشى.. محمدنا ونبينا صلى الله عليه وآله وسلم صار اروع واجمل واكمل .. (ال البيت).. هذه هي المكانة التي تليق بذي الجلالة ... عندما يمنح من يحبهم ... عطاء لا محدود ... فاطمة الزهراء عليها السلام... مقامها عند الله... سيدي علي (عليه السلام) حب رسول الله.. الحسنين ريحانتا الحبيب المصطفى.. وكل الائمة عليهم السلام.. هكذا يجب ان يكون الله... تتلاشا الحدود بين الدنيا والاخرة تسقط كل العوالم المادية... تخاطبهم تتكلم معهم تعيشهم في حياتك... في امان لا حدود له... هم موجودون يانسونك يرشدون... ياخذون بيدك.
بدل الحيرة والتخبط والضياع تتلمس طريقك وحدك في ظلام دامس... هو المذهب اذا هو روحي التي وجدتها بعد يأس... هو الدنيا التي اسعى فيها دون عقد وانا افتخر بتديني... هو الحياة الابدية... فهنيئا لي بهذا المسار الذي إخترته بكل يقيني وسأحارب لاجله لاخر رمق... لاخر عرق ينبض في... انا احبكم اهل البيت... عاشقة لكم... اتمسح بكل خجلي امام أقدامكم الطاهرة على السنين التي ضاعت مني وانا اجهل قدركم الرفيع... فتقبلوني ارجوكم ولاتحرموني حبكم... يا اغلى من نفسي.(
وبهذه العبارات المؤثرة من كلمات أختنا الجزائرية وهيبة هدّي التي هداها حب المهدي المنتظر –عجل الله فرجه- لمعرفة الدين الإلهي الكامل ننهي أيها الأكارم لقاء اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب) إستمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، دمتم بكل خير.