وشهدت إيران في 8 كانون الثاني/ يناير 2020، ورداً على الغارة الجوية الأميركية، التي استشهد بسببها الجنرال الحاج قاسم سليماني، قائد مكافحة الإرهاب في غرب آسيا، ورفاقه قرب مطار بغداد الدولي، شهدت أطلاق 15 صاروخا على قاعدة عين الأسد الجوية والتي تعتبر مقر القوات الأمريكية في العراق.
وعندما كانت التوترات العسكرية بين الولايات المتحدة وإيران تتزايد بسرعة، انطلقت طائرة بوينغ 737 تابعة لشركة الخطوط الجوية الأوكرانية برحلة رقم 752 وعلى متنها 167 راكبا و9 طاقم طيران، في 8 يناير 2020، من مطار الإمام الخميني في طهران إلى الوجهة التي اتخذتها كييف. أقلعت وتحطمت بعد 6 دقائق بسبب نيران غير مقصودة من الدفاع الجوي بالقرب من سباشهر في محافظة طهران ولقي ركابها حتفهم.
وجدت المحكمة العليا في أونتاريو بكندا أن شركة الطيران الأوكرانية مسؤولة عن دفع التعويضات الكاملة لأسر حادث الرحلة PS752 بسبب الإهمال في عدم الاهتمام بتحذيرات السلامة والأمن للركاب وأعلنت: "كان ينبغي لشركة الطيران الأوكرانية أن تعتبر أنه وفقا للقواعد العسكرية والدفاعية، فإن طهران مستعدة لرد أميركي محتمل في ذلك اليوم، وبالتالي فإن أي رحلة جوية في نطاق الصراع العسكري يمكن تفسيرها على أنها هدف أو فخ عسكري".
وبناءً على هذا الحكم، لا يمكن لممثلي شركة الطيران الأوكرانية حصر التعويضات للعائلات بالمبلغ الأولي وهو 180 ألف دولار لكل ضحية. وقضت المحكمة بدفع تعويضات كاملة لأسر الركاب الذين فقدوا حياتهم في الحادث.
وذكر القاضي في حكمه أن إهمال الخطوط الجوية الأوكرانية الدولية (UIA) كان سببه حقيقة أن إيران شنت هجمات صاروخية على القوات الأمريكية في العراق قبل ساعات من مغادرة الرحلة 752 وكانت في حالة تأهب لهجوم مضاد.
وفي السياق نفسه، يقول "بول ميلر" من ممثلي المكاتب القانونية في تورونتو: "هذه الجملة هي رسالة قوية لشركات الطيران العالمية التي يجب أن تعطي الأولوية لسلامة ركابها"، يجب على شركات الطيران اتخاذ التدابير اللازمة لتجنب العمل في مناطق الصراع".
تجدر الإشارة إلى أن إيران سبق أن عقدت محكمة لمحاكمة المسؤولين عن إسقاط الطائرة الأوكرانية وحكمت على عشرة من الجناة بالسجن. كما دفعت إيران تعويضًا قدره 150 ألف دولار لكل راكب للعديد من عائلات ضحايا هذه المأساة.
المصدر : Pars Today