وخلص علماء من النرويج إلى أن خطر الإصابة بمرض ألزهايمر قد يزيد إلى حد بعيد لدى أصحاب المهن المرتبطة بالعمل البدني الشاق. وكان من بين الذين عملوا بجد ومعرضون للخطر: المزارعون ومربو الماشية، وكذلك البائعون وأمناء الصندوق، والطواقم الطبية وغيرهم.
وقام الخبراء في إطار الدراسة بفحص البيانات المتعلقة بالحالة الصحية لـ7 آلاف شخص. وتمت مقارنة البيانات الواردة في الفترة من عام 2017 إلى عام 2019، حيث تم تشخيص إصابة 902 شخصا سريريا بالخرف و2407 أشخاص يعانون من الضعف الإدراكي الخفيف.
إنه أمر مثير للدهشة، لأنه كان يُعتقد دائما أن النشاط البدني يزيد متوسط العمر المتوقع ويحسن الوظيفة الإدراكية. ولكن، كما أوضح العلماء، فإن الحديث يدور عن نشاط بدني معتدل، وليس عن عمل بدني شاق.
وقال فيجارد سكيربيك الباحث الرئيسي في الدراسة: "الأشخاص الذين يعملون في وظائف تتطلب بذل جهد بدني كبير هم أكثر عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 15.5% مقارنة بغيرهم".
وأولئك الذين غالبا ما يقفون لفترات طويلة، و يتعرضون لجهد بدني مضاعف، ولديهم جداول عمل غير مريحة، و حالات إجهاد شديد، جميعهم معرضون للخطر.
وفي مثل هذه الظروف، يكاد يكون من المستحيل تطوير القدرات المعرفية والحفاظ عليها. وهؤلاء ليس لديهم وقت للراحة وتطوير الذات.
وهذا يمكن أن يؤدي إلى حالة من"التآكل" ليس للجسم فحسب بل والعقل أيضا، وحتى إلى استنفاذ القوة.
وبشكل عام، و كما هو معروف، كل شيء جيد يكمن في الاعتدال. فماذا سنقول للمزارعين والأطباء؟.