البث المباشر

واجبات الامة تجاه أهل البيت (ع) - ٦ / واجب البيعة

الإثنين 11 مارس 2019 - 10:10 بتوقيت طهران

الحلقة 149

سلام من الله عليكم أيها الإخوة والأخوات...
أزكى تحية ملؤها من الله الرحمة والبركات نحييكم بها في مطلع حلقة اليوم من هذا البرنامج العقائدي.
وهي من الحلقات الخاصة بالإجابة عن سؤال عرضناها في قبل خمس حلقات عن واجبات الأمة تجاه أئمة أهل البيت المحمدي عليهم السلام.
وقد إستهدينا في الحلقات السابقة لمعرفة خمسة من هذه الواجبات هي:
واجب الطاعة المطلقة واقتفاء آثارهم وسيرتهم – عليهم السلام – في مختلف شؤون الحياة ففيها السيرة والسنة المحمدية البيضاء.
ثم واجب التحاكم والرجوع إليهم لمعرفة حكم الله وحكم كتابه العزيز في الحوادث الواقعة وكل موارد الإختلاف.
والثالث واجب الصلاة عليهم كجزء من الصلاة على رسول الله – صلى الله عليه وآله -.
والواجب الرابع مودتهم وتقديم محبتهم التي فيها محبة الله ورسوله الأكرم.
والخامس واجب إكرامهم وتعظيمهم لعظيم منزلتهم عند الله ورسوله وتفانيهم وعظيم تضحياتهم لحفظ الدين الحق مناراً لهداية العالمين.
فما هو الواجب السادس أو الحق السادس من حقوق أئمة أهل البيت على الأئمة؟
هذا ما نبحث عنه في لقاء اليوم فتابعونا مشكورين.
مستمعينا الأفاضل، عندما نراجع روايات حديث المتواتر نقله من طريق الفريقين نلاحظ أن النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – أبلغ ما أنزل إليه من ربه بشأن أمر الله عزوجل بولاية وصيه المرتضى أبي الحسن أمير المؤمنين – عليه السلام -.
وضمن تنفيذه لأمر ربه الجليل دعا الصادق الأمين – صلى الله عليه وآله – المسلمين إلى مبايعة خليفته أميرالمؤمنين – عليه السلام – وأخذ ممن كان معه في موقف الغدير البيعة للوصي المرتضى إذ أمر بنصب خيمة للتهنئة والبيعة، فدخل عليه المسلمون يهنؤونه ويبايعونه.
من هنا نعرف مستمعينا الأفاضل، أن من واجبات الأمة تجاه خلفاء النبي الأكرم وأئمة عترته – صلى الله عليه وآله – هو واجبات مبايعتهم التي فيها بيعة لله ولرسوله – صلى الله عليه وآله -.
ونلاحظ أن العلماء قد أثبتوا في دراسات كثيرة كما في موسوعة الغدير وغيرها واستناداً لما صحت روايته من طرق الفريقين أن النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – قد أخبر المسلمين في خطبة يوم الغدير نفسها بحديث الثقلين وعدم مفارقة أهل بيته وعترته للقرآن وكذلك بإمامة الخلفاء الإثني عشر من ذريته من هذه الملاحظة ندرك أيضاً أن واجب البيعة لا ينحصر بالإمام علي – عليه السلام – بل يشمل سائر الأئمة الإثني عشر من خلفاء الرسول الذين بشر – صلى الله عليه وآله – أمته بهم في خطبة يوم الغدير وغيرها.
أيها الأطائب، ولا يخفى عليكم أن البيعة هي عقد عهد شرعي يتضمن الطاعة والنصرة والإتباع، وعليه يكون معنى القيام بهذا الواجب تجاه أئمة العترة المحمدية الإثني عشر هو طاعتهم وإتباعهم ونصرتهم كما تجب نصرة رسول الله صلى الله عليه وآله.
وهذا الواجب يجري في حال حياتهم – عليهم السلام – وبعد شهادتهم، ومصداقه حال الحياة واضح بالمؤازرة والنصرة والإتباع، أما بعد شهادتهم فيتحقق بالعمل بما صح من أوامرهم ونواهيهم ونصرتهم بالدفاع عن نهجهم ودرء الشبهات عنه.
وإضافة لذلك فإننا نلاحظ في النصوص الشريفة تأكيداً على مبايعة الإمام الحي الذي تنجي معرفته وبيعته من ميتة الجاهلية.
وهذا المعنى مروي من طرق الفريقين بعبارات عدة، فمن مصادر أهل السنة ما رووه بأسانيد عدة عن النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – أنه قال:
"من خلع يده عن طاعة الإمام جاء يوم القيامة لا حجة له عند الله ومن مات وليس في عنقه بيعة فقد مات ميتة جاهلية".
وواضح أن الله أعدل من أن يجعل الميتة الجاهلية لمن لم يبايع أئمة الباطل والضلالة فالمراد هو بيعة الإمام الحق المنصوب من قبل الله عزوجل، فهو الذي تكون معرفته ومبايعته وسيلة النجاة من ميتة الجاهلية وأي تفسير للحديث النبوي بغير ذلك يرجع في منتهاه إلى نتاجات أفكار الأئمة المضلين الذين سعوا إلى تبرير حكم الجبابرة والظلمة وإخضاع الناس لسيطرتهم بصرف أمثال هذه الأحاديث النبوية عن معناها الحقيقي ووضع أحاديث تبرر مبايعتهم.
مستمعينا الأكارم، أما الأحاديث الشريفة من طرق أهل البيت – عليهم السلام – في المعنى المتقدم فهي كثيرة نختار منها مارواه الشيخ الحميري – رضوان الله عليه – في كتاب قرب الإسناد عن الإمام الباقر – عليه السلام – أنه قال ضمن حديث ذكر فيه أهل البيت – عليهم السلام – وقال في بعض فقراته:
"لا يستكمل عبد الإيمان حتى يعرف أنه يجري لأولهم في الحجة والطاعة والحلال والحرام سواءٌ ولمحمد – صلى الله عليه وآله – ولأمير المؤمنين فضلهما، وقد قال رسول الله – صلى الله عليه وآله - : من مات وليس له إمام حي يعرفه مات ميتة جاهلية... إن الحجة لا تقوم لله عزوجل على خلقه إلا بإمام حي يعرفونه".
وقال الإمام الحسن العسكري – عليه السلام – عن ولده المهدي كما روى الصدوق في كتاب كمال الدين: "هو الإمام والحجة بعدي من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية".
وقال الإمام الصادق – عليه السلام – في حديث مسند عنه في كتاب المحاسن وقد سئل عن قول رسول الله – صلى الله عليه وآله - : "من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية"، قال: "نعم، لو أن الناس تبعوا علي بن الحسين – عليهما السلام – وتركوا عبد الملك بن مروان إهتدوا".
ونختم حلقة اليوم من برنامجكم (أسئلتنا وأجوبة الثقلين) أيها الأكارم بالعبارة التالية من دعاء العهد المبارك الذي أمرنا الإمام الصادق – عليه السلام – بتلاوته في عصر غيبة خاتم الأوصياء المهدي الموعود – عجل الله فرجه – وهو من مصاديق مبايعة الإمام المنجي من ميتة الجاهلية.
"اللهم إني أجدد له في صبيحة يومي هذا وما عشت فيه من أيام حياتي عهداً وعقداً وبيعة له في عنقي لا أحول عنها ولا أزول أبداً، اللهم إجعلني من أنصاره وأعوانه والذابين عنه والمسارعين في حوائجه والممتثلين لأوامره ونواهيه والتابعين لإرادته والمحامين عنه والمستشهدين بين يديه برحمتك يا أرحم الراحمين".

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة