موضوع البرنامج:
الشوق أمر يحبه الله
حوار مع الشيخ علي الكوراني حول رمزية في أسماء شخصيات علامات الظهور
عنوان الحكاية هو: وأقسم عليه بزينب
يا غائب الآل الذي ظهرت به
آياتهم من غيبه المستكتم
ها أنت تظهر كل آنٍ آية
فيها المني لفراسة المتوسم
آيات توحيدٍ يجلّي عدله
صدق النبوة في معادٍ مبرم
آيات صنع الله ينشر فضلها
كرم الولاية من سما المتكرم
آيات تدبير يخص بلطفه
عزم الامامة خلصاً لك تنتمي
آيات تنبيه لمغبونٍ عسي
أن يستفيق فينضوي في الحوم
من لا تري عيناه نورك مشرقاً
عند الصباح وفي المساء المظلم
من لا يراك بكل شيءٍ حاضراً
تلقي وصايا الله للمتعلم
لم يدرك الفتح المبين ولم يزل
في غفلةٍ عن ربك المتعظّم
*******
بسم الله وله الثناء والحمد كلمة المعتصمين وأزكي الصلوات والتحيات علي أهل بيت الحكمة والرحمة محمد وآله الطاهرين.
نلتقيكم مرة أخري في برنامج شمس خلف السحاب في حلقة إخترنا لمطلعها من شعر أحد إدباء الولاء أبياتاً في مدح مولانا الامام المهدي (عجل الله فرجه) وهي أبياتٌ بليغة في بيان بعض مصاديق قيامه بمهام الامامة في عصر غيبته أما الفقرات الأخري في هذا اللقاء فهي:
- قبسة من الوصايا المهدوية للمؤمنين تحت عنوان: الشوق أمر يحبه الله
وإجابة من خبير البرنامج سماحة الشيخ علي الكوراني عن سؤال بشأن الرمزية في أسماء شخصيات علامات الظهور
- ثم حكاية من حكايات المستغيثين الي الله بوليد المهدي عنوانها: وأقسم عليه بزينب
*******
الفقرة الخاصة بوصايا صاحب الأمر للمؤمنين، عنوانها في هذا اللقاء هو:
الشوق أمرٌ يحبه الله
روي في كتاب المزار وغيره من كتب العبادات مسنداً عن أبي عبد الله أحمد بن ابراهيم قال: شكوت الي ابي جعفر محمد بن عثمان شوقي الي رؤية مولانا [صاحب الزمان] (عليه السلام)، فقال لي؟ مع الشوق تشتهي أن تراه؟
قلت: نعم.
فقال لي: شكر الله لك شوقك وأراك وجهه في يسر وعافية، لا تلتمس يا أبا عبد الله أن تراه فإن أيام الغيبة تشتاق إليه ولا تسأل الاجتماع معه، إنها عزائم الله والتسليم لها أولي، ولكن توجه إليه بالزيارة.
قبل التطرق الي أهم الوصايا المهدوية المستفادة من هذه الرواية، نشير الي أن أبي جعفر محمد بن عثمان رضوان الله عليه المذكور فيها هو السفير الثاني من سفراء الإمام بقية الله المهدي في غيبته الصغري (عجل الله فرجه).
وقد ثبت في المابحث العقائدية أن السفراء الأربعة للمهدي في غيبته الصغري، إنما كانوا ينقلون في مراجعات المؤمنين لهم كلام الإمام المهدي (سلام الله عليه) ولا ينطقون بشيءٍ من عند أنفسهم في هذه المراجعات، ولذلك فإن ما يقولونه فيها إنما هو نقل لكلام الإمام صاحب الزمان (ارواحنا فداه).
وبعد هذه الملاحظة نسعي معاً الي إستلهام أبرز الوصايا المهدوية المستفادة مما ورد في هذه الرواية الشريفة:
أولاً، الوصية الأولي: هي التي يتضمنها قوله رضي الله عنه لراوي الحديث (شكر الله لك شوقك) - يعني لإمام العصر - (أوراحنا فداه)
ويتضح من هذا القول أن التشوق للإمام (عليه السلام) أمرٌ يحبه الله عزوجل ويشكر عليه صاحبه.
وهذا يعني أن علي المؤمنين أن يحفظوا شعلة الشوق للإمام زمانهم ويزيدوها في قلوبهم ويتجنبوا الغفلة عنه (سلام الله عليه).
ثانياً، أما الوصية الثانية: فهي التي يتضمنها قول السفير الثاني محمد بن عثمان رضي الله عنه: وأراك الله وجهه (عليه السلام) في يسر وعافية.
ففي هذا القول وصية للمؤمنين بأن يطلبوا من الله عزوجل أن يريهم الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة لإمام زمانهم بقية الله المهدي (أرواحنا فداه). وأن يطلبوا أيضاً أن يكون ذلك في يسر وعافية.
والوصية الثالثة: هي الدعوة الي التسليم لأمر الله عزوجل إذا كانت ثمة مصالح لا ترجح تحقق رؤية إمام العصر أو الإجتماع به (عليه السلام)، فإن لهذا التسليم فضلاً وأجراً للمؤمن أعظم درجة من تحقق تلك الرؤية مع وجود المحذورات.
أما الوصية الرابعة: فهي الدعوة الي الإهتمام بزيارته (عجل الله فرجه) والمواظبة عليها، فإن لزيارته (عليه السلام) آثارٌ مباركة في حفظ الإرتباط به وترسيخ مودته وولايته وتقوية روح التشوق إليه وإنتظار فرجه المبارك.
*******
لا زلنا معكم أعزاءنا في هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب وقد حان موعدكم مع خبير البرنامج سماحة الشيخ علي الكوراني وهو يجيبكم عن بعض أسئلتكم للبرنامج:
رمزية في أسماء شخصيات علامات الظهور
المحاور: الحمد لله والصلاة على محمد وآله الطيبين الطاهرين، السلام عليكم احبائنا معكم في هذه الفقرة من برنامج شمس خلف السحاب حيث يتفضل سماحة الشيخ علي الكوراني بالاجابة عن اسئلتكم للبرنامج، سماحة الشيخ الاخ طاهر الندب يسأل عن قضية تتكرر بشأنها الاسئلة، يذكر بعض الاسماء الواردة في علامات الظهور، مثل شعيب بن صالح الشيصباني عثمان بن عنبثه يقول هل ان هذه الاسماء لشخصيات حقيقية ام انها اسماء رمزية؟
الشيخ علي الكوراني: بسم الله الرحمن الرحيم هذه اسماء لشخصيات حقيقية مؤكدة، لكن هل هي اسمائهم الحقيقية ام لا؟ يعني السفياني شخص الشيصباني شخص يحكم العراق اليماني شخصاً يحكم اليمن، فهؤلاء اشخاص، الدجال شخص شعيب بن صالح شخص، لكن هل اسمه الحقيقي هذا، ام ان الامام يطلق عليه هذا الاسم عندما يظهر، انا احتمل ان لا يكون اسمه الحقيقي الشيء المؤكد السفياني من ذرية ابي سفيان، الشيصباني بين الاقرب الشيطاني يحكم العراق قبل السفياني، اذن منها القاب ومنها ظاهره اسماء ويمكن ان يكون هذا الاسم مثل شعيب بن صالح الامام يطلقه عليه (سلام الله عليه).
المحاور: سماحة الشيخ الاخ طاهر ايضاً يسئل عن هذه الروايات التي تذكر اسماء او بلدان انصار الامام المهدي (سلام الله عليه) الذين عددهم عدد اهل بدر، يقول عن هذه الاسماء وعن هذه البلدان وهل ان هذه الروايات معتبرة ام لا؟
الشيخ علي الكوراني: المؤكد عند علمائنا ان عدد اصحاب الامام ۳۱۳ صحيح بعدد اهل بدر بعدد الملائكة الذين نزلوا على نوح في سفينة هذا اكيد، اما اسماء بلدانهم واسمائهم ففيها اربع روايات او اكثر ولم يثبت عددها عند علمائنا ولذلك تبقى احتمالية فقط.
المحاور: سؤال آخر للاخ طاهر عن قوم من اصحاب موسى يكونون ضمن هؤلاء الـ۳۱۳ ظاهراً ورد في بعض الروايات هذا المعنى يقول كيف يكون ذلك؟
الشيخ علي الكوراني: اشخاص من قوم موسى عليه السلام اصولهم يهودية عندنا فيهم ٥۰ امرأة عندنا ٥۰ من اهل العراق هذا موجود ايضاً، اذن هؤلاء منهم اشخاص من اصول يهودية ومن اقاصي العالم يجمعهم الله عز وجل.
المحاور: سماحة الشيخ هل من ممكن ان يكون بعض هؤلاء ۳۱۳ من اصحاب الرجعة؟
الشيخ علي الكوراني: لا، هؤلاء غير اصحاب الرجعة، اولئك هؤلاء يحييون بعد ذلك من انصاره صلوات الله وسلامه عليه، وكثير منهم يحيى من وادي السلام عندما يدخل السلام الى العراق والنجف.
المحاور: الاخ طاهر يسئل عن العشرة الاف الذين يخرجون مع الامام المهدي (سلام الله عليه) اثر تحركه من مكة المكرمة، يقول ما الذي يميز هؤلاء عن الاصحاب الـ ۳۱۳؟
الشيخ علي الكوراني: الامام سلام الله يقيم في مكة ويطيل المكث ربما شهر او شهرين، وعندما يظهر صلوات الله وسلامه عليه اول من يبايعه جبرائيل واصحابه الـ۳۱۳، ثم يتوافد اليه الناس من اليمن والحجاز واماكن مختلفة، وهو يختار جنده العشرة الالاف، اذن هؤلاء مكانتهم درجة ثانية تلي الـ۳۱۳.
المحاور: سماحة الشيخ علي الكوراني شكراً لكم، وشكراً لاحبائنا وهم يتابعون مشكورين ما تبقى من فقرات هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب.
*******
وفي الفقرة التالية من البرنامج ندعوكم الي حكاية هذه الحلقة من حكايات الفائزين بالألطاف المهدوية الخاصة، عنوان الحكاية هو:
وأقسم بزينب
نقل آية الله السيد كاظم القزويني الحكاية التالية التي كان شاهدها إستجابة لطلب سماحة الشيخ أحمد القاضي الزاهدي والذي نقلها عنه في كتاب عشاق المهدي (عليه السلام)، قال السيد القزويني (رضوان الله عليه): جاءني ذات السيد قاسم جمعة وهو من الأخوة المقيمين في مدينة سيدني الإسترالية وقال لي: ماذا أفعل؟
لقد أخبرني الأطباء بأن حياة إبني في خطر وكان للسيد قاسم ابنٌ مريضٌ يرقد في المستشفي فقلت له: إكتب رقعة الحاجة للإمام صاحب الأمر (عليه السلام) وألقها في ماءٍ جار.
فسألني: وكيف أكتبها وماذا أقول فيها؟
أجبته: إفترض أن الإمام (عجل الله فرجه) جاءكم الي إستراليا ودخلت عليه لكي تعرض عليه مشكلتك. إكتبها كأنك تراه أمامك وتحدثه.
ويتابع السيد كاظم القزويني رحمه الله نقل ما جري لهذا الأب المؤمن الذي إلتجأ الي إمام زمانه (عليه السلام) متوسلاً به لشفاء إبنه بعد أن أحدق به خطر الموت، قال السيد: بعد عدة ساعات جائني السيد قاسم جمعه برقعة الحاجة التي كتبها لصاحب الزمان (عليه السلام) متوسلاً به الي الله جل جلاله لشفاء ابنه العزيز.
قرأت عريضته فوجدته يخاطب الإمام (عليه السلام) وهو يقسم عليه قائلاً: أقسم عليك يا مولاي بحجاب عمتك زينب (سلام الله عليها) أن تشفع لي الي الله عزوجل في شفاء ولدي.
لقد جاء الفرج سريعاً من الله جل جلاله لهذا الأب المؤمن ببركة التوسل إليه سبحانه وتعالي بوليه المهدي (عليه السلام) وبأسرع مما كان يتوقع السيد قاسم.
يقول آية الله السيد كاظم القزويني وهو يبني ما جري بعد ذلك: في الساعة الحادية عشر والنصف مساءً ألقي السيد قاسم جمعة عريضة الإستغاثة بصاحب الزمان في ماءٍ جارٍ وفي الساعة الثامنة صباحاً إتصلوا به من المستشفي التي كان يرقد فيها إبنه العزيز وبشروه بتحسن صحة إبنه وزوال خطر الموت عنه. بل عاد الأبن معافي بالكامل مفحم بالنشاط والحيوية ولم يعاوده المرض الخبيث.
بقي أن نشير الي أن الفقهاء قد نقلوا في كتبهم العبادية مثل كتاب مفاتيح النجاة للمحقق السبزواري إستحباب كتابة رقعة الإستغاثة بصاحب الزمان (عليه السلام) بهدف التوسل الي الله عزوجل لقضاء الحوائج وإلقائها في أضرحة الأئمة (عليهم السلام) أو في ماءٍ جارٍ كما وردت بذلك عدة روايات عن الأئمة (عليهم السلام).
مسك ختام هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب هو مقطع من دعاء عصر الغيبة المروي عن مولانا الإمام الرضا (عليه السلام) نتوجه به الي الله عزوجل في تعجيل الفرج، والدعاء هو: اللهم إني أسألك أن تريني ولي أمرك ظاهراً نافذ الأمر مع علمي بأن لك السلطان والقدرة والبرهان والحجة والمشية والحول والقوة، فأفعل ذلك بي وبجميع المؤمنين حتي ننظر الي ولي أمرك صلواتك عليه ظاهر المقالة واضح الدلالة هادياً من الضلالة شافياً من الجهالة، أبرز يا رب مشاهدته وثبت قواعده وأجعلنا ممن تقر عينه برؤيته وأقمنا بخدمته وتوفنا علي ملته واحشرنا في زمرته برحمتك يا أرحم الراحمين.
*******