موضوع البرنامج:
إحياء أمر أهل البيت في وصايا إمامنا بقية الله
اذا ظهرت الفتن
بأساً وصادع بيضة الكفر
عجباً يضم الغيب منك عليً
أدناه جاوز كوكب النسر
فأمط حجاب الغيب وأبد لنا
في طلق ذاك المنظر النضر
حتي م لا أمر يقام فقم
و أقم حدود النهي والأمر
نرعاك في ورد وفي صدر
فتهيج فيك بلابل الصدر
الصبر صبر كأسمه بفمي
و أمرّ أحياناً من الصبر
أدعوك ما هتفت مطوقة
ورقاً علي ورق من السدر
*******
بسم الله نصير المستضعفين وله الحمد والمجد ذي الأناة الذي لا يعجل تبارك وتعالي الرحيم الحكيم والصلاة والسلام علي معادن رحمته وناشري حكمته ومقيمي عدله محمد وآله الطيبين الطاهرين وأزكي التحيات لخاتم الأوصياء الهداة إمام زماننا المنقذ المنتظر الحجة بن الحسن المهدي عجل الله فرجه وجعلنا من خيار أنصاره في غيبته وظهوره.
مطلع هذه الحلقة كان إبياتاً في التشوق لإمام العصر المهدي (عليه السلام) انتخبناها من قصيدة غراء للفقيه الأديب آية الله السيد ابراهيم بحر العلوم الطباطبائي (رضوان الله عليه.(
أما المحطات الأخري في هذا اللقاء فهي:
- إحياء أمر أهل البيت (عليهم السلام) في وصايا إمامنا بقية الله
- وإجابة من سماحة الشيخ علي الكوراني عن سؤال بشأن رجعة الإمام الحسين (سلام الله عليه) في الدولة المهدوية
- وحكايتان من حكايات الفائزين بالألطاف والهدايات المهدوية الخاصة إخترنا لها عنواناً هو: إذا ظهرت الفتن
*******
الفقرة التي نستلهم فيها وصايا إمام زماننا (عليه السلام) مقدمة للعمل بها، عنوانها في هذه الحلقة هو:
إحياء أمر أهل البيت (عليهم السلام)
روي السيد الثقة الجليل قطب الدين الراوندي في كتاب الخرائج والشيخ المقدم الجليل ابو جعفر الطوسي في كتاب الغيبة مسنداً عن أبي عبد الله بن سورة القمي عن رجل متهجد في الاهواز إسمه سرور أنه قال: كنت أخرس لا أتكلم، فحملني أبي وعمي - وسني اذ ذاك ثلاث عشرة أو أربع عشرة سنة الي الشيخ ابي القاسم بن روح (رضي الله عنه) - وهو ثالث سفراء مولانا المهدي (عجل الله فرجه) في عهد غيبته الصغري -، قال الراوي: فسألاه أن يسأل الحضرة - يعني الإمام المهدي أن يفتح الله لساني.
فذكر الشيخ ابوالقاسم [قائلاً]: إنكم أمرتم بالخروج الي الحائر - يعني مشهد الامام الحسين (عليه السلام)-.
قال سرور: فخرجنا الي الحائر فأغتسلنا وزرنا، فصاح أبي أو عمي: يا سرور.
فقلت بلسانٍ فصيح: لبيك.
فقال: تكلمت؟
فقلت: نعم.
قال ابن سوره: وكان سرور هذا رجلاً ليس جهوري الصوت.
يمكننا أن نستلهم من هذه الرواية عدة وصايا، منها أنه ينبغي للمؤمنين أن يطلبوا من إمام زمانهم (عليه السلام) أن يدعوا الله عزوجل لهم في مختلف شؤونهم وحوائجهم المشروعة، وهذه من أبواب الخير المفتوحة التي لا ينبغي لهم أن يغفلوا عنها: وهي من أهم مصاديق الإستشفاع به (سلام الله عليه) الي الله جل جلاله.
أما الوصية الثانية أعزاءنا فيمكننا أن نستلهمها من أمر الإمام المهدي (عجل الله فرجه) لهؤلاء المؤمنين بالذهاب الي المشهد الحسيني المبارك وزيارة سيد الشهداء (سلام الله عليه)، وحصول كرامة الشفاء وإستجابة الدعاء هناك فإن في هذا الأمر وصية من إمامنا المهدي (أرواحنا فداه) بالإهتمام بالخصوص بزيارة الحسين (عليه السلام) وتعاهد الحرم الحسيني بالإعمار المعنوي والمادي.
وفي إطار أوسع يمكن أن نستفيد من هذه الرواية وصية مهدوية محورية للمؤمنين بالإقبال علي زيارة وتعاهد المشاهد المشرفة المرتبطة بأهل البيت (عليهم السلام) لأنها فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ.
فهي محال استجابة الدعوات وذكر الله عزوجل وكذلك ذكر مظلومية العترة المحمدية الطاهرة وبالتالي فإن في تعاهدها بالزيارة والإعمار تعظيماً لأعظم شعائر الله عزوجل ونصرة لدينه الحق وإحياءً لأمر أهل البيت )عليهم السلام) ولقيم العدالة الإلهية والهداية الربانية التي دعوا لها وأستشهدوا من أجلها.
وأخيراً فإن في كل ذلك أحد مصاديق النصرة للإمام المهدي ( أرواحنا فداه) فهو حامل رأية القيم المحمدية النقية والعلوية البيضاء التي فيها نجاة البشرية جمعاء.
*******
نتابع أحباءنا تقديم هذا اللقاء من برنامج شمس خلف السحاب بنقل حكايتين من حكايات المتوسلين الي الله بوليه المهدي (عجل الله فرجه)، عنوان الفقرة هو:
اذا ظهرت الفتن
نقل في عدة من المصادر المتحدثة عن حياة المرجع الديني الورع آية الله السيد محمد رضا الكلبايكاني عنه قدس الله سره الشريف أنه وفي أيام مؤسس حوزه قم الحديثة آية الله الشيخ عبد الكريم الحائري، مرت الحوزة العلمية وبسبب الضغوط الشديدة التي كان يمارسها ضدها النظام الملكي، مرت بأزمة مالية خائقة لم يتمكن معها الشيخ الحائري من دفع المرتبات المتواضعة التي كان طلبة الحوزة وأساتذتها بأمس الحاجة إليها لمواصلة نشاطهم العلمي.
وفي خضم ذلك رأي السيد الكلبايكاني رؤيا صدقها الواقع لاحقاً، قال السيد قدس سره عن ذلك: كنت نائماً ظهيرة أحد أيام شهر رمضان في حجرتي في المدرسة الفيضية.
فرأيت هاتفاً يقول لي: يا سيد محمد رضا، قل للميرزا مهدي أن يخبر الشيخ عبد الكريم الحائري بأن الحقوق الشرعية ستصل الي حوزة قم ببركة تضرع ودعاء إمام الزمان.
ثم ذهب آية الله السيد الكلبايكاني وأخبر الميرزا مهدي وهو ابن الشيخ الحائري بالأمر، يقول السيد قدس سره:
في اليوم التالي إلتقيت الشيخ الحائري فقال لي: إن رؤياك صادقة، فقد تطوع أحد أهل مشهد بدفع مرتبات حوزة قم.
وهنا عرض السيد محمد رضا الكلبايكاني علي الشيخ الحائري سؤالاً شغل ذهنه بعد الرؤيا وهو أن النداء الذي سمعه في الرؤيا لم يذكر الشيخ الحائري باللقب الذي كان يعرف به وهو (الحاج الشيخ عبد الكريم الحائري) وسماه الشيخ بدون صفة الحاج.
وقد أجاب الشيخ الحائري عن سؤال السيد بما زاده يقينا بصدق رؤياه، قال السيد الكلبايكاني:
سألته: ألم تتشرفوا بحج بيت الله الحرام؟
فلماذا قالوا: قولوا للشيخ عبد الكريم ولم يقولوا للحاج الشيخ.
فأجاب: السر يكمن أنني حججت حجة نيابة ولم أحج أصالة عن نفسي!
وثمة حكاية معبرة أخري تنقل عن هذا المرجع التقي رحمة الله، ترجع الي أيام قيام الشاه الإيراني الأسبق رضا خان بهلوي بفرض قانون منع الحجاب في ايران ونزعه عن النساء بالقوة، وهو القرار الذي فرضه بدفع بريطاني بعد زيارته لتركيا ولقائه بحاكمها العلماني يومذاك مصطفي أتاتورك.
يقول آية الله السيد الكلبايكاني (رحمه الله:( في بداية نزع الحجاب، كان لكل من العلماء رأي بشأن كيفية مواجهة هذا الأمر، وقد آذاني ذلك كثيراً وأنا لا أجد جواباً عن سؤالي: ما هو تكليفي أنا.
ولم أجد طريقاً للخلاص إلا بالتوسل الي الله عزوجل بالإمام ولي العصر (أرواحنا فداه) طالباً منه تعريفي بواجبي الشرعي.
ويتابع آية الله السيد محمد رضا الكلبايكاني نقل ما جري قائلاً: وإثر هذا التوسل رأيت في تلك الليلة وفي عالم الرؤيا الصادقة لافتة كتبت عليها بخط واضح العبارة التالية: فاذا ظهرت الفتن فعليكم بالشيخ عبد الكريم (الحائري).
ثم ذهبت بعد ذلك الي الشيخ الحائري وحكيت له رؤياي فقال: علينا أن نشد أحزمه العزم لكي نمنع تنفيذ هذا الإجراء [يعني منع الحجاب] بأي وسيلة ممكنة.
مسك الختام هو أن نرفع معاً ايدينا متوجهين الي الله بالدعاء بتعجيل الفرج قائلين: اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلي آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعيناً حتي تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً برحمتك يا أرحم الراحمين.
*******