البث المباشر

ما هي أهم مميزات معرفة الله بالنبي وآله – صلوات الله عليهم أجمعين؟

الأربعاء 6 مارس 2019 - 09:36 بتوقيت طهران

الحلقة 36

بسم الله الرحمن الرحيم
مستمعينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أهلا ومرحبا بكم وأزكى التحيات نهديها لكم في مطلع لقاء جديد من هذا البرنامج العقائدي وسؤالنا فيه هو:
ما هي أهم مميزات معرفة الله بالنبي وآله، صلوات الله عليهم أجمعين؟
فقد علمنا في حلقة سابقة أن هذا الطريق هو أكمل وأتم طرق معرفة الله تبارك وتعالى حق معرفته.
فما الذي يميزها إضافة لذلك أو تفضيلاً له؟
نتلمس الإجابة من النصوص الشريفة، فتابعونا على بركة الله.
مستمعينا الأفاضل، المستفاد من كثير من النصوص الشريفة أن الميزة الأهم لمعرفة الله بصفوته المطهرين محمد وآله الطاهرين –عليهم السلام- هي أن هذه المعرفة هي الطريق لتحقق العبادة التوحيدية الخالصة لله عزّ وجل بمرتبتها الكاملة والحقيقية.
روى الشيخ الصدوق في كتاب «علل الشرائع» مسنداً عن مولانا الإمام الصادق –عليه السلام– قال: (خرج الحسين بن علي-عليهما السلام- على أصحابه فقال: أيها الناس إن الله جل ذكره ما خلق العباد إلا ليعرفوه، فإذا عرفوه عبدوه فإذا عبدوه إستغنوا بعبادته عن عبادة ما سواه.
قال الإمام الصادق (عليه السلام): فقال له رجل: يا ابن رسول الله، بأبي أنت، فما معرفة الله؟
قال الحسين -عليه السلام: معرفة أهل كل زمان إمامهم الذي يجب عليهم طاعته.
وروي في الكافي عن إمامنا الباقر (عليه السلام) قال: من لايعرف الله وما يعرف الإمام منا أهل البيت، انما يعرف ويعبد غير الله.
وروي في كتاب قرب الإسناد عن مولانا الرضا عن الباقر-عليهما السلام- قال: من سرّه أن لا يكون بينه وبين الله حجاب حتى ينظر إلى الله، وينظر الله إليه فليتولّ آل محمد ويتبرء من عدوهم ويأتم بالإمام منهم فإنه إذا كان كذلك نظر الله إليه ونظر إلى الله.
وواضح أن في تعبير(نظر إلى الله) إشارة إلى الرؤية الشهودية القلبية وليس البصرية الحسية، تعالى الله عن ذلك، ولايخفى أن هذه الرؤية تعبر عن أعلى مراتب المعرفة الممكنة بالله جل جلاله وهي بالتالي المعرفة التي تقود الإنسان إلى أعلى مراتب عبادته التوحيدية الخالصة.
وقال الله تبارك وتعالى في الآية ۱۸۰ من سورة الأعراف "وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ".
وقد ذكر المفسرون أن الأسماء الحسنى هي التي تعرف الخلق بخالقهم، تبارك وتعالى وقسموها إلى لفظيه كالسميع واللطيف والبصير والرحيم ونظائرها، وتكوينية وهي مخلوقاته وأسماها وأحسنها في الدلالة عليه صفوته من الخلائق أجمعين محمد وآله الطاهرين –صلوات الله عليهم أجمعين -.
روي في الكافي وتفسير العياشي عن مولانا الإمام الصادق (عليه السلام) في تفيسر هذه الآية الكريمة، قال: "نحن، والله، الأسماء الحسنى التي لايقبل الله من العباد عملاً إلا بمعرفتنا".
قال العارف الإمام آية الله الخميني في محاضراته التفسيرية لآية البسملة معلقاً على هذا الحديث الشريف"الإسم هو العلامة.. وله مراتب، فهناك إسم يجسّد تمام العلامة [يعني في معرفة الله]... وقد ورد في الحديث الشريف (نحن الأسماء الحسنى)، فالإسم الأعلى في مقام الظهور [الإلهي] هو وجود النبي الأكرم والأئمة الأطهار، اولئك الذين وصلوا في مرتبة السير إلى المنتهى".
مستمعينا الأفاضل، وعلى ضوء ما تقدم يتضح أن أهل بيت النبوة -عليهم السلام- هم أعلى مراتب أسماء الله الحسنى الذين أمرنا الله أن ندعوه، عزّ وجل، بها فتكون معرفتهم بذلك طريق تحقق العبادة المطلوبة لله تبارك وتعالى.
وهذا ما نلمحه بوضوح في المقطع التالي من الدعاء الجليل الذي علمه مولى الموحدين وأمير المؤمنين الإمام علي –صلوات الله عليه– لصاحبه الصالح (نوف البكالي) – رضوان الله عليه – وفيه إشارات لطيفة إلى أن معرفة أهل البيت (عليهم السلام) وهم خاصة أولياء الله وعباده وسيلة تحقق صدق الإيمان والعبودية.
قال -عليه السلام: "اللهم فأسألك باسمك الذي ظهرت به لخاصة أوليائك فوحدوك وعرفوك فعبدوك بحقيقتك، أن تعرفني نفسك لأقرّ لك بربوبيتك على حقيقة الإيمان بك، ولاتجعلني يا إلهي ممن يعبد الإسم دون المعنى، والحظني بلحظة من لحظاتك تنوّر بها قلبي بمعرفتك خاصة ومعرفة أوليائك إنك على كل شيء قدير".
رزقنا الله وإياكم أيها الأحبة صدق الإيمان بالله والإقرار بربوبيته وعبادته وتوحيده ببركة معرفة وموالاة ومحبة خاصة أوليائه محمد وآله الطاهرين –صلوات الله عليهم أجمعين. وبهذا نختم لقاء اليوم من برنامجكم (أسئلتنا وأجوبة الثقلين) إستمعتم له مشكورين، من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، نتمنى لكم من الله الدوام وأطيب الأوقات ودمتم في رعايته سالمين. في أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة