البث المباشر

أكمل طرق معرفة الله

الأربعاء 6 مارس 2019 - 09:26 بتوقيت طهران

الحلقة 35

سلام من الله عليكم أيها الأطائب ورحمة الله وبركاته . يسرنا أن نلتقيكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج نعرض فيها علي مناري الهداية وثقليها السؤال التالي: ما هو الطريق الأكمل والأفضل لمعرفة الله عزوجل حق معرفته ؟ سؤال مهم للغاية، فقد عرفنا في حلقات سابقة أن آيات القرآن الكريم والأحاديث الشريفة تهدينا إلي عدة طرق لمعرفة الله حق معرفته وهي أصل أصول العقائد الحقة التي بها نجاة الإنسان وسعادته في الدنيا والآخرة أولها طريق الرجوع إلي الفطرة وما خزنه الله فيها من معرفته والإرتباط به عزوجل ثم طريق معرفة الله من خلال آثاره أي مخلوقاته وما تشمل عليه من عظمة ونظم تعرفنا بعظمة وقدرة خالقها وموجدها تبارك وتعالي . 
ثم طريق معرفة الله من خلال أكمل المخلوقات وهو الإنسان الذي كرمه الله تبارك وتعالي واختار منه خلفاءه في أرضه . فهل هو الطريق الأكمل والأفضل لمعرفة الله عزوجل حق معرفته ؟
مستمعينا الأفاضل، نجد في المجاميع الروائية المعتبرة كثيرا من النصوص الشريفة التي تصرح بأن أكمل طرق معرفة الله هو طريق معرفة صفوته من الخلائق أجمعين محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين . بل وتصرح بأن معرفة الله حق معرفته لا تكتمل إلا بمعرفتهم – عليهم السلام -، روي الحافظ الخزاز في كتاب ( كفاية الأثر في الأئمة الإثني عشر ) بسنده عن رسول الله – صلي الله عليه وآله – أنه قال ضمن حديث طويل لوصيه المرتضي – عليه السلام –: "ياعلي أنت الإمام والخليفة من بعدي حربك حربي وسلمك سلمي ؛ من ذريتك الأئمة المعصومون، فأنا سيد الأنبياء، ولولانا لم يخلق الله الجنة والنار ولا الأنبياء ولا الملائكة" . ثم قال – صلي الله عليه وآله –: "ياعلي نحن خير خليفة الله علي بسيط الأرض وخير من الملائكة المقربين، وكيف لا نكون خيرا منهم وقد سبقناهم إلي معرفة الله وتوحيده، فبنا عرفوا الله وبنا عبدوا الله وبنا اهتدوا إلي سبيل معرفة الله" .
وهذا المضمون مستفيض في كثير من الأحاديث الشريفة المروية في المصادر المعتبرة وهي تشير إلي أسبقية محمد وآله الطاهرين – عليهم السلام – علي الجميع في معرفة الله وتوحيده في عوالم الخلق قبل عالم الدنيا كعالمي الأنوار والذر . قال الشيخ الصدوق في كتاب التوحيد: قال الصادق – عليه السلام –: "لولا الله ما عرفنا ولولا نحن ما عرف الله" . وعلق الشيخ الصدوق علي هذا الحديث الشريف بقوله: معناه لولا الحجج – عليهم السلام – ما عرف الله حق معرفته ولولا الله عزوجل ما عرف الحجج . وروي نظير ذلك عن مولانا الإمام علي الهادي – عليه السلام – وفيه أن من لم يعرفهم – عليهم السلام – لم يعرف الله حق معرفته، كما في مشارق أنوار اليقين للحافظ رجب البرسي .
مستمعينا الأفاضل ونقرأ في تفسير نور الثقلين وغيره من التفاسير الروائية مسندا عن جابر أن رجلا سأل الإمام الباقر – عليه السلام – عن قوله عزوجل "وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً" فقال – عليه السلام – : "أما النعمة الظاهرة فالنبي صلي الله عليه وآله وما جاء به من معرفة الله وتوحيده، وأما النعمة الباطنة فولايتنا أهل البيت وعقد مودتنا" ، فاعتقدوا لله قوم هذه النعمة الظاهرة والباطنة واعتقدها قوم ظاهرة ولم يعتقدوها باطنة، فأنزل الله: "يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ" . ثم قال – عليه السلام –: ففرح رسول الله – صلي الله عليه وآله – عند نزولها أنه لم يقبل الله تبارك وتعالي إيمانهم إلا بعقد ولايتنا ومحبتنا وهذا يعني أن معرفة الله وتوحيده تبارك وتعالي لا يكتملان بغير معرفة محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين، وإلا لقبل الله إيمان من عرف الولاية وجحدها .
وروي الشيخ الصدوق في كتاب معاني الأخبار بسنده عن المفضل بن عمرو قال: سألت أبا عبد الله الصادق – عليه السلام – عن الصراط فقال: "هو الطريق إلي معرفة الله عزوجل، وهما صراطان: صراط في الدنيا وصراط في الآخرة، وأما الصراط الذي في الدنيا فهو الإمام المفترض الطاعة، من عرفه في الدنيا واقتدي بهداه مر علي الصراط الذي هو جسر جهنم في الاخرة ومن لم يعرفه في الدنيا زلت قدمه عن الصراط في الآخرة فتردي في نار جهنم" .
أيها الإخوة والأخوات هذه النصوص ونظائرها بهذه المضامين كثيرة تفوق حد التواتر في مضمونها العام، ومنها يتضح أكمل طرق معرفة الله عزوجل هو طريق معرفته من خلال معرفة صفوته من العالمين محمد وآله الطاهرين – صلوات الله عليهم أجمعين – .
فهم المصداق الأكمل للإنسان الكامل ولخليفة الله في أرضه وفيهم تجلت الأخلاق الإلهية بأكمل صورها ولذلك كانوا مرآة معرفة بالله عزوجل حق معرفته ولهذا الطريق من طرق معرفة الله خصوصيات نتناولها بمشيئة الله في الحلقة المقبلة من برنامجكم (أسئلتنا وأجوبة الثقلين) يأتيكم بإذن الله من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران .
شكرا لكم ودمتم في بألف خير . 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة