وأكد رئيس وزراء كوسوفو، ألبين كورتي، الإفراج عن ثلاثة عناصر في الشرطة تعرضوا للخطف، لافتاً إلى أنّ عمليات الخطف تشكّل انتهاكاً خطراً لحقوق الإنسان، ويجب معاقبتها.
وأثار اعتقال عناصر الشرطة الثلاثة حرباً كلامية بين كوسوفو وصربيا، ففي حين أكّدت بريشتينا أنّهم "خُطفوا"، قالت بلغراد إنّ المجموعة التي وصفتها بأنّها "إرهابية" عبرت إلى صربيا.
وتسعى الحكومة في بريشتينا للقضاء على ما تقول إنّه عمليات تهريب مستشرية عند حدود كوسوفو الشمالية.
توترت العلاقات، منذ تعيين بريشتينا، في أيار/مايو، رؤساء بلديات من ألبان كوسوفو في بلديات ذات أغلبية صربية في شمال كوسوفو، بعد انتخابات قاطعها الصرب.
ودعت فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة الجانبين إلى التهدئة، بينما انتقدت واشنطن، أقرب حليف لبريشتينا، قرار كوسوفو المتعلق بتنصيب رؤساء البلديات.
ونظم الاتحاد الأوروبي محادثات رعاها مسؤول السياسة الخارجية، جوزيب بوريل، في بروكسل، الأسبوع الماضي. لكن يبدو أنّ الاجتماع لم يسفر عن تفاهمات.
في غضون ذلك، قال الرئيس الصربي، ألكسندر فوسيتش، إنّ وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، شدّد، في محادثة هاتفية معه، على "تهدئة الوضع" في شمالي كوسوفو، وأكد "تأييده بالكامل للخطة الأوروبية لوقف التصعيد".
وأضاف فوسيتش، عبر تطبيق إنستغرام، أنّه أكّد لبلينكن أنّ استقالة رؤساء البلديات المتنازع عليها، والانسحاب الفوري لقوات شرطة كوسوفو الخاصة من شمالي كوسوفو، "لهما أهمية رئيسة في تهدئة التوترات".
ولا يزال التوتر بين كوسوفو وصربيا قائماً، منذ اندلاع الحرب أواخر التسعينيات، والتي تدخّل فيها "الناتو" ضد بلغراد.
وكانت موسكو حمّلت واشنطن المسؤولية عن الصراع الحدودي بين صربيا وكوسوفو، مشيرة إلى أنّ "أميركا تهدف إلى إضعاف بعض الدول، التي تعبّر عن موقف مستقل".
وفي عام 2008، أعلنت كوسوفو استقلالها عن صربيا، إلّا أنّ بلغراد رفضت الاعتراف بالأمر، في وقتٍ لا يزال الصرب في كوسوفو موالين إلى حد ما لها، وخصوصاً في الشمال حيث يشكّلون الأغلبية، ويرفضون كل خطوة تقوم بها بريشتينا لتعزيز هيمنتها على المنطقة.
ولكوسوفو رمزية تاريخية بالنسبة إلى صربيا، وخصوصاً أنّها كانت مسرحاً لمعارك فاصلة على مرّ القرون. وما زال الإقليم الصربي السابق يضم عدداً من أهم الأديرة التابعة للكنيسة الصربية الأرثوذكسية.