موضوع البرنامج:
ابيات في الانتظار للاديب محمد رضا الازري
المهدي(عج) سفينة النجاة
اجوبة السيد محمد الشوكي على اسئلة بشأن القضية المهدوية
قصة مسجد الصبور في قرية الزنج في البحرين الذي لا يقبل التسقيف
*****
لولا انتظاري يوماً لاخلاف به
لشطر الوجد قلبي اي تشطير
يوم ارى الملة البيضاء مسفرة
عن كل أبيض ذي جد وتشمير
وموكب تحمل الأملاك رايته
امام ملك على الأزمان منصور
ملك اذا ركب الذبال تحسبه
نوراً تجلى لموسى من ذرى الطور
فتىً يروقك منه حين تنظره
لألاء فرق بنور الله محبور
وكم أجال العقول العشر خابطة ً
في كنهه بين تعريف وتنكير
وإن من يقتدي عيسى المسيح به
لذاك يكبر عن تحديد تفكير
كأني بجنود الله محدقةً
من حوله بين تهليل وتكبير
والجن والأنس والأملاك خاضعة
له فأكبر بتصريف وتسخير
والمسلمون أعز الله جانبهم
في ظله بين مغبوط ومسرور
فقل ببدر تعالى في مطالعه
ومرهف بيد الجبار مشهور
*******
الحمد لله ذي الأناة الذي لا يعجل لعجلة العباد، اللطيف في فعله، الجميل في صنعه، الحسن في تدبيره، القدير في إنفاذ ارادته، والصلاة والسلام على معادن حكمته ومجاري تدبيره وطرائق فيضه، ورحمته الكبرى للعالمين محمد وآله الطاهرين.
السلام عليكم احباءنا ورحمة الله وبركاته، نأمل ان يوفقنا الله عزوجل فيها لتقديم ما فيه له رضا ولنا ولكم صلاح.
الفقرة الأولى من البرنامج مستمعينا الأعزاء، كانت ابياتاً جميلةً اخترناها من قصيدة للشاعر الولائي، الشيخ محمد رضا الأزري (رضوان الله عليه) اشتملت على تصوير بليغ لجملة من مقامات امام زماننا المهدي (ارواحنا فداه) منها وصفه في البيت الأخير بأنه سيف الله عزوجل من جهه وبنوره المتألق في كونه، حيث قال (رحمه الله): فقل ببدر تعالى في مطالعه ومرهف بيد الجبار مشهور.
تستمعون لاحقاً اعزاءنا الى فقرات اخرى، اولاً وقفة عند دلالات تلقيب مولانا الامام المنتظر (عليه السلام) في زيارة آل ياسين المباركة بلقب: «سفينة النجاة»
تليها اجابات ضيف البرنامج على بعض اسئلتكم الواردة للبرنامج.
*******
ونختم الحلقة بنقل قصة المسجد الآية ولقاء الشيخ البجلي بصاحب الأمر (عليه السلام)، وها نحن نبدأ بالفقرة الاولى التي اخترنا لها عنوان:
المهدي والنجاة من امواج الفتن
«سفينة النجاة»، هو اللقب التاسع والعشرون من القاب مولانا الحجة المهدي (ارواحنا فداه) حسب الترتيب الوارد في زيارة آل ياسين المباركة التي أمرنا بتلاوتها اذا اردنا التوجه الى الله عزوجل بأمام العصر (سلام الله عليه).
وهذا من الألقاب والأوصاف التي تصدق على جميع عترة النبي الاكرم واهل بيته (صلى الله عليه وآله) كما هو صريح الحديث النبوي المشهور المروي بطرق كثيرة عند الفريقين حيث يقول (صلى الله عليه وآله): «انما مثل اهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق».
وحديث سفينة نوح هو (مستمعينا الأكارم) من الأحاديث الدالة على عصمة ائمة العترة النبوية (عليهم السلام) بل والأهم من ذلك هو ان اتباعهم يعصم متبعيهم ومنجيهم كما هو واضح من التمعن في دلالات تشبيههم بسفينة نوح (عليه السلام) قال العلامة السيد عبد الحسين شرف الدين في كتاب المراجعات: «وانت تعلم ان المراد بتشبيههم عليهم السلام بسفينة نوح، هو ان من لجأ اليهم في الدين فأخذ فروعه واصوله عن أئمتهم الميامين، نجا من عذاب النار، ومن تخلف عنهم كان كمن آوى يوم الطوفان الى جبل ليعصمه من امر الله، غير ان ذاك غرق في الماء وهذا في الحميم والعياذ بالله...».
وقال ابن حجر من كبار علماء الشافعية في كتابه الصواعق الحرقة: «ووجه تشبيههم بالسفينة ان من احبهم وعظمهم شكراً لنعمة مشرفهم واخذ بهدي علمائهم نجا من ظلمة المخالفات، ومن تخلف عن ذلك غرق في بحر كفر النعم وهلك في مفاوز الطغيان».
مستمعينا الاكارم، عندما نطبق هذا المعنى على امام العصر المهدي (سلام الله عليه) نعرف ان تلقيبه بلقب (سفينة النجاة) يدل على كونه عليه السلام مظهر حبل الله عزوجل المنجي في عالمنا المعاصر، بمعنى ان التمسك بولايته (سلام الله عليه) هو سبيل النجاة من اشكال الفتن الفكرية والاخلاقية والسلوكية والروحية التي يعج بها عالمنا المعاصر.
اما بالنسبة لمصاديق التمسك بولايته في غيبته (عجل الله فرجه) فهي تتمشل بالعمل بوصاياه والرجوع الى ما ثبت عن آبائه الطاهرين (عليهم السلام) والتوسل به قلبياً الى الله عزوجل في الشدائد والفتن، والدعاء له وترسيخ مودته في القلب ونظائر ذلك من التكاليف التي تحدثنا عنها مفصلاً في الحلقات السابقة.
ان التوجه الى الله عزوجل بأمام زماننا المهدي (ارواحنا فداه) يعني في الواقع اللجوء الى سفينة النجاة الحقيقة التي لا يوجد غيرها ما يعصم من الضلالات، وهذا هو لب معنى توصيفه (عليه السلام) بأنه سفينة النجاة وسفينة نوح، ففي ذلك اشارة مهمة الى انه لا يوجد سبيل للنجاة غير التمسك بولايته (ارواحنا فداه).
*******
نواصل (ايها الأخوة والأخوات) تقديم هذه الحلقة من برنامج (شمس خلف السحاب) بأن ننقل الميكرفون الى زميلنا لكي يعرض على ضيف البرنامج بعض اسئلتكم ومن خلال الاتصال الهاتفي بسماحة السيد محمد الشوكي، نستمع معاً:
المحاور: سماحة السيد من الاخ عبد الله الشمري وردنا سؤال يقول: هل يوجد خبر عن الامام المهدي )عجل الله تعالى فرجه الشريف( بقية الله يأمر فيه بتكذيب ونبذ من ادعى انه سفير له في عصر غيبته الكبرى وبعد السفراء الاربعة في الغيبة الصغرى؟ تفضلوا.
السيد محمد الشوكي: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين، هي القضية داخلة في التخطيط الالهي لقضية الامام المهدي (سلام الله عليه) فبالنسبة الى الغيبة الصغرى كما كانت هي في الحقيقه ممهدة لغيبة الامام الكبرى لانه لو وقعت الغيبة الكبرى مباشرة سوف تشكل وتنقطع اخبار الامام عن قاعدته الشعبية الكبيرة سوف يشكل ذلك صدمة كبيرة للواقع الشيعي ولواقع المؤمنين انذاك لانهم لم يتعودوا على ان يفقدوا الامام بصورة مفاجئة ومن دون تمهيد ولهذا الامام (سلام الله عليه) او ما قدر للامام التخطيط الالهي للامام المهدي ان تكون هناك غيبة صغرى للامام ليتعود الناس شيئاً فشيئاً، هذه الغيبة الصغرى كان في اربعة سفراء للامام المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) كانوا هم حلقة الوصل والجسر الذي يربط الامام والناس على مختلف الاصعدة، بعد وفاة او قبيل وفاة السفير الرابع رحمة الله عليه، صدر التوقيع الشريف من الناحية المقدسة على يديه بأن الغيبة قد وقعت وان من ادعى الرؤية قبل السفياني فكذبوه، اذن هذا وارد عن الامام (سلام الله عليه) واعتمد عليه علماءنا الكبار رحم الله من مضى وحفظ من بقي قالوا بأن السفارة قد ختمت بعد السفير الرابع وان اللقاء من الممكن ان يلتقي بالامام (سلام الله عليه) ولكن مسألة السفارة قد ختمت تماماً وبالتالي فمن ادعا الرؤية فقبل ظهور السفياني يعني قبيل ظهور الامام (سلام الله عليه) الفترة الوجيزة التي سوف يظهر فيها الامام، قبل هذه الفترة من يدعي الرؤية والمشاهدة بمعنى ان يدعي السفارة عن الامام (سلام الله عليه).
المحاور: يعني سماحة السيد يعني ادعاء السفارة هنا ما المقصود يعني من يدعي انه حلقة الربط بينهم وبين الامام؟
السيد محمد الشوكي: يدعي مثلاً انه نائب خاص واننا نعلم ان النيابة العامة اعطيت للفقهاء واما من كان صائلاً لدينه مطيعاً لمولاه ومخالفاً لهواه... الخ فللعوام ان يقلدوه واما الحوادث الوقعة ترجعوا فيها الى رواة حديثنا انهم حجتي عليكم وانا حجة الله... الخ، اذن النيابة العامة اعطيت للعلماء والفقهاء في زمن الغيبة الكبرى ولكن النيابة الخاصة، نحن نقصد بالسفارة، النيابة الخاصة ان يكون نائباً خاصاً من قبل الامام (سلام الله عليه)، هذا المعنى اجمع عليه كلمات علمائنا الابرار في ان السفارة قد ختمت بموت السفير الرابع، والتوقيع الشريف ايضاً واضح في ذلك ان من ادعى الرؤية او المشاهدة قبل.
المحاور: بأعتبار ان اصل التوقيع هو هذا صدر لاعلان نهاية السفارة؟
السيد محمد الشوكي: نهاية السفارة، هو ايضاً بمناسبة الحكم والموضوع كما يقال بأعتبار انه لا يوصي لاحد من بعدي ولو كانت القضية مفتوحة لا وصى الى شخص ثالث والثالث الى آخر وهكذا، ثم ان حتى الروايات الاخرى ورد فيها ان له غيبة يكثر فيها الحائرون ويكثر فيها المدعون وتقول ايضاً تقل ايامها... الخ فالروايات الاخرى.
المحاور: يعني مدعو السفارة؟
السيد محمد الشوكي: ربما مدعو السفارة وحتى ربما مدعو المهدوية، تخرج اثنى عشرة راية لا يعرف اي من اي كما ورد في الرواية، فيقول احدهم للامام (سلام الله عليه) موقفنا يومذاك كيف يكون؟ كيف نميز الحق من الباطل؟ قال ان امرنا اوضح من هذه الشمس، اذن هو في الروايات الشريفة اوضح ان هناك اناس سوف يدعون دعاوى على كل حال باطلة.
المحاور: وان لم تكن ادعاء سفارة بصورة واضحة لكن مضمون السفارة هو متحقق في الادعاء.
السيد محمد الشوكي: متحقق في الادعاء وقد حتى في زمن الغيبة الصغرى ايضاً كان هناك مدعون للسفارة لكن كل من ادعى السفارة سقط، لان الله عزوجل لا يريد للناس ان تتيه في امثال هذه الدعاوى اذن ما عليه علمائنا الاجلاء وما فهموه من زمن الصدوق والمفيد وعلى كل حال الى اخره، اجماع علمائنا على ان السفارة قد ختمت وهذا التوقيع كما اشرنا ايضاً الذي صدر عن الامام المهدي بختم السفارة بمعنى النيابة الخاصة عن الامام (سلام الله عليه) ثم من ادعى السفارة فعليه ان يقدم دليلاً لانها ليست قضية بسيطة وانما القضية حجمها كبير والا بأمكان كل واحد ان يدعي السفارة اعتباطاً.
*******
مستمعينا الاكارم، نجدد تذكيركم بأن حلقات برنامج شمس خلف السحاب توضع في صفحة اسلاميات من موقع اذاعة الجمهورية الاسلامية في ايران على شبكة الانترنت، فبأمكانكم الرجوع اليها، عنوان الموقع هو: www.arabic-irib.ir.
كما نجدد ترحيبنا بما يصلنا منكم من مساهمات واقتراحات ومشاركات واسئلة فيما يرتبط بموضوعات البرنامج، أرفدونا بها عبر ارسالها الينا على عناوين الاذاعة ومنها البريد الالكتروني وهو: [email protected].
او البريد العادي وهو: (ايران- طهران- ص ب. ٦۷٦۷-۱۹۳۹٥).
*******
اعزاءنا المستمعين الفقرة الختامية للبرنامج تشتمل على احدى روايات الفائزين بلقاء المهدي ورؤية طلعته الرشيدة وغرته الحميدة سلام الله عليه.
الفائزون بلقاء المهدي
مستمعينا الأكارم، يوجد في قرية الزنج في منطقة (بلاد القديم) في البحرين مسجد صغير يطلق عليه اسم بانيه الشيخ الزاهد محسن الصبور (رحمه الله) ويحمل هذا المسجد على صغره آية ناطقةً قائمةً من آيات الله تبارك وتعالى فيها دلالة من دلائل امامة مولانا بقية الله المهدي المنتظر (عجل الله فرجه).
الآية المشار اليها هي ان هذا المسجد الصغير لا يقبل التسقيف بحال من الأحوال، رغم تعدد محاولات تسقيفه، فقد حاول كثير من الناس تسقيفه بالاحجار تارة واخرى بسعف النخيل وثالثةً ورابعةً بأنواع اخرى من السقوف ولكن وفي كل مرة كان الناس يشاهدون سقوط كل سقف في اليوم التالي لوضعه ودون سبب ظاهري لسقوطه، فالسقف في كل مرة ينخلع انخلاع غطاء العلبة!!
وينقل ان الحكومة في هذا البلد اتهمت اهل القرية بالدجل ولاثبات مدعاها عمدت الى تسقيف المسجد بأقوى انواع السقوف ووضعت حراساً من شرطتها لمنع مجيء من يهدمه، ولكن حدثت المفاجأة عندما غلب النعاس على الحرس، فأصبحوا ليروا أن السقف قد سقط هذه المرة ايضاً ودون سبب ظاهري.
واعلفت للنظر أن لمسجد الشيخ محسن الصبور هذا قبةً فريدةً في كونها مسندةً على جدرانه فلا تشكل سقفاً له!! فما هي قصة هذا المسجد؟!
ونشير - مستمعينا الاكارم- الى أن هذا المسجد الآية قد ورد ذكرة في كتاب مزارات البحرين للسيد هاشم، اما قصته فقد ذكرها مجملةً مؤلف كتاب ۲٥۰ علامةً حتى ظهور المهدي (عجل الله فرجه) يقول في روايتها: ان رجلاً من اهل قرية الزنج المذكورة اسمه الشيخ البجلي رأى شخصاً وقوراً تبدو عليه آثار الهيبة والجلالة يصلي في خربة في القرية، فدعاه الى مسجد القرية لكي يصلي فيه.
لكن هذا السيد الجليل رفض هذه الدعوة واشار الى المكان الذي يصلي فيه قائلاً: إن هذا مسجد في الأصل، فأمر اهل القرية ان يبنوا المسجد.
وهنا سأله الشيخ البجلي عن هويته فقال: انا صاحب الأمر، فهوى الشيخ على يديه يقبلهما، فقال له السيد: دع عنك هذا، ثم قام وحدد له حدود المسجد، فقال الشيخ البجلي: يا مولاي ان اهل القرية سيتهمونني بطلب الصدقة لنفسي ان طلبت المال لبناء المسجد، فما هي العلامة التي ادفع بها تهمتهم؟
فقال الامام (عليه السلام): العلامة: ان هذا المسجد لا يقبل التسقيف مادمت غائباً.
ختاماً، نتلو معاً احباءنا الدعاء المبارك لمولانا المهدي: اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعيناً حتى تسكنه ارضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً... نستودعكم الله بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******