البث المباشر

محمد صالح البراغاني القزويني المشهور بالشهيد الثالث

الخميس 14 فبراير 2019 - 19:08 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقه 302

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن طلائع الصادقين في تفانيهم لاهل البيت(ع) المرحوم الشهيد الثالث العالم الجليل والمجاهد الكبير المولى محمد صالح البراغاني القزويني، هو من مواليد عام 1200 هـ من مواليد منطقة برغان من توابع قزوين في ايران نشأ هناك وتلقى مبادئ العلوم في مدينة‌ قزوين وكان ذا مؤهلات واستعداد كبير فتحول الى اصفهان لينتهل العلم في حوزتها ثم ارتحل الى مدينة ‌قم المقدسة ودرس فيها لفترة ومنها سافر الى النجف الاشرف واصبح من خيرة تلاميذ المرحوم الشيخ جعفر الجناجي صاحب كتاب كشف الغطاء والذي لقب به اخيراً، من تلاميذ الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء هو المرحوم المولى محمد صالح البرغاني، درس عنده ونال مرتبة الاجتهاد العالية ثم تحول من هناك فسكن كربلاء المقدسة وصار له شأن عظيم فكان عالماً ومرجعاً وخطيباً ومجاهداً ومؤلفاً حيث استفاد من اساتذته الكبار هناك مثل المرحوم السيد علي صاحب الرياض والسيد محمد المجاهد اعلى الله مقامهما واشتهر الملا صالح البراغاني في تحمسه لاقامة شعارات اهل البيت وخصوصاً ابي الاحرار ابو عبد الله الحسين(ع) وكان شديداً في ذلك غير مبال وعندما عاد الى ايران وسكن مدينة مدينة قزوين عمل على مكافحة الفساد وكان الروس يحتلون جزءاً من ايران فكان هو واخوه المجاهد الملا محمد تقي في مقدمة المجاهدين في طرد الروس وقال عنه صاحب كتاب المآثر والآثار كان الحاج ملا صالح البراغاني القزويني من فحول المجتهدين في زمن الدولة القاجارية وله تصانيف كبيرة وكثيرة وآثار نفيسة وهو بالاضافة الى ذلك من النائحين على الائمة الاطهار وخاصة الامام الحسين(ع) متقيداً منها بالاخبار الموثوقة والمراثي المفجعة وقد الف اكثر من خسمة ‌وعشرين كتاباً في مواضيع مختلفة كما ان له تفسيراً للقرآن اسمه مصباح الجنان في تفسير القرآن وهو من التفاسير التي لها وزنها وفي السنين الاخيرة من حياته سكن كربلاء المقدسة واسس فيها مكتبة عامرة بالمخطوطات ونفائس الكتب كما قام بتأسيس العديد من المدارس العلمية لطلبة الحوزة هناك وقد سبق له ان اسس مشاريع عديدة في قزوين ايضاً وفي بعض المدن في ايران ويقول وراثه انه ترك مزارع وبساتين اوقف ريعها لتمويل المآتم الحسينية وشعائر سيد الشهداء(ع)، اما قضية استشهاده وطبعاً استشهد عام 1264 هـ، قضية استشهاده لا يخفى انه جاهر وتشدد في مقاومة ‌بدعة البهائية والبهائية مذهب ابتدعته السياسات المعادية ‌للاسلام وهو في السر متحالف مع الصهيونية العالمية فراجت فكرة ‌البهائية في ايران ايام فتحعلي شاه القاجاري ومع الاسف كانت ابنة الشهيد الملا صالح البراغاني واسمها طاهرة وتعرف بقرة العين من مروجي افكار البهائية وهذا مصداق لقوله تعالى: «يخرج الميت من الحي» هذه البنت كانت من دعائم المروجين لهذه الفكرة فتبرأ منها والدها واهدر دمها وكانت مشهورة بالجمال الفتان وذكاءها الشديد وقد وقف المرحوم ابوها وعمها الملا محمد تقي منها موقفاً شديداً ليس منها فقط وانما من هذه الفكرة وهذه البدعة فكانت هذه المرأة الخبيثة تحرض على قتل ابيها وقتل عمها وكانت تزعم بأن فكرة البهائية لاتستقيم ولا تنتشر الا بقتل ابيها وعمها وذات ليلة من عام 1264هـ كان المرحوم الملا صالح البراغاني يصلي المغرب وبعد الصلاة انشغل بالنوافل فهجمت عليه ابنته هذه وهي طاهرة بخنجر بيدها ضربته في خاصرته ثم توالى عليه اتباعها ضرباً فأستشهد في محرابه شهيداً وعرف بعد ذلك بالشهيد الثالث واختفت هذه الملعونة بعد ارتكاب هذه الجناية عن الانظار وكان ذلك ايام السلطان ناصر الدين القاجاري وعاشت ايران ايام هذه الحالة ايام عزاء وذهول وكانت هي السنة الرابعة لتولي ناصر الدين العرش في ايران فأمر هذا الملك القاجاري امر بالقبض عليها فبقيت مستترة عن الانظار تتخفى حتى خاف عليها بعض اقاربها، خافوا بهذه الصورة انه اذا قبض عليها يفتتن الشاه بجمالها ويؤخذ بمنطقها الساحر فقبض عليها اقاربها وقتلوها والقوها في البئر وذهبت لتلقى الله بمجازاة اعمالها، على اي حال بقي دوره مؤثراً في الساحة وسبحان الله قضية استشهاده ومظلوميته وخصوصاً استشهاده على يد ابنته ادى الى ان تشكل ثورة‌ كبرى على هذه البدعة‌ وهذه الفكرة العميلة‌ وادى استشهاده الى نمو عدد كبير من الخطباء والعلماء‌ المثابرين في مكافحة هذا المبدأ الهدام الى ان كانت نهايته في ايران لكن في مدن اخرى تعمل الصهيونية ‌العالمية ‌بتمويل منها ومن الماسونية على نشره وعلى تكثيره ولكن في ايران الحمدلله استأصلت هذه الفكرة ودفنت وقبرت على عهد الثورة‌ الاسلامية‌ التي قادها الامام الراحل(رض) وسبب من اسباب تحفيز السيد الامام على هذه الثورة هو نفوذ هذه الفئة الضالة‌ في اجهزة الدولة ‌العليا وربما اختراقها المصادر العليا في اتخاذ القرار، طبيب الشاه البهلوي كان بهائياً، مستشاره كان بهائياً،‌ طباخه الخاص كان بهائياً وهكذا دواليك وصاروا يبنون معابدهم على ركام بعض المساجد او بعض الآثار الدينية والمذهبية‌ مما استفز شعور الشعب الايراني المسلم وتحرك وراء قيادة الامام الراحل ودفن هذا التيار واتباعه هو مزبلة التاريخ فرحم الله المرحوم الشهيد الملا صالح البراغاني بواسع رحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة