البث المباشر

زرارة بن اعين الشيباني الكوفي

الخميس 14 فبراير 2019 - 18:30 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقه 290

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن الصادقين بأتباعهم لآل الرسول(ص) هو المحدث الشهير ولسان الحق واحد اللصقاء المعتمدين عند الائمة هو المرحوم زرارة بن اعين الشيباني الكوفي، زرارة بن اعين هو واحد من النجباء الاربعة، تعبير النجباء اطلقه عليهم الامام الصادق، النجباء الاربعة الذين دونوا الفقه فيما تعرف بالصحف الاربعمئة، دونوها عن الامام الباقر وعن الامام الصادق عليهما آلاف التحية والثناء، زرارة بن اعين كان جسيماً وسيماً مهاباً واشتهر انه من اكبر رجالات الشيعة فقهاً وحديثاً ومعرفة بالكلام، كان لسناً وشاعراً واديباً وقوياً بالمخاصمة وكان يمثل ذراعاً نشطاً للامام الصادق(ع)، يروي ابو العباس الفضل بن عبدالملك قال سمعت الامام الصادق(ع) يقول احب الناس الي امواتاً واحياءاً اربعة بريدة بن معاوية ومحمد بن مسلم والاحول وزرارة بن اعين وهم النجباء الاربعة، الاحول يبدو انه ابوبصير، وعن سليمان بن خالد الاقطع قال سمعت الامام الصادق(ع) يقول ما اجد احداً احيا ذكرنا وحديثنا الا زرارة بن اعين وابو بصير ومحمد بن مسلم وبريدة بن معاوية ولولا هؤلاء ما كان احد يستنبط حديثنا - اي يستخرج الحكم الشرعي- وهؤلاء حفاظ الدين وامناء ابي على حلال الله وحرامه وهم السابقون الينا في الدنيا والسابقون الينا في الآخرة ويروى عن الامام الكاظم(ع) انه قال اذا كان يوم القيامة نادى منادي اين حواري رسول الله فيقوم فلان وفلان الى ان قال ثم ينادي وينتهي الامام بقوله ثم ينادي منادي اين حواري محمد بن علي الباقر وجعفر بن محمد الصادق فيقوم اربعة فيذكر الامام اسماء هؤلاء ومنهم زرارة بن اعين، ويقول الامام الصادق(ع) لولا زرارة لظننت ان احاديث ابي ستذهب، ذاك اليوم ما كانت اجهزة التسجيل والوسائل الموجودة اليوم، الحالة الوحيدة التي تحفظ التراث هي الذاكرة وشخص يحفظ، لكن حافظة ومعها دين ومعها تقوى، حافظة وليس معها تقوى تغيير بالاحاديث بموجب الرغبات والامزجة ولهذا يمكن يكون شبه مستحيل حصوله لهذا يقول الامام الصادق(ع) لولا زرارة لظننت ان احاديث ابي ستذهب ويروي المفضل بن عمر قال كنت عند الامام الصادق(ع) فدخل عليه رجل اسمه الفيض بن المختار واخذ يسأل الامام عن بعض الآيات وتفسيرها وبعض الآراء الفقهية وتعارض بعضها ببعض ثم شكى للامام حالة البلبلة التي تعانيها مسألة‌ الفقه والحديث والكلام وان البعض يستند في آراءه اليكم فأجاب الامام الصادق بأنزعاج، اجل كما ذكرت يافيض ان بعض الناس اولعوا بالكذب علينا حتى كأن الله افترض ذلك عليهم واني احدث احدهم بحديث فلا يخرج من عندي حتى يؤله على غير واقعه وذلك انهم يطلبون بحديثنا الدنيا وكل يحب ان يدعى بأنه رأساً ثم اردف الامام قائلاً يا فيض انه ليس من عبد يرفع نفسه الا وضعه الله وما من عبد وضع نفسه الا رفعه الله وشرفه ثم ختم الامام الصادق كلامه مع الفيض بن المختار بقوله فأذا اردت حديثنا فعليك بهذا الجالس واومأ الى رجل من اصحابه فسألت عنه فقالوا هذا زرارة بن اعين، اشتهر زرارة من بين تلاميذ الامام الصادق بموقفه من الامام وقربه منه مما سبب له خطورة على حياته، الخطورة من جانبين مرة من الحسد ومرة من القوى المضادة، القوى المضادة كانت تستهدف وترصد الشخصيات التي تحظى بأعتماد الائمة وكونهم رسل لرسالة اهل البيت فتستهدف حياتهم ولهذا اضطر الامام الصادق(ع) احياناً الى ذم زرارة‌ في بعض المحافل وكان السبب تجنباً من تعرض زرارة الى خطر التصفية وهذا ما يمارسه اهل البيت(ع) من التقية في درء الخطر لانه لما تسلط الاضواء على شخص انه ذراع او شمعة يعتمدون عليها اهل البيت، حياته معرضة للتصفية وطبعاً يمر هذا المعنى في احاديث خاصة كانت تجري بين الامام الصادق وزرارة والامام اسره سراً معتبراً اليه ما هو الا ايهاماً للاعداء من تشخيص موقعك الخاص عندنا، ثم يقول له الامام الصادق في نهاية الحديث يا زرارة كان حقاً‌ على الله ان يدخلك الجنة وقلت ان هذا له مؤلفات عديدة دون ما حفظه وسمعه من الامامين وله مؤلفات ذكرها السيد هاشم معروف الحسني في كتابه سيرة الائمة الاثني عشر، طبعاً له ابيات شعرية في مدح اهل البيت ومهاجمة اعداء اهل البيت(ع) مثلاً له قصيدة في الامام المهدي منها:

فتلك علامات ستجنى لوقتها

وما لك عما رأى الله مذهب

وكان كنور مشرق في طبيعة

وبالله عن ذكر الطبائع مرغب

الحديث طويل عن هذه الشخصية ولكني اكتفي بهذا وكان بودي ان اذكر المحن التي ابتلي بها زرارة والمعاناة التي عاناها نتيجة صلاته وموقعه عند اهل البيت(ع)، قاوم كل ذلك وصبر الى ان توفي رحمه الله عام 148هـ بعد وفاة الامام الصادق بشهرين تغمده الله برحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة