البث المباشر

الشيخ هادي زين العابدين

الخميس 14 فبراير 2019 - 18:23 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقه 285

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
وممن اشتهروا بصدقهم واخلاصهم لآل الرسول هو العالم الفذ المقدس الزاهد المرحوم الشيخ هادي ابن الشيخ زين العابدين من علماء النجف ومراجعها وهو من ذرية المرحوم الشيخ حسين الفتوني من العلماء الابدال والمراجع الكبار في كربلاء المقدسة وطبعاً الشيخ حسين الفتوني هو الحفيد الخامس للشيخ البهائي المعروف والمدفون في رواق حرم الامام الرضا(ع) والشيخ هادي زين العابدين رحمه الله هو من مواليد النجف الاشرف ونشأ منذ صباه مكباً على طلب العلم والمعرفة والارتياض وصار من اللامعين بين تلاميذ المرحوم الآخوند الخراساني اعلا الله مقامه وكذلك درس على يد المرحوم الاغا ضياء الدين العراقي والمرحوم النائيني رحمهم الله وله كتابات مفصلة لتقريرات اساتذته، كما تتلمذ على يدي الجهابذة الكثيرين في علوم تهذيب النفس وترويض الذات وتربية الباطن وكان رحمه الله معروفاً بالزهد والتقوى والتواضع وقد اعجب به تلاميذه لترسله مبتعداً عن الشكليات والتكلف كان المرحوم الشيخ هادي زين العابدين من الملتزمين بزيارة حرم الامام امير المؤمنين(ع) في كل مساء وقد اردكته وانا الحقير المتحدث السيد حسن الكشميري ادركته وكانت لا تفوته السهرة في الحرم الشريف خصوصاً ليالي شهر رمضان المبارك وكان قد ورث هذه الحالة من المرحوم والده المقدس الشهير وهو الشيخ زين العابدين، وقد حدث الشيخ هادي رحمه الله قال ان والده كان يحيي ليالي شهر رمضان في حرم الامام امير المؤمنين الى السحر ويأتي قبيل الاذان الى عائلته ليوقظهم لتناول السحور يقول المرحوم الشيخ هادي فصادف اني واخي الشيخ مهدي تزوجنا في شهر رمضان المبارك في النصف منه ليلة ميلاد الامام الحسن وصادف ليلة زفافنا وبعد انتهاء المراسم بساعة واذا بالباب تطرق فتحت الباب واذا بالمرحوم والدي قائلاً‌ يابني قد حان وقت ذهابنا للحرم، ليلة زفاف، ليلة زواج خصوصاً في شهر رمضان الذي الزوجان في صوم ولا يمكنهم الاتيان ببعض الحالات وهم لفرصة الليل احوج، يقول المرحوم الشيخ هادي رحمه الله تركت غرفة الزفاف وذهبت على اثره الى الحرم ويقول كان والدي ظن اني واخي بسبب زواجنا والوضع الجديد مثلاً سنترك الذهاب الى الحرم خصوصاً في الليالي الاولى مثلاً من الزواج او نتسامح، يقول فلما ذهبت الى الحرم وشاهدني المرحوم والدي في الحرم سر سروراً عالياً وفرح فرحاً كبيراً وقال يا بني هكذا كن مع امير المؤمنين وولده المعصومين(ع) هذه النعمة الكبرى وابي نعم المربي قال لي الله ربي.
هذا الالحاح على ترويض وتربية الجيل الجديد بهذه الصورة والانشداد بأهل البيت، هذا جهاد وانواع الجهاد في سبيل الله وفي اطار الحديث الشيخ هادي زين العابدين رحمه الله يذكرون مترجموه انه سافر مع قافلة من المؤمنين الى الحج بالسيارة عن طريق النجف الاشرف كانت القوافل يخرجون سيارات عن طريق عرعر الى المدينة المنورة، سافر مع قافلة من المؤمنين بالسيارة وكان يصحب القافلة قافلة من الحجاج من غير الشيعة لكن النزل في الطريق كانت تجمعهم فتأثر الكثير من هؤلاء بأخلاق هذا العالم الجليل وسلوكه وزهده وهذه ظاهرة احسست بها خلال سفراتي احياناً في الرحلات البعيدة في الطائرات تستغرق احياناً احدى عشر ساعة فيجمعني كرسي الطائرة مع مسافر آخر ليس من الشيعة وخلال هذه الساعات نتجاذب اطراف الكلام والحديث وبالتالي ارى عنده تحولاً لانه لم يجتمع من ذي قبل يعالم او بشخصية وانما تملأ ذهنه الكثير من التقولات والتخرصات والتهم وامثال هذه ولدي الكثير القصص عن هذا ولكن لا يسمح وقت البرنامج، المرحوم الشيخ هادي زين العابدين رحمه الله يقول ان هؤلاء استأثروا بحالات الشيخ هادي وطبعه وحركاته وعبادته وبالتالي واذا هؤلاء تأثروا بسلوكه صاروا يحتفون به اكثر من رفاقه المؤمنين ثم يذكر المرحوم الشيخ هادي زين العابدين كيف كانوا يهتمون به عندما اطوف او اقبل الحجر الاسود او اصلي عند مقام ابراهيم، استبصر بعد ذلك العديد منهم عن حقيقة الشيعة الامامية وطبيعة علماءها بعد ما كان غفلوا من بعض عديمي المروءة يقول مثلاً كنت لما آتي الى تقبيل الحجر ازدحام كان هؤلاء يصطفون من الشمال يفتحون لي الطريق لاقبل الحجر وكان يقول كنت اخجل منهم المرحوم الشيخ هادي زين العابدين كان من الملازمين لقراءة زيارة الجامعة المروية عن الامام الهادي(ع) الزيارة المأثورة التي ايضاً كان يداوم على قراءتها الامام الخميني رضوان الله عليه حينما كان في النجف الاشرف كما ان المرحوم الشيخ هادي زين العابدين كان دؤوباً على اقامة‌ المجالس لاهل البيت في المواليد والوفيات ورغم صعوبات وضعه المالي احياناً كان يقترض المال ليشتري ما يحتاجه المجلس وكان يشجع تلاميذه واولاده على الملازمة ‌والحضور لمناسبات اهل البيت واتذكره رحمه الله انه كان يوم عاشوراء يتصدر موكب النجفيين في كربلاء حاسر الرأس حافي القدمين وهو يجهش بالبكاء بأستمرار وفي السنين الاخيرة من حياته كان ملازماً لاصطحاب مواكب اهالي النجف وكان يأم المصلين في سامراء ايام تواجد الموكب بمناسبة وفاة الامام الهادي حتى منع البعثيون الكفرة هذه المواكب واذاقوا هذا العالم العذاب على تشجيعه الموكب وآخر ما اذكره توفي رحمه الله في ذي القعدة عام 1392هـ بعد عمر ناهز السبعين عاماً وقد شيعته الجموع الغفيرة من العلماء والطلبة ولا سيما الطبقات الفقيرة في النجف الاشرف بحزن والم شديد وكانوا يلطمون الصدور ويذرفون الدموع متحدين بذلك قرار السلطة العفالقة البعثيين الكفرة القتلة، قرروا منع التشييع او تحجيمه لان البعثيين الكفرة كانوا يحاولون بذلك استئصال هذه الحالات التي تربط الامة والجمهور بعلمائها وعظمائها دفن المرحوم الشيخ هادي زين العابدين مثواه الاخير في مقبرته التي اتخذها لنفسه في حياته قبراً له تغمده الله برحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة