وأدرك المنظمون الغربيون لمونديال قطر 2022، الذين كانوا يعتقدون أن فلسطين قضية منسية وخارج الرياضة، ادركوا خلال هذا الحدث، سوء تقديرهم ورأوا كيف أذهل الآلاف من المشجعين الفلسطينيين وغير الفلسطينيين الجميع برفع العلم الفلسطيني في قطر وأجبرهم على إعادة النظر في حساباتهم السابقة حول مكانة فلسطين.
القضية الفلسطينية في قلب الوعي السياسي العالمي
واعتبر الخبراء إقامة كأس العالم في دولة إسلامية حدثًا عظيمًا للفلسطينيين، لأنه أثار تساؤلات جديدة لدى الرأي العام عن الجرائم التاريخية التي ارتكبها الصهاينة ضد الفلسطينيين ووضع الشعب الفلسطيني المظلوم في قلب الوعي السياسي العالمي مرة أخرى.
وبينما حاول الإسرائيليون استغلال هذا الحدث لكسب شعبية عالمية لكنهم لم ينجحوا في ذلك فحسب بل تعر مراسليهم للسخرية.
رفع العلم الفلسطيني في مونديال قطر كرمز للوحدة
وجعل مونديال قطر2022 العديد من شعوب العالم ان يدرك الألم الرئيسي للفلسطينيين،خيث رفع المسلمون هذه المرة بشكل عفوي ودون تدخل حكوماتهم العميلة، العلم الفلسطيني كرمز للوحدة فيما بينهم.
ولم يرفع لاعب المنتخب الوطني المغاربي "جواد العميق" بعد الانتصار على كندا الأسبوع الماضي علم بلاده، بل رفع العلم الفلسطيني، وشهد الجميع بانه ليس فقط اللاعبين بل أيضًا مشجعي كرة القدم المغربي رددوا شعارات لصالح فلسطين انطلاقا من اهتمامهم بالشعب ومصيره.
وبحسب المحللين رغم إن اجواء هذه الألعاب ليست سياسية، فقد تمكن المغاربة من التعبير علانية عن دعمهم لفلسطين كجزء لا يتجزأ من واقع حياتهم اليومية.
وعندما سأل رئيس تحرير النقابة الدولية "فلسطين كرونيكل" رمزي بارود مجموعة من محبي المنتخب المغربي عن سبب قبولهم للرموز والشعارات الفلسطينية، قالوا "فلسطين في دمائنا، الحب لها يجري في عروقنا".
وأضاف "دعم آخر لفلسطين كان في مباراة اليابان وكرواتيا، حيث جاء عدد كبير من المتفرجين إلى الملعب حاملين العلم الفلسطيني وأبدوا دعمهم للشعب الفلسطيني. وفي مباراة أخرى بين إنجلترا والسنغال، صاحت جماهير المنتخب الإنجليزي على الصحفي الإسرائيلي بشعار "فلسطين حرة".
فشل محاولات ترويج التطبيع في مواقع التواصل الاجتماعي
وبحسب تقرير موقع "إمارات ليكس"، في الأيام الأخيرة ضمن حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تحمل هاشتاغ "فشل التطبيع في مونديال قطر" التي أطلقتها "الجمعية الإماراتية لمقاومة التطبيع" ولاقت ترحيبا واسعا من النشطاء الإماراتيين والعرب، وأكدوا جميعًا بالإجماع أن مونديال قطر أحبط مؤامرات حكومة الإمارات للترويج بشان تطبيع العلاقات مع الصهاينة.
عندما ذهب "راز شيشنيك" و"عوز معلم" صحفيا "يديعوت أحرنوت" إلى قطر بالتنسيق مع مؤسسات استخبارات ودعاية إسرائيلية، عندما واجهها رد الفعل السلبي من الناس وحتى منظمي هذا الحدث الرياضي، كانا أُجبرا على العودة إلى الاراضي المحتلة، وكتبا: "كلما نقوم باصدار التقرير، يتابعنا الفلسطينيون، والإيرانيون، والقطريون، والمغاربة، والأردنيون، والسوريون، والمصريون، واللبنانيون... كلهم ينظرون إلينا بنظرة مليئة بالكراهية... والمفاجأة أن شعوب غرب اسيا على الرغم من التنوع الثقافي موحدة في كره إسرائيل وحب فلسطين".
كما رفعت الاحتجاجات الشعبية ضد الإعلام الإسرائيلي صوت الكيان الصهيوني واعلنت وزارة خارجيته في بيان: "بخصوص أهمية مونديال قطر والتقييمات اليومية لها، يعترف الصهاينة الموجودون في قطر بعداء من قبل المواطنين القطريين وغير القطريين في هذا الحدث.
وحذر كيان الاحتلال في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي مواطنيه من عدم حضور مونديال قطر بسبب الخطر على حياتهم واحتجت لدى "فيفا" والدوحة على معاملة الصحفيين في قطر، لأن الصحفيين الصهاينة أعلنوا أن المتفرجين العرب وغيرهم بعد معرفة هويتهم، فهم ليسوا مستعدين لمقابلتهم.
واكد التقرير حتى الدعم الشامل للمشاهدين العرب ولاعبي كرة القدم في شبكات التواصل الاجتماعي والأفلام الإعلامية للشعب الفلسطيني في قطر يظهر الفجوة بين موقف التساوم لبعض الحكام العرب وشعوبهم الذين يرفضون التساوم ويواصلون دعم الشعب الفلسطيني.