وتابع سماحة قائد الثورة الاسلامية في هذا اللقاء الذي عقد في حسينية الامام الخميني، قائلا : هذا هو السر في أن أولئك الذين لا يوافقون على تقدم البلد لا يوافقون على وجودكم حيث يجب أن تكونوا حاضرين.
ووصف النخبة بأنهم من أهم الموارد البشرية في البلاد، وقال : الموارد الطبيعية مهمة، والمواقع الجغرافية مهمة، والشكل المناخي مهم، هذه كلها مهمة، لكن أحد أهم الثروات البشرية في البلاد هو وجود النخبة، ويجب اعتبار النخبة ثروة ضخمة، وحين نعتبرها ثروة كبيرة ومهمة، لابد لنا من السعي لإنتاجها.
ووصف الجامعة بأنها أهم المؤسسات العلمية التي تعتبر ركيزة أساسية لتقدم البلاد لأنها تحتضن نخبا علمية، وقال : حقيقة أنك ترى أنه في أوقات مختلفة - ليس فقط بالأمس وقبله - جرت محاولات لإغلاق الجامعات والفصول، حتى لا يذهب الطلبة إلى الفصل، والأساتذة لا يذهبون، وبالتالي تعطيل نشاط الجامعة وما إلى ذلك، فهذا يرجع إلى حقيقة أن الجامعة تلعب دورا أساسيا في بناء الصرح العلمي وانتاج النخب العلمية.
وتابع قائد الثورة الاسلامية، قائلا : الآن، الشخص الذي يهدد الأستاذ على الهاتف بأنه إذا ذهبت كذا وكذا - هو نفسه ليس معروفًا بأنه العنصر الرئيسي، فالعنصر الرئيسي وراء الكواليس هو مهم - هذا لأنه يمكنهم عرقلة الجامعة، وجعلها مغلقة مدمرة وغير مكتملة قدر المستطاع، وتحقيق هذه الأغراض مهم لأعداء الوطن ولأعداء تقدم البلاد.
واضاف : تعتبر الجامعة من أكبر حصون البلاد أمام هيمنة الاستكبار، فينبغي أن نعلم أن القوى السلطوية في العالم تهدف إلى الهيمنة بأي وسيلة؟ يوما ما بالأسلحة، يوما ما بالخداع، يوما ما بالعلم، والجامعة تمنع الهيمنة مما يعني أنه إذا استطعت رفع مستوى العلم في البلاد، تكون قد خلقت عقبة أمام سيطرة العدو.
ولفت قائد الثورة الاسلامية الى ان الاعداء كانوا يقولون إن صور الطائرات المسيرة الإيرانية معدلة بالفوتوشوب! والآن يقولون إن المسيّرات الإيرانية خطيرة للغاية، وإستدرك قائلاً : دون مبالغة، يجب أن نقول إن نخبنا الأكاديمية أصبحت مصدر سمعة إيران. أنتم جيل الشباب من النخب، كان هناك العديد من النخب، أجيال قبلكم، جلبوا العزَّة والشرف إلى البلاد خلال الأربعين عاما الماضية.
واشار الى ان العلماء الايرانيين يخوضون في أي قضية علمية او يواجهون مشكلة علمية يركزون عليها، يخرجون بنتائج تنال إعجاب الأوساط العلمية في العالم، مضيفاً : الآن سوف أذكركم ببعض الأمثلة هنا، والتي بالطبع تعرفونها جميعا:
-أبحاث وإنجازات معهد رويان للأبحاث؛ ليس فقط في موضوع الخلايا الجذعية، استنساخ الحيوان الحي ، كان هذا شيئا نادرا في العالم، لقد حدث هذا.
-نقل القمر الصناعي إلى الفضاء، هذه التقنية كانت تختص ببعض الدول، ليس كل البلدان لديها هذا الإمكانية، الكثير لديهم أقمار صناعية في الفضاء، لكنها ليست أقمارهم، ولم يطلقوها، الذين اطلقوها بأنفسهم قليلون جدا، بالطبع ، نحن متأخرون، لكننا أطلقنا، وتمكنا، ووصلنا، علماؤنا ركزوا على هذه القضية العلمية فحققوا أهدافهم بجدارة، والحمد لله.
- صنع الروبوتات البشرية في جامعة طهران أمرًا مهمًا. الإنجازات الأساسية في الصناعة النووية؛ لقد تناولنا القضايا الأساسية في الصناعة النووية. نحن لا نبحث عن أسلحتهم وقنابلهم، لكن هذه الصناعة نفسها لها الكثير من النعم، لقد تمكنا من حيازتها.
- صنع معدات صاروخية وطائرات بدون طيار متطورة، والتي قبل بضع سنوات عندما نشرت صورها، قالوا إنها فوتوشوب، الآن يقولون إن المسيّرات الايرانية خطيرة للغاية، لماذا تبيع لفلان وتقدمون لفلان؟.
- صنع لقاحات معقدة وخاصة لقاح كورونا وما شابه، حسنًا، هذه هي الأشياء التي تقوم بها النخبة الإيرانية، هذا شرف للبلد وللغيارى من أبناءه.
ـ التطور الكمي والنوعي للجامعات الايرانية منذ انتصار الثورة الإسلامية، فإن عدد طلاب الجامعات في البلاد شهد زيادة بنسبة 25 ضعفاً وبلغ عدد أعضاء هيئة التدريس بجامعات البلاد أكثر من 100 ألف أستاذ، بينما كان خلال السنوات الأولى للثورة 5 آلاف شخص فقط.
وتمنى قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي للنخب العلمية ولجميع العاملين في المؤسسات العلمية في كافة المجالات والإختصاصات المزيد من التقدم وتحقيق نتائج أفضل خدمة للشعب الايراني المضحي وللبشرية جمعاء.