أما علامات الظهور فمنها ما تكون غير حتمية، أي يمكن أن تحدث ويمكن ألا تحدث وقد تحدث بفاصل كبير قبل زمان الظهور، ومنها ما هي حتمية أي قطعية الوقوع وهي لا تحدث إلا قبيل الظهور، بل تكون متصلة بزمان الظهور لتكون دليلاً على الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، وحتى لا تبقي لأحد عذراً وشكاً في عدم معرفة الامام الحق الذي يملأ الله به الأرض قسطاً وعدلا بعدما ملئت ظلماً وجوراً.
صرحت الأحاديث المروية عن أئمة أهل البيت عليهم السلام أن العلامات الحتمية هي خمسة تكون كلها في سنة الظهور، فقد رَوى عُمَر بْن حَنْظَلَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ: " قَبْلَ قِيَامِ الْقَائِمِ خَمْسُ عَلَامَاتٍ مَحْتُومَاتٍ: الْيَمَانِيُّ، والسُّفْيَانِيُّ، والصَّيْحَةُ، وقَتْلُ النَّفْسِ الزَّكِيَّةِ، والْخَسْفُ بِالْبَيْدَاءِ ". وهذه العلامات المحتومة هي:
خروج اليماني
اليماني رجل من نسل زيد بن علي بن الحسين عليهم السلام، يخرج من اليمن ورايته من أهدى الرايات وهو يدعو إلى الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف.
خروج السفياني
السفياني رجل سفّاك للدماء، أموي النسب، حقود على آل البيت عليهم السلام، اسمه عثمان بن عنبسة من نسل أبي سفيان، يخرج من الوادي اليابس بالشام، فيقتل قتلاً عظيماً ويهتك الحرمات في الشام، ثم يبعث بجيشه إلى العراق وإلى المدينة، فيرجع جيشه من العراق، أما جيشه الذي أرسله إلى المدينة فيخسف بهم الأرض بالبيداء.
الصيحة السماوية
وهي نداء سماوي يسمعه كل قوم بألسنتهم قائلاً: ألا إن الحق في علي وشيعته، كما وينادي باسم الإمام وأنه قائم آل محمد فأسمعوا له وأطيعوه.
قتل النفس الزكية
هو غلام من آل محمد عليهم السلام ومن اصحاب الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، اسمه محمّد بن الحسن النفس الزكيّة، يُرسله الإمام إلى أهل مكة ليدعو الناس إلى الإمام فيقتلونه بين الركن والمقام مظلوماً بدون ذنب.
الخسف بالبيداء
حادثة عظيمة وانفجار أرضي كبير يبتلع جيش السفياني المتوجه إلى مكة بهدف هدم الكعبة الشريفة وملاحقة الإمام عليه السلام بعد خروجه من المدينة إثر وصول جيش السفياني لها، والبيداء منطقة صحراوية بين المدينة المنورة وبين مكة المكرمة.