البث المباشر

الأسرة الحسينية وترجمة قيم كربلاء في الحياة اليومية

الإثنين 21 يوليو 2025 - 14:22 بتوقيت طهران
الأسرة الحسينية وترجمة قيم كربلاء في الحياة اليومية

مع اقتراب ذكرى اربعينية سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام، تتجدد الدعوة إلى استلهام القيم التربوية والعقائدية من ثورة كربلاء، ليس بالشعارات والمظاهر فقط، بل عبر الترجمة العملية في السلوك والمواقف والمبادئ.

بحسب ما أكدته الباحثة التربوية والإسلامية السيدة فاطمة إبراهيم، خلال مشاركتها في برنامج "معكم على الهواء" عبر أثير إذاعة طهران العربية، فإنّ الأسرة الحسينية ليست مجرّد عنوان عاطفي أو انتماء وجداني، بل هي التزام عملي ونهج سلوكي مستمد من مدرسة الإمام الحسين عليه السلام، الذي شكّلت نهضته منعطفاً تاريخياً في مسار الإسلام، حينما تصدّى لانحراف بني أمية دفاعاً عن القيم الإلهية وصوناً لصفاء الدين المحمدي الأصيل من التحريف والتزييف.

وقالت ان محبة الإمام الحسين عليه السلام لا تقتصر على الشعور القلبي، بل هي التزام سلوكي، فالمحب لمن أحب مطيع، مؤكدة ان من يحب الحسين عليه السلام لا بد أن يسير على خطاه، يرفض الظلم، ويحيي القيم، ويدافع عن المظلومين، كما فعل هو في عاشوراء.

وشددت على أن النهج الحسيني هو نهج الوعي، والإيمان العملي، والتصدي للطغيان، سواء بالكلمة أو بالقلم أو بالمال أو بالموقف، مضيفة: "الانحياز للحق ومواجهة الباطل ليست خيارات ثانوية، بل هي جوهر الدين. من يتحجج بأنه لا علاقة له بالسياسة، فإنه يصنع سياسة سلبية عبر السكون والحياد، بينما نهج الحسين هو موقف وصراع ضد الظلم والانحراف بكل أشكاله".

وأشارت الباحثة التربوية إلى أن إحياء ذكرى عاشوراء لا ينبغي أن يُختزل في موسم محدود، بل يجب أن يتحول إلى نهج دائم في التربية الأسرية، وفي العلاقات الاجتماعية، وفي مواجهة المشاريع الظالمة التي تحاول الهيمنة على الشعوب.

واعتبرت أن الأمة التي تتبع الإمام الحسين، لا تخضع للذل، ولا تساوم على القيم، مضيفة: "من يُطبع مع العدو الصهيوني أو يرضى بالخضوع لأمريكا وإسرائيل، لن يجني سوى الوهم والدمار، كما أثبتت التجارب المرة في المنطقة، حيث الأنظمة التابعة تمت تصفيتها عندما انتهت صلاحيتها".

وعن السعادة، قالت ان الإنسان المتصالح مع ذاته، المرتبط بالله، والموالي لخط أهل البيت عليهم السلام، هو الإنسان السعيد فعلاً، أما من يلهث خلف الدنيا وينافس لأجلها، فهو تعيس، حتى وإن بدا ظاهرياً أنه يعيش الرفاه. السعادة لا تُشترى، بل تُصنع بالإيمان والعمل الصالح والولاء للحق.

وشددت على أهمية أن تترسخ القيم الكربلائية في نفوس الأجيال، وأن يتم تربية الأبناء على مبدأ الإيثار، والصدق، ومحبة الخير، والتعاون، والانتماء إلى قضايا الأمة، لأن كربلاء ليست مجرد واقععة تاريخية، بل هي مدرسة متكاملة للقيم والنهضة والبناء، مؤكدة أن نهج الإمام الحسين سيبقى منارة للأحرار في مواجهة الاستكبار العالمي، ومصدر عزّ وانتصار لكل الشعوب المستضعفة.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة