في لقاء خاص مع إذاعة طهران العربية ضمن برنامج "دنيا الشباب"، شدّد الشيخ مازن الابعيجي على أن زيارة الأربعين لا تقتصر على كونها رحلة دينية أو ممارسة تقليدية، بل تمثل ظاهرة إنسانية وروحية فريدة تحمل معاني سامية وتفسيرات عميقة تتجاوز حدود الطقوس المعتادة.
وأوضح أن ملايين الزائرين الذين يفدون من مختلف البلدان والجنسيات والثقافات، رجالاً ونساءً، كباراً وصغاراً، يسيرون لمسافات طويلة نحو كربلاء في أجواء من العفة والانضباط والروحانية، دون أن يُسجَّل أي خلل أخلاقي أو اجتماعي، ما يجعل من هذه المسيرة "معجزة إلهية" متجددة في أرض العراق.
وشدد الابعيجي على أن هذه المسيرة لا تقتصر على كونها حركة بشرية، بل تمثل مدرسة أخلاقية وروحية وثقافية، يتحول فيها المشاركون – لا سيما الشباب – إلى مجتمع نموذجي يعيش حالة إيمانية خاصة تعبّر عن التمهيد لظهور الإمام المهدي (عج)، مؤكداً أن التنظيم، والكرم، والخدمة، والتعايش بين مختلف الجنسيات، تجعل من الأربعين حدثاً استثنائياً يرسّخ العقيدة في النفوس.
وأشار إلى أن العراقيين بما يقدّمونه من خدمة وكرم وإيثار يشكّلون الركيزة الأساسية لإنجاح الزيارة، فيما تمنح المشاركة الواسعة من مختلف الشعوب بُعداً عالمياً لهذه الشعيرة، بحيث تتحول إلى حدث إنساني جامع.
وأضاف: "نحن لا نتحدث عن ضيافة عادية، بل عن مئات السيارات المحملة بالطعام والفواكه، وعن آلاف الخدام الذين يقدّمون كل ما يملكون حبّاً وولاءً للإمام الحسين عليه السلام".
وبيّن أن زيارة الأربعين، حتى من دون برامج تثقيفية منظمة، تتحول بذاتها إلى جامعة كبرى تغذي الشباب بالوعي والإيمان، وقد انعكس أثرها في مواقف الشعوب بمواجهة التحديات والمؤامرات بوحدة مستلهمة من مدرسة كربلاء.
وختم الابعيجي بالتأكيد على أن زيارة الأربعين تمثل حدثاً عقائدياً وثقافياً واجتماعياً وسياسياً في آنٍ واحد، يجسّد رسالة الإمام الحسين عليه السلام عملياً، وما الحضور المليوني المتنوع إلا برهان على عمق هذا الولاء وانتشاره على مستوى عالمي.