البث المباشر

الدور الفريد للمرأة في نقل رسالة الأربعين

الأربعاء 13 أغسطس 2025 - 11:54 بتوقيت طهران
الدور الفريد للمرأة في نقل رسالة الأربعين

أكد عضو الهيئة العلمية في جامعة المصطفى، علي أكبر عالميان، أن رسالة الأربعين تمثل حلقة وصل حية بين واقعة عاشوراء والأجيال المعاصرة، وأن للنساء دوراً محورياً في استمرار هذه الرسالة.

وأوضح عالميان أن ما قامت به السيدة زينب عليها السلام من نقل رسالة عاشوراء إلى العالم، يُلهم اليوم النساء المسلمات لتعزيز ثقافة الأربعين داخل الأسرة والمجتمع.

وأشار إلى أن رسالة الأربعين لا تقتصر على إحياء ذكرى عاشوراء، بل تتجاوز ذلك لتكون وسيلة لنقل قيمها العميقة إلى الأجيال الجديدة، مؤكداً أن هذه الرسالة هي امتداد لما قدمه الإمام الحسين عليه السلام في ثورته الخالدة.

وقال أن خصوصية الأربعين تكمن في قدرتها على تحويل عاشوراء من حدث تاريخي إلى حركة حية ومؤثرة، مشددًا على أهمية دراسة المبادئ الأساسية لرسالة الأربعين لفهم الدور الاستثنائي للمرأة في نشر هذه الثقافة وتعزيزها.

أبعاد رسالة الأربعين .. من التذكير إلى تجديد العهد
أكد عالميان أن للأربعين عدة رسائل مترابطة، أولها تذكير الناس بتضحيات الإمام الحسين وأصحابه الأوفياء في عاشوراء وما بعدها، معتبرًا أن هذه الواقعة ليست مجرد حدث تاريخي، بل مخزون غني بالدروس والقيم الإنسانية التي تتجاوز الزمان والمكان.

أما الرسالة الثانية، فهي تجديد العهد مع الإمام الحسين وأهدافه السامية، والتي تتجسد اليوم في مسيرة الأربعين. وأضاف أن هذه المسيرة ليست مجرد رحلة جسدية، بل رحلة روحية ورمز للتزام الأمة الإسلامية بالقيم الحسينية، حيث يمثل كل خطوة لكل زائر تجديدًا للوفاء بالشهداء، وكل دمعة تسكب شهادة على استمرار هذا الطريق النوراني.

وبالنسبة للرسالة الثالثة، أشار إلى أن الأربعين تعزز الروح الثورية والوعي الإسلامي، فهي ليست مجرد مراسم دينية أو حزن جماعي، بل حركة ديناميكية وفاعلة على مر التاريخ، تعمل على نشر الوعي ومواجهة الانحرافات.

وأكد عالميان أن الأعداء، خصوصًا الجماعات المتطرفة مثل الوهابية، يشعرون بالتهديد من تأثير الأربعين، لأنها تجسّد قيم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإحياء القيم الإسلامية الأصيلة، مبينًا أن الإسلام الحقيقي دين محبة وعدالة، وليس دين عنف وتفرقة.

الدور المحوري للمرأة في تعزيز ثقافة الأربعين
لفت عالميان إلى الدور التاريخي الفاعل للنساء في الميادين الإسلامية، منذ عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث شاركت النساء في الغزوات، وبرزت أدوارهن في الخلفية والدعم، مؤكدًا أن بعد عاشوراء، تجلى دورهن بوضوح في نقل الرسالة والحفاظ على ذكرى الشهداء.

وأشار إلى أن السيدة زينب الكبرى عليها السلام تمثل رمز القيادة والإدارة بعد عاشوراء، حيث نجحت بخطاباتها ومواعظها في إبقاء حكاية كربلاء حية، ونقلها بفعالية للعالم، مكشوفةً ظلم حكومة يزيد ومعلنة رسالة الحق رغم كل الصعوبات.

وأضاف أن نساء أخريات مثل أم البنين بحفظهن للقصائد الحماسية وتخليدهن لذكرى الشهداء، والحسناء رباب بإقامتها مجالس العزاء، لعبن دورًا بارزًا في نشر ثقافة عاشوراء، مؤكدًا أن النساء كن حافظات لهذه الملحمة ومناهضات للتحريف التاريخي.

الدور المزدوج للمرأة .. الأسرة والمجتمع
أوضح عالميان أن المرأة تنقل قيم عاشوراء والأربعين على مستويين: الأسرة والمجتمع. في الأسرة، توفر الأم بصلتها العاطفية العميقة مع الأبناء البيئة المثلى لغرس مفاهيم الإيثار والشهادة ومناهضة الظلم، بينما على مستوى المجتمع، تشكل مشاركتها الفاعلة في الطقوس الدينية نموذجًا حيًا يُحتذى به للشباب.

وأشار إلى أن الأطفال يتأثرون بشكل طبيعي بسلوك الأم الملتزمة دينياً، سواء في حضور مراسم العزاء أو المشاركة في مسيرة الأربعين، فيما يمكن للمرأة استخدام وسائل الاتصال الحديثة لفهم احتياجات الجيل الجديد ونقل الرسالة بطرق مبتكرة وجاذبة.

وأكد أن واقعة كربلاء حدث مشترك بين الرجال والنساء، ولكن كل فئة لعبت دورها في مجالها، معتبرًا السيدة زينب نموذجًا عمليًا للمرأة المعاصرة في ترويج ثقافة الأربعين عبر الصبر والثبات والوعي والعمل.

التحديات وسبل نقل الثقافة بفعالية
ذكر عالميان أن من أبرز التحديات ضعف المعتقدات الدينية لدى بعض النساء، ما قد يعيق نقل الرسالة بشكل صحيح، وأوضح أن الحل يكمن في التعمق في دراسة مصادر معتمدة، والمشاركة في الحلقات المعرفية والتواصل مع العلماء لتعميق الفهم.

كما أشار إلى أن اللغة التقليدية قد لا تصل إلى الجيل الجديد، لذا يجب استخدام أساليب حديثة تعتمد على علم النفس والاتصال لجعل الرسالة مفهومة وجاذبة.

الأربعين كحركة حية دائمة
اختتم عالميان بالإشارة إلى أن الأربعين ليست مجرد مناسبة حزينة، بل حركة ديناميكية وفاعلة تساهم في تعزيز المجتمع الإسلامي. وأكد أن المرأة، مستوحاة من نساء كربلاء، تستطيع عبر الأسرة والمجتمع نقل رسالة الأربعين للأجيال القادمة بفعالية، مع ضرورة تعزيز الإيمان الديني والوعي الإسلامي ووسائل النشر المناسبة لضمان استمرارية وتأثير هذه الثقافة المقدسة.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة