الرّئيس الأميركي جو بايدن، دعا الجمعة، إلى الوحدة الوطنية مع استعداد الولايات المتحدة لإحياء الذكرى السنوية العشرين لهجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001، واصفاً "الوحدة بأنّها أعظم قوة أبدتها أميركا في وجه المِحَن".
وأوضح بايدن إنّه "بالنسبة لي الدرس الرئيسي من هجمات 11 أيلول/سبتمبر هو أننا وفي أشد المواقف، وسط الشد والجذب، والمعركة من أجل روح أميركا، فإنّ الوحدة هي أعظم قوة لدينا".
أحداث هجمات 11 أيلول/ سبتمبر عام 2001 والمتمثلة بتعرّض 4 طائرات تابعة لـ"أميركان إيرلاينز" للاختطاف، واصطدام اثنتان منها ببرجي التجارة العالمي والثالثة بمبنى البنتاغون، وتحطّم الرابعة قبل وصولها إلى هدفها، أدّت إلى سقوط ضحايا قُدر عددهم بنحو 2977 شخصاً، بما فيهم ركاب الطائرات المستخدمة في الهجمات، والذين كانوا في برجي مركز التجارة العالمي وقت ضربهما.
غير أنّها أيضاً، أدّت إلى اتّخاذ الولايات المتحدة على لسان رئيسها آنذاك، جوروج دبليو بوش، قراراً بغزو أفغانستان، بذريعة القضاء على الإرهاب، وخصوصاً تنظيم "القاعدة" وحركة "طالبان"، وإحلال السلام في البلاد.
لكن بعد 20 عاماً، اتّخذ الرئيس الأميركي جو بايدن قراراً بالخروج من أفغانستان، وإرجاع البلاد للشعب الأفغاني، برئاسة الرئيس السابق أشرف غني، وبوجود جيش مدرّب من قبل الجيش الأميركي، ومزوّد بأسلحة متطورة، والّذي يقدّر أنّ عدد جنوده، مع الشرطة، يبلغ نحو 300 ألف فرد، وذلك على أساس أنّ أفغانستان "أصبحت مستعدة لأن تصبح مستقلة عن الولايات المتحدة، وأنّها أصبحت آمنة".
لم تتحقق أيّ من أهداف الولايات المتحدة المزعومة، والّتي صرفت من أجل تحقيقها أكثر من تريليون دولار، وهذا ما ظهر للعالم أجمع. أميركا، تركت أفغانستان في وضع أمني واقتصادي سيئين، بعد إخلاء رعاياها، وحتّى كلابها، ولم تلتفت أبداً لمصير الشعب الأفغاني. ولتزيد الطين بلة، فإنّها تقف الآن عائقاً أمام وصول المساعدات إلى أفغانستان.
إلى ذلك، شهد قرار الرئيس الأميركي حول الانسحاب من أفغانستان ردود فعل عنيفة في الداخل الأميركي، وخصوصاً من قبل الجمهوريين الذين واصلوا هجومهم على قرار الانسحاب بوصفهم إياه بـ"الكارثة"، وبـ"الخطأ الذي سيخيم على أميركا لعقود". حتّى أنّهم شككوا بأن يكون بايدن "قادراً على إنجاز مهامه"، وطالبوه بالاستقالة.