تل ابيب تصب حمم قنابلها وصواريخها على الشعب الفلسطيني تحت ذريعة ملاحقة قادة حماس والجهاد الاسلامي بهدف قتلهم، لكنها في واقع الامر تستغل الحرب الراهنة لتصفية اكبر عدد من ابناء قطاع غزة جسديا انطلاقا من حقد الصهاينة الدفين تجاه كل ما هو فلسطيني وإسلامي.
لقد رأينا من قبل ان اغتيال القادة الفلسطينيين مثل الشهداء الدكتور فتحي الشقاقي والشيخ احمد ياسين وابو علي مصطفى ويحيى عياش وابو العطا وغيرهم، لم يوقف عجلة الكفاح والتصدي للعدو الصهيوني.
فالشهادة امنية يسعى اليها المجاهدون في سبيل الله ولا شك ان فلسطين الثائرة غنية بالقادة الصناديد القادرين على اصابة اسرائيل الارهابية بضربات موجعة تجعلها تفكر جديا في ان وجودها في الاراضي العربية المحتلة وجود هش وزائف وان عليها مغادرة ارض فلسطين ان عاجلاً او آجلا.
المؤكد ان المقاومة الفلسطينية لن تترك وحيدة في هذه المواجهة المصيرية وهذا ما اكده القائد العام لحرس الثورة الاسلامية في ايران اللواء حسين سلامي بالقول: (ان الحرب مع "اسرائيل" لن تكون خاصة بالفلسطينيين وان الجمهورية الاسلامية تعلن دعمها لهم) مضيفا (ان الاميركيين هم اول من غادروا تل ابيب) موضحا (ان الولايات المتحدة لم يعد بامكانها انقاذ اسرائيل).
الكيان الصهيوني يعيش الرعب بمختلف اشكاله فصواريخ المقاومة تدك بالالاف مواقعه وقواعده البرية والجوية والبحرية وقد دخلت الطائرات المسيرة على الخط في تطور جديد. وهناك عدة صواريخ انطلقت من جنوب لبنان في رسالة واضحة بان جبهة المقاومة قابلة للاتساع والتعدد من اجل معاقبة "اسرائيل" وتوجيه ضربات قاصمة اليها دون ان تستطيع قوى الاستكبار الاميركي الاوروبي اغاثتها وسط اصرار المقاومين الابرار على مواصلة الجهاد مهما بلغت لاجل ذلك التضحيات.
ان انتصارات المقاومة لوحدها في هذه الحرب المصيرية لها دلالة قاطعة على ان الكيان الصهيوني لن تسعفه ترسانته من اسلحة الدمار الشامل ولا دعم الامبريالية الغربية ولا مشاريع التطبيع المخزية لبعض الحكام الخونة في منطقتنا لان الشعب الفلسطيني وقياداته الثورية عازمون على محاربة المحتلين الغاصبين وحرمانهم من الامن والامان الان ومستقبلا كما فعلت "اسرائيل" المجرمة بالامة الاسلامية طيلة الثلاثة والسبعين عاما الماضية.
بقلم - حميد حلمي البغدادي