وفي حديثه خلال ملتقى للاعلاميين والمراسلين بهمدان تحت موضوع "فلسطين؛ من اولى القبلتين للمسلمين الى أهم تحد عالمي"، قال حسين امير عبداللهيان انه لا ينبغي ان ننظر الى الازمة الراهنة والعدوان الصهيوني الغاشم على غزة والضفة والقدس في البرهة الراهنة، فلو اردنا ان نحلل توجهات اللاعبين الاساسيين في النظام الدولي خلال السنوات الاخيرة، لرأينا اننا واجهنا ظاهرة منذ 2011 تحت عنوان "الصحوة الاسلامية" او "الربيع العربي"، والتي تشكل حدثا هاما.
وبين ان الحركات والثورات التي اندلعت في العالم العربي كانت نتيجة لمطالبات الشعب وتحركه العفوي واتسمت بشكل عام بالمطالبة بالعدالة وبالتوجه الاسلامي، وعندما رأت أميركا ان اغلب الانظمة العميلة لها بدأت تتهاوى والانظمة البديلة ليست حليفة للكيان الصهيوني، لذلك قررت التغلغل في سوريا في هندسة عكسية لـ"الربيع العربي" وكانت النتيجة تدمير البنى التحتية وسقوط اكثر من 700 ألف بين قتيل وشهيد. اضافة الى وجود مخططات اميركية لتقسيم عدد من دول المنطقة بما فيها العراق ومصر وحتى السعودية رغم انها حليفة لأميركا. والهدف من هذه المخططات صيانة امن الكيان الصهيوني، مصرحا ان الاحداث التي تقع اليوم في فلسطين لا يمكن فصلها عن المخططات الرئيسية للاستكبار.
وأشار امير عبداللهيان الى وقوع عدة احداث في العالم، ففي الخطوة الاولى كانت وسائل الاعلام الصهيونية والاميركية بصدد الايحاء للرأي العام بأن الجيل الفلسطيني الحديث لا يدعم المقاومة وأن 90 بالمائة من اهالي غزة يبحثون عن معيشتهم وهناك قلة منهم يهتمون بموضوع المقاومة. ولكن ما حصل هو ان الشباب المولودين في المخيمات والذين ليست لديهم تصورات عن ارض الاجداد، هرعوا الى تحرير هذه الارض، ولابد من اعتبار هذا الحدث تطورا كبيرا.
وأوضح ان التطور الآخر هو استخدام سلاح المقاومة لأبعد من الدفاع عن غزة، فلقد فشلت القبة الحديدية الصهيونية في مواجهة الصواريخ الدقيقة التي تطلقها المقاومة الفلسطينية.
كما رأى ان التحسن النوعي والعددي لسلاح المقاومة يشكل تطورا كبيرا آخر في هذا المجال، بحيث ان الكيان الصهيوني لم يكن يتصور كيف يمكن ان يتم انتاج هذه الاسلحة داخل غزة رغم كل الحصار الجائر المفروض على القطاع، بحيث أوقعت صواريخ القاومة هذا الكيان في مستنقع خطير... فإحصاءات الصهاينة انفسهم تبين ان اكثر من 70 بالمائة من سكان المستوطنات قابعون في الملاجئ، كما ان هناك ازمات عميقة داخل الكيان الصهيوني على الاصعدة الاجتماعية والسياسية زادت الاحداث الاخيرة من حدتها.
واوضح انه الصهاينة لم يكونوا يتصورون ان تتمكن المقاومة من تهديدهم وتحذيرهم من مغبة اقتحام الاقصى، وان تمسك المقاومة بزمام المبادرة، وان ترتفع الاصوات في كل الاراضي الفلسطينية من الضفة والقدس، واراضي 48 والمخيمات الفلسطينية في نسق واحد موحد ضد المحتل.
وأردف ان الصهاينة لا يفهمون سوى منطق القوة ولابد من الصمود في مواجهتهم، مبينا ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ومن خلال تقديمها مبادرتها الدبلوماسية لحل قضية فلسطين، اعلنت ان الحل الوحيد لهذه القضية يتمثل في اجراء الاستفتاء العام بين السكان الاصليين لفلسطين من عرب ومسلمين ومسيحيين ويهود، وليس الدخلاء الذين جاؤوا الى هذه الارض حديثا وليست لديهم تجاهها أي صلة قلبية، وشدد انه على قادة الدول الاسلامية ان لا يلتزموا الصمت تجاه جرائم الصهاينة في فلسطين، ولا يمكن التظاهر بدعم فلسطين في العلن وفي ذات الوقت السماح برفع العلم الصهيوني في بلدانهم.