جاء ذلك خلال مشاركته في المؤتمر الدولي بعنوان «القانون الدولي تحت الهجوم .. العدوان والدفاع»، الذي عُقد في مركز الدراسات السياسية والدولية بوزارة الخارجية، بحضور عدد من كبار المسؤولين والمفكرين والباحثين وممثلي مراكز الفكر من إيران والعالم.

وخلال الجلسة الحوارية للمؤتمر، قال عراقجي إن العدوان العسكري الأخير على إيران لم يكن مجرد عمل عدائي، بل كان استهدافاً مباشراً لمسار الدبلوماسية، مؤكداً أن الطريق الوحيد المتاح هو التفاوض بعد فشل المعتدين في بلوغ أهدافهم. وأضاف: «المنشآت قد تُدمَّر، لكن المعرفة والإرادة لا يمكن القضاء عليهما بالقصف».

وشدد على أن الدبلوماسية محكومة بقاعدة أساسية: لا يمكن فرض المطالب بالقوة، وأن الخطوة الأولى هي الاتفاق على أن الحوار يجب أن يحلّ محل القوة. وأوضح أن إيران أثبتت مراراً استعدادها للتفاوض، وقال: «لم نغادر طاولة المفاوضات يوماً، الأطراف الأخرى هي التي تركتها».

وحول المشهد الإقليمي، أكد عراقجي التمسك بالحلول السلمية، مشيراً إلى أن الدبلوماسية هي الخيار الأول لإيران، وأنها استطاعت تجاوز حرب دفاعية ضد اعتداءات الولايات المتحدة والكيان الصهيوني بدعم بعض الدول. وأضاف أن طلب وقف إطلاق النار غير المشروط في اليوم الثاني عشر للحرب يثبت فشل المعتدين في تحقيق أهدافهم.

وتطرق عراقجي إلى القدرات الدفاعية الإيرانية، مؤكداً أن قوة البلاد الدفاعية اليوم أكبر مما كانت عليه قبل الحرب، وأن الشعب الإيراني لم تُكسر إرادته رغم الاعتداءات، مشيراً إلى أن العقوبات لم تستطع كسر إرادة الشعب الإيراني.

وختم قائلاً: «على الولايات المتحدة وغيرها أن تدرك أن السبيل للتعامل مع إيران هو الدبلوماسية ومنطق الكرامة والاحترام. إن تحدثوا بلغة الاحترام، سيكون الرد بالمثل، وإن اختاروا لغة أخرى، فسيردّ الشعب الإيراني بنفس اللغة. لدينا خبرة في التفاوض وفي الدفاع؛ عرفنا التفاوض في 2015، وعرفوا لغة القوة في الحرب الأخيرة، ونحن مستعدون لكلا المسارين».