قال الله عزَّ وجلَّ: ﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ * تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ * يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ ﴾.
معنى الرحيق المختوم
قال العلامة الطريحي: " قوله تعالى: ﴿ يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ ﴾ يسقون من رحيق مختوم، الرحيق: الخالص من الشراب.
وعن الخليل: أفضل الخمر وأجودها.
والمختوم أي يختم أوانيه بمسك. يدل عليه قوله تعالى: ﴿ خِتَامُهُ مِسْكٌ ... ﴾ ختامه مسك، أي آخر ما يجدون منه رائحة المسك".
وقال العلامة المصطفوي في معنى الرحيق المختوم: "الرحيق: الشراب الصافي الخالص.
والمختوم: البالغ الى التماميّة والمنتهى في كمال الشيء.
والختام مصدر من المخاتمة، أى في خاتمته مسك ليكون الشراب معطّرا، وهذا في قِبال سائر الأشربة والمشروبات الراسبة فيها ما فيها من الزوائد".
وقيل أن الرحيق من أسماء الخمر، يريد خمر الجنة، والمختوم: المصون الذي لم يبتذل لاجل ختامه.
1. النبي محمد وأهل بيته
رَوَى الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: نَزَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله دَارِي، فَنَزَلَ عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُ مِنَ السَّمَاءِ بِجَامٍ مِنْ فِضَّةٍ فِيهِ سِلْسِلَةٌ مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ مَاءٌ مِنَ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ، فَنَاوَلَ النَّبِيَّ عليه السلام فَشَرِبَ، ثُمَّ نَاوَلَ عَلِيّاً فَشَرِبَ، ثُمَّ نَاوَلَ فَاطِمَةَ فَشَرِبَتْ، ثُمَّ نَاوَلَ الْحَسَنَ فَشَرِبَ، ثُمَّ نَاوَلَ الْحُسَيْنَ فَشَرِبَ، ثُمَّ نَاوَلَ الْأَوَّلَ فَانْضَمَّ الْكَأْسُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ﴾ ﴿ ... وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾ ".
2. من سقى مؤمنا ضمآنا
عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليه السلام أنَّهُ قَالَ: "مَنْ أَطْعَمَ مُؤْمِناً مِنْ جُوعٍ أَطْعَمَهُ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ، ومَنْ سَقَى مُؤْمِناً مِنْ ظَمَإٍ سَقَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ، ومَنْ كَسَا مُؤْمِناً مِنَ الْعُرْيِ كَسَاهُ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ مِنَ الثِّيَابِ الْخُضْرِ".
3. من ترك شرب الخمر
رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السَّلام أنهُ قَالَ: "مَنْ شَرِبَ الْمُسْكِرَ حَتَّى يَفْنَى عُمُرُهُ كَانَ كَمَنْ عَبَدَ الْأَوْثَانَ، ومَنْ تَرَكَ مُسْكِراً مَخَافَةً مِنَ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ وسَقَاهُ مِنَ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ".
ورُوِيَ عنه عليه السَّلام أنهُ قَالَ: "مَنْ تَرَكَ الْخَمْرَ لِغَيْرِ اللَّهِ سَقَاهُ اللَّهُ مِنَ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ".
قَالَ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، مَنْ تَرَكَ الْخَمْرَ لِغَيْرِ اللَّهِ؟
قَالَ: "نَعَمْ، واللَّهِ صِيَانَةً لِنَفْسِهِ، ﴿ ... وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾".
4. من قرأ سورة الفتح
"مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْفَتْحِ نَادَى مُنَادٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْمِعَ الْخَلَائِقَ: أَنْتَ مِنْ عِبَادِيَ الْمُخْلَصِينَ، أَلْحِقُوهُ بِالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِي، فَأَسْكِنُوهُ جَنَّاتِ النَّعِيمِ، واسْقُوهُ الرَّحِيقَ الْمَخْتُومَ بِمِزَاجِ الْكَافُورِ".
5. من قرأ سورة التطفيف (المطففين)
روى الكفعمي عن الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام في ثواب سورة التَّطْفِيفُ أنَّهُ عليه السلام قال: "مَنْ قَرَأَهَا سَقَاهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ فِي الْقِيَامَةِ".
6. من يصوم شهر الله
عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام أنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله: "شَعْبَانُ شَهْرِي وشَهْرُ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ، فَمَنْ صَامَ شَهْرِي كُنْتُ لَهُ شَفِيعاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ... ثُمَّ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام: "صُومُوا شَهْرَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله يَكُنْ لَكُمْ شَفِيعاً، وصُومُوا شَهْرَ اللَّهِ تَشْرَبُوا مِنَ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ".
اول من يشرب من الرحيق المختوم
رُوِيَ عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنَّهُ قال: "يَا فَاطِمَةُ إِنَّ اللَّهَ أَعْطَانِي فِي عَلِيٍّ سَبْعَ خِصَالٍ:
هُو أَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ مَعِي.
وأَوَّلُ مَنْ يَقِفُ مَعِي عَلَى الصِّرَاطِ فَيَقُولُ لِلنَّارِ خُذِي ذَا وذَرِي ذَا.
وأَوَّلُ مَنْ يُكْسَى إِذَا كُسِيتُ.
وأَوَّلُ مَنْ يَقِفُ مَعِي عَلَى يَمِينِ الْعَرْشِ.
وأَوَّلُ مَنْ يَقْرَعُ مَعِي بَابَ الْجَنَّةِ.
وأَوَّلُ مَنْ يَسْكُنُ مَعِي عِلِّيِّينَ.
وأَوَّلُ مَنْ يَشْرَبُ مَعِي مِنَ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ ﴿ خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾".
من لا يشرب من الرحيق المختوم
رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام أنَّهُ قال: "أَيُّمَا مُؤْمِنٍ حَبَسَ مُؤْمِناً عَنْ مَالِهِ وهُو يَحْتَاجُ إِلَيْهِ لَمْ يَذُقْ واللَّهِ مِنْ طَعَامِ الْجَنَّةِ ولَا يَشْرَبُ مِنَ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ".
مركز الإشعاع الإسلامي