القصيدة الاولى: جلَّ رِزْءٌ بأنْ يُغالَ وَصيٌّ
أزِفَ الكَرْبُ واستُبيحَ الذِّمارُ ******* مُذْ قضى حيدرٌ وحَلَّ الدَّمارُ
غِيلَ مَنْ كانَ بلسماً للبرايا ******* والجميلَ الخِلاق فهو المنارُ
قُتِلَ البَرُّ والأمامُ المُواسِي ******* بِفدا النفْسِ في الوغى كرّارُ
بابُ علمِ النبيِّ خيرُ البرايا ******* معهُ الحقُّ تابِعٌ دَوّارُ
أشهَرَ الخير فاستضاءَتْ قلوبٌ ******* واستَنارتْ بعلْمهِ الأفكارُ
نفْسُ طه النبيِّ ثُمَّ أخُوهُ ******* وأبو الأطهَرِينَ نِعمَ البِذارُ
هو زَوجُ البتولِ اُمِّ أبيها ******* هو بدرُ الدُّجى به يُستَنارُ
يا بلاءً صَبَّ الشُّجونَ علينا ******* هدَّنا الفَقدُ فالرزايا كِبارُ
فلقد فاتَ قائدٌ ذو أناةٍ ******* واعتلى فاسِقٌ وذئبٌ سُعارُ
وانحنى فوقَ صدرِ الأناسِي ******* مَخلبُ الحقدِ قاطعٌ بتّارُ
جلَّ رِزْءٌ بأنْ يُغالَ وَصيٌّ ******* طاهرُ النفسِ ما عليهِ غُبارُ
وبِبَيتِ اللّطيفِ يُضرَبُ عبدٌ ******* زاهدٌ .. في خُشُوعهِ الإقرارُ
ويُنادي الشقِيُّ: "لستَ مُطاعاً" ******* ثمّ تُـدمى محاسنٌ أنوارُ
زمرةُ المارقينَ ضلُّوا مِراراً ******* وهمُ اليوم لعنَةٌ واندِحارُ
جعلوا القتلَ للأنامِ شِعارا ******* حيثُما استوطنوا فثَمَّ انفجارُ
يا حبيبَ الإلهِ في كلِّ حينٍ ******* يا فتى خيبرٍ بَكاكَ الفِقارُ
كنتُّ دِرعَ الرّسُولِ يومَ الدواهي ******* في حُنينٍ لمَّـا بَدا الإدبارُ
رحِمَ اللهُ عِتْرةَ الطُّهرِ طه ******* فلقدْ أخلصوا ونَهجاً أنارُوا
وهُمُ الخيرُ للأنامِ وَرِدْءٌ ******* منبعُ الغيثِ غادقٌ مِدرارُ
وهمُ جُنَّةٌ من التّيهِ حتمَاً ******* ومَلاذُ الهُدى بِهِم يُستجارُ
فسلامٌ على قِبابٍ حوتْهُم ******* طاهراتٍ يُسعى إليها تُزارُ
تغمُرُ الخَلقَ بالغَوالي عَطاءاً ******* عَظُمَتْ أقبُـرٌ إليها يُشارُ
حسبُنا وُدُّنا عَليّاً إماماً ******* وعليهِ السلامُ مِنّـا الكِثارُ
طِبْتَ حيّاً وميّتاً يا إمامِي ******* إنّكَ المَجدُ فخرُهُ الإبهارُ
يا شهيدَ المحرابِ شِعري زهيدٌ ******* في خُلودٍ حَفّتْ بهِ الأسرارُ
القصيدة الثانية: إيهٍ أميري عليّاً هذه مِحنٌ
غالُوا خُشُوعَكَ ما غالُوك مُنْتَصِبا ******* يا صِنوَ أحمدَ ذا مِحرابُكَ اضْطَرَبا
غالُوا سُجُودَكَ يامولاي مشتَمِلا ******* كلَّ المكارمَ فـذّاً يصنعُ العَجَبا
ما قاتِلُوك اُناساً آمنوا عَمَلاً ******* بلْ وُلْدُ إبليسَ صلّى عُمرَهُ كذِبا
هاهم بنو مُلجمٍ يَفنُونَ اُمّتَنا ******* دواعشاً ناوأُوا الايمانَ والأدبَا
أجدادُهم ناصَبُوكَ البغضَ مَفسدَةً ******* فقُلتَ : صبراً ولكنَ حاذِروا الشَغَبا
لسنا نحاربُ قوماً أنَّهم جَهَلُوا ******* لكنما الويلُ للغدّارِ لو حَرَبَا
يا سيدَ النُبلِ ما القالُونَ قومَ هدىً ******* ولا بنُوهُم فهُم يُؤذون من نَجُبـَا
دواعشُ اليومَ فاقُوا في جرائِمهم ******* خوارجَ الأمسَ حِقداً يُحرِقُ الخَصِبا
ديّانُهُمُ ناصبيٌّ يشتفي فَرَحـاً ******* بذَبحَ أبناءِ مَنْ قد وَدَّكم قُرَبا
إيهٍ أميري عليّاً هذه مِحنٌ ******* أدمَتْ قلوباً لَنا يا خَيرَ مَنْ وَهَبا
نفديكَ أرواحَنا يا فخرَ داعيةٍ ******* للمكرماتِ وخيرَ الخلْقَ مُنقلَبا
غالُوكَ غَدْراَ ذوُو الأحقادِ مُختضِباً ******* بالزاكياتِ دِماءً خُلِّدتْ حُقُبا
ما بالُ حُسّادِ قومٍ خانَ قائلُهم ******* فناهضَ المَجْدَ لمّا نابَذَ الحَسَبا
صَبْراً فَقدْ خاصَمُوا عَلْياكَ مِن حسَدٍ ******* فلم نَجِدْ مِنْ فَحِيحِ الحِقْدِ مُقْترِبا
غُذِّيتَ بِالطُّهْرِ فَخْرَاً في جِوارِهما ******* يا بنَ العَظِيمَينِ اُمَّاً اُكرِمَتْ وأَبا
وَ أنتَ مَعْ سَيِّدِ الدّارَينِ تَصْحَبُهُ ******* نِعمَ الرّبيبُ أصابَ المَنْهَلَ العَذِبَا
فَأَنتَ لِلدّينِ بابٌ دُونَهَ كُتُبٌ ******* في العَزْمِ و الزُهدِ والإيثارِ إنْ طُلِبا
أبا الشَّهيدَينِ ما أقْسَى المُرُوقَ أذىً ******* عادَى بِقتْلِكَ أهْلَ البَيتِ والنَسَبا
فَأنتم الدِّينُ والميزانُ مُؤتَمَنَاً ******* وذاكَ جَهلٌ أَطاعَ العِجْلَ مُحتَرِبا
والخَلْقُ طُرّاً اُذيقُوا مِن فظائعِهِ ******* بَغْياً وفَتْكَاً وتَكْفِيراً لهُمْ نَصَبا
فَدَهْرُنا اليومَ نارٌ من جرائِمِهِ ******* تُحَرِّقُ النَّسْلَ والأَمْصارَ و الكُتُبَا
فِدَاً لمثواكَ ذا الأمجادِ أنتَ لَنا ******* إمامُ عَدْلٍ مضى للهِ مُحْتَسِبا
وَقدْ أتَاكَ العُلى مِنْ كلِّ شاهِقةٍ ******* فَأنْتَ والحَقُّ مَحبُوبانِ فَانتَسَبا
بقلم الكاتب والاعلامي
حميد حلمي البغدادي