البث المباشر

1 ذو الحجة.. كل ما تريد معرفته عن "زواج الإمام علي من فاطمة الزهراء عليهما السلام"

الجمعة 1 يوليو 2022 - 00:59 بتوقيت طهران
1 ذو الحجة.. كل ما تريد معرفته عن "زواج الإمام علي من فاطمة الزهراء عليهما السلام"

زواج الإمام علي من فاطمة الزهراء (ع)، من أحداث سنة 2 هـ، حيث يُحيون الشيعة مناسبة زواج السيدة الزهراء والإمام علي في اليوم الأول من ذي الحجة، كما يسمى بزواج النورين، ويحظى بأهمية كبيرة عندهم؛ لأنّ كلاً منهما (ع) من أعظم الشخصيات وأفضل الخلق بعد رسول الله (ص) وأنّ الأئمة المعصومين (ع) هم ثمرة هذا الزواج. ويدّل هذا الزواج أيضاً على مكانة الإمام علي (ع) عند النبي (ص)، حيث لم يكن كفواً غيره؛ ليزوّج ابنته فاطمة (ع) به.

 

رواية الزواج

كان الإمام علي (ع) في سنة 1 هـ ابن أربع وعشرين سنة، وكانت فاطمة الزهراء (ع) قد بلغت يومئذ التاسعة من عمرها، بناءً على أن ولادتها كانت في السنة الخامسة بعد البعثة، وكان علي (ع) قد همّ بالتزوج من فاطمة نظراً لفضائلها، إلا أنه لم يتجرأ أن يذكر ذلك للنبي. ونقل أن سعد بن معاذ قد توسّط لعلي عند النبي، وعندما سأله سعد عن السبب الذي منعه (ع) أن يخطب من رسول الله ابنته، أجابه مستنكرا: "أنا أجترئ أن أخطب إلى رسول الله (ص)"؟ والله لو كانت أمة له ما اجترئت عليه. فحكي سعد مقالته لرسول الله فقال له رسول الله : قل له يفعل فإني سأفعل.

ونقلاً عنه (ع) أنه أتى الرسولَ فطلب يد بنته فاطمة، فقال له النبي بأن رجالاً قد أقدموا على خطبتها، كما أخبره عن الكراهة التي شاهدها (ص) في وجه فاطمة عند إطلاعها بطلبهم، ثم طرح عليها الخطبة التي قدمها ابن عمه قائلاً لها: إن علي بن أبي طالب من قد عرفت قرابته وفضله وإسلامه وإني قد سألت ربّي أن يزوجك خير خلقه وأحبّهم إليه، فسكتت ولم تولِّ وجهها، كما لم يرَ رسول الله فيها كراهة فقام وكبّر. ثم أتى جبرئيل وأيّد العقد.

ونقل أيضاً أنه بشّر رسول الله علياً في نفس المجلس الذي طلب فيه يد السيدة الزهراء (ع)، بأن الله تعالى قد زوجهما في السماء من قبل أن يزوجهما في الأرض.

وفي رواية أخرى عن النبي (ص) قال: «فبينا صلّيت يوم الجمعة صلاة الفجر، إذ سمعت حفيف الملائكة، وإذا بحبيبي جبرئيل ومعه سبعون صفّاً من الملائكة مُتوّجين مُقرّطين مُدَملجين ، فقلت: ما هذه القعقعة من السماء يا أخي جبرئيل؟! فقال: يا محمد! إن الله تعالى أطّلع على الأرض إطّلاعةً فاختار منها من الرجال علياً، ومن النساء فاطمة، فزوّج فاطمة من علي. فرفعت فاطمة (ع) رأسها وتبسّمت... وقالت: رضيت بما رضي الله ورسوله».

قال أنس: أقبل علي فتبسم النبي (ص) ثم قال: «يا علي، إن الله أمرني أن أزوجك فاطمة، فقد زوجكها على أربعمائة مثقال فضة إن رضيت». فقال علي: قد رضيت يا رسول الله... فقال رسول الله (ص): «بارك الله عليكما وفيكما وأسعدكما وأخرج منكما الكثير الطيّب».

قال أنس: فوالله لقد خرج منهما الكثير الطيّب.

 

روايات خطبتها من قبل الصحابة

هناك روايات وردت عن طريق كتب العامة تتحدث عن خطبة فاطمة (ع) من قبل الصحابة، بينما يردهم النبي (ص)، ويزوّجها من الإمام علي (ع)؛

 

روايات العامّة

روى ابن الأثير بسنده عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال: خطب أبو بكر وعمر - يعني فاطمة إلى رسول الله (ص) - فأبى رسول الله (ص) عليهما، فقال عمر: أنت لها يا علي، فقلت: ما لي من شيء إلا درعي أرهنها. فزوّجه رسول الله (ص) فاطمة، فلما بلغ ذلك فاطمة بكت، قال: فدخل عليها رسول الله (ص) فقال: ما لكِ تبكين يا فاطمة، فوالله، فقد أنكحتك أكثرهم علماً، وأفضلهم حلماً، وأوّلهم سلماً.

عن بريدة قال: خطب أبو بكر فاطمة فقال رسول الله (ص): «إنها صغيرة، وإني أنتظر بها القضاء». فلقيه عمر فأخبره فقال: ردّك، ثم خطبها عمر فردّه.

وعن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: خطب أبو بكر وعمر فاطمة، فقال رسول الله (ص): (إنها صغيرة)، فخطبها علي فزوجها منه. أخرجه أحمد بن حنبل، والنسائي، والحاكم، وابن سعد.

 

كيفية التزويج

قال ابن أبي الحديد: وإن إنكاحه عليّاً إيّاها ما كان إلاّ بعد أن أنكحه الله تعالى إيّاها في السماء بشهادة الملائكة.

وعن ابن مسعود، عن رسول الله (ص) أنه قال: «إن الله أمرني أن أزوج فاطمة من علي».

وروي عن عمر بن الخطاب قال: نزل جبرئيل فقال: «يا محمد! إن الله يأمرك أن تزوج فاطمة ابنتك من علي».

 

لولا علي لم يكن لفاطمة كفؤ

في الرواية: أن النبي (ص) أتى فاطمة (ع)... فقال فيما قاله: «فَواللهِ لو كان في أهلي (أهل بيتي) خيرٌ منه ما زوجتكِ إياهُ (بهِ) ومَا أنا زوجتُكِ وَلكنَّ اللهَ زوّجَكِ».

وفي رواية أخرى: «لو أنّ عليّاً لم يكن (لم يخلق) (وروي: لم يتزوجها) لم يكن لفاطمة كفؤٌ».

 

الخطبة شهدها المسلمون

روي عن أم سلمة وسلمان الفارسي وجابر: لمّا أراد رسول الله أن يزوج فاطمة علياً (ع) قال له: (اخرج يا أبا الحسن إلى المسجد فإني خارج في أثَركَ، ومزوّجك بحضرة الناس، وذاكرٌ من فضلك ما تقُرُّ به عينُك...).

قال علي (ع): (فواللهِ ما توسّطناه حتى لَحِقَ بنا رسول الله، وإنّ وجهَهُ ليتهللَ فرحاً وسروراً).

فقال (ص): (أين بلال؟).

فأجابه مسرعاً: لبيك وسعديك يا رسول الله.

ثمّ قال: (أين المقداد؟).

فأجاب: لبيك يا رسول الله.

ثمّ قال: (أين سلمان؟).

فأجابَ: لبيك يا رسول الله.

ثمّ قال: (أين أبو ذر؟).

فأجاب: لبيك يا رسول الله .

فلمّا مثلوا بين يديه قال: (انطلقوا بأجمعكم، فقوموا في جنبات المدينة، وأجمعوا المهاجرين والأنصار والمسلمين).

فانطلقوا لأمر رسول الله (ص)...، وأقبل رسول الله (ص) فجلس على أعلى درجة من منبره، فلما حشد المسجد بأهله قام رسول الله (ص)، فحمد الله وأثنى عليه... ـ وذكر الخطبة، إلى أن قال ـ: (وإن الله تعالى أمرني أنْ اُزوّج كريمتي فاطمة بأخي وابن عمي وأولى الناس بي علي بن أبي طالب، والله (عزّ شأنه) قد زوّجه بها في السماء، بشهادة الملائكة، وأمرني أن أزوجه في الأرض، وأشهدكم على ذلك) .

ثم جلس رسول الله (ص)، ثم قال: (قم. يا علي ـ فاخطب لنفسك...).

وابتدأ علي (ع) فقال: (... فإن النكاح مما أمر الله تعالى به، وأذن فيه، ومجلسنا هذا مما قضاه ورضيه، وهذا محمد بن عبد الله... رسول الله، زوّجني ابنته فاطمة، على صداق أربعمائة درهم ودينار، وقد رضيت بذلك، فاسألوه واشهدوا).

فقال المسلمون: زوجته يا رسول الله؟

قال: (نعم).

قال المسلمون: بارك الله لهما وعليهما، وجمع شملهما.

 

التجهيز لزفافها

روي عن أنس بن مالك أن أمير المؤمنين (ع) بعد أن أحضر مهر فاطمة (ع) قيمة درعه الذي باعه بأربع مائة وثمانين، أتى بها النبي (ص) فوضعها في حجره، فقبض منها قبضة، فقال: (يا بلال، أبغنا بها طيباً، وأمرهم أن يجهزوها).

 

جهاز زواج الزهراء

كان جهازها (ع) أربعمائة وثمانين درهماً سود هَجريّة.

وروي عن الإمام الصادق (ع) أنّ أمير المؤمنين (ع) جاء بالدراهم وسكبها في حجر رسول الله (ص) فقبض منها قبضة، وكانت ثلاثة وستين أو ستة وستين. وكانت ثمن درع الإمام (ع) فأعطى أم أيمن لمتاع البيت، وأسماء بنت عُميس للطيب، وأم سلمة للطعام، وأنفذ معهن عمّار وأبا بكر وبلال ليبتاعوا ما يصلح للبيت من باقي الأثاث، ومن ذلك:

  1. قميصٌ بسبعة دراهم
  2. وخمارٌ بأربعة دراهم
  3. و(عباءةٌ) قطيفةٌ سوداءٌ خيبريةٌ
  4. وسريرٌ مزملٌ بشريط
  5. وفراشٌ من خيش مصر محشوٌ بالصوف
  6. ووسادةٌ محشوةٌ بليف النخل
  7. وأربعةٌ مرافق من أدم الطائف محشوةٌ بـ أذخر.
  8. وسترٌ من صوف رقيق
  9. وحصيرٌ هجريٌ
  10. ورحى اليد
  11. وسقاءٌ من أدم
  12. ومخضبٌ من نحاس
  13. وقعبٌ للّبن
  14. وشنٌ للماء
  15. ومِطْهَرةٌ مزفّتةٌ
  16. وجرّةٌ خضراء
  17. خزف
  18. ونطعٌ من أدم
  19. وعباءٌ قطوانية
  20. وقِربةُ ماءٍ

فقال النبي (ص): (اللهم بارك لقوم جلُّ آنيتهم الخزف).

وعن يزيد المديني قال: لما أهديت فاطمة إلى [علي] لم تجد عنده إلاّ رملاً مبسوطاً، ووسادة (حشوها ليف)، وجرة، وكوزاً.

 

وليمة الزفاف

عن ابن عباس في قصة زواج امير المؤمنين (ع) قال: دعا النبي (ص) بلالاً، فقال: (يا بلال، إني زوّجت ابنتي ابن عمي، وأنا أحب أن يكون من سنة أمتي إطعام الطعام عند النكاح، فأت الغنم، فخذ شاة، وأربعة أمداد أو خمسة، فاجعل لي قصعة لعلي أجمع عليها المهاجرين والأنصار، فإذا فرغت منها فآذني بها).

فانطلق ففعل ما أمره، ثم أتاه بقصعة، فوضعها بين يديه، فطعن رسول الله (ص) في رأسها، ثم قال: (أدخل على الناس زفة زفة، ولا تغادرن زفة إلى غيرها) - يعني إذا فرغت زفة لم تعد ثانية -.

فجعل الناس يردون كلما فرغت زفة وردت أخرى، حتى فرغ الناس، ثم عمد النبي (ص) إلى ما فضُل منها فتفل فيه، وبارك، وقال: (يا بلال، احملها إلى أمهاتك، وقل لهن: كلن، وأطعمن مَن غَشيكن).

ثم إن النبي (ص) قام حتى دخل على النساء، فقال: (إني قد زوجت ابنتي ابن عمي، وقد علمتن منزلتها مني، وإني دافعها إليه الآن إن شاء الله، فدونكن ابنتكن).

فقام النساء فغلّفنها من طيبهن، وحليهن، ثم إن النبي (ص) دخل، فلما رأينه النساء ذهبن، وبينهن وبين النبي (ص) سترة، وتخلفت أسماء بنت عميس، فقال لها النبي (ص): (على رسلك، من أنت؟).

قالت: أنا التي أحرس ابنتك، فإن الفتاة ليلة يُبنى لها، لابدَّ لها من امرأة تكون قريبا منها، إن عرضت لها حاجة، وإن أرادت شيئاً أفضت بذلك إليها.

قال: (فإني أسأل إلهي أن يحرسك من بين يديك، ومن خلفك، وعن يمينك، وعن شمالك، من الشيطان الرجيم).


بلال يكبّر في الزفاف

روى محمد بن سعيد، بإسناده، قال: لما زُفّت فاطمة إلى علي (ع) كبّر رسول الله (ص).

وكان بلال بين يديه، فكبّر.

فقال رسول الله : (لم كبّرت يا بلال؟!).

فقال: يا رسول الله، كبّرتَ فكبّرتُ.

فقال رسول الله (ص): (ما كبّرتُ أنا حتى كبّر جبرائيل (ع)).


(الرجز والتكبير) أهازيج الزفاف

قال ابن شهر آشوب:

أمر النبي (ص) بنات عبد المطلب ونساء المهاجرين والأنصار أن يمضين في صحبة فاطمة وأن يفرحن يرجزن ويكبّرن ويحمدن ولا يقولن ما لا يرضي الله.

قال جابر: فأركبها على ناقته، وفي رواية: على بغلته الشهباء، وأخذ سلمان زمامها وحولها سبعون حوراء، و النبي (ص) وحمزة، وعقيل بن أبي طالب، وجعفر بن أبي طالب يمشون خلفها مشهرين سيوفهم ونساء النبي (ص) قدّامها يرجزن.

فأنشأت أم سلمة:

ســـــــرن بــعون الله جـــاراتي واشكرنه في كل حالات

واذكرن مــــا أنـعم رب العلى من كشف مكروه وآفات

هــــدانــا بعد كفر وقـــــــــد أنعشنا رب السمــــــــاوات

وسرن مع خير نساء الورى تفدى بـــعمات وخـــــالات

يا بنت مـــن فضّله ذو العلى بالوحي منه والرسالات

 

ثم قالت عائشة:

يــــــــا نسوة استرن بالـــمعاجر واذكرن ما يحسن في المحاضر

واذكرن رب الناس إذ خصنا بــدينه مــــــــــــع كـــــــــل عــــبد شــاكر

فالـــحمد لله علــــــــى أفـــضاله والــــــــــــــــشكر لله الـــــعزيز الـــــقادر

سرن بها فالله أعـطى ذكرها وخــــــــــــصها مــــنه بـــــطهر طــاهـــر

 

ثم قالت حفصة :

فـــــــــــاطمة خير نــــساء البــــشر ومــــــن لــــها وجــه كــوجه الـــقمر

فضلك الله على كل الورى بـــفضل مــــن خــــص بآي الــــزمر

زوجـــــــــــــك الله فتــــى فــــاضلا أعني عليا خير من في الحضر

فــــــسرن جـــاراتي بـــــــها انــــــها كـــــــــريمة بنت عـــــــظيم الـــخطر

 

تاريخ الزواج

كان زواج أمير المؤمنين (ع) من فاطمة الزهراء (ع) في المشهور، سنة 2 هـ ليلة الخميس، وقيل: الإثنين. وذكر الكليني في الكافي نقلا عن الإمام السجاد (ع) أنّ النبي (ص) وبعد هجرته إلى المدينة بسنة زوّج السيد فاطمة (ع) من الإمام علي (ع).

وفي تاريخ الطبري ونقلا عن الإمام الباقر (ع) ورد أن الإمام علي (ع) تزوج السيدة فاطمة (ع) في السنة الثاني للهجرة وقبل أن ينتهي شهر صفر بعدة أيام، وفي خبر آخر عن الطبري أن الزواج كان في شهر رجب، وقال زُفت السيدة فاطمة (ع) إلى علي (ع) بعد غزوة بدر، وأضاف أن عمرها كان 18 سنة، لكن مصادر الشيعة وبناء على رواية الكليني التي تتحدث عن ولادة فاطمة (ع) في الخامسة من البعثة، تؤكد أن عمرها عند الزواج كان تسع سنين.

قال ابن شهر آشوب: عقد عليها في أول ذي الحجة، ونقل الشيخ المفيد: كان الزواج في الأول منذي الحجة، ونقل العلامة المجلسي: كان الزفاف ليلة 19 ذي الحجة. ونُقِل عن بعضهم: كان الزواج في 2 ذي الحجة، وهناك من قال إنّ (الزفاف) كان يوم 6 ذي الحجة. وورد أيضاً تزوجها أو عقد عليها في شهر رمضان، وزُفت إليه في ذي الحجة.

 

عمرهما يوم العقد

قيل عقد النبي (ص) لأمير المؤمنين على ابنته فاطمة (ع) في 15 رجب وكان عمرها تسع سنين ـ كما هو المشهور عند الشيعة كافّة ـ وذكرَ العامّة أقوال أخرى، فقيل: عشر سنين، وقيل: إحدى عشرة سنة، وقيل: ثلاث عشرة سنة، وقيل: أربع عشرة سنة، وقيل: خمس عشرة سنة وخمسة أشهر، وقيل: ثمان عشرة سنة، وذكروا أيضاً: تسع عشرة سنة. وكلّها راجعة لتعيينهم سنة ولادتها (ع) قبل البعثة.

بينما ذُكر أن عُمرُ أمير المؤمنين (ع) عندما زُفَّت إليه فاطمة (ع) كان خمس وعشرين سنة، وقيل: أربع وعشرون سنة وخمسة أشهر.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة