البث المباشر

نظام العقوبات والحوافز عند الاطفال

السبت 10 نوفمبر 2007 - 00:00 بتوقيت طهران

لطالما قررت صديقتي العزيزة ان تغيري سلوكاً معيناً عند ابنك وفكرت بتشجيعه كي تساعديه ولكن وقفت حائرة عند الهدية التي تختارينها والتي تناسبه ووقت اعطائه هذه الهدية. وقد فكرت مرارا ان تعاقبي ابنك فتحرميه من امر ما يحبه عله يؤثر على تصرفاته ولكنك ترددت ان يكون العقاب غير مناسب لتصرف ابنك. وبين التشجيع والعقاب تقفين حائرة وتفكرين بنظام معين تتبعينه دائماً علك ترتاحين من التردد.
*******
الاسئلة
المحاورة: مع هذه المقدمة التي قدمناها لحضراتكم ننتقل الى الدكتورة اميمة عليق الباحثة في علم النفس، دكتورة اميمة سلام عليكم. الدكتورة اميمة عليق: وعليكم السلام ورحمة الله. المحاورة: شكراً دكتورة على حضورك، في البداية دكتورة هل هناك فرق بين الاطفال يفرض علينا نوع العقاب او الثواب؟ الدكتورة اميمة عليق: طبعاً سن الطفل بالدرجة الاولى يؤثر على الثواب او العقاب مثلاً الطفل تحت الثالثة افضل ثواب له هو التقبيل والحضن ولكن بين الرابعة والسابعة يصبح توجيه الشكر والمدح له بشكل خاص له وهو يؤثر كثيراً ايضاً الطفل بين عمر السنة والثلاث سنوات اذا كنا سنعاقبه اذا غضبنا ونظرنا اليه بشكل حاد وعبوس سوف يتأثر كثيراً ولكن الطفل بين الرابعة والسبع سنوات يجب ان نحرمه من شيء يحبه سوف يؤثر عليه اكثر هناك ايضاً طريقة للثواب والعقاب، بالنسبة للثواب ان الطفل تحت عمر الثالثة لايجب ان نعده بجائزة او هدية لانه قام بعمل ما و نؤجل هذه الهدية لانه لايتحمل هذا التأجيل او نغير الهدية التي وعدناه بها لايستطيع ان يقبل ذلك، نستطيع ان نعده بأعطائه هدية بعد فترة وليس مباشر، هذا الامر سوف لن يؤثر عليه سلباً بالعكس سينتظر بشوق هذه الهدية وايضاً اذا غيرنا الهدية الى شيء افضل قد يفرح بها لكن تبقى عنده تحت الثلاث سنوات حتى لو غيرنا الى هدية افضل لايفرح لانه يريد ما واعدناه به، ما يؤثر على نوع العقاب والثواب، بالنسبة للثواب يجب ان نعرف ما يحب الطفل اذا كان يحب الالعاب او الاغذية او الخروج من البيت لكي نعطيه اياه او نحرمه منها . المحاورة: دكتورة متى يجب ان نكافئ الطفل ومتى يجب ان نعاقبه بشكل عام؟ الدكتورة اميمة عليق: اعتقد ان كل الاهل يعرفون ان يحددوا الوقت الذي يجب ان يعاقب او يثيب الطفل، مثلاً هناك نقطة يجب ان اشير اليها هي ان الثواب والعقاب يجب ان يكونا جزء من الاسلوب التربوي وليس الهدف، يجب ان تكون هناك قواعد عامة واسلوب متبع في البيت ويكون الخلل بأتباع هذا يستلزم العقاب او الثواب طبعاً عند الثواب او العقاب يجب ان نوضح للطفل القاعدة التي نحن نلتزم بها يجب ان نوضح للطفل ما نريده، ما هو الجيد وما هو السيء، كيف نعاقبه اذا لم يحترم هذا القانون واذا احترمه او اتبعه كيف نشجعه وهناك امر مهم جداً انه لايجب ان نعاقب الطفل او نعطيه الثواب او الهدية حسب مزاجنا نحن، اذا كنا راضين نتغاضى عن الاخطاء واذا كنا راضين عن حتى ابسط الاخطاء يجب ان نعاقبه عليها، يجب ان يكون هناك قانون ثابت لايتعلق ابداً بمزاجنا وبحالاتنا النفسية نحن بل بهذا القانون بحد ذاته. المحاورة: طيب دكتورة فاصل قصير ونواصل ان شاء الله.
*******
لا تنسي ابداً ان
• ان اتباع نظام موحد بين الام والاب يجعل نظام الثواب والعقاب اسهل واكثر نتيجة. • ان يكون العقاب او الثواب مناسباً لعمل او تصرف طفلك. • ان تشجعي ابنك كلامياً بشكل دائم فكلامك له مفعول سحري عليه.
*******
المحاورة: دكتورة ما هي انواع كل من الثواب والعقاب التي يسمح للاهل ان يستخدموها؟ الدكتورة اميمة عليق: طبعاً على الاهل ان يحددوا ماذا يريدوا ان يحضروا لابنائهم وعن ماذا يجب ان يحرموهم ولكن كما ذكرنا في الجواب الاول ان العقاب او الثواب يجب ان يكونا متناسبين مع عمر الطفل ومع العمل الذي قام به وايضاً كي نعاقبه او نعطيه هدية يجب ان نعرف ماذا يحب كي يحسن سلوكه او كي نجنبه من سلوك خاطئ، الطفل بشكل بسيط جداً نسأله ماذا تحب او اذا كان لديك مال ماذا تشتري او ماذا تحب ان تحضر لك في عيد ميلادك، هذا نستطيع ان نعرف ماذا يحب اكثر اما انواع الهدايا والشراء من دكان انواع الالعاب المعقولة ان لانعد الطفل بالعاب غالية الثمن لانستطيع شراءها او نحرم الطفل من لعبة يحبها كثيراً ونحرمه منها لفترة طويلة والحرمان لفترة طويلة يعطي مفعول عكسي، طبعاً نسأله اذا كان يحب الخروج من البيت الى الحديقة او الى مدينة الملاهي ان نمضي هذا الخروج من البيت بعد السلوك مثلاً، لا نستطيع ان نقول للطفل ايام اننا لانأخذك الى مدينة الملاهي التي كنا وعدناك بها الا الاسبوع المقبل لا اذا قام بعمل سيء وكان المقرر ان نأخذه الى مدينة الملاهي بعد نصف ساعة مثلاً نلغي هذا لبعد اسبوع هذا يصبح كلامنا في الهواء وهذا امر خطر، يجب ان نتكلم ويجب ان نطبق ما نقوله ان كان في العقاب او في الثواب ايضاً التشجيع له مفعول صحي كما ذكرت، احسنت، انت ولد رائع، لكن لايجب ان نقول له انت اكبر ولد في العالم لأمر بسيط جداً، ان يكون حق كلامنا مقبول مع وضع الطفل، لا يجب ان نقول انت افضل من اخيك حتى في هذا التشجيع لايجوز ان نخفف من قيمة الاخرين، انت افضل من كل الاطفال، انت اروع من كل الاطفال الذين رأيتهم في حياتي، اذن هناك تشجيع عبر التعبير عن المشاعر دون الكلام او الاحتضان او التقبيل مثل ما ذكرنا اما بالنسبة للحرمان اذا وضعنا الطفل نستطيع ان نأخذه بشكل سريع بعد العمل الذي قام به الى غرفته ولكن لايجب ان يتعدى هذا الامر البسيط الخمس دقائق لانه اذا تعدى الخمس دقائق في المرة القادمة يجب ان نعطيه ساعة وفي المرة التالية ساعتين لان حساسية الولد لهذا العقاب تخف والخمس دقائق لا تؤثر عليه لذلك يجب ان نتعاطى بالبسيط بسيط جداً حتى لانصل الى حالات صعبة، هناك امرمهم ايضاً وهو العقاب الجسدي الذي يجب ان يلغى بشكل نهائي، الاهانة للطفل يجب ان تلغى بشكل نهائي ايضاً او توجيه التهم مثل احمق او انك لاتستطيع ان تقوم بهذا العمل، هناك امر مهم جداً هو ان نشجع السلوك او نعاقب السلوك ولا نشجع كل شخصية الطفل او ان نعاقب كل شخصية الطفل. المحاورة: سؤال اخير دكتورة، ما هو الاسلوب الذي يجب اتباعه في المكافأة والعقاب؟ الدكتورة اميمة عليق: طبعاً لتكن المكافئات متنوعة ولتكون مرتبطة بالسلوك الذي نريد ان نحسنه مثلاً اذا استيقظ الطفل باكراً للذهاب الى الحضانة نستطيع ان نعطيه ثواب نصف ساعة ان يسهر اكثر من الاول، طبعاً يجب دائماً ان نفي بوعودنا لاطفالنا هو افضل انواع الثواب لديهم وايضاً يجب ان نمدح سلوك الطفل فعادة نسعى ان نقوي هذا السلوك وفي العقاب نريد ان نخفف من هذا السلوك ولا يجب ان نقضي على كل شخصية الطفل ايضاً نوضح للطفل لماذا نمدحه ولماذا نعاقبه، اشكرك لانك مثلاً رتبت تخت نومك هذا الصباح ولا نقول انك كنت جيداً، ايضاً نمدح او نشجع كل تقدم مثلاً اذا كان لايجمع اي لعبة وجمع لعبتين نشجعه ونقول له ان هذا امر جيد جداً وايضاً ذكرنا هذا ان يكون الثواب والعقاب مناسباً مع عمر الطفل ومع العمل الذي قام به وليكن ايضاً الثواب والعقاب اسلوب وليس هدف. المحاورة: الدكتورة اميمة عليق الباحثة في علم النفس نشكرك جزيل الشكر على حضورك في الاستوديو. الدكتورة اميمة عليق: شكراً لكم ايضاً.
*******
خط احمر
• لا تلجأي الى العقاب كاول طريقة حل للمشاكل. • لا تعاقبي ابنك على امر ما وتتساهلين معه على نفس الامر في مرة اخرى فهذا التردد سيعقد سلوك ابنك اكثر. • لا تعاقبي ابنك لانك غاضبة من امر آخر لا يخصه جعلك تفقدين اعصابك فان هذه الطريقة تفقدك ثقة ابنك بك.
*******
عملياً
• اتفقي مع ابنك على طريقة واضحة للتصرف وكلما اخل احدكما بالاتفاق تطرح مسألة العقاب. • لتكن حياتك مع ابنك منظمة فهذا التنظيم سيشعره بالامان والاستقرار ولن يشجعه على التصرف بعشوائية.
*******
كان يا ما كان
لنبي موسى والخضر(ع)
حين تنزل التوراة على النبي موسى(ع) كان فيه كل العلم الذي يحتاجه بنو اسرائيل في حياتهم. الامر الذي جعل النبي موسى يتساءل ان كان في هذه الدنيا احد اعلم منه. وقبل ان يمسه الغرور اوحى الله اليه ان يذهب الى مجمع البحرين ليتعرف الى من هو اعلم منه وطلب اليه ان ياخذ سمكة زادا للطريق. اصطحب النبي موسى(ع) يوشع معه وانطلقا بحثا عمن لديه علم اكثر من موسى. مشيا ومشيا حتى وصلا الى ساحل البحر ولرؤية الماء غسل يوشع السمكة ووضعها على حجر بانتظار امر موسى وبعد الاستراحة تابعا طريقهما ولكن نسي يوشع السمكة وحين انتبه ا لى الامر قال موسى ان السمكة هي اشارة من الله ولاننا نسيناها علينا الرجوع من الطريق نفسه لان نسيانها دليل على اننا اخطأنا الطريق. رجعا معاً ليجدا شخصا في المكان الذي انطلقا منه واذا هو الرجل الذي يبحثان عنه اي الرجل الاعلم والذي يريد موسى التعلم منه وهو يدعى الخضر. ارسل موسى يوشع الى قومه واقترب هو من الخضر مسلما عليه طالبا منه مرافقته والتعلم منه لكي يعرف سر العلم الذي يمتلكه. اجابه الخضر: "انا لست بخيلا ولكنني اعرف ان لا طاقة لك على مرافقتي لانك اذا رافقتني عليك ان تبقى ساكتا ولا تتدخل اوتسأل عما تراه". وعده النبي موسى بالصبر والسكوت خلال الطريق على ان يأخذه معه. وانطلقا معاً حتى وصلا الى ساحل البحر حيث رست سفينة. نادى الخضرالقبطان طالبا منه السماح بالركوب. قال القبطان: ولكن كم تدفعون من المال؟ اجابه الخضر: "نحن عجوزان والشمس حارة جزاك الله خيراً". قبل القبطان وصعد الخضر وموسى وانطلقت السفينة اما حين ابتعدت في الماء اقترب الخضر من احد اطرافها وكسر الاخشاب ثم ادعى انه لم يفعل شيئا وحين كان العمال يصلحون ما كسره ثقب ارض السفينة وبدأ الماء بالتسرب فصاح القبطان غضبا: "لقد قبلنا ان نصحبكما معنا كي يجزينا الله خيرا ولكن من اي طينة انتما لتقابلاً المعروف بالسيئة الا تعلم ان السفينة اذا امتلأت بالماء تغرق؟" اجاب الخضر: "بلى اعلم ولكن الخير في ما فعلت". تعجب القبطان غاضباً: "لا اريد هذا الخير وطلب منهما النزول من السفينة في اقرب مرفأ". حين ترجلا سأل النبي موسى الخضر غاضبا: "ولكن ما هذا العمل الذي قمت به؟" وقبل ان يكمل اعترضه الخضر مذكرا اياه بالوعد الذي قطعه قبل ان يبدأ الرحلة معاً. سكت موسى ثانية واعتذر من الخضر واعدا اياه بعدم تكرار هذا الامر. وتابعاً طريقهما حتى وصلا الى قرية حيث اجتمع عدد من الشبان على جانب الطريق فنادى الخضر احدهم وضربه ضربة سقط الشاب من اثرها ميتا وتابع طريقه دون اي شرح قائلا لموسى: "لنذهب". قبل ان يتابع مسيره قال موسى: "كيف نكمل طريقنا بعد الذي فعلته؟". فأجابه الخضر: "ألم اقل لك انه صعب عليك ان تتحمل الصمت معي؟" اعتذر موسى ثانية واعدا باكمال الطريق دون ان يتدخل في اي امر. وحين وصلا الى قرية جديدة كانا متعبين كثيرا فطلب الخضر من احد الشبان الذي التقى به: "لقد اتينا من طريق طويل هل تستطيع ان تقدم لنا وجبة طعام؟" فاجابه الشاب: " ليس لدينا شىء لنقدمه للغرباء فالله سوف يرزقكما؟" قال الخضر: "اعرف هذا ولكن نحن غريبان وضيفاكما". فقال الشاب: "نحن لا نثق بالغرباء ولا نستضيفهم". قال الخضر لموسى: "لنذهب من هنا". حين كانا يخرجان من القرية راى الخضر حائطا يكاد ان ينهدم فقال الخضر: "علينا ان نصلح هذا الحائط هيا ساعدني". ودون ان يقول شيئا بدأ موسى بالمساعدة في تجهيز الطوب وحين انتهيا قال موسى والتعب قد انهكه: "في هذه القرية حيث لم يقدم احدا لنا لا طعام ولا مأوى تصر على بناء حائط منهدم الم يكن من الافضل ان نعمل ونكسب بعض المال لنشتري الطعام؟" قال الخضر: "هذه هي المرة الثالثة التي تخلف بوعدك وتعترض كما يفعل بنو اسرائيل وقد كان لكل عمل قمت به مبرراً وسبباً: اما السفينة فهي لاناس شرفاء يعتاشون هم وغيرهم من الفقراء على العمل على هذه السفينة ولكن في تلك المدينة حاكم ظالم يريد ان يستولي على كل السفن الجيدة ولكن اذا ما راى ان السفينة معيوبة فانه يتركها وبالتالي تبقى لاصحابها. واما الشاب الذي قتلته فانه قد قتل قبل ذلك عدة اشخاص واهله مؤمنون وكاد هذا الشاب اذا ما شاع بين الناس انه قاتل كاد ان يفضح ويشوه سمعة اهله وفي المدينة قاض غير عادل وكان من واجبي ان اخلص الناس واخلص اهل ذلك الشاب منه وسوف يرزقهم الله قريباً ولداً صالحاً. واما الحائط فهو لطفلين يتيمين وتحته كنز والله يريد ان يبقى الكنز الى ان يكبر الطفلان ولو ان الحائط انهدم قد يستولي آخرون على الكنز. هذه هي الاشياء التي لم تستطع ان تصبر على معرفتها وقد قمت بها بأمر الله. فقال موسى: "معك حق، فالانبياء لايعلمون الا ما يشاء الله لهم ان يعلموا والله هو العليم المطلق". ودع موسى الخضر راجعاً الى قومه بعلم اكثر وتواضع اكبر وتجربة لن ينساها مع هذا المعلم الذي بفضل تقواه وايمانه وهبه الله الحياة الخالدة فكما تعلمون مازلنا ننتظره ليظهرمع الامام المهدي(عج).
*******
كلامكم نور
قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): «حق الولد على الوالد ان يحسن اسمه ويحسن موضعه ويحسن ادبه».
*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة