قد يذكر بعض الاهل الحديث القائل "اتركه سبعاً" وذلك للدفاع عن انفسهم حين يرفضون توجيه الملاحظة الى ابنهم او توبيخ ابنتهم اذا ما قاما بعمل مؤذ او خاطيء. بينما يؤكد أخرون ان علماء النفس يقولون ان شخصية الطفل تتشكل قبل سن السابعة.
فما هو دور الاهل بين هذه النظرية وذلك الحديث؟
وهل صحيح ان شخصية الطفل تتشكل قبل سن السابعة، وماذا عن السنوات الاخرى؟
*******
الاسئلة
المحاورة: بداية نرحب بالدكتورة اميمة عليق الباحثة في علم النفس اهلاً وسهلاً بك دكتورة.
الدكتورة اميمة عليق: اهلاً بكم.
المحاورة: دكتورة هل يجب ان نترك الطفل سبعاً كما سمعنا وقرأنا كثيراً في الحديث المعروف؟
الدكتورة اميمة عليق: بسم الله الرحمن الرحيم، طبعاً نحن نعرف ان التربية مستمرة تبدأ منذ ولادة الطفل ولنقل قبله حتى، هذه التربية تنقسم الى قسمين التربية المادية والتربية المعنوية، التربية المادية هي توفير حاجات الطفل المادية والتربية المعنوية هي توفير حاجات الطفل الاخلاقية والدينية، اعتقد حين ذكر عن الحديث اتركه سبعاً اعتقد انه يؤكد على التربية غير الممنهجة يعني لايجب ان يتعلم الطفل بطريقة ممنهجة، يجب ان يوضع في مدرسة ويجلس ست ساعات لكي يتعلم ولكن يجب ان تكون طريقة التعامل معه طريقة غير مباشرة لايجب ان تكون التربية مباشرة، ان يكون الغالب على هذه التربية هو التسامح والتساهل اكثر من القسوة، نحن نعرف انه يقول علم ابنك الصلاة من الخمس سنوات او سبع سنوات ولكن اذا قصر في عمر العشر سنوات يجب معاقبته يعني قبل السبع سنوات يجب ان نعلمه الصلاة ويجب ان نتساهل معه حتى يجب ان نعلم الفتاة على الصيام ولكن يجب ان نتساهل معها كثيراً يعني ساعات في النهار، لانترك الطفل حتى السبع سنوات، لانتركه بشكل مطلق ونبدأ عند عمر السابعة، عندها نشعر كثيراً ان نعلمه الصح والغلط وكثيراً ما نعلمه العادات الحسنة، يجب ان نربي فيه بعض الصفات الايجابية ولكن اعتقد اذا بدأنا بشكل محبب للطفل بشكل غير مباشر بشكل يغلب عليه التسامح وبشكل غير ممنهج اعتقد انه يعطي نتيجة بشكل افضل واذا تركنا الطفل لم نعاقبه، لم نتشدد معه ولم نفرض عليه هذه التربية.
المحاورة: طيب دكتورة كيف نستطيع ان نعلم الطفل او ان نربيه في هذه السن بما يتناسب مع نموه العقلي والعاطفي؟
الدكتورة اميمة عليق: طبعاً نحن قلنا ان حاجات الطفل تنقسم الى قسمين اول الحاجات المادية هو الطعام والصحة والسلامة اما الحاجات المعنوية هي التي تأتي تحت التربية الدينية والتربية الاخلاقية والتربية ايضاً الاجتماعية والناحية المعنوية ايضاً نؤكد ان اهم حاجات الطفل المعنوية هي المحبة يجب ان نظهرها له منذ ولادته وحتى يكبر وايضاً هنا يؤكد الرسول حتى ان نتعاطى مع الطفل حسب طاقته، حتى في الاسلام اول ما يتحدث عن الفروقات الفردية حين نقول لايكلف الله نفساً الا وسعها، كل انسان له سعة حتى هذا الطفل له سعة ويجب ان نتعاطى معه على اساس هذه السعة وايضاً اكد الرسول ان لانساعد الطفل على الطغيان، ان لانكذب عليه، ان نعفو عن اخطاءه هذه الامور كلها تتناسب مع نموه العقلي والعاطفي هذا العمر البسيط يعني عمر الثلاث سنوات، ايضاً هناك امر هو التركيز على التعلم بالاكتشاف وذلك عبر التفاعل المباشر مع محيطه ايضاً يجب الاتكال لجهوزية الطفل ولتقبل المثيرات المختلفة، نحن نعرف انه يجب ان نقدم للطفل مثيرات ولكن هذه المثيرات لايجب ان تكون فوق طاقته حتى يشعر الطفل انه كل يوم هناك جديد كل ساعة هناك مثير ثاني هناك شئ يجب ان يفهمه ويجب ان يتعرف عليه هذا بشكل عام يجب ان نركز على التعليم بالاكتشاف وذلك عبر التفاعل المباشر مع هذا المحيط، يجب ان نتقبل الفروقات، يجب ان ننتبه لجهوزية الطفل ويجب ايضاً ان نركز على المحبة وعلى التعاطي الصحيح معه.
المحاورة: نعم فاصل قصير ونعود اليك دكتورة ان شاء الله.
*******
لا تنسي ابداً ان
• ان تربية الابناء بطريقة صحيحة هو نتاج عمل الكثير من الاشياء الصغيرة بطريقة صحيحة.
• ان الاطفال لا يخترعون "تقدير الذات" لانفسهم وانما يتعلمونه من الكبار، والاغلب من اهلهم.
*******
المحاورة: عودة الى الدكتورة اميمة عليق الاخصائية في علم النفس، دكتورة هل نستطيع ان نساعد اطفالنا في نموهم العاطفي والاجتماعي بطريقة تؤثر ايجابياً على نجاحهم الاجتماعي في المستقبل وكيف يتم ذلك؟
الدكتورة اميمة عليق: هناك عدة نقاط يجب توفير بيئة تساعد الطفل على تطوير شعوره بأن لديه سلطة على ما يحدث في محيطه وما حوله، يجب ان يكون هناك اتصال جسدي كثير ان نقبله ان نحضنه وان نمسح على رأسه، يجب ان يكون هناك شعور بالاستمتاع المتبادل بين الام والطفل، الام لاتتذمر من الطفل والطفل يرتاح اذا ما بقيت امه طبعاً الام لايجب ان تغضب كثيراً وان لايشعر الطفل بالتوتر، هناك ايضاً امور كثيرة عملية يعني يجب ان نتحدث كثيراً مع الولد وبلغة واضحة هذا الامر يساعده ايضاً حين يكبر، مثلاً اذا كلم الاخرين ان يعبر بوضوح عن حاجاته وان يفهم ايضاً حاجات الاخرين، يجب ان يشعر الطفل ان ما يقوم به هو بالغ الاهمية هذا يؤثر كثيراً على الثقة بالنفس وتقوية الذات كما ذكرت، يجب ان نكون حاضرين دائماً لمساعدة الطفل عندما يطلب المساعدة ولايجب ان نفرض المساعدة عليه، يجب علينا ان نستجيب لتصرفات الطفل التلقائية التي يقوم بها عند اكتشافه محيطه هذا الامر يساعده كثيراً على الاستقلالية ونحن نعرف ان الاستقلالية في هذا العمر سوف تستمر معه حتى يكبر وتؤثر كثيراً على نجاحه في العمل وفي المدرسة وفي حياته الاجتماعية ايضاً.
المحاورة: الدكتورة اميمة عليق نشكرك على حضورك معنا في الاستوديو.
الدكتورة اميمة عليق: شكراً جزيلاً لكم.
*******
خط احمر
• لا تحاولي ان تكوني شديدة الحزم مع طفلك، فهو سيمر بالعديد من التجارب التي ستضعه على اول طريق للنضج دون تدخل منك.
• لا تعتمدي على المجلات غير المتخصصة في تربية ابنك.
• لا تدعي الفرصة لابنك ان يكون طاغية في المنزل لان ذلك شئ غير عادل لكل افراد الاسرة بما فيهم الطفل نفسه.
*******
عملياً
• اجعلي اول شيء وأخر شيء يتلقاه منك ابنك صباحاً هو الحب.
• شاركي ابناءك الضحك والبكاء.
*******
كان يا ما كان
الامير السعيد
هناك اذا نظرتم جيدا الى تلك الساحة في وسط المدينة، سوف ترون تمثالاً جميلاً جداً لامير شاب. كانت العصافير تجتمع على اكتافه وتحت قدميه، تغرد وتنظر الى المجتمعين من الاطفال والناس حوله. كانت عينا الامير من الزمرد وكان يحمل سيفا مزينا بالاحجار الكريمة ايضاً وكان جسمه مغطى بطبقة من الذهب الذي يلمع تحت اشعة الشمس.
في يوم من الايام وصل سنونو من الشمال البارد واثناء هجرته الى الجنوب توقف ليرتاح تحت اقدام ذلك التمثال.ولكن قبل ان يغمض عينيه احس بقطرة ماء تنزل على وجهه، التفت كي يتأكد من ان المطر يتساقط ولكن لا، المطر لا يتساقط فمن اين هذا الماء واذا بقطرة ثانية.نظر جيدا فاذا بدموع التمثال تتساقط من عينيه. تفاجأ السنونو وسأل التمثال عن سر بكائه فاجابه الامير الحزين:
"لقد كنت اعيش في قصر جميل جداً هناك بعيداً عن المدينة ولم اكن اعرف شيئا من مشاكل الناس ولكن حين صرت هنا وبدأت اشاهد الناس الفقراء واعرف مشاكلهم احسست بالحزن الشديد، لان الوقت قد فات ولا استطيع الآن مساعدتهم، انظر هناك ايها الطير الطيب، هناك في ذلك البيت تعيش امرأة فقيرة تعيل خمسة اطفال،
وهنا يعيش ايتام ينامون معظم ايامهم دون عشاء وهناك... وهنا وهناك...
وانا كنت اعيش في نعيم ونسيت ان انظر من حولي الى ابناء مملكتي...
فكر السنونو قليلا ونظر جيدا الى التمثال فخطرت على باله فكرة،:
ما رأيك ايها الامير ان تساعد هؤلاء الناس الآن؟
الآن، ولكن كيف؟
اقترب السنونو من وجه الامير وانتزع الزمردة الاولى من عينيه وانطلق الى المرأة الفقيرة اعطاها اياها، ثم الزمردة الثانية اعطاها للاطفال الايتام، ثم الاحجار الكريمة واحدة تلو الاخرى صار يوصلها الى فقراء تلك المدينة، ثم بدأ بنزع الذهب عن جسم الامير....
وفي صباح اليوم التالي استيقظ الناس على اميرهم فلم يجدوا الذهب ولا الزمرد، ولكن شاهدوا سنونو صغير على كتفه لا يفارقه، واحسوا بلمعان في عيني الامير، وكأنه سعيد جداً بشكله الجديد.....
*******
كلامكم نور
قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم):
«بيت لا صبيان فيه لا بركة فيه».
*******