البث المباشر

متى يجب ان نتدخل لمعالجة غيرة اطفالنا من بعضهم؟

الأحد 18 نوفمبر 2007 - 00:00 بتوقيت طهران

لقد اثبتت الدراسات ان الوقت الفاصل بين طفل وآخرهو ثلاث سنوات. هذه الفترة تقلل كثيراً من مشكلة الغيرة بين الاخوة ولكن في اكثر الاوقات لا يستطيع الاهل ان يتحكموا بهذه الفترة فيواجهوا مشكلة مولود جديد يأخذ وقت الام واهتمامها مع ان الطفل الاول مازال يحتاج للاهتمام نفسه. وفي الاغلب تكون ولادة طفل جديد تهديد لموقع الطفل الاول ويبدأ هذا الطفل بالتنافس للحصول على محبة اكبر من والديه. لماذا يشعر الطفل الاول بالغيرة؟ ومتى هي طبيعية وكيف يمكننا التقليل من هذه المشكلة؟
*******
الاسئلة
المحاور:بداية نرحب بالدكتورة اميمة عليق الباحثة في علم النفس، اهلاً وسهلاً بك دكتورة. الدكتورة اميمة عليق: اهلاً وسهلاً. المحاور:دكتورة هل الغيرة امر طبيعي بين الاخوة؟ الدكتورة اميمة عليق: بسم الله الرحمن الرحيم طبعاً هو امر طبيعي بين كل الاخوة ولكن حدته وشدته تختلف بين طفل وآخر وبين عائلة واخرى وتبقى طبعاً الغيرة الطبيعية اذا لم تتحول الى عنف ضد الطرف الآخر او الى مشاكل نفسية حادة لدى احد الاطفال. المحاور:دكتورة هل الغيرة تنشأ فقط مع المولود الجديد ام انها تكون ايضاً مع الاخوة الكبار؟ الدكتورة اميمة عليق: طبعاً تكون ايضاً مع الاخوة الاكبر سناً ولكن يجب ان يتصرف الاهل بحكمة لكي لا تزيد المشكلة تعقيداً لكن عادة تكون الغيرة من ولادة مولود تحت سن الخامسة والغيرة تكون من امور اخرى متعلقة بالدرس او بالشكل او بالهدايا التي يتلقاها الطفل تكون بعد سنين الخامسة، طبعاً دائماً نؤكد ان العائلة ومدى العطف والحب والدعم الذي يتلقاه الطفل في كل سن من سنواته هو يؤثر على قوة هذه المشاعر طبعاً وكما ذكرنا في السؤال الاول ان الغيرة طبيعية والغيرة الطبيعية تساعد ان يصبح الاولاد اكثر استقلالية واكثر تسامحاً واكثر كرماً حتى لو انه يغار من اخيه ولكن حين نعطيه لعبة يتنازل عنها. المحاور:في حدها تكون طبيعية. الدكتورة اميمة عليق: الافضل طبعاً ان يشجع الاهل اطفالهم على الحديث واظهار شعورهم بالكلام واذا عبر الطفل عن اي مشاعرضد اخيه لانشجعهم ان يعبروا الا ان يتحول هذا الشعور الى اسلوب يظهر هذا الطفل هذا الشعور بطريقة غير مباشرة عندها الضرب او الايذاء لاخيه او اخته لذلك نرى الافضل ان يعبر الطفل بالكلام افضل من ان يعبر بيده او مشاكل نفسية اخرى. المحاور:دكتورة فاصل قصير ثم نعود للحوار.
*******
لا تنسي ابداً ان
• ان تحضير الطفل للمولود الجديد سيخفف من حدة الغيرة عنده. • ان المقارنة بين الاطفال تؤجج مشاعر الغيرة بينهم.
*******
المحاور:عودة الى الدكتورة اميمة، دكتورة كيف يجب ان يتفرغ الاهل عند مجئ طفل جديد لاننا نعرف ان مجئ المولود الجديد يحدث مشكلة بين الاطفال؟ الدكتورة اميمة عليق: ذكرنا ان الطفل غير مطمئن او غير متأكد من حب اهله وايضاً بسبب تصرفات الاهل نفسهم احياناً تصبح مشكلة، هناك طبعاً اذا تصرف الاهل بالحكمة والتعادل قد تكون هذه المشكلة اقل بكثير او اقل حدة يجب ان لا يقترن مجئ الطفل بتغييرات جذرية في حياة الطفل الاول مثلاً تغيير غرفته او سريره او وضعه عند الاقارب لمدة معينة مثلاً خاصة اذا كان الطفل الاول مريض او هناك اي مشكلة لديه، حين تعود الام من المستشفى الافضل ان لاتدخل مع المولود الى البيت الافضل ان يحمله الاب وتدخل الام لتحتضن الولد الاكبر، طبعاً يساعد الاهل الطفل بتشجيعه حين يقوم بعمل ما ويؤكدون له انه اصبح كبيراً وقوياً خاصة اذا اعطوا له بعض المسؤوليات، من المهم جداً ان يعطى الطفل بعض المسؤوليات المرتبطة بالطفل الصغير مثلاً احضر له قنينته او احضر له منشفة او تعال نحممه معاً، طبعاً يجب تشجيعه بعد كل مشاركة في هذه المسؤولية، ايضاً يجب ان ننبه الاقارب الذين يأتون من الجد والجدة والعمات لان المولود جذاب اكثر فيجب ان ننبه الاقارب الى ان لايبرزوا اهتماماً زائداً لهذا الطفل وينسون هذا الطفل الذي كان في يوم من الايام محط انظار الجميع، وطبعاً نشجع الزوار ان يحضروا هدية الى الطفل الاكبر وايضاً هناك امر مهم جداً هو ان لايكثر الاهل من الكذب بأنهم يحبونه اكثر من الطفل الصغير ويجب ان يعبروا عن مشاعرهم بشكل صحيح انا احبك كثيراً واحب اخيك ايضاً كثيراً لان اذا نقول للطفل انا احبك اكثر من اخيك وهو صغير لايفهم شيء فان هذه الكلمات سوف تؤثر سلبياً على الطفل وعلى ذهنه وخياله فيقول اليوم امي تحبني اكثر من اخي وغداً تحب اخي اكثر مني وهذا الامر لا يعطي ابداً امان للطفل عكس ما يقول الاهل، هذا بشكل عام. المحاور:سؤال اخر دكتورة ما هي الخطوات العملية للتخفيف من هذه المشكلة؟ الدكتورة اميمة عليق: طبعاً عدم المقارنة بين الاولاد اذا كانت ايجابية او سلبية مثلاً لا نستطيع ان نقول انت اذكى من اخيك، صحيح انها اجمل منك لكن انت اذكى منها لان ذلك بالعكس يزيد من شدة المنافسة لتثبت ذكائها مثلاً. المحاور:هذه المقارنة لم تكن داخل الاسرة فقط حتى خارج الاسرة. الدكتورة اميمة عليق: حين يتشاجر الاولاد مع بعضهم لايجب ان ندعم طفل على الاخر حتى لو كان الحق معه ونحاول ان قدر الامكان. المحاور:ان لا نتحيز. الدكتورة اميمة عليق: قد لا يكون تحيز اذا صح التعبير ان نعرف ان الطفل الصغير اخذ لعبة الطفل الكبير لايجب ان نقول له اترك هذه اللعبة يجب ان نعطي الاطفال تقنيات ليحلوا مشاكلهم لوحدهم ولايقف الاهل ليعرفوا الحق مع من او يعرفوا تفاصيل هذه المشكلة مثلاً احكوا من البداية ماذا حصل ويبدأ هذا الطفل هذا اخذ لعبتي وهكذا، هذه مشكلة معرفة من هو اساس المشكلة، نقول لهم هذه مشكلتكم وحاولوا ان تحلوها وطبعاً نشرف على هذا الحل ولايجب ان نتخطى مشكلة الاولاد حين يضرب احدهم الآخر طبعاً يجب ان نتدخل اما طالما هي مشاجرة يجب ان يحلوا مشاكلهم بنفسهم، طبعاً الضغط على الولد الكبير وخاصة الكبير ان يتنازل عن العابه ووسائله لأخيه الصغير، اذا حب ان يعطيه واذا لم يحب لايعطيه يعني يجب ان نتركه حراً في اختياره، طبعاً عدم تغيير نظام الطفل الكبير بمجرد ولادة طفل اخر هناك امر ايضاً لكي نعبر لطفلنا انه نتعاطى بعدل مع طفلينا، لا يجب ان نختار لهما نفس الالعاب يجب ان نختار لكل منهما العاب مختلفة لانه حتى الالعاب المتشابهة يبدأ الطفل ويفتش عن اختلاف لكي يشعر انه احضروا لعبة مختلفة لأخيه. المحاور:شكراً جزيلاً دكتورة نقاط مهمة اشرت اليها ويجب ان نأخذها بعين الاعتبار بالنسبة لأطفالنا، نشكرك جزيل الشكر لحضورك في الاستوديو.
*******
خط احمر
• لا تتدخلي في شجارات الاخوة لصالح احدهم فالامرسيزيد المشكلة تعقيدا. • لا تسمحي للاخ الكبير بضرب المولود الجديد ولا تتعاطي مع الموضوع ببساطة.
*******
عملياً
• امدحي اطفالك بوعي واعتدال. واوكلي الى ابنك الكبيربعض الامور المتعلقة بأخيه فيشعر بالمسؤولية تجاهه. • ممازحة طفلك الكبير اذا ما تصرف كالصغير ولا داعي للتانيب او السخرية في مثل هذه الحالة.
*******
كان يا ما كان
الكنغر الصغير
كان هناك في الغابة الجميلة التي نتحدث عنها دائماً والتي فيها اشجار جميلة وينابيع واعشاب خضراء كان تعيش عائلة من الكنغر. هذه العائلة كانت مكونة من الام والاب والكنغر الصغير كورو. كان كورو صغيرا لا يستطيع ان يقفز لوحده ولا يستطيع ان يحضر الطعام من الغابة لذلك كانت امه تساعده وتعطيه الطعام وتهتم به. حتى كبر وصار قويا وخرج من جيب امه ليقفز وحده ويحضر الطعام لوحده ويلعب مع اصدقائه ويتعلم الكثير من الامور الجديدة. في يوم من الايام قالت له امه انه في وقت قريب سيرزقون بأخ صغير واكملت امه ان ها تحبه كثيراً وان والده يحبه كثيراً وان اخاه او اخته الصغيرين سيحبانه كثيراً. فرح كورو كثيراً وقفز عاليا وهو يقول انه سيساعد امه وسيهتم كثيراً بالمولود الجديد. بعد عدة اشهر ولد الكنغر وكان جميلاً وصغيراً وناعما كثيراً وكانت ام كورو مجبرة علي ان تبقى معه وتهتم به كثيراً. لم يكن كورو يشعر بالفرح دائماً فكان يفضل ان يكون الطفل الوحيد في العائلة كما كان لان امه كانت تهتم به اكثر والفاكهة التي يحضرها والده من الغابة كانت له لوحده. وكان يتساءل لماذا يجب ان يبقى اخاه الصغيرفي جيب امه بينما هو يلعب بعيدا عنها. فقرر الا يلعب مع اخيه الصغير والا يساعد امه في اعمال البيت. بعد فترة قصيرة انتبهت ام كورو انه حزين وانه لا يلعب مع اخيه. فسالته: لماذا انت حزين؟.... هل حصل شيء لا اعرفه احزنك؟ في البداية لم يشأ كورو الحديث، ولكن بعد اصرار امه قال لها: "اشعر انك لا تحبينني كما في السابق.. فانت تريدين ان تهتمي فقط بأخي الصغير وهو يبقى دائماً في جيبك، فانت تحبينه كثيراً.. اكثر مني"... احتضنته امه وقالت له: "اذن انت حزين لهذا السبب" هز كورو رأسه ليقول لامه نعم. فقالت له امه: انا احبك كثيراً واحب اخاك ايضاً ولكنني اهتم به كثيراً لانه مازال صغيراً ولم يصبح كبيراً وقوياً مثلك. فالاطفال الصغار يحتاجون الى مساعدة اهلهم كي يكبروا ويصيروا اقوياء كالكبار تماماً ابتسمت امه وهي تقول له: تعال سوف اريك شيئاً واحضرت البوم الصور القديم وبدات تنظر الى الصور مع كورو فجاة سأل كورو: "ماما، من هو هذا الطفل الصغير الذي هو في جيبك؟" اجابته امه: "انه طفلي الحبيب كورو". تعجب كورو كثيراً فهو قد نسي انه كان صغيراً مثل اخيه الصغير وكانت امه تهتم به وتطعمه وتحمله طيلة الوقت. فقال كورو بفرح والأن اصبحت كبيراً وقوياً واستطيع ان اساعدك وان انام لوحدي والعب لوحدي... امي كلما احتجت لمساعدة تستطيعين ان تطلبي مني مساعدتك.... واستطيع ان اهتم باخي الصغير ايضاً. احتضنته امه وقالت له: "حين كنت صغيرا كنت احبك كثيراً، والآن حين كبرت وصرت قويا احبك كثيراً وافتخر بك ايضاً...".
*******
كلامكم نور
عن الامام الصادق(ع): «بادروا اولادكم بالحديث، قبل ان يسبقكم اليهم المرجئة».
*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة