البث المباشر

الطارف والتليد - 16/11/2010

السبت 11 ديسمبر 2010 - 09:55 بتوقيت طهران


المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله على ما هدانا والحمد لله على ما اولانا
اخواني مستمعي الطارف والتليد سلام عليكم في رحابه وعيدكم مبارك وايامكم سعيدة وكل عام وانتم بخير
سعادتي اعزائي الكرام ان احييكم انا فرزدق الاسدي مقدم ندوتكم هذه تحية طيبة مشفوعة بمثلها من اخواني في هذا التقديم وهم:
مهندس الصوت امير رضائي
مستقبلة اصواتكم الكريمة الاخت علياء صالح
ومخرج هذه اللقيا السعيدة الاخ كاظم صادق
مرة اخرى نبارك لكم العيد السعيد والعيش الرغيد ونحيي مروركم الثالث معنا بشاعر شعراء ايران الافذاذ السعدي الشيرازي رحمه الله وذلك بأحد هواتفنا الاتية: الاول 2203762 والثاني 22013768 وهاتفنا الثالث 22013848 ورمزنا الهاتفي 009821
*******

ونبدأ مرورنا بشاعر الفارسية الكبير فنقول لمن لم يشهد مرورنا الاول والثاني ومذكرين من شهدوهما بأيجاز انه مشرف الدين عبد الله بن مصلح الدين السعدي الشيرازي المولود بشيراز سنة 580 وتوفي فيها سنة 691 بعدما ذهب الى بغداد وتخرج في المدرسة النظامية فيها وانتفع بأكبر علماءها واساتذتها في بقاءه فيها احدى وثلاثين سنة وانطلق منها سنة 623 سائحاً في الاقطار الاسلامية مستوفياً احدى وعشرين سنة من الحل والترحال الذي ختمه بالعودة الى شيراز سنة 654 اي انه خرج من مسقط رأسه فتى لم يبلغ الرجولة وعاد اليها كهلاً بل شيخاً ملياً بروائع التجارب وبدائع الافكار اذ رباه العيش بين العلماء والظرفاء في البلدان المختلفة ليعود بمواهبه الفذة علماً يسلب الاذواق والاذهان بجمال القول الذي فزعت لتقليده عقوداً وعهوداً ولم تبلغ مابلغ من اشراقه ماتمنت.
ان لم امت يوم الوداع تأسفاً
لاتحسبوني في المودة منصفاً
من مات لاتبكوا عليه ترحماً
ابكوا لحي فارق المتألفا
يطيف ان غدر الحبيب تجانباً
بيني وبينك موعد لن يخلفا
لما حدا الحادي وجد رحيلهم
ظفر العدو بما يؤمل واشتفى
ياسائلي عمن بليت بحبه
ابت المحاسن ان تعد وتوصفا
هل يقنعن من الحبيب بنظرة
ظمآن لو شرب البحيرة مااكتفا
اوقفت راحلتي بأرض مودع
وبكيت حتى ان بللت الموقفا
منهم اليهم شكوتي وتوجعي
ماانصفوني ولم اجد مستنصفا
سعدي صبراً فالتصبر لم يكن
في العشق الا ان يكون تكلفا

مستمعينا الكرام هذه تحية ثانية من اذاعة طهران ومن برنامج الطارف والتليد، الساعة الان في العاصمة طهران الخامسة وسبع وعشرين دقيقة آن لي الان ان استقبل رفيقنا الدائم في طارف الادب وتليده الاخ الاستاذ الجزائري فأهلاً وسهلاً بك
الجزائري: حياك الله واكرمك، اشكرك
المحاور: اكرمك الله استاذي الكريم، استاذي ليس لي الا ان احط عنك آيات التعب بالذكر الرائق من شعر السعدي، فماعندك منه؟
الجزائري: جزيت كل خير، قد سبقتني انت اليه واعتقد انه مما كان قد نظمه بالعربية
المحاور: نعم ما نظم بالعربية
الجزائري: اذن دعنا نعد الى ما كان هو قد نظمه بالفارسية وترجمه كثير من الشعراء العرب جزاهم الله الف خير، في طليعتهم كما سبق في الحلقة الاولى ان قلت لحضرتك النبيلة الشيخ الصاوي شعلان
المحاور: المصري
الجزائري: اي الصاوي علي شعلان وهو استاذ في الازهر وكذلك الاستاذ محمد الفراتي الذي تعرفه
المحاور: له عدة ترجمات هو بالفارسية
الجزائري: كثير من الطيبين ترجموا شعر سعدي شعراً ولكن للانصاف ممن بقيت اسمائهم ساطعة في ذاكرة القارئ العربي هما الشيخ صاوي شعلان ومحمد الفراتي وشاء الله ان يكون احدهما مصرياً والاخر سورياً فلنمر اذن بالشيخ الصاوي شعلان اعتزازاً بالازهر واعتزازاً بشعر الصاوي الذي احب الفارسية واجاد النقل عنها ايما اجادة فهو معروف بترجمة شعر الدكتور اقبال رحمه الله وشعر اقبال غاية في الجمال والكمال كأسمه هو، هو يقول وهذا العنوان من عندي، يقول في صحبة الورد يعني في عشرة الورد، في رفقة الورد:
نظرت الى اوراق غصن على الثرى
براها نحولاً مابراني من الوجد
دوى حسنها والعطر باق كما نئى
عن الصحب خل وهو باق على العهد

ارجوك تأمل الجمال هنا
المحاور: نعم ان شاء الله
فقلت لها هل كنت في هذه الربا
القول للاغصان، القول للاوراق عفواً، لأوراق الاغصان
فقلت لها هل كنت في هذه الربا
وروداً تذيب الحسن في حمرة الخد
اجابت بلطف لم اكن قط وردة
ولكن حفظت العطر من عشرة الورد
ومن عاشر النفس الكريمة لم يزل
يزيد بها حسناً على القرب والبعد

المحاور: اجاد طبعاً في هذه الترجمة
الجزائري: اكرمك الله، والله معاني جميلة جداً ويسيرة جداً
المحاور: يعني انا اتذكر استاذ بشير النص الفارسي الان هو في بالي ويعني هو حقاً اجاد في ترجمتها وهي جداً عذبة وهذا طبعاً في غاية السهولة والامتناع
الجزائري: ربما هذه من طبائع الشيخ الصاوي شعلان وليس هذا تكريماً للرجل انما بيان عن حق، اذا ترجم يترجم فوق النص يعني يعطي النص فوق مافيه
المحاور: وهل يمكن هذا الشيء استاذ بشير؟
الجزائري: لماذا لا يعني اذا كان...
المحاور: يعني من امثال سعدي الشيرازي او آخرين خاصة اذا كان شعر كلاسيكي
الجزائري: والله هو معروف عن سعدي انه اصعب الشعراء الفرس ترجمة لآثاره
المحاور: وهو طبعاً سهل وممتنع
الجزائري: هو صعوبته ها هنا انه هو يأتي بفكرة في غاية اليسر وفي كلام في منتهى الوضوح
المحاور: استاذ بشير يعني هذا في اللغة الام فكيف الترجمة تكون اعلى من النص؟
الجزائري: هذا هو، هنا تتجلى المهارات، هنا تشرق الموهبة الالهية
المحاور: يعني عندما يكون النص سهل وممتنع في اللغة الاصلية فكيف تكون الترجمة اعذب من النص الاصلي؟
الجزائري: انا قلت لك اذا كان المترجم عالماً واديباً ومتقناً لللغتين بنورهما وظلهما يعني ليس فقط لنور اللغة، كثير من الناس الذين يترجمون يعرفون مشارق اللغة يعني معناها المعجمي الظاهر لايعرفون المعاني التي هي ظلال اللغة، لايعرفها الا اهلها ولايعرفها اهلها الا في بيئات دون بيئات يعني انت الان كما تعلم للكلمات الفارسية، للالفاظ في هذه اللغة في اصفهان معاني وفي خراسان معاني وفي تبريز وفي الاهواز معاني
المحاور: في اي نقطة
الجزائري: وهكذا، على كل حال فالشيخ الصاوي شعلان كان من الذين عرفوا اللغة الفارسية والعربية
المحاور: خير معرفة
الجزائري: كلتيهما خير معرفة نوراً وظلاً
المحاور: اشكرك، حسناً سنعود اليك استاذ بشير الجزائري والى الجميل من بديع السعدي الطارف ابداً
*******

المحاور: نعم هذه عودة الى الطارف والتليد في الحلقة الثالثة لمرورنا بسعدي الشيرازي، لدينا اتصال هاتفي من احد المستمعين، الاخت زينب معنا من العراق لديها سؤال او مداخلة، احييك الاخت زينب واسعد الله ايامك
زينب: السلام عليكم ورحمة الله
المحاور: حياكم الله وعليكم السلام
الجزائري: عليكم السلام ورحمة الله
زينب: كل عام وانتم بخير اخ فرزدق
المحاور: اسعد الله ايامك اختي الكريمة
زينب: الله يسلمكم، كل عام وانت بخير ابو محمد
الجزائري: حياك الله واسعدك وجعل كل ايامك عيداً
زينب: الله يحفظكم، عندي سؤالين طبعاً لو سمحتم، الاول عن موضوعكم والثاني خارج الموضوع، انا ابدأ بالسؤال الاول، الى ما تعود الصعوبة في ترجمة آثار سعدي الشيرازي الادبية؟ والسؤال الثاني طبعاً هو عتب، انا طرحت على حضرتكم استاذ بشير موضوع كيف نقارن بين عصور الادب الثلاثة القديم والاوسط والحديث وقلتم انه يحتاج الى وقت فيما ان موضوع سعدي الشيرازي اخذ وقت اكثر من حيث الموضوع، اذا كان موضوعي صعب مناقشته يمكن ان اقترح موضوع اخر يعني يكون اسهل، مارأيك استاذ بشير؟
المحاور: نحن طبعاً نرحب بالمواضيع التي يقترحها المستمعون ولكن الموضوع الذي تفضلت به هو قيد البحث وان شاء الله في حلقات قادمة سنتطرق اليه كما اننا تطرقنا بعض الشيء في حلقات ماضية الى الادب المقارن، تفضلي ان كان لديك مقترح اخر
زينب: الموضوع الاخر انا اقترح موضوع الادب الحديث وفنانيه
المحاور: الادب الحديث وفنانيه
زينب: اي نعم
المحاور: شكراً جزيلاً لهذه المتابعة ولهذه المشاركات القيمة، اشكرك الاخت زينب من العراق، استاذ بشير لنعود الى سعدي الشيرازي، الى ما تعود الصعوبة في ترجمة اعمال سعدي الشيرازي برأيك؟
الجزائري: قبيل قليل جداً كنا نتحدث في ان الرجل خالف سابقيه في شيء واحد
المحاور: وهو؟
الجزائري: خالف معاصريه ايضاً في ذلك الشيء، كل الشعراء كانوا يقبلون على التسجيع، على الترصيف، على اختيار البديع اما هو فكان انساناً بعيداً عن كل هذه الامور، كان يقدم الكلمة بما هي كلمة يعرفها كل الناس
المحاور: ولكن التسجيع استاذ بشير في شعر سعدي او خاصة في نثره، يعني كتاب كلستان او حديقة الورد كما تعلم هو يعني من ابرز نماذج التسجيع في الادب الفارسي
الجزائري: جميل
المحاور: وعندما يعني يذكر كأمثلة او يتطرق الى بحث السجع يذكرون سعدي الشيرازي من اوائل الامثلة
الجزائري: هو نال السيادة في كل هذه الامور، في انه كان بليغاً في تركيبه وترتيبه الذي اختلف فيه عن الاخرين، الاخرون كانوا يقبلون على الصورة العميقة التي تحتاج الى طول تأمل وتفكر فيها حتى يتبين بعض معناها وربما لايتبين بينما هو رحمه الله كان يأتي بالمعنى كله صريحاً واضحاً جلياً شفيفاً
المحاور: بجمل قصيرة
الجزائري: ها، يعرفه ذاك الذي لم يقرأ ولم يكتب وينتفع به ويبتهج ذلك البليغ والمقتدر على فهم الشعر ونظمه يعني دعني اقول لك هو يشبه الى حد كبير كلام الامام الخميني رحمه الله في خطاباته، السيد الخميني ساعة يخطب في الناس يخطب خطاباً يفهمه الفلاح والعامل ومن لم يذهب الى المدرسة ومن لم يرد المدينة وينتفع به الاستاذ الجامعي والمتفكر والسياسي البصير المحنك، كل ينتفعون به وهو وجيه عند هؤلاء وهؤلاء
المحاور: وهذا طبعاً سبب بقاءه، سبب خلوده
الجزائري: احسنت وهذا هو ايضاً الذي ابقى شعر سعدي هذه القرون المتمادية فوق ثمان قرون، ثمانية قرون ومازال قد نظم تواً
المحاور: استاذ بشير لو تسمح لنستمع الى آراء المستمعين الكرام حول سعدي الشيرازي في اتصالات كانت لديهم سابقاً معنا،
الدراجي: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جميل ان نعيش المناسبات ولكن الاجمل ان نبني ونحب، اجمل التهاني واغلى الاماني ازفها الى العاملين في اذاعة طهران خصوصاً برنامج الطارف والتليد والى الاستاذ بشير الجزائري وجميع المستمعين الكرام، كانت ايران ولازالت مناراً للعلم والفلسفة والادب ومن ابرز رموزها الشاعر مصلح الدين سعدي الشيرازي الملقب بالشيخ الاجل، ولد في شيراز علم 600 ميلادي وكبر وترعرع فيها ولما اشتد عوده سافر الى عدة بلدان لتلقي العلم وقد كان شاعرنا سعدي عارفاً صوفياً حكيماً ومن اجمل ما قاله "اذا كانت المرآة تعكس قبح وجهك حسناً فلا تكسر المرآة" له ديوان شعر كلستان او روضة الورد. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته اختكم زينب الدراجي من العراق
تقوي: بسم الله الرحمن الرحيم
في سماء الادب الايراني لمع نجم الشاعر الشهير سعدي الشيرازي، هنا اقدم لكم نبذة عن حياته، انه ابو محمد مشرف الدين او شرف الدين مصلح بن عبد الله وقد لقب بملك الكلام ولاشك ان الشاعر سعدي الشيرازي هو احد اكبر شعراء ايران، هذا الشاعر قد فتح عينيه على الحياة في حدود عام 606 للهجرة في اسرة كان كل اعضاءها من علماء الدين ومسقط رأسه مدينة شيراز مدينة الادب والشعر، كانت ومازالت كذلك وهو الذي اوصل الشعر والنثر الفارسي الى كماله ومن بين انتاجاته المنظومة فضلاً عن الغزليات والقصائد المثنوية المشهورة رسالة سعدي او بوستان سعدي وهذه المنظومة هي في الاخلاق وفي التربية والوعظ وقد نظمت في عشر ابواب واهم منتجات سعدي الادبية في النثر كتاب كلستان وتسمى الكتابات العربية بحديقة الورد ويتكون الكتاب من مقدمة وثمانية ابواب هي احوال الملوك، اخلاق الدراويش، الفضيلة والقناعة، فرائد الصمت، العشق والشباب والشيخوخة، تأثير التربية، آداب الكلام ومن الضروري ان اذكر هنا ان الكاتب الفرنسي الشهير فكتور هوغو صاحب كتاب البؤساء المعروف قد تأثر في كتاباته بقصص سعدي التي اوردها في مؤلفاته وعن سعدي في الادب العربي وعند ادباء العرب لاسيما المعاصرين منهم.
المحاور: نعم نشكر زينب الدراجي من العراق وعلي رضا تقوي من ايران من مدينة سمنان على هذه المساهمات القيمة وهذا الاهتمام الرائع بهذا العلم من اعلام الفكر والشعر الفارسي وهو سعدي الشيرازي، لنعود الى ضيفنا الكريم، الى رفيقنا الدائم في هذا البرنامج الاخ الاستاذ بشير الجزائري
الجزائري: زادك الله لطفاً وكرماً
المحاور: لنحاوره حول سعدي الشيرازي، استاذ بشير لربما يكون هذا السؤال يعني شخصي، ماالذي اعجبك في سعدي الشيرازي؟
الجزائري: والله كل سعدي الشيرازي يعجبني من اوله الى اخره، من الفه الى ياءه، من لطافته، من علمه، من ظرافته وهنا حان لي ان افرق اذا سمحت لي
المحاور: تفضل اخي
الجزائري: بين لفظتين كريمتين جداً لايفرق بينهما ناس كثيراً حتى من اهل الادب وهما اللطافة التي تأخذ وجهين الطرافة والظرافة، الطرافة في الاشياء والظرافة في الناس فالشيخ سعدي الشيرازي رحمه الله او السعدي الشيرازي رحمه الله كان في غاية الطرافة، كان لطيفاً حتى ان كثيراً من الناقدين كانوا يأخذون عليه انه خالف سيرة المتصوفة والعرفانيين بظرافته وبكتابته التي قد تخرج عن هذا البعد
المحاور: يعني هنا طرافته تأتي لتطرقه للمضامين او الاشياء؟
الجزائري: قد عدنا الى التفرقة بين الطرافة والظرافة، الظرافة فيه والطرافة في اشياءه، فيما جاء بها، هو او غيره، الطرافة في كل شيء مادياً كان او معنوياً اذا كان غير الانسان اما الانسان فهو الظريف فالظرافة خاصة بالانسان، الرجل قال اشياء ربما مضحكة، ربما مسلية اخذها عليه اولئك المتشددون الذين يرون ان اسلوب العرفانيين والمتصوفة هو اسلوب الوقار واسلوب البعد عن كل مايثير الضحك اما السعدي فلأنه كان انساناً اجتماعياً صميماً كان يعيش مع الناس كلهم، مع الملك والمملوك، مع الامير والفقير، مع المتعلم وغير المتعلم فكان يكلم الناس على قدر عقولهم كما كان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول ومن ها هنا كان عبد الرحمن الجامي رحمه الله يصفه بأنه العارف الكبير في حين ان ناساً كثيراً كانوا لايعدونه من العرفاء بل يعدونه انساناً يعني متقرباً الى المتصوفة حتى لاينسبونه الى المتصوفة الذين هم دون العرفانيين كما انت عالم، العرفانيون طبقة خاصة، اولئك الذين يتحدثون بالكشف، اولئك الذين لايكشفون ما آتاهم الله لكل من هب وذب انما بمن يثقون بهم من البشر، على كل حال فهذا هو الرجل اذن هو معجب في كل شأنه، في حياته من اولها الى اخرها، الحياة التي سار منها في الافاق احدى وعشرين سنة، خرج من شيراز وعمره اثنتى عشرة سنة وبقي في بغداد حتى بلغ الحادية والثلاثين ثم سار من بغداد الى الشام ومنها الى الجزيرة العربية حتى بلغ اليمن وعاد الى البلاد التي نسميها اليوم آسيا المركزية او آسيا الوسطى، بلاد المسلمين طاف بها بلداً بلداً وتعلم منها وعاشر اهلها، ظرفاءها، علماءها، ادباءها اخذ منهم واعطاهم، كل هذا جعل الرجل في غاية الاعجاب به يعني الان الانسان الاوربي اذا التفت الى ايران اول ما يلتفت اليه هو السعدي الشيرازي مع ان ناساً اخرين ربما
المحاور: الى مشاهيره
الجزائري: نعم يجدون ناساً اخرين لهم شأن ربما لايقل عن سعدي او يساويه او ربما عند قوم اخرين يفوقه ولكن بأجماع النقاد الايرانيين انفسهم العصريين ومن سبقهم سعدي هو الجوهرة النادرة جداً في الادب الفارسي، الماسة التي مااغلى منها من ماسة في هذا الوجود اللغوي الجميل.
المحاور: طبعاً هذه ماسة اخرى طبعاً من نفائس السعدي الشيرازي رحمه الله ورحمنا وسنعود اليه عما قليل بلطفك انت ومستمعينا الاعزاء.
الجزائري: اكرمك الله، كأنك تحرمني القول
يسعد الطارف والتليد عالم الثقافة والادب ان تعلو اصواتكم العذبة فيه بعطاءها الكريم مرفرفاً بأحد هذه الهواتف الاول22013762 الثاني 22013768 الثالث 22013848 ورمزنا الهاتفي 009821
ولكم اعذب التحيات والشكر الجزيل من الطارف والتليد
*******

المحاور: نعم عدنا اليكم مستمعينا الكرام، معنا اتصال هاتفي، معنا الاخت الكريمة بتول من بيروت، السلام عليك اخت بتول واسعد الله ايامك
بتول: السلام عليكم، يعطيك العافية اخ فرزدق وتحية للاخ بشير الجزائري
الجزائري: حياكم الله وشكراً لكم
بتول: كل عام وانتم بخير وعيد مبارك
الجزائري: عليكم وعلى المسلمين كلهم
بتول: لو تسمحوا لي عندي سؤال
المحاور: تفضلي
بتول: ماهي الابواب الواردة في بستان سعدي الشيرازي وروضته وفيما اختلفا؟
المحاور: جيد شكراً جزيلاً الى الاخت بتول من لبنان، استاذ بشير ماهي الابواب في البستان وفي روضة الورد؟
الجزائري: اكرمك الله واكرم الاخت الكريمة السائلة، ابواب الروضة كان الاخ علي رضا التقوي
المحاور: طبعاً ذكرها بشكل عابر الاخ تقوي
الجزائري: الذي هو من سمنان في الشمال الشرقي من ايران جزي خيراً ومع ذلك لابأس من الاشارة سريعاً اليها مثلما كانت سريعة بلفظه الكريم اما ابواب البستان فهي عشرة في العدل والتدبير والرأي، في الاحسان، في التواضع، الرضا، القناعة، التربية، الشكر على العافية يعني شكر الرب سبحانه وتعالى على العافية، التوبة وطريق الصواب، المناجاة وختم الكتاب اما التي وردت في الروضة على لسان السيد التقوي من سمنان كما ذكرها فهي ايضاً سيرة الملوك لأن السعدي ها هنا كان قد الف الكتاب ابتغاء ان يمس الملوك بالنصيحة لأن الناس لايجرأون على مناصحة الملوك، كان هو قد سبق الى ذلك الميدان وكان الفارس الاول فيه فجعل هذا مطلع كتابه الروضة او كلستان بعض الناس يقول روضة الورد انا لااميل الى استعمال كلمة روضة الورد واكتفي بالروضة لأنها مكان الورد، المكان الذي يكثر فيه الورد
المحاور: لفظ شامل هو
الجزائري: هو روضة، نعم في سيرة الملوك، في اخلاق الدراويش الذين كان يحسب عليهم وليس منهم السعدي، في الفضيلة والقناعة كان فاضلاً وقانعاً حقاً وانصافاً، لم يكن قد عاش عيشة مرفهة برغم قربه من الملوك وايثار الملوك له واعتزازهم به، في فوائد الصمت الذي هو جميل جداً لكن الكلام خير منه ولذلك كانت الرسالات بالكلام لا بالصمت، في العشق والشباب، في الضعف والشيخوخة اعاذنا الله منها، انا قد بلغتها، بلغتها انت وزيادة ان شاء الله، في التربية وفي آداب الصحبة، اذن على هذا الاساس الفرق الاول بينهما ان البستان فيه عشرة ابواب بينما الروضة فيها ثمانية ابواب، هذا فرق من الفروق
المحاور: استاذ بشير لو تسمح نأخذ اتصال
الجزائري: اسمح لي، الفرق الثاني، لاتقطع، الله يرحم والديك، لاقطع جوابي لأني عندئذ لااستطيع ان احتفظ بحقي مرة اخرى، انا في المرة الاولى مضيع حقي فكيف بي في المرة الثانية
المحاور: نأخذ اتصال استاذ بشير وسنعود ان شاء الله الى ما اعجبك في سعدي
الجزائري: لا لا ابداً، اتم وبعد ذلك افعل ما تشاء
المحاور: تفضل
الجزائري: قلت لك الفرق الاول هو في عدد الابواب، الفرق الثاني في ان البستان كله شعر والروضة شعر ونثر وحكايات، الفرق الثالث هو ان البستان اعمق والروضة اكثر تلويناً وتنويعاً، مس الحياة على قلة الابواب، مس الحياة مساً رائعاً جداً وصريحاً جداً وعلم الناس كيف تكون الحياة الطيبة من اجل ان يعيشوا هانئين سعداء وانت منهم.
*******

المحاور: شكراً جزيلاً لك، معنا الاخ كريم مرتضى من العراق، اهلاً وسهلاً بك الاخ مرتضى واسعد الله ايامك
مرتضى: السلام عليكم
المحاور: حياك الله
الجزائري: عليكم السلام ورحمة الله
مرتضى: بسم الله الرحمن الرحيم اهنئ صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه ومراجعنا العظام والعالم الاسلامي بحلول عيد الاضحى المبارك اعاده الله علينا باليمن والبركة كما اهنئ كافة العاملين في الاذاعة العربية في طهران لاسيما الاخ فرزدق واهنئ الاستاذ الفاضل والشخصية الفذة الاستاذ بشير الجزائري
الجزائري: اكرمك الله واعزك
مرتضى: الذي يحصل لي الشرف ان اتكلم معه مباشرة
الجزائري: تفضل
مرتضى: اود المشاركة حول الشخصية الرائعة الشاعر سعدي الشيرازي وسؤال مختصر لو سمحتم
المحاور: تفضل اخي
مرتضى: بما امتاز شعره .....
المحاور: عفواً اخ مرتضى كرر لو سمحت السؤال
مرتضى: السؤال بماذا امتاز شعر سعدي الشيرازي التعليمي؟
المحاور: بماذا امتاز شعر سعدي الشيرازي التعليمي استاذ بشير؟
الجزائري: اكرمك الله
مرتضى: وشكراً لكم
المحاور: شكراً جزيلاً لك على هذه المشاركة
الجزائري: متفضل، مااحلى ايجازه ومااحلى لطفه وادبه الكريمين
المحاور: وطبعاً شعر سعدي التعليمي له ميزة خاصة
الجزائري: شعر سعدي التعليمي فقط انا اقول يجب ان لايتسرب الى اذهان احبتنا المستمعين الكرام ان المقصود من التعليمي هو ذلك الشعر الذي نظم مثلما نظمت الألفية لأبن مالك، مثلما نظم ابن مالك الفيته انما هو الشعر الذي يقدم التجربة النافعة للناس
المحاور: للاجيال
الجزائري: احسنت، لمن كانوا في زمانه ولمن يأتون بعده، هو كان ذا شعر غنائي، شعره التعليمي ذو نكهة غنائية جميلة جداً، جاء في ثوب شفيف يعرفه كل الناس يتذوقه البصير جداً في معرفة الشعر ويعرفه ذلك الانسان الذي لم يتعلم او العامي ولك ولحبيبنا الكريم من العراق الشكر الجزيل.
المحاور: نعم شكراً جزيلاً لك استاذ بشير الجزائري على حضورك في برنامج الطارف والتليد وخاصة في هاتين الحلقتين اللتين كنت معنا فيها وتطرقنا الى سعدي الشيرازي وطبعاً كان الحديث جداً ممتع وشيق، نشكر لكم ايضاً مستمعينا الكرام المساهمات القيمة والمتابعة منكم، نبارك لكم مرة اخرى حلول عيد الاضحى المبارك
الجزائري: ياسيدي بارك الله لك وفيك وعليك
المحاور: وايضاً لك استاذ بشير
الجزائري: وعلى جميع اخوتنا الذين اعانونا على تقديم هذا البرنامج
المحاور: نعم، نشكركم مستمعينا الكرام والى لقاء اخر في الطارف والتليد نستودعكم الله والسلام عليكم.
*******


شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة