السبت 30 أكتوبر 2010 - 00:00 بتوقيت طهران
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم له الحمد وبه نستعين وعليه نتوكل واليه ننيب وصلاته وسلامه على سيدنا محمد واله الطاهرين سلام عليكم مستمعينا الكرام واهلاً بحضراتكم في الطارف والتليد لنتناول معاً موضوعاً يعني كل اصحاب المعرفة والذوق الرفيع، اولئك الذين يستحقون الحياة الطيبة جعلها الله نصيبنا جميعاً وموضوعنا هذا جامع الحسنيين الطرافة واللطافة انه النقد الثقافي ورجائي ان يروق لكم ويتجلى بمشاركتكم ولكم فائق الشكر والتقدير اعزائي الكرام اعتز انا فرزدق الاسدي مقدم هذه الخير العميم واجدد تحياتي الحارة لكم مشفوعة بتحيات اسرة هذه الندوة الزاهية بكم وهم اخواني الاعزاء: مهندس الصوت الاخ امير زاهدي مستقبلة اصواتكم الكريمة الاخت علياء صالح ومخرج هذا الود والعطاء الاخ كاظم صادق وبالطبع مع مشاركة اخي واستاذي الكبير بشير الجزائري خبرة وخلقاً وبركة ومن الاحبة الاتصال بنا بهذه الهواتف الثلاثة اولها 22013762 وثانيها 22013768 وهاتفنا الثالث 22013848 ورمزنا الهاتفي لمن يتصلنا من خارج البلاد 009821
*******
مستمعينا الكرام ونبدأ مسيرنا بهذا السؤال اليسير جداً والعسير ايضاً، لماذا النقد الثقافي؟ لماذا اعرضنا عن النقد الادبي؟ اي هذين النقدين اولى واجدى؟ بدأت بهذه الاسئلة لأني اسمع اهل الثقافة والنقد يصدعون بها وهي تدل على نظرة في المألوف والمأمول من شؤون الحياة والمعرفة اذ تحملنا على معرفة المقصود بالثقافة والادب وهما مصطلحان نظن اننا في غنى عن تعريفهما لما هما عليه من الوضوح والسهولة الدافقين في القلوب وليس الامر هكذا كما اعتقد اذا كان معنا الاستاذ الجزائري لنتجاذب اطراف الحديث في هذه القضية المهمة فأهلاً بك اخي واستاذي الكريم وسهلاً الجزائري: حفظك الله وزادك خيراً على خير المحاور: ايضاً ايضاً، استاذي الكريم اسمح لي ان يكون حوارنا بعيد هذا الفاصل والشكر لك ولمستمعينا الاعزاء سلفاً الجزائري: سلمك الله المحاور: احييكم ثانية مستمعينا الكرام، ارحب بكم في برنامج الطارف والتليد الذي يأتيكم من اذاعة طهران والتوقيت هنا والساعة الان الخامسة وواحد وعشرين دقيقة عصراً، ارحب بك ثانية استاذي الكريم الجزائري الجزائري: حياك الله المحاور: استاذي الجزائري الجزائري: نحن نسأل الله سبحانه وتعالى اولاً اذا سمحت لي المحاور: نعم نعم تفضل الجزائري: ان يأخذ بأيدينا وان يخرجنا من الشرقة القاتلة التي انتابتنا معاً في لحظاتنا الاولى وطريقنا طويل ياسيدي المحاور: ان شاء الله، استاذي الكريم سؤالي الاول هو حقيقة سؤال جداً بسيط وقصير ولربما الجزائري: على قدري المحاور: ولكن لربما يكون عسير الجواب الجزائري: نسأل الله العافية المحاور: ان شاء الله، استاذ الجزائري لماذا ظهرت الدعوة الى نقد ثقافي بالذات؟ الجزائري: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وسلام على المرسلين وصلى الله على سيدنا ابي القاسم محمد واله الطيبين الطاهرين الذين نستنير بهم في كل شأن من شؤون هذه الدنيا عسى ان نبلغهم وهم على الكوثر في تلك الدنيا والفائز من وصل اليهم او كاد. ياسيدي العزيز لأن وعي دارس الادب ووعي اخيه دارس الثقافة اعمق من وعي غيرهما فهما لايكتفيان بالانطباعات الاولية التي قد تغني الانسان العامي ويكتفي بما يلوح له من وضوح الاسماء يعني هو يسمع كلمة ادب فيفهم منها هذا الذي نفهمه جميعاً انه شيء من نثر ومن شعر ليس المهم من بعد ذلك ان يكون هذا الشعر بليغاً او غير بليغ، عميقاً او غير عميق، واضحاً جلياً او مغمضاً، عسيراً لايسيغه ذهن وقاد مثلاً فالوعي العميق عند دارس الادب ودارس الثقافة يقدم له يعني لصاحبه، يقدم له تعريفاً لهذا المصطلح، المصطلح الادب اي مصطلح اخر الثقافة ظاهرهما شيء وواقعهما شيء اخر تختلف فيه الاذهان والاذواق لهذا قلت انت سهل عسير المحاور: بالطبع ممتنع لربما الجزائري: او يسير عسير او سهل ممتنع كما تفضلت وهذا تعبير الادباء سلام الله عليهم او تعبير البلاغيين دامت بركاتهم علينا وارفة الظلال المحاور: هل تقصد استاذ جزائري ان هذه المراحل الاولى للنقد بشكل عام؟ الجزائري: والله في كل الازمنة هكذا يعني حتى الان تعدد المدارس النقدية مع تعدد المدارس الثقافية في هذا العالم وكثرة الوسائل التي تصل ادباً بأدب وثقافة بثقافة في اقصى الدنيا الى اقصى الدنيا، مازال الادب والثقافة على حالهما من البعد عن التعريف الذي تلتقي عنده القلوب، تلتقي عنده الاذواق والعقول جميعاً، ربما تسألني لماذا اجيبك ساعة تسألني المحاور: استاذ يعني لدينا نقد ادبي يفترض، لدينا نقد فني، لدينا نقد فلسفي اريد ان ارى ماهو الفارق بين النقد الثقافي والبقية؟ الجزائري: والله هو النقد الثقافي اذا صح اذا صح استعماله وهو دعوة او دعوى تستطيع ان تقول انه دعوى يعني انها ادعاء من طرف من الاطراف انه ياجماعة الخير تعالوا نطرح هذا الذي نسميه النقد الادبي ونقدم للناس شيئاً اخر بديلاً منه نسميه النقد الثقافي، النقد الادبي هو فيض فلسفي والنقد الثقافي تستطيع ان تقول انه فيض جمالي، فيض فني، الفلسفة في اشد احوالها انها علم او علوم يعني كشف عن اشياء مبهمة اما النقد في طبيعته، النقد الجمالي الذي هو كان من قبل فريع من فروع النقد الادبي، النقد الجمالي من فروع النقد الادبي الواسع او الفني الكبير، الفني طبعاً الذي يشمل اشياء كثيرة منها النقد السينمائي المحاور: وحتى لربما الادب ايضاً الجزائري: احسنت احسنت، على كل حال هو النقد الادبي بطبيعته متعدد، انت لم تكن معنا ساعة وقفنا انا والاخ الطيب الذكر رائد دباب ذكره الله بألف خير على الوان وانواع النقد الادبي المحاور: من سوء حظي هذا استاذ طبعاً الجزائري: بل نحن العاثر الحظ اذ لم تكن ثالثنا فتزيدنا لطفاً وامتاعاً المحاور: لكم جزيل الشكر الجزائري: وتلميعاً لهذا الذي هو نرغب فيه ان يكون للناس جميعاً وخير الزاد ما اختلفت عليه الايدي بقول رسول الله صلى الله عليه واله واي زاد اطيب من الادب، اي زاد اطيب من ثقافة على كل حال النقد الثقافي يكاد يكون متعلقاً بالجانب الجمالي من النقد الادبي ولكن لم يتح له ان يظهر كل الظهور وسنقف ان شاء الله اذا سمحت انت وجدت علينا بحلقة اخرى المحاور: ان شاء الله، اكيد، استاذ الجزائري انا يعني ابحث عن اصول التمايزات، يعني هل هناك اصول يمتاز بها النقد الثقافي من دونه بحيث نحن خصصنا له خانة وفصلناه عن النقد الادبي او غيره، لماذا؟ الجزائري: ها اسمح لي، اذا قلنا ان النقد الجمالي هو فن مختلف عن النقد الادبي نكون فعلاً قد ظلمناه لأن الادب كله، النقد الادبي بكل انواعه يلتقي عند نقطة واحدة وهي طلب الجمال يعني هو يسعى ان يصل الى الجميل فيعرف جماله، اذا وصل اليه عرف جماله حتى يتبين من لده الذي هو بعيد عنك وعن السامعين الكرام القبيح او السيء، تلاحظ؟ اذن كل النقد الادبي بمختلف اسماءه هو بحث عن الجمال في النص الادبي، النص الذي ينظم او النص الذي ينثر المحاور: نعم شكراً لك، الجزائري: بشرط ان يكون ذا بلاغة مؤثرة في النفس
*******
المحاور: استاذي الكريم معنا اتصال هاتفي الاخت الكريمة وداد محمد من العراق، السلام عليك اخت وداد وداد: وعليكم السلام والرحمة والاكرام، الله يبارك فيكم اقول: أبشير جار الزمان كيف لاادري بربك لم ازرك فزارك قلبي سما بك هذا قلبي والان مصاب وليس له شفاء الا يدك انا احييك تحية خاصة استاذ بشير الجزائري واقول لك شفاك الله وعافاك انت واهلك وكتب لك السعادة ومن تحب في الدارين يارب العالمين وان شاء الله معافى الجزائري: اكرمك الله، انا اسير السيد فرزدق ان سمح لي اجبتك وقلت لك شكرالله لك لطفك وحفظك على نفسك كريمة طيبة واسأل الله لجميع خلقه العافية وداد: اللهم آمين، ورحم الله والديك ووالد السيد فرزدق، اقول من هنا من ارض الرافدين من لؤلؤة نهر الفرات ابعث تحية طيبة مباركة تحملها اجمل نفس في ليلة قمرية واحلى زهرة وردية بأرق كلمة في اجمل لحن واعذب اغنية، اليكم ايها الاعزاء العاملين في هذا البرنامج وجميع العاملين في الاذاعة الطيبة واستعير هذه الابيات من السيد فؤاد العاشوري، اهدي قسمها الاول الى من كانوا معنا في هذا البرنامج والقسم الثاني الى العزيز الجزائري والعزيز الاخر الاخ فرزدق، اقول:
غريب انا دع زمناً قد مضى
كئيب فؤادي على من قضى
ارى زين جسمي وروحي وغاً
على العيش في الارض او في الفضا
سواء لي اليوم ان سرني
زمان على البعد او ابغضا
فأن كان بالوصل قرة لنا قرت
لنا عيون وجفون لنا غمضا
وطابت بطيب اللقاء ليلة
على جانبيها الهوى فالفضا
فقد ازهق الهجر ارواحنا
وقد قوض البعد ما قوضا
انا اعتذر للاطالة لكني احمل لكم سؤال اذا سمحتم المحاور: تفضلي اختي الكريمة، تفضلي وداد: الله يبارك فيكم، اقول للاستاذ الجزائري هل فرغ النقد الادبي الدائم التطور والتنوع والتعمق من اداء ما عليه وآن لغيره مثل النقد الثقافي ان يحل محله؟ واضح اذا كان واضح اسألكم الدعاء والا فأنا على عيني اكرر؟ المحاور: شكراً جزيلاً لك الجزائري: واضح جداً المحاور: شكراً جزيلاً لك اخت وداد على هذه المشاركة الجميلة والطيبة ونتمنى لك الصحة والسلامة وحسن العاقبة، استاذ الجزائري تفضل الجزائري: اكرمك الله، شكراً للاخت على كل ما تفضلت به من لطف بنا واحسان الينا ولاسيما انها ذكرتنا بزميلنا واثيرنا الاخ فؤاد العاشوري حفظه الله وزاد شعره حلاوة وملاحة، سيدي الكريم نستطيع ان نقول للاخت الكريمة ولكل الذين يستمعون الينا الان لا والله لم يفرض النقد الادبي من اداء ما عليه من مهمات برغم كل ما له من تطور وتنوع كما هي تقول وتعمق وتوسع، هو مازال يتقم في اداء مسؤولياته ومسؤولياته جسيمة جداً ومن هاهنا كان هذا التنوع وكان هذا التطور والتوسع والتعمق الذي ذكرتها الاخت الكريمة ولكن للناس فيما يشتهون مشارب، هناك نقاد الادب انفسهم من يرى ان هذا اللون من الفن قد استنفذ طاقته، قد استوفى غايته ووجب ان يكون غيره في محله فأخترعوا ما سموه النقد الثقافي وقالوا ان ذاك فلسفة عميقة وعسيرة لاتشتهيها النفس العربية والنقد الثقافي هو كشف عن جمال وحب لهذا الجمال واطراء عليه وتقريب له الى النفوس فهو اثير ان يقدم على ذاك الذي تأباه هذه النفوس العربية التي نفرت منذ قديم الايام من كل شيء يخالف البديهة ولذلك كانوا يكرهون الشعر الذي يتروى صاحبه فيه، يكرهون الحوليات التي كان اصحابها يأخذون عاماً او فوق عام او دون عام في نظمها ومع ذلك كانت تعلق على الكعبة الا انهم لايرغبون فيها لأنها كانت قد اخذت من صاحبها فكراً وجهداً وتبصراً وتدبراً حتى يأتي بها، يحبون ان يكون الجواب سريعاً خاطفاً اي بديهياً وانت ايضاً في الحياة اليومية ترى الناس يحبون صاحب البديهة ويكرهون من يأتي بالجواب بعد ساعة او ساعتين المحاور: هذا شيء بديهي طبعاً الجزائري: ولعلنا نتذكر قصة "وافق شن طبقة" اذ جاء الرجل بعد حين، بعد ان وصل داره الى ذلك الفتى الذي قال له اتحملني ام احملك فقال أو تحب ان اجيبك فقال له اجب فلما اجابه قال له ماهذا من عندك، اعتذر المحاور: شكراً جزيلاً لك استاذ بشير سنعاود الحديث مستمعينا الكرام، كونوا معنا.
*******
المحاور: نحييكم مستمعينا الكرام، هذه اذاعة طهران وهذا برنامجكم الطارف والتليد، ارقامنا على الاتصال المباشر اولها 22013762 ، 22013768 ، ورقمنا الثالث 22013848 ورمزنا الهاتفي 009821 ، موضوعنا لهذه الحلقة ان كنتم معنا واطلعتم عليه ان شاء الله كان النقد الثقافي، مستمعينا نعم نعم معنا اتصال هاتفي الاخ فاضل المغسل من السعودية، السلام عليكم الاخ فاضل فاضل: سلام عليكم المحاور: اهلاً بك ورحمة الله الجزائري: سلام عليكم ورحمة الله فاضل: احيي الاستاذ بشير الجزائري استاذي العزيز وكذلك الاخ العزيز فرزدق واقول ان الله سبحانه وتعالى يقول "فلينظر الانسان الى طعامه" ويقول بعض المفسرين ان المقصود من الطعام هو العلم وان صح كلامهم هذا يعني انه ينبغي ان نرى الى الكلام وان ... المحاور: ارجوك اخ فاضل ان تسكت الاطفال وان تتكلم بصوت اعلى فاضل: .... المحاور: الاخ فاضل تسمح لي، الاخ فاضل تسمعني؟ ارجوك المحاور: اشكرك جزيل الشكر يعني حقيقة مستمعينا الكرام كان الصوت غير واضح، نحن نعتذر من الاخ فاضل لربما سنعاود الاتصال معه، انا استمر بالحديث مع الاستاذ بشير قلت اخيراً ان بداية المشكلة في تعريف الادب وتعريف الثقافة تلوح عند البحث عن تعريف متفق عليه وهو طبعاً بعيد المنال، هذا القول طبعاً يحملني على سؤال، مم كان بعد هذا التعريف؟ الجزائري: ياسيدي الناس كما تقدم ذو مشارب شتى يعني لايتفق شقيقان من ام واب على كل شيء قد يحب احدهما شيء وينفر الاخر منه، قد يأتلفان على شيء وقد يختلفان كل الاختلاف على شيء اخر اذن هذه هي طبيعة الناس لايمكن ان يتفقوا على تعريف جامع لهم كلهم هذا هو السبب، التعريف المراد الاتفاق عليه بعيد المنال لدى المتعلقين به والمتطلعين اليه منذ قديم الايام يعني ليس حديثاً لانقول انه بتأثير الحضارة الحديثة، لانقول انه بتأثير ما يسمى العصور المظلمة في اوربا طبعاً العصور المظلمة لايتوهمن متوهم انها كانت في ديار المسلمين المحاور: طبعاً اكيد الجزائري: ها ها وحينما يقولون القرون الوسطى انما يريدون تلك القرون التي عاشها الاوربيون قبل الثورة الصناعية كما يسمونها او النهضة الصناعية المحاور: استاذ بشير انا اعتذرمنك، الاخ فاضل المغسل عاود الاتصال بنا وسوف نكمل الحديث ان شاء الله عن بعد التعريف، الاخ فاضل سلام عليكم فاضل: سلام عليكم انا اجدد اعتذاري على صخب هذا الذي كان يلازمني واقول للاستاذ بشير الجزائري الفلسفة تعلم جيداً انها على عظمة تنير العقول في كل زمان ومكان الجزائري: اي والله فاضل: لماذا آثروا الفن على الفكر في حياتهم العامة ونفروا من تلك الفلسفة؟ شاكراً ومقدراً والسلام عليكم الجزائري: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، ما صاحبك من صوت كان موسيقى حالمة ترفعنا الى السموات العلى لأنها تذكرنا بنشأتنا الاولى، تذكرنا كيف خلقنا ربنا سبحانه وتعالى وها نحن اولاء بشر يتكلم بأشياء كبيرة وكبيرة والحمد لله تبارك وتعالى، شكراً لك، سيدي الكريم الطبع العربي حب اليسر واللطف ولذلك انت ساعة تلتفت الى لغته تجد هذه الكلمات الطيبة كثيرة كثيرة في العربية يعني هي اكثر من غيرها في اللغات الاخرى دليل على ان صاحبها او ناطقها يعني ناطق العربية، صاحب العربية هو انسان مأخوذ بكل لطيف وبكل جميل والنقد الادبي بطبيعته يحتاج الى تبصر وتدبر ولذلك كان مثلاً فرعاً من فروعه النقد النفساني يعني او سموه النقد النفسي الادبي يعني المحاور: استاذ بشير عفواً الجزائري: يعني ان تدرس النفس من داخلها لاان يدرس النص من خارجه المحاور: عفواً استاذ بشير انا حقيقة السؤال هو جداً فطن ولكن صيغة السؤال لربما لاالحق عليها يعني هو قال لم يكن فكر في الفن العربي او في الشعر العربي الجزائري: لا المحاور: السؤال برأيك صحيح؟ الجزائري: في تصوري السؤال فيه صحة كبيرة جداً وهو صحيح المحاور: يعني آثروا الفن على الفكر الجزائري: هو لايريد ان العرب بلا فكر لكن يريد ان يقول ان العرب يؤثرون الذوق على غيره، يؤثرون البديهة على الروية، انت الان في حياتك اليومية عندك صديق المحاور: ولكن استاذ بشير الفن العربي او الشعر العربي هو زاخر بالفكر الجزائري: انت تتحدث بالحكمة، بالتجربة التي يسلكها اولئك الذين نظموا هذا الشعر وهذا جميل، هذه التجربة، هذه الحكمة، هذا الذوق المحاور: عندما نتابعها عند المتلقي يعني تقصد؟ الجزائري: الذي يتجلى لك في اول ما تقرأ هذا الشعر انت تقبل عليه بكل نفسك لكنك ساعة تقبل على شعر تحتاج الى ان تستعين بهذا الاستاذ وذاك الشيخ وهذا المدرس حتى تبلغ معناه فأنك لاتحبه ولاتقربه اما ساعة تجده جلياً لعينيك، واضحاً لديك فأنك تكون في غاية السرور والمتعة والاستئناس به هذا هو يعني ليس معنى ذلك ان العرب لايعيرون الفكر اهمية او يجعلون الفكر اخراً لا انما يحبون كل ما هو لذيذ وقريب من الذوق ومن المعرفة الانية المحاور: جيد يعني استاذ شبير اتعني اننا ازاء منشط مثلاً نظري معرفي فكري فقط؟ الجزائري: والله سيدي الكريم اعتقد ان هذا المنشط هو منشط جمالي ولم يكن منشطاً عقلياً كما اعتقد لماذا؟ لأنك انت ساعة تؤثر التذوق تشعر ان صاحبك يشاركك هذا الشعور وهذا الحس اما ساعة تفكر فأنك تفكر وحدك لأنه لايدري مايجول بخاطرك انت فأنت ها هنا تتفلسف ولذلك هو يقول لك ساعة يسمع ما يجهله منك يقول لك بدأنا بالفلسفة، ارجوك لاتتفلسف، دعني من الفلسفة رجاءاً هذه الكلمات تسمعها تدور على السنة الناس في هذا المقام وذاك المقام بين الكبار وبين الصغار، بين اولئك الذين بلغوا شأواً كبيراً من المعرفة وبين اولئك الذين ما زالوا في بداية الطريق اليها، هذا هو المحاور: جيد استاذ بشير بما يرتبط يعني اثارة البديهة ونبذ التريث في الجواب؟ لماذا؟ الجزائري: شيء يسير جداً، يرتبط حب البديهة والاحتفاء بها ونبذ التأمل والتريث والتروي في الجواب، يرتبط كل هذا وذاك بما يسميه عرفنا العام الادب في حين غيرها يعني التروي والتأمل والتبصر والتدبر وانت تعلم ان كل هذه تستنزف منك وقتاً حتى تؤدي ماتريد بها، هذه ينفر منها الانسان، الانسان العربي لايكاد يرغب فيها ولايحبها لأنها تبعد عليه الغاية التي يتوق اليها يعني انت ساعة تسأل احداً تنتظر ان يجيبك ساعة يسمع سؤالك لاان يستأذنك في ان يتأمل ربع ساعة او عشر دقائق ثم يجيبك، أليس كذلك؟ المحاور: طبعاً الجزائري: لهذا السبب، نعم المحاور: استاذ بشير سؤال اخر يعني لربما يكون جوهري، لم كان هذا الارتباط بالادب منذ القدم يعني السحيق؟ الجزائري: بارك الله فيك، سيدي الكريم ارتباط حب البديهة ونبذ التريث في الادب وثيقاً منذ قدم الزمان لأن الادب هو فن القول الجميل اذا كان شعراً واذا كان نثراً، طبيعته الشعر طبعاً، طبيعة الادب الشعر، الشعر مقدم عند العرب وغير العرب على النثر مهما كان ذلك النثر الا النثر الذي كان ذا طابع رباني يعني انت ساعة تلتفت الى القرآن الكريم فأنك تجد تلك البلاغة الرفيعة التي تأخذ بمجامع القلوب كلها اذا كانت مسلمة اوغير مسلمة المحاور: وهي طبعاً لاتخلو من كل مافي الشعر يعني الجزائري: احسنت احسنت، اذا كانت متبصرة او غير متبصرة هكذا، اذا التفت ايضاً الى الحديث الشريف وجدته يحمل هذه الصفة الا انها دون تلك الصفة الاولى التي اشرنا اليها يعني ان بلاغة الحديث الشريف مهما كانت راقية وسامية وجميلة واخاذة فأنها دون بلاغة القرآن الكريم وهكذا اذا انتقلت الى بلاغة سيد البلاغيين على الاطلاق امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب عليه السلام المحاور: عليه السلام الجزائري: ولعلك مررت واستأنست بنهج البلاغة وجدت فيه ما يأخذك كل الاخذ حتى انك لتنسى جوعك وتعبك ونصبك وانت تطالع اي مقطع من مقاطع خطبة او اي كلمة من كلماته الموجزة او المسترسلة في الطول، على كل حال قلت الشاعر يعلو على سائر الناس عندهم، عند العرب لماذا؟ لأنه يقدم لهم طبيعة ما يتذوقون ومكانة الشعر متقدمة فكانت مكانة صاحبه متقدمة ايضاً عند هؤلاء الذين يتذوقون، يقدم الشاعر بمقدار سرعته في الارتجال الخلاب اذا كان شاعراً ينظم في اللحظة اي قائل بديهة، قائل البديهة من ساعته، المرتجل يتثأثئ شيئاً ما يعني يسمع الكلام ثم افرض تمر دقائق او دقيقتان ثم يقول هذا يسمى مرتجلاً على كل حال هم بمقدار ما يرون من ارتجاله، من بديهته يقدمونه بهذه السرعة ويقدرونه ذلك التقدير وهنا برهان على ان العرب يؤثرون ذلك ان البحتري كان قد استهزأ بالمنطق والفكر، ما انه استهزأ بالمنطق الذي هو عند الفلاسفة، بالمنطق الذي هو عند المناطقة، بالفكر الذي هو عند المفكرين الكبار وذوي الثقافة العميقة لا وانما يريد ان يقول ان الجمال الذي تشتاق اليه النفس هو هذا الذي تفقهه النفس وهذا الذي تسمعه في ساعتها يعني لايتدبر ويكون قد بالغ في اخذ الوقت في نظمه
*******
المحاور: لو سمحت استاذ بشير نأخذ اتصال وسنعاود الحديث ان شاء الله، الاخت الكريمة بتول من لبنان، السلام عليك اخت بتول بتول: عليكم السلام، كيف الصحة؟ المحاور: الحمد لله بتول: تحية لك اخ فرزدق المحاور: حياك الله واهلاً وسهلاً بك اخت بتول بتول: وتحية ايضاً للاستاذ بشير الجزائري الجزائري: حياكم الله وشكراً لكم بتول: عندي سؤال لو سمحتم هل هناك مجال؟ المحاور: اكيد اكيد تفضلي بتول: ماالذي جعل النقد الادبي اكثر امتداداً في الثقافة العربية وتجربة فيها من سائر العلوم؟ هذا هو سؤالي المحاور: نعم جيد جداً شكراً جزيلاً لك اخت بتول على هذا السؤال، استاذ بشير ما الذي جعل النقد اكثر امتداداً في الثقافة العربية؟ الجزائري: سيدي كما تقدم القول الطبع يغلب التطبع، العرب مطبوعون على حب الجمال وحب الوضوح وحب السهولة والليونة في طباعهم ليس كما يدعي المدعون في انحاء مختلفة من الارض ان العربي خشن فج، ان العربي غليظ لايطاق لا ليس كذلك، كلما وجدت عربياً شجاعاً وجدته كريماً وكلما وجدته كريماً وجدته رؤوفاً وكلما وجدته رؤوفاً وجدته حساساً غاية الحساسية في كل شأن من شؤون هذه الدنيا، يألم لمن وجده بحاجة الى العطف، يحسن الى من لم يسأله الاحسان يعني هو بطبعه انسان لطيف وخبير، يقرأ العيون كما يقولون واحياناً امثلتنا العامية ايضاً يقول فلان، بالعامية العراقية لعلك سمعتها ذاكراً يقول "فلان تاكله عيون الزلم" يعني انه يضطرب اذا رآى الرجال كثيراً ينظرون اليه هذا يدل على ان الانسان العربي في غاية الحساسية ييعني هو يتأثر بالنظرة اليه اذا كان طيبة او اذا كان غيرها، اذا كانت حسنة واذا كانت سيئة هذا الذي جعل هذا الطبع الكريم يقبل على النقد الادبي لأنه يحي فيه هذه الرغبة الاصيلة الوكيدة الوطيدة في حب الجمال والجميل والله جميل يحب الجمال فمالك لاترى لأنسان يحب صفة ربه سبحانه وتعالى، صبغة ربه جل وعلا. المحاور: طيب الله انفاسك استاذي الكريم، مستمعينا الكرام سنكون بين يديكم بعد قليل كونوا معنا
*******
المحاور: مستمعينا الكرام الطارف والتليد، نحييكم من اذاعة طهران ونبدأ الحديث في هذا القسم مع اتصال هاتفي من الاخ الكريم عبد العباس من العراق، السلام عليك ايها الاخ الكريم عبد العباس من العراق عبد العباس: تحية طيبة لك مباركة والى السيد الكريم ضيفك الاستاذ بشير، حياكم الله واتقدم لكم بالمواساة بذكرى شهادة الامام الصادق عليه السلام الجزائري: حياك الله عبد العباس: الحقيقة كان بودي ان اسأل الاستاذ بشير الله يحفظه عن المثقف والمتعلم، هل ينبغي ان يكون شرط على المثقف الا ان يكون متعلماً؟ يعني كأن يكون خريج جامعة او كلية في مجال من الثقافات الحياتية المتعددة ومنها مثلاً الثقافة الدينية حيث نجد في مجالسنا وفي مناسباتنا بعض الناس من لديه شهادة الابتدائية في مجتمعنا العراقي ولديه ثقافة هائلة في التاريخ، في المسائل الفقهية والمسائل الدينية وحتى في المسائل الاجتماعية والنفسية حينما تطرأ مشكلة يعالجها بسرعة وتعلم استاذ بشير بواقع العراق كان يسمى هناك في المجالس وفي الارياف العارفة والفريوة رجل قد يكون امي ولكن يفتي في مسائل يتخذ فيها الجانب النفسي وجانب اجتماعي؟ هذا واشكرك جزيل الشكر واتمنى لكم التوفيق ان شاء الله المحاور: اشكرك جزيل الشكر الاخ عبد العباس من العراق، استاذ بشير الجزائري المثقف والمتعلم؟ الجزائري: اكرمك الله والله انا اوافق الاخ الكريم عبد العباس في ان المثقف غير المتعلم فطالما وجدنا متعلمين كثيراً لايفقهون من الثقافة شيئاً وطالما وجدنا مثقفين ايضاً وهم لم يروا باب المدرسة اصلاً وحسبنا المثل العراقي الجميل جداً "المجالس مدارس" ولم يقولوا المدارس مجالس وهذه تجربة، هذه خلاصة تجربة وليست تجربة جيل وجيلين وثلاثة اجيال وانما هي تجارب اجيال بشرية متوالية جيلاً بعد جيل واتمنى ان يكون جوابي واضحاً لحبيبي المفدى عبد العباس من العراق المحاور: كل الوضوح ولكن طبعاً سنواصل استاذ بشير هذا الموضوع، موضوع النقد الثقافي ان شاء الله في الحلقة القادمة الجزائري: رحم الله والديك المحاور: بالطبع الموضوع جداً واسع، مستمعينا الكرام سنواصل هذا الموضوع في الحلقة القادمة ونأمل ان تتواصلوا معنا كما تواصلتم معنا في هذه الحلقة، وقتنا شارف على النهاية فسلام عليك استاذ بشير وعلى عبد العباس الجزائري: وعليك السلام ورحمة الله تعالى وبركاته المحاور: وعلى كل المستمعين الكرام الذين اتصلوا معنا وعلى جميع من كانوا معنا من كرام الخلق والى القادم دام الجميع بألف خير.
*******
شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم