المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم مستمعينا الاكارم في كل مكان ايهاالاخوة، ايتها الاخوات، اصدقاءنا في مشارق الارض ومغاربها من اذاعة طهران من هذا الصوت الهادر لأكثر من نصف قرن من الزمن نحييكم ونحيي حبكم الكبير الذي غمرنا منذ عقود وما زال يغمرنا ويغمر اذاعتنا بحسنه وجماله وبهاءه.
مستمعينا الاكارم في كل مكان نبارك لكم في هذا اليوم السعيد ذكرى الميلاد السعيد لأمل الحياة كلها في الانعتاق من الظلم والجور والفوز بالقسط والعدل نعني الامام المنتظر الذي طالما عاش ناس وماتوا وهم معقودو البصائر والابصار على طلعته الغراء، سرنا الله جميعاً بأشراقها.
ايها الافاضل في هذه الحلقة من سلسلة حلقات الطارف والتليد الذي يأتيكم في كل يوم ثلاثاء في الساعة السادسة والربع بتوقيت طهران الصيفي ويستمر معكم حتى دقات الساعة السابعة، في هذه الحلقة من برنامجنا والتي تحمل موضوع البلاغة عند العرب والفرس يسعدني ايما اسعاد ويسرني ايما سرور ان ارحب بضيفي الكريم الذي طالما استمعتم الى صوته العذب من خلال اذاعة طهران وطالما بشرنا بالمودة والوئام والمحبة والسلام، السيد بشير الجزائري ارحب بك واقول ان جئت فقد جئت اهلاً وان نزلت فقد نزلت سهلاً، اهلاً وسهلاً
الجزائري: بارك الله فيك وآتاك خير الدنيا والاخرة ومن عليك بالسلامة، اشكر لك هذا اللطف النبيل الذي اسعدتني به ايما اسعاد، انا دون كل كلام تفضلت به اتمنى ان اكون على شيء من قدره الذي اسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعله نصيب كل هؤلاء الطيبين الذين يستمعون الينا الان وانت تتفضل بسياق حديثك الطيب في شأن صلة وثيقة بين شعبين شقيقين هما العربي والفارسي او العربي والايراني وكل يقال كما تفضلت انت البلاغة عند العرب والفرس. قديماً كانت التسمية بلاد فارس وصارت فيما بعد بلاد ايران بما تضم من اقوام كثيرة كلها جمعها الاسلام كلمتها في نور الله سبحانه وتعالى وجعلها تتآلف وتتعارف وتتقارب وتكون يداً واحدة على من سواها في مختلف الدهور التي تعاقبت على هذه الارض الطيبة وفي الاغلب كانت منتصرة بلطف الله سبحانه وتعالى وبوحدة هذه الكلمة التي تمت ايضاً الى ما انت بصدده من البلاغة، البلاغة عند العرب والفرس، البلاغة عند العرب والايرانيين، البلاغة عند خلق الله كلهم، شيء جميل جداً ان نمر بالبلاغة التي هي محتوى حياة كريمة طيبة لو وعاها الناس لأنها تختلف عن سائر الكلام بأنها مرتبة رفيعة جداً منه.
المحاور: احسنت اكرمك الله، مستمعينا الافاضل فاصل قصير ونعود اليكم
المحاور: ايها الافاضل نحن سعداء ان نخوض غمار هذا الفيض العذب مع الاستاذ بشير الجزائري من الان حتى الساعة السابعة بتوقيتنا الصيفي ولأحبتنا الراغبين في مشاركتنا في هذا العطاء اللطيف الشفيف ان يلتقونا بأحد هذه الهواتف الثلاثة المفتوحة لكم طوال مسيرنا معاً، الهاتف الاول 22013768 ، الهاتف الثاني 22013848 اما الهاتف الثالث فهو 22652997 ورمزنا الهاتفي هو 009821 نتمنى لجميعكم فرصة طيبة في مشاركتنا فيما ينفع الناس ويمكث في الارض قولاً وفي الاستماع اليه وعياً ونحن آتون بما يتيسر لنا.
المحاور: ايها الكرام يصحبنا في لقاءنا المباشر لهذا اليوم
مهندس الصوت السيد تقي رضائي
وهمزة الوصل الهاتفي بيننا وبينكم شيماء غراوي
والمخرج كاظم صادق
*******
ايها الاحبة في كل مكان اهلاً بكم من جديد، اعود الى الاستاذ الجزائري، استاذ ما قولك في تأثر الفرس بالعرب بلاغياً وتأثيرهم فيه؟
الجزائري: اكرمك الله، انا بودي ان احيي الشعبين الطيبين الشقيقين الفرس والعرب او الايرانيين والعرب كما يصطلح سياسياً في هذه الايام، الواقع ان الصلة الوثيقة التي اقامها الاسلام بين هذين الشعبين الشقيقين جعلتهما يلتقيان في كل شأن من شؤونهم، جعلت الشعب العربي يتعلم كثيراً من التجارب الحضارية التي كانت لدى هؤلاء الناس الذين آتاهم الله المدنية والحضارة والثقافة وفنون الادب المختلفة ومصادر الحكمة البليغة، الفرس كانوا يمتازون من سائر الشعوب بحكمتهم البليغة البالغة في كل شأن من شؤون الحياة، العرب كانوا يمتازون برقة الطبع الشعري لأنهم في مساحة مفتوحة لهم، طريقة يمضون مع ضوء الشمس ومع نسيم الهواء الطيب ومع سموم الهواء ايضاً لأن الهواء متقلب ولأن الحالة متبدلة في الصحراء فهم يمضون مع هذا التقلب والتبدل بألوان الرقة والخشونة احياناً، يعودون بها بتلك الصور الجميلة في حياتهم ليقدموا لنا بلاغة نعتز بها، الفرس بحكم وجودهم المدني، بحكم بنايتهم للثقافة التي قامت على اصول عريقة من قدم الايام
المحاور: بطبيعتهم الخضراء
الجزائري: وبحكم الطبيعة كما تفضلت الخضراء الزهراء، انا استحسن هذه الكلمة واستعذبها منك واستعيرها ايضاً لأقول بحكم هذا التجاذب وبحكم الروح الطيب الذي سرى من الاسلام في نفوس الطرفين كانت هناك صلات جديدة اخرى، هذه الصلات تجلت في الادب العربي، انت تعلم ان ابن المقفع كان من اوائل الذين ترجموا نصوصاً فارسية الى العربية ذكرها او لم يذكرها وغيره كثير، آل نوبخت كانوا مشهورين بأنهم من ذوي اللسانين وهم فرس وكانوا ايضاً مقدمين لدى اهل البيت عليهم السلام ولدى الحكم العباسي الذي كان باسطاً جناحيه على هذه الدولة الاسلامية المترامية التي كان يقول فيها هارون الرشيد شرقي غربي اينما تمطري انت في ملكي، كل هذا كان يبني لعلاقة اوسع واعظم من الثقافة والحضارة والمدنية والذوق الرفيع، الذوق الذي تجلى فيما نسميه اليوم البلاغة او فيما نسمي جانباً منه النقد الادبي، اذا التفت انسان منصف لحقيقة النقد وحقيقة البلاغة عرف ان هذين علم واحد ولكنه اخذ مسميين وان اختلفت الموضوعات الى حد ما اختلافاً يسيراً فيما بين هذين الموضوعين اي النقد والبلاغة، على كل حال اريد ان اقول ان البلاغة الفارسية كانت قد استعارت من البلاغة العربية استعارات كبيرة جداً ونمت بنماءها يعني لم يكن لهم مثل هذا العلم انما هذا العلم عربي بطبعه ولذلك كانت الاصطلاحات والتسميات والرموز التي تجلت في البلاغة الفارسية اصطلاحات ورموزاً ومسميات عربية بالكامل ليس فيها من اسم فارسي وهذا شيء يدل على ان هؤلاء كانوا قد اقبلوا على العلم من غير ان تحجبهم حواجب قومية او عنصرية، هذا في مطلع الثقافة الاسلامية التي شعت انوارها على هذه الارض مثلما شعت على ارض اخرى في كل بلاد الله سبحانه وتعالى، الثقافة العربية اثرت في الاندلس، اثرت في المغرب العربي الذي كان ليس عربياً في الاصل انما كان يسكنه اولئك الناس الذين يقال لهم البربر وانت كما تعلم البربر في شمال افريقيا هم اولئك الناس الذين كانوا بعيدين عن الحضارة في نظر اليونانيين القدماء ليس حقيقة بعيدين عن الحضارة وانما في نظر اليونانيين القدماء فكانوا يسمون كل من بعد عن الحضارة بربرياً مثلما يقال على هؤلاء الناس الذين هم في آسيا وربما كانت التسميات فيها نوع من الجناية والظلم للناس لأنها تسميات غير حقيقية لاتعبر عن المدى الواقعي للناس المسمين بها.
المحاور: نعم فاصل قصير ونعود اليكم
*******
الطارف والتليد خمس واربعون دقيقة من محادثتكم في الثقافة والادب تستقبلكم بهاتفيها المباشرين 22013768 و22013848 ورمزنا الهاتفي 009821
*******
المحاور: مستمعينا الاكارم في كل مكان مازلتم تستمعون الى حلقة جديدة من سلسلة حلقات برنامج الطارف والتليد وموضوع هذه الحلقة هو البلاغة عند العرب والفرس وهنالك صوت قادم الينا من العراق وانعم بالعراق وطناً للأحبة الكرام ومعنا غزوان، تفضل غزوان
غزوان: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المحاور: وعليك السلام ورحمة الله
غزوان: تحية لك استاذي العزيز فؤاد العاشوري ولنا شرف ان نتحدث اليك مباشرة
المحاور: اشكرك شكراً جزيلاً، تفضل سيد غزوان
غزوان: مرحباً ابا محمد
الجزائري: حفظك الله ومرحباً بك
غزوان: الله يحفظكم، هنا لدي سؤال ابا محمد حول البلاغة يعني كما معروف في كل علم لابد ان تكون هناك عوامل او يمكن ان اضع السؤال بالصيغة التالية، ماهي العوامل التي ادت الى نشأة علم البلاغة وهل هنالك مدارس ظهرت في ذلك الزمان؟ اذا كانت هناك مدارس اذن ماهي اقسام علم البلاغة؟ ايضاً يمكن ان هذا السؤال يتفرع الى ثلاث فروع، نشأة علم البلاغة والعوامل والمدارس البلاغية واقسام علم البلاغة، وتحياتي لكم والسلام عليكم
الجزائري: فديتك وعليك السلام ورحمة الله تعالى وبركاته واشكرك الشكر كله، سؤال وجيه جداً ولكنه في غير موضوعه كما انت تعلم، حديثنا كان مقصوراً على البلاغة عند الفرس والعرب او عند العرب والايرانيين كما سمعت وقد تكرر في اثناء الكلام، الحقيقة هناك عوامل كثيرة دعت الى نشأة البلاغة، اجيبك جواباً في غاية الايجاز، عوامل كثيرة ادت الى نشأة البلاغة في البلاد العربية او في الدولة الاسلامية لنقول التعبير الصحيح هو هذا في الدولة الاسلامية وعاصمتها بغداد، العامل الاول الذي نستطيع ان نقول عنه الاول والاخير هو القرآن الكريم، فهم القرآن الكريم والرغبة في تبليغه للناس كانا هما الدافع الاول لنشأة البلاغة العربية، كانوا يبحثون عن اعجاز القرآن، ارادوا ان يعرفوا سر هذا الاعجاز، كيف هو؟ بأي صورة تجلى؟ كيف تجلى؟ كيف يستطيعون ان يبلغوه قلوب الناس الذين لايعرفون هذا الكلام العربي؟ كيف يبلغونه اولئك الذين بلغوا مستوى من المستويات الرفيعة في معرفة اللغة العربية؟ اذن هو علم للعرب اولاً وعلم لغير العرب ثانياً ومن العجيب ان الناس الذين كانوا قد اقبلوا على العمل البلاغي هم اولئك الذين آتاهم الله المعرفة الكاملة بلسان العرب، يعني انت اذا التفت لأنصار الامام الصادق عليه السلام وجدتهم كانوا السباقين الى العمل بالبلاغة، اذا التفت الى العباسيين الذين كانوا منهم حتى خلفاء
المحاور: نعم المعتز
الجزائري: مثلاً المعتز وابنه عبد الله، عبد الله صار خليفة ولكن صار خليفة في يومين وقتل وهو صاحب الكلمة المشهورة "فأن تطلبني تجدني بحانة والا ببستان وكرم مظلل ولست بسائل عن خليفة ومن يعزلون ومن يلي"
المحاور: احسنت
الجزائري: على كل حال الرجل لم يكن معنياً بالخلافة انما كان معنياً بالبلاغة والمعرفة والادب والذوق الرفيع وهو شاعر من الطبقة العالية كما يعرف الاستاذ الشاعر فؤاد حفظه الله
المحاور: شكراً لك
الجزائري: وشعره ايضاً مشهور وسار في السنة الناس قديماً وحديثاً حتى اليوم الناس يحفظون لأبن المعتز الكثير، على كل حال فأريد ان اقول لسيدي الكريم غزوان علي جعله ابا منتصر ابد الزمان ان شاء الله ان نشأة البلاغة التي وعدت ان يكون كلامي موجزاً بها قد استفاض وهي ليست من موضوعنا وان شاء الله نجد لها مرة اخرى كما تقدم في الحلقات الماضية حلقة جديدة
*******
المحاور: اشكر للسيد الجزائري اجابته وكذلك اشكر للسيد غزوان اتصاله بنا وبالبرنامج وسؤاله هذا الرائع الجميل ونبقى في ارض الرافدين حيث معنا على الهواء مباشرة عذراء من العراق، نعم تفضلي، عذراء من ارض الرافدين معنا على الهواء
عذراء: ...
المحاور: يبدو ان الاتصال قد انقطع، فاصل قصير ونعود اليكم
المحاور: ايها الاخوة في كل مكان لدينا عودة الى العراق والسيدة عذراء، هل انت معنا؟
عذراء: نعم نعم سلام عليكم
المحاور: عليكم السلام ورحمة الله، تفضلي
عذراء: تحياتي لحضرتك وللاستاذ بشير الجزائري ولجميع الكادر وانا بخصوص المحور لدي سؤال حبيت اوجهه للاستاذ بشير الجزائري، سؤالي الاول يقول ايهما تميز بالفصاحة اولاً العرب ام الفرس وسؤالي الثاني
الجزائري: ايهما؟
المحاور: ايهما تميز بالفصاحة اولاً العرب ام الفرس؟
عذراء: السؤال الثاني .... لكي تنال كل هذه المكانة العظمى مع تحياتي لكم والى اللقاء
المحاور: سيدة هلا كررت السؤال الثاني؟ سيدة عذراء
عذراء: نعم سؤالي الثاني ما الذي جعل الفصاحة تأخذ مأخذها الكبير لكي تنال هذه الدرجة العظمى من الاهتمام؟ مع تحياتي لكم والى اللقاء
المحاور: شكراً جزيلاً للسيدة عذراء من العراق، لعلك استمعت الى الاسئلة؟
الجزائري: نعم، اشكرك واشكرها واتمنى لكما كل خير، ايهما ابلغ او ايهما.
*******
المحاور: تميز بالبلاغة
الجزائري: تميز بالبلاغة العرب او الفرس؟ هذا سؤال في غاية الاهمية، لو التفت الناس اليه لوجدوا انهم بعيدون كل البعد عن الجواب القديم جداً، الجواب الذي كان عند العرب اذا سمحت لي، الجواب الذي كان عند العرب القدماء هو ان العرب ابلغ الناس جميعاً، لايضاهيهم من احد، هم وحدهم الذين خصهم الله بالبلاغة والفصاحة ولم يخص رب العالمين سبحانه وتعالى غيرهم من الشعوب والامم بهذا الفن البديع جداً وحقيقته ياسيدي الكريم
المحاور: احسنت
الجزائري: ان البلاغة لطف الهي، مقسوم على جميع خلق الله سبحانه وتعالى بالتساوي يعني مثلما يكون بين العرب بليغ يكون بين الفرس بليغ، مثلما يكون بين العرب كريم يكون بين الفرس كريم، مثلما يكون بين العرب شجاع يكون بين الروم والروس والهند والسند وسواهم من الامم والاسوج، الاسوج الذين هم السويديون اليوم، العرب كانوا يسمونهم الاسوج، على كل حال يكون بينهم هذا وذاك لااختلاف اطلاقاً ولكن تختلف مستويات البلاغة يعني ايضاً البلاغيون العرب او البلغاء العرب انفسهم، انت تستطيع ان تقول ان علي بن ابي طالب عليه السلام بليغاً، أليس كذلك؟ وتستطيع ان تقول ان ابا الاسود الدوئلي كان بليغاً وتستطيع ان تقول ان ابا تمام كان بليغاً او ان الشريف الرضي كان الذي جمع نهج البلاغة للامام علي عليه السلام كان بليغاً غاية البلاغة وان اخاه الشريف المرتضى ايضاً كان بليغاً غاية البلاغة لكن من الاعلى بلاغة؟ امير المؤمنين عليه السلام، هؤلاء كلهم عرب، كلهم من دم واحد يعني اذا استثنينا الدوئلي وابا تمام، الشريفان ابناء علي عليه السلام. على كل حال اذن البلاغة ليست مختصة بأمة او بشعب من الامم والشعوب وانما هي عامة للناس يتفاوتون فيها كما يتفاوتون بالعقل، الله سبحانه وتعالى خلق الناس كلهم من هذين الابوين الطيبين الكريمين آدم وحواء سلام الله عليهما وعلى من احبهما واكرمهما وهما مظلومان غاية الظلم كما تعلم انت بألوان الاباطيل
المحاور: نعم وكان هنالك سؤال آخر
الجزائري: بقي احسنت، ما الذي جعل الفصاحة، قل
المحاور: ما الذي جعل الفصاحة تأخذ كل هذا المأخذ؟
الجزائري: آها، اكرمك الله، سؤال ايضاً في غاية الوجاهة والكرامة يرجع الى ما كنا قد تحدثنا فيه بدأً ألا وهو حب القرآن الكريم الذي كنا نرغب او كان المسلمون منذ البدأ يرغبون في ايصاله الى قلوب الناس وارواحهم سواء كانوا عرباً ام غير عرب لهذا السبب كانت الفصاحة مقدمة ومهتماً بها اهتماماً عظيماً، لماذا؟ لأن القرآن كان في غاية الفصاحة ولأن القرآن كان في غاية البلاغة، الفصاحة تتعلق باللفظ والبلاغة تتعلق بالمعنى.
المحاور: نعم نشكر السيدة عذراء من العراق مشاركتها في البرنامج واسئلتها، اما الان ننتقل من ارض المتنبي الى ارض طرفة بن العبد في البحرين
الجزائري: الله اكبر
المحاور: فاصل قصير ونعود اليكم
*******
المحاور: نعم من درة الخليج حسناء من البحرين، تفضلي
حسناء: سلام عليكم
المحاور: عليكم السلام ورحمة الله
حسناء: بسم الله الرحمن الرحيم بداية اتقدم بالتحية لمقدم البرنامج وضيف البرنامج الاستاذ بشير الجزائري كما ارفع عبر برنامجكم هذا اسمى آيات التهاني والتبريكات الى الامة الاسلامية جمعاء ومراجعنا العظام وعلماءنا الاعلام والى طاقم اذاعة طهران في هذه المناسبة الجليلة مولد منقذ البشرية والموعود لتحقيق القسط والعدل على الارض، مولد صاحب العصر والزمان الامام المنتظر عجل الله تعالى فرجه كما انه لدي سؤال هو ما اهم المصادر البلاغية عند الفرس؟ تحياتي لكم واسألكم الدعاء، حسناء الموسوي من مملكة البحرين
المحاور: شكراً جزيلاً، سيد جزائري
الجزائري: انا اشكر لها بدأً تجديدها التهنئة والمباركة بذكرى الاشعاع المنتظر، اشعاع الامل الكبير الذي قد عقدت كما انت تفضلت في بدأ كلامك عقدت عليه القلوب وعقدت عليه البصائر والابصار منذ زمن بعيد جداً، اشكر لكل الطيبين الذين يذكرون امامهم الذي هو امل كل بني الانسان ان ينعموا بحياة سعيدة مباركة كريمة طيبة على وجه هذه الارض قبل ان ينتقلوا من هذه الدنيا الى تلك واقول للاخت الكريمة حسناء من البحرين التي هي الارض الطيبة ايضاً كما نقول مصادر البلاغيين الفرس كان من اهمها ترجمان البلاغة لرجل مرت سنون وسنون وهم يختلفون في تسمية مؤلفه الى ان تبين في الاخر انه رجل اسمه محمد بن عمر الرادوياني وهذا تحدث عن اجناس البلاغة واقسام الصنعة وتمييز الكلام والمعاني الرفيعة
المحاور: في اي قرن كان
الجزائري: اعتقد انه كان في القرن الخامس الهجري، الحدائق السحر في دقائق الشعر لرشيد الدين الوطواط الذي ولد سنة 480 وهذا الرجل ايضاً من المعروفين في الادب العربي لأن بعض رسائله او كتاباته قد ترجمت الى اللغة العربية وهو اكثر حظاً من سائر البلاغيين الفرس لأن آثاره قد عبرت من لغته الى لغة اشقاءهم العرب، من تلك المصادر ايضاً دقائق الشعر لعلي بن محمد وكان يلقب بتاج الحلاوي او تاج الحلاوى وهو رجل ايضاً من شعراء القرن الثامن الهجري، حقائق الحدائق لشرف الدين حسن بن محمد بن رامي التبريزي وكان شاعراً وكاتباً ممتازاً جداً في القرن الثامن وكان في بلاط السلطان معز الدين اويس بن حسن الجلائري ايضاً من القرن الثامن الهجري، على كل حال منها ايضاً المعجم في معايير اشعار العجم لشمس الدين محمد بن قيس الرازي الذي كان يسمى عند الفرس ايضاً شمس قيس وهو من علماء وادباء القرن السابع الهجري، هذا ما يمكن ان يخطر بالبال من هؤلاء الذين نكن لهم الاحترام ونتمنى لو ان هذه المؤلفات والاثار الطيبة قد نقلت الى العربية
المحاور: يعني كل هذه المؤلفات جاءت باللغة الفارسية ام بالعربية؟
الجزائري: لا لا هي بالفارسية ولكن كانت عادة المؤلفين الفرس في مختلف الميادين ليس في البلاغة وحدها، في مختلف الميادين كانوا يضعون عناوين مؤلفاتهم كبرت او صغرت يضعونها باللغة العربية ولذلك تسمع هذه التسميات الجميلة جداً، ترجمان البلاغة، حدائق السحر في دقائق الشعر، المعجم في معايير اشعار العجم، سجع جميل جداً،
المحاور: جميل
الجزائري: دقائق الشعر، حقائق الحدائق وناس يقولون لا حدائق الحقائق، يقلبون هذا الاسم، على كل حال مازال الخلاف جاداً في هذه التسمية، تمنينا لو ان همة عربية عبرت الى هذه الاثار ونقلتها الى القارئ العربي ليرى الذوق الفارسي في هذا الفن الجميل وليرى ايضاً التأثير العربي في البلاغة الفارسية كما نتمنى ان تكون هناك همة ايرانية في نقل البلاغة العربية الى اللغة الفارسية خاصة المؤلفات الجديدة في البلاغة العربية، المؤلفات الجديدة ذات اثر عميق جداً لأنها تأخذ الى جانبها كلما جد من علم النقد الحديث الذي هو بحث عميق في النفس والذوق والمعرفة بكل معانيها.
*******
المحاور: نعم احبتنا في كل مكان ننتقل من بلاد طرفة بن العبد الى بلاد ابي العلاء المعري في الشام حيث معنا على الهواء مباشرة سامر من سوريا، سامر اهلاً بك
سامر: السلام عليكم
المحاور: اهلاً بك تفضل
سامر: الله يسلمكم، الله يهنئكم بمولد الامام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه
الجزائري: اللهم آمين
سامر: عندي سؤال للاخ الاستاذ الجزائري اذا يتفضل ويجيبني
الجزائري: بسم الله
المحاور: تفضل
سامر: بسم الله الرحمن الرحيم، من من البلاغيين الفرس صرح بأنتفاعه بآثار البلاغين العرب؟ السؤال كان واضحاً؟
الجزائري: جداً
المحاور: شكراً السيد سامر
الجزائري: كلطفك، انت واضح وضوح لطفك وادبك الكريم، شكراً لك
سامر: الله يبارك فيكم، الله يسلمكم يارب، الله يحفظكم دوماً
الجزائري: سلمكم الله وبارك لكم هذا اليوم الاغر
سامر: الله يبارك فيكم ان شاء الله
الجزائري: السؤال في غاية الجمال، من من البلاغيين الفرس الذين صرحوا بأنهم اخذوا من البلاغيين العرب؟ طبيعة الناس حينما ينقلون من لغة الى لغة ولاسيما مزدوج اللغة، لك ان تقول ولاسيما مزدوج اللغة ولك ان تقول ولاسيما مزدوج اللغة بالجر والرفع اذا كان معرفة وهنا المعرفة معرفة مضاف ومضاف اليه، على كل حال ولو بالتخصيص. على كل حال الرادوياني كاتب كبير جداً صرح بأسم كتاب الزهرة او الزهرة كما تعرف ناهيد كما تقولون انتم بالفارسية وانت من مزدوجي اللغة ولا اتهمك بأنك تنقل من العربية الى الفارسية او من الفارسية الى العربية فأنت في غاية اللطف، طبيعة الناس حينما ينقلون من لغة الى لغة وهم يشعرون انهم يخاطبون ناساً لايعرفون اللغة التي نقلوا منها ان يسندوا ما نقلوا الى انفسهم مثل انك احياناً قد تبتلى والعياذ بالله بأخ تأتمنه على مبلغ وتقول له ارجوك سلم هذا المبلغ الى فلان ولا تقول له اني بعثته لك فيذهب ذلك المبلغ الى ظلمات جيب ذلك المسلم اليه ولايصل الى ذلك المبعوث له، لماذا؟ لأنه كان مطمئناً انك ساعة سلمته وقلت له لاتقل له اني بعثته اليه فمن الطبيعي انك لاتقول لذلك الرجل انك قد بعثت اليه هذا المبلغ، أليس كذلك؟
المحاور: نعم
الجزائري: على كل حال، اما الرادوياني لأنه كان كبيراً جداً كان الرجل قد صرح بأسم كتاب الزهرة للاصفهاني، اسمع هذا النص منه
المحاور: نعم
الجزائري: يقول "وقد رأيت عدة ابيات من هذا النوع باللغة العربية" يعني هو يقارن بين ابيات بالفارسية وابيات في العربية، معنى هذا لأنه يقول "وقد رأيت عدة ابيات من هذا النوع باللغة العربية" يعني ان بالفارسية ما يشبه ما هو في العربية، في كتاب الزهرة الذي ألفه الخواجة محمد بن داود الاصفهاني، يذكر الكتاب ويذكر المؤلف ومن اراد ان يعرف هذا الفصل بنحو افضل فليرجع الى ذلك الكتاب "ترجمان البلاغة صفحة 19" يعني هذا منتهى اللطف والشرف، ايضاً صرح بذكر الخليل بن احمد وصرح بذكر عبد الله بن المعتز المار الذكر، رشيد الدين الوطواط الذي قلنا انه اسعد حظاً من سائر البلاغيين الفرس لأن بعض كتبه قد نقل الى العربية
المحاور: هم في الحقيقة كانوا يكتبون باللغة العربية آنذاك في القرون الماضية خاصة في القرن الرابع، الخامس، الثالث، كانوا يكتبون معظم مؤلفاتهم بالعربية
الجزائري: هذا حق ولكن الحقيقة التي لابد ايضاً من التصريح بها وليس فيها من عيب هو ان الايرانيين بعد القرن الثالث او حتى في اواسط القرن الثالث بدأت عندهم نزعة قوية جداً ان يعودوا الى لغتهم الام، الى اللغة الفارسية واعتزوا بها اعتزازاً كبيراً واخذوا يحيونها بألوان من الاحياء، لماذا كانت الشاهنامة لأبي القاسم الفردوسي؟ كانت رد فعل على ذلك الظلم الذي مارسه العباسيون، على الظلم الذي مارسه الامويون، الحاكم السيء هو الذي بعث المسلمين الاخرين من غير العرب على الانكفاء الى لغاتهم الاصلية والا كل المسلمين كانوا قد اقبوا على اللغة العربية التي كانت اللغة الرسمية في البلاد الاسلامية الممتدة من المشرق الى المغرب، من الصين الى الاندلس
المحاور: صحيح
الجزائري: على كل حال رشيد الدين الوطواط ايضاً ذكر الخليل بن احمد الفراهيدي، الجاحظ، علي بن عيسى الرماني البليغ والمتكلم، الحريري الاديب واللغوي، غابت ايضاً الاحالة بعدئذ عند شمس الدين الرازي وشرف الدين رامي وحسين كاشفي، هؤلاء صاروا ينقلون ولايذكرون، اتمنى ان يكون لي وقت لأذكر للمستمع الكريم وصاحب السؤال...
*******
المحاور: هناك مستمع من العراق على خط الهاتف لو تسمح لنا ننتقل من سوريا الطيبة ونشكر السيد سامر حيث ننتقل الى العراق والسيد امين، تفضل السيد امين السيد امين الموسوي من العراق
امين: السلام عليكم
المحاور: وعليكم السلام ورحمة الله
امين: السلام عليكم استاذ بشير
الجزائري: عليكم السلام عزيزي ورحمة الله وبركاته، مرحباً سيد
المحاور: تفضل السيد امين
امين: بداية اهنئ العالم الاسلامي وفي مقدمتهم سماحة ولي الفقيه القائد المفدى السيد الخامنئي دام ظله والمراجع العظام، العلماء الاعلام جميعاً بذكرى ولادة الامام المنتظر منقذ البشرية صلوات الله وسلامه عليه
الجزائري: سلام الله عليه
امين: وحقيقة لاننساكم من الدعاء في الليلة الماضية، ليلة النصف من شعبان
الجزائري: اكرمك الله سيد، لانساك الله من رحمته
المحاور: هل من سؤال؟
امين: حياكم الله، استاذ بشير اود ان اشارك في البرنامج
الجزائري: تفضل
امين: استاذ حقيقة لدي مداخلة
الجزائري: السيد امين اذا سمحت لي جملة مقتظبة جداً، سيد اتمنى ان يكون لطفك موجزاً غاية الايجاز واحب التنبيه ان البرنامج برنامج الاستاذ الشاعر فؤاد العاشوري وليس برنامجي، انا ضيف عليه، هو مكرمي
المحاور: اكرمكم الله جميعاً السيد امين تفضل
امين: حياكم الله، اقول حقيقة هناك كلمات كثيرة موجودة في اللغة العربية لها اصل فارسي
المحاور: فارسي، صحيح
امين: ما سبب ذلك؟ وعندي سؤال اخر هناك كلمات موجودة في القرآن الكريم يقال ان اصلها غير عربي مثل كلمة انس وجن وبرزخ، مارأيكم في ذلك؟ جزاكم الله خيراً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المحاور: شكراً للسيد امين الموسوي من العراق، نعم نستمع الى السيد الجزائري
الجزائري: نص سؤاله الاول لطفاً؟
المحاور: السؤال، هنالك كلمات فارسية في اللغة العربية ولاسيما في لغة القرآن فما رأيكم؟
الجزائري: اكرمك الله، نعم في القرآن الكريم الفاظ فارسية والفاظ رومية وهذه الالفاظ وتلك الالفاظ الفاظ حضارتين عريقتين كانتا تكتنفان الارض التي اشرق فيها القرآن الكريم وهذه الالفاظ الموجودة في القرآن الكريم كانت مستعملة عند العرب في ايام الجاهلية، لن تكن غريبة على العرب، لم يكن القرآن الكريم قد استعارها فجأة من الفرس او استعارها فجأة من الروم انما كانت سارية على السنة العرب في تلك الايام التي سبقت اشراق الاسلام في الجزيرة العربية التي شع منها الاسلام الى سائر ارجاء المعمورة فليس غريباً ذلك الامر وطبيعة اللغات ان تتلاقح، طبيعة اللغات ان تعطي وتأخذ وهذه هي خصيصة اللغات الحية، اللغة الحية تأخذ مثلما تعطي، اللغة العربية لغة واسعة جداً كانت قد اخذت كثيراً واعطت كثيراً برغم انها لم تكن تمتلك حضارة مثل الحضارتين اللتين كانتا جارتيها.
المحاور: نعم في الختام سيداتي سادتي نشكر لجميع المستمعين ولاسيما الذين شاركونا من البلاد العربية العزيزة بأسئلتهم ومساهماتهم نشكر لهم جزيل الشكر وكذلك اشكر ضيفي في غرفة البث الاستاذ بشير الجزائري على ما تفضل به لنا وللمستمعين في مشارق الارض ومغاربها، شكراً لكم جميعاً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******