المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم نحمده وبه نستعين في معرفته والوصول الى ساحته وسلام على الكرام واهلاً بهم في آفاق الطارف والتليد واستكمال ما قدمه لهم في الثلاثاء الماضي من مرور بالعروض وما فيه من خدمة للشعر والشاعر.
نبدأ ندوتنا بسم الله تعالى وموضوعنا استكمال اثر العروض في الابداع الشعري وهو موضوع في غاية الصعوبة وذلك ان كثيراً من احبتنا المستمعين يحسبون انه درس في التقطيع الشعري الذي يمارسه استاذ على السبورة بألوان شتى وتشارك في بيانه وسائل تعليمية مسعدة على تقريبه للاذهان منها حضور الاستاذ والسبورة ومشاركة البصر للسمع في التلقي وربما نشير لها عرضاً لكنه ليس غايتنا التي نرمي اليها في الاستجابة لأقتراحكم الكريم تناول هذا الموضوع في الحلقة الماضية واستكماله في هذه الحلقة التي نحن فيها تلبية لما تحبون ومباشرة المراد بعد هذا الفاصل ان شاء الله.
طبعاً انا اجدد تحياتي لرواد الطارف والتليد وبودي ان استقبل من اعتز بأستدامة حضوره معي مؤنساً ودليلاً وهو الاخ الاستاذ بشير الجزائري ولكن يبدو ان الاخ بشير الجزائري قد تأخر بعض الشيء عنا ربما بسبب الطريق او ربما بسبب المصعد وبما انني لا استطيع ان استكمل هذا البرنامج لوحدي لذلك.
واخيراً كما يقول العراقيون انحلت الجبسة وايضاً تفضل مشكوراً الاستاذ بشير الجزائري والتحق بنا للتو فأحييك استاذ بشير الجزائري اهلاً وسهلاً بك ونحن تركنا المستمعين لينتظروا حتى تقدم علينا مبشراً ان شاء الله.
الجزائري: حياك الله واكرمك وبشرك بكل خير واسعدنا بأن نكون في ظلك الظليل ونحن نسأل الله سبحانه وتعالى ان نقول قولاً ينفع اولئك الذين كانوا ينتظرونا متفضلين من اول لطفهم حتى اخره ولا جعل الله له من اخر الا في السعادة والسرور.
المحاور: ان شاء الله يا رب العالمين، استاذ بشير الجزائري اذن لندخل مباشرة الى الموضوع، استاذ بشير تحدثنا في الحلقة الماضية عن العروض وطبعاً تطرقنا الى جوانب وانت تعلم وانا اعلم ويعلمون ضالعين في هذا الامر ان لايمكن ان يجتمع العروض في حلقتين او ثلاث حلقات لأنه هو درس خاص لربما البعض قد حصل على الدكتوراه من خلال هذا الموضوع.
الجزائري: والله حتى في الولايات المتحدة اخذت درجة دكتوراه امتياز بهذا الفن بتجديده ايضاً وبالنظر فيه لكن ذلك المجدد العظيم الذي فاز بهذا الامتياز النادر جداً لم يكن قد زاد على ما جاء به الخليل بشيء حتى يسير جداً الا انه غير ربما الاسماء ودل على مداله.
المحاور: وافضل الدليل انه اذا كان هذا الموضوع بسيطاً لما ذكرنا اليوم الخليل الفراهيدي.
الجزائري: سلام الله عليه حياً وميتاً.
المحاور: وعليك السلام ورحمة الله، استاذ بشير دعنا ندخل الى الموضوع يعني نعود مرة اخرى لكي نسهل الموضوع على بعض المستمعين الافاضل وكلهم سادتنا الحقيقة في هذا الموضوع ايضاً، نعود مرة اخرى استاذ بشير لم ظهر علم العروض وطبعاً نحن قلنا على يد الفراهيدي ولكن على يد من مرة اخرى نقول وما عدد الذين صاروا شعراء بتعلم العروض؟
الجزائري: اولاً هذا لايحصيه الا الله سبحانه وتعالى فلست مع الشعراء جميعاً.
المحاور: استاذ بشير الجزائري الصين بجمعيتها ايضاً تحصى فكيف لا تحصي، المسألة ليست صعبة؟
الجزائري: لا الاحصاء الذي تريده مني ان اقول لك عشرة او عشرون او ثلاثون او مئة او الف وانا لست مع هؤلاء حتى اعرف ان هذا الشاعر كان شاعراً بتعلمه العروض وذلك كان شاعراً بما وهبه الله سبحانه وتعالى من الموهبة العظيمة التي كان بها شاعراً فأنا قلت لك لااستطيع عدهم واحصاءهم.
المحاور: بهذا التأخير استاذ بشير الجزائري انا رحمتك بل كنت اريد ان اعرف عدد الشعراء وارقام هوياتهم الشخصية ايضاً ولكن بسطت عليك السؤال، طيب نبقى في السؤال.
الجزائري: انا من لطف الله علي لا استطيع حتى مد يدي الى ما يسميه الناس الحاسب الالي او الحاسوب، لا اكاد اعرف منه شيئاً كما تعرف انت وكما تعبث فيه او تمضي في ذلك العالم باحثاً عن العروض والعروضيين وعن غيرهم من الشعراء والادباء والعلماء والكتاب، انت آتاك الله هبة عظيمة اشكرها له.
المحاور: الحمد لله اذن يجب ان تكون حذراً استاذ بشير لأنني انا والحاسوب والمستمعين كلنا ضدك، على كل حال.
الجزائري: اسأل الله العافية.
المحاور: لم ظهر علم العروض استاذ بشير؟
الجزائري: لكن تذكر ان سيدك الامام الحسين عليه السلام يقال له سيد الشهداء يقول:
"اتقي من لا تاصر له عليك الا الله" فأذا جمعت علي حشدك من المستمعين الكرام فأن الله سبحانه وتعالى ناصر وانا سعيد كذلك كل السعادة ان يكون هذا الجمع الكريم علي.
المحاور: ما كلف الله نفساً.
الجزائري: نعود الى ظهور العروض، قلنا في الحلقة الماضية ان الخليل كان رجلاً فطناً جداً، كان في غاية النباهة في حياته كلها، لماذا؟ لأنه لم يشبع من خبز الشعير، لم يشبع من خبز القمح او الحنطة كما يقول قائلون.
المحاور: اذن عدنا مرة اخرى الى ابن خلدون ايضاً.
الجزائري: لا الجوع حتى اشرف الانبياء والمرسلين محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يوصي به فأنه يجعل الانسان منفتح القلب، طيع الذهن، ذهنه في غاية الحساسية يلتقط كل شيء، ينتبه الى كل ما حوله ويأخذ بذلك الذي هو حوله فالخليل بفقره المتقع، بحاجته الماسة وعزته واباءه الفائقين كان الله سبحانه وتعالى قد آتاه ثمناً عظيماً جداً هو هذه الفطنة لكل ما حوله ولذلك جاء كما قلنا في الحلقة الماضية بعلوم سبق فيها الدنيا بأجمعها ليس العرب وحدهم وهو منهم انما سبق الدنيا بأجمعها حتى الان العلم الذي جاء به في وزن الشعر الذي انتقل من العرب الى الفرس الى الترك الى سائر المسلمين لم يكن احد قد زاد عليه شيئاً يسيراً جداً في تسمية او في اضافة علمية لا من العرب ولامن غيرهم وحتى الان الالات التي تستعمل في قياس اللغة والشعر لم تستطع ان تزيد على ما جاء به الخليل حتى اولئك الذين قلت لحضرتك الكريمة تواً انهم قد نالوا وهو استاذ اردني نال جائزة او شهادة دكتوراه من الولايات المتحدة في العروض، لم يزد شيئاً واحداً لا اصطلاحاً.
المحاور: في الحلقة الماضية ايضاً استاذ بشير وددت ان تشرح لي الخيمة وما علاقتها بالمصرع والبيت والوتد وغير ذلك ولكنك فلت مني، دعنا نذهب الى فاصل ويبدو ان هناك اتصال.
الجزائري: اكرمك الله.
نتحدث عن العروض ويبدو ان هناك اتصال من الكويت الاخ خالد حيدر، اهلاً وسهلاً.
خالد: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المحاور: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الجزائري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
خالد: تحية طيبة للاخ الكريم وللاخوة والاخوات العاملين في هذا البرنامج الرائع ولا يفوتني ان اخص بالذكر الاخ الكريم الشيخ الجزائري رزقنا الله واياه حسن الخاتمة ان شاء الله.
الجزائري: خصك الله بالسعادة والكرامة.
خالد: اشكرك اخي، بالنسبة الى سؤالي اليوم هو كيف يتعلم احداً اوزان الشعر ولا يصبح شاعراً اي بصيغة اخرى هل كل من يتعلم اوزان الشعر يصبح شاعراً؟
الجزائري: لا والله.
خالد: اخوكم خالد حيدر من الكويت.
المحاور: الاخ العزيز خالد حيدر من الكويت اذن استاذ بشير الجزائري تفضل.
الجزائري: سبحان الله هذه هي العطايا الالهية يعني قد تجد عالماً جليلاً يسعى بكل جهده وهو غاية الحذق والفطنة مثل الاصمعي عبد الملك بن قريب الذي كان نادرة زمانه نادرة كل الازمنة اقول لك بحق في الطرائف واللطائف جاء يتعلم العروض عند الخليل وبعد مدة تبين للخليل انه لا يستطيع ان يتعلم هذا العلم فقال له مثل بيتاً من الشعر دع ما لا تستطيع الى ما تستطيع، هو الرجل فهمها وانقلب فلم يعد نهائياً وهو صديق الخليل ويحبه، اصغر منه سناً ولكنه كان قريباً اليه، حبيباً لديه على كل حال فعرف الخليل ذلك وعجب منه ايما عجب انه بمجرد اشارة فهم انه ليس من اهل هذا العلم هذا واحد، نوع آخر من تعلم العروض وعلمه احسن التعليم واجاد فيه كل الاجادة ولم يستطع ان يكون شاعراً مثل ابن جني، ابن جني عالم نادر جداً وله ايضاً كتاب في العروض ولكنه لم يكن له شعراً.
المحاور: هذا ابن جني؟
الجزائري: نعم الرومي.
المحاور: ابن عمي هذا!
الجزائري: سلمت انت وعمك وابن عمك، سيدي الكريم ذاك رومي وانت انت، طيب هذا الرجل رحمه الله ربما قال ابياتاً من الشعر ولكن من قال ابياتاً من الشعر ليس بشاعر، دعني ايضاً اقول للسيد الكريم خالد الذي احبه واكن له التقدير حتى الخليل بن احمد رحمه الله الذي كنا نتحدث بفضله الكريم وقلنا انه نابغة الدنيا، كل الدنيا في كل الازمنة والامكنة، الخليل الخليل وحده لاشريك له كان قد اكتشف هذا العلم ولكنه لم يكن شاعراً وما جاءنا بشعر واذا وردنا شيء من شعره فذاك الشعر ليس من شعر الشعراء وانما هو من شعر العلماء ومعنى شعر العلماء اي انه لم يكن فيه تلك الحرارة والطراوة التي تجعله حبيباً الى النفوس، قريباً من القلوب.
المحاور: يعني استاذي الكريم ليس كل من كانت لديه حجر يتمكن مثل مايكل انج ان يصيره الى تمثال جميل يبقى عبر التاريخ يشهد على فنه.
الجزائري: احسنت ولا يأتي بموسى.
المحاور: طيب وطبعاً.
الجزائري: انت في الحلقة الماضية كنت قد اشرت سريعاً ورميتني بحجارتك الذائمة في يدك.
المحاور: لا حول ولا قوة الا بالله.
الجزائري: وقلت أين امرئ القيس من العروض، أين النابغة الذبياني من العروض، أين زهير بن ابي سلمى من العروض؟ ما كان احد منهم حتى سمع بهذا الاسم ولكنهم كانوا سادة الشعر امس واليوم وغداً.
المحاور: طيب استاذ بشير يبدو ان المخرج، هناك اتصال هاتفي في انتظار، الاخت سهام من العراق، سلام عليكم اهلاً بك.
سهام: سلام عليكم.
المحاور: اهلاً وسهلاً اخت سهام.
سهام: معكم سهام من العراق، العفو عندي سؤالين ممكن؟
المحاور: نعم تفضلي.
سهام: ...
المحاور: عفواً لة ببطئ عفواً.
سهام: هل لكل بحر تفاعيل محددة لا يمكن الخروج عنها؟
المحاور: هل لكل بحر تفاعيل يمكن الخروج عنها.
سهام: لا يمكن الخروج عنها.
المحاور: تفاعيل لا يمكن الخروج عنها، نعم.
سهام: السؤال الثاني كيف نفرق بين البحور؟
المحاور: شكراً جزيلاً اخت سهام.
سهام: استطيع ان اتحدث مع الاستاذ بشير بعد البرنامج؟
الجزائري: ان شاء الله.
المحاور: ان شاء الله.
سهام: على نفس الرقم؟
المحاور: يعني ممكن الزميلة علياء الان على نفس هذا الرقم ان تعطيك رقم للاتصال ان شاء الله.
الجزائري: اتركي رقمك وسوف تتصل بك.
المحاور: سوف تتصل بك بعد البرنامج هذا افضل اختي العزيزة.
سهام: شكراً جزيلاً.
المحاور: شكراً لك، شكراً جزيلاً، طيب من الطبيعي استاذ بشير تقول هل لكل شعر تفاعيل لا يمكن الخروج عنها؟
الجزائري: لا والله لكل بحر تفاعيله الخاصة به التي لا يمكن الخروج منها الى غيرها لأنه اذا خرج منها الى غيرها صار بحراً اخر وعندئذ يكون من البحور المضطربة والبحور المضطربة مرفوضة مأبي عنها يعني العرب.
المحاور: كماً ونوعاً.
الجزائري: احسنت، العرب كانوا يكرهونها ولا يقتربون منها اي اقتراب يعني يسعون ان يكونوا دائماً واضحين، انت ساعة تأتي ببحر الكامل او بالبسيط او بالطويل او بالرمل او اي من هذه البحور الستة عشرة او الخمسة عشرة كما جاء بها الخليل رحمه الله والاخفش الذي كان في زمانه زادها بحراً واحداً تصور ان الخليل قد فاته هذا البحر وهو لم يفته انما اعرض عنه، لم يستطبه الذي هو البحر المدار اذن لايمكن الخروج ولكن هناك تغييرات تجري على كل بحر من البحور، تغييرات تجري على تفاعيله هذه التغييرات مرة نسميها زحافاً ومرة نسميها علة هذا الاعتراء او هذه الاصابة من زحاف وعلة للتفاعيل ممكنة في كل بحر لكنها لا تخرج تلك التفاعيل عن حالتها الاصلية تبقى فاعلات هي فعلات، تلاحظ؟ ومستفعل هي متفاعل اذا تأملناها لأنها بذلك الزحاف وبتلك العلة صارت صورة اخرى.
المحاور: يعني تختلف عن الموسيقى استاذ بشير لأنه في الموسيقى مثلاً في تجويد القرآن كما تعلم استاذ بشير تجويد القرآن عادة يوصون ان يبدأ الانسان بقراءة البيات ومن ثم بأمكانه حسب السلم الموسيقي ان ينتقل الى المقامات.
الجزائري: الحمد لله الذي لم يعلمني علمك في هذه المقامات.
المحاور: علمك ما يكفي سيدي الكريم.
الجزائري: اكرمك الله، صحيح الايقاع في البحور العربية هو الاساس، هو الجمال ولذلك يحرصون على ان لا يخرج المرء من تلك التفاعيل في بحر الى تفاعيل بحر اخر رعاية لهذا الايقاع الذي تتفضل به والذي تأتي على اساسه المقامات الطيبة ولا سيما مقاماتك البغدادية انت.
المحاور: طيب استاذ بشير اذن الان دعنا عن هذا انت تحدثت عن الطويل وعن القصير وعن الرمل وغير ذلك، الاخت تسأل تقول كيف نفرق ما بين البحور؟
الجزائري: رحم الله والديك هذه مسألة في غاية السهولة وفي غاية العذوبة ايضاً، سهلة وعذبة هي ان نأتي الى كل بحر فنعرف تفاعيله الخاصة به مثلاً بحر الرمل فاعلات فاعلات فاعل فاعلات فاعلات فاعل.
المحاور: هل لديك بيت على الاقل تذكره الان يعني يحضرك الذهن استاذ بشير ام ندع هذا الموضوع ولانضغط عليك اكثر.
الجزائري: يا حبيباً عذب القلب هواه طكاته يل خوان حيل اوجعني.
المحاور: الحمد لله رب العالمين وهذا من الملمع ايضاً الذي لم اسمع به، على كل حال هذه فاعلات فاعلات مفعولات وليس به فاعلات.
الجزائري: اسأل الله العافية.
المحاور: انا اردت ان تأتي بمثال.
الجزائري: اكرمك الله، هل هذا واضح التفريق؟
المحاور: نعم.
الجزائري: رحم الله والديك، الكامل مثلاً عنده متفاعل متفاعل متفاعل مرتان تلاحظ؟ او البسيط عنده مستفعل فاعل مستفعل فاعل مرتان وهكذا سائرها.
المحاور: يعني ما بال من ملك الفؤاد بلحظه غض الطرف من شاف روحي ابتلت بيه.
الجزائري: يا الله.
المحاور: طيب نذهب الى العراق، الاخ غزوان معنا سلام عليكم اهلاً بك اخ غزوان.
غزوان: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته تحية للاخ رائد وتحية للاخ ابو محمد.
المحاور: يا مرحباً.
الجزائري: حياك الله.
غزوان: ابا محمد العروض هو معروف يعني يدرج مقابل الحروف المتحركة والساكنة وكيفية ائتلافها مع بعضها والمعروف انه اول من اكتشف هذا العلم هو الخليل بن احمد الفراهيدي، لكن اريد مقارنة او فرق بين العروض والضرب والحشو؟ ماذا يعني الضرب والحشو؟ هذا السؤال واضح ابو محمد؟
الجزائري: جداً.
المحاور: اذن هذا هو سؤالك؟
غزوان: نعم هناك سؤال ثاني.
المحاور: طيب.
غزوان: نعم هناك حول مايخص الدوائر العروضية يعني الخليل بن احمد الفراهيدي قسم البحور الشعرية الستة عشر الى خمس مجموعات على اساس التشابه فيما تتألف من تفعيلة كل بحر من البحور بشرط ان لا يكون هناك بحراً متشارك في دائرتين والدوائر العروضية هي خمسة معروفة المختلفة والمشتبه والمئتلفة وغير ذلك ولكن يبدأ الخليل بن احمد الفراهيدي يعني هذا سؤال للمناقشة، يقول ان هذه الدوائر العروضية ليس لها واقع في الشعر العربي انما هي محاولة لأيجاد ظاهرة موسيقية من اجل وضع منهج محدد يرتب ويحدد العروض يعني ابا محمد بين تقسيم الدوائر العروضية وبين ماهو موجود كيف نفسر هذه الحالة؟ وهناك ايضاً ابا محمد تسمعني؟
الجزائري: تفضل اسمعك.
غزوان: ارجو ان لا اثقل عليك ابا محمد.
الجزائري: تفضل انا مسرور جداً.
غزوان: الله يحفظك، هناك يعني جملة دائماً العروضيون يقولونها لم ارى على ظهر جمل سمكة وهو ليس من المعقول ولانقبل ان تكون هناك تنكة على ظهر جبل لكن ماذا يعني العروضيون بهذه الجملة
"لم ارى على ظهر جبل سمكة" هل المقاطع الصوتية ام لسبب آخر؟ وتحياتي لكم والسلام عليكم.
المحاور: وعليكم السلام شكراً لك.
الجزائري: اكرمك الله اخ غزوان وكنت متفضلاً اما الضرب والعروض فلاريب ان الجميع يعلمون ان العروض هي اخر كل صدر بيت، البيت مقسوم على قسمين صدر وعجز، اخر الصدر هو العروض واخر العجز هو الضرب اما الحشو فهو كل كلام جاء في الصدر وفي العجز ماعدا العروضة والضرب فهذه واضحة اما الدوائر الخمس التي سماها هو الاخ وذكر ان كلاً منها تحتوي على ثلاثة بحور او بحرين او اربعة بحور او اكثر فهو قد اجاب نفسه ساعة سأل ذلك السؤال واما السؤال الذي سأله اخيراً.
المحاور: لم ارى على ظهر جبل سمكة.
الجزائري: لم يرى على ظهر جبل سمكة، انا ايضاً اقول ما رأيت تلك السمكة على ظهر ذلك الجبل وهي ربما اشارة الى الحروف التي تتكون منها التفعيلات التي تدخل في العروض الشعري كله.
المحاور: شكراً جزيلاً استاذ بشير، طيب استاذ بشير بما تفضلت به واجبت احد الاخوة كان خالد حيدر اذن ما فائدة هذا العلم الذي لا يصبح بتعلمه.
الجزائري: شاعراً؟
المحاور: شاعراً طيب.
الجزائري: انا بشيء يسير جداً اجيب، انا وانت الان اذا وقع الينا قصيدة من القصائد من شاعر قديم او شاعر محدث في زماننا وقرأناها وكانت تلك القصيدة محط انظار سامعيها او قارئيها ونحن نعرف العروض كنا قد عرفنا بتلك المعرفة مواطن الاجادة ومواضع الضعف والاخفاق عند ذلك الشاعر وفي تلك القصيدة التي بين ايدينا وقد اخذ الناس بها.
المحاور: يعني الا يفيد العروض، أليس العروض فقط هو في مجال الوزن الشعري؟
الجزائري: هو الوزن الشعري، مرة الانسان يعجب بأي قصيدة، بأي كلام اذا كان منظوماً او منثوراً يعجب به وهو لايدرك مبانيه وربما لايدرك حتى معانيه ومرة انسان يدرك المباني والمعاني في آن واحد ويعرف اين اجاد واين اخفق، اين نجح واين رسب تلاحظ؟ أليس في هذا شيء من فضل للانسان؟
المحاور: نعم من الطبيعي.
الجزائري: اذن انا ليس فقط لكي اكون شاعراً علي ان اتعلم العروض، اذا لم اكن شاعراً ففي اقل التقادير تعلمت كيف احسن معرفة الجميل من غير الجميل.
المحاور: يعني انت تقول انه من غير الضروري ان تكون طباخاً بل ضروري ان تتذوق الطبخ؟
الجزائري: احسنت احسنت.
المحاور: استاذ بشير طبعاً كان بودي ان اذهب بك منحى اخر ولكن دعنا بداية اقول لمستمعينا الافاضل نحن نقترح للبرنامج القادم رؤية اسلامية لمناهج النقد الادبي فتبقى لدينا حوالي الربع ساعة فأذا كان للمستمعين الافاضل اي اقتراح للموضوع القادم فنحن في خدمتكم وبمقدرتنا ان نغير عنوان البرنامج القادم وهو الرؤية الاسلامية لمناهج النقد الادبي، اي اقتراح ثاني فهو مقدم على هذا المقترح لأنكم اولى بالبرنامج مستمعينا ودعونا نذهب الى سوريا ومعنا الاخت علياء النجار، اهلاً وسهلاً.
علياء: سلام عليكم.
المحاور: وعليكم السلام ورحمة الله.
علياء: مساء الخير استاذ بشير، مساء الخير استاذ رائد.
الجزائري: مساء النور.
المحاور: اهلاً وسهلاً.
علياء: في البداية اتشكر الاذاعة والقائمين عليها لما فيها من برامج مفيدة وقويمة امثال هذا البرنامج وبارك الله فيكم.
المحاور: شكراً جزيلاً وفيك.
علياء: استاذ بشير انا محامية ولكني من المهتمات في الادب، بالنسبة لموضوع برنامجكم اليوم احب ان استفسر اننا نسمع شعراء كثيرين اتقنوا علم العروض وعلموه وادرجت اسمائهم في قوائم الشعر الجاهليين او الحديثين المعاصرين ولكن هل هناك استاذ بشير من تعلم العروض وعلمه ولكن لم يظهر اسمه بين قوائم الشعراء الذين نعرفهم؟ هذا هو سؤالي.
الجزائري: اي والله كثير، كثير وعلم، علم الاعلام ايضاً، ايتها الاخت الكريمة علياء من سوريا احييك واحيي سوريا العربية الكريمة واقول الواقع هو ان شعراء كباراً كانوا قد سجلوا اسمائهم في سجل الخالدين ولم يكونوا قد عرفوا العروض وقد مرت اسمائهم على لساننا او في اوائل هذا البرنامج، ليتك كنت معنا في اوله، منهم مثلاً امرئ القيس الذي هو عنوان العناوين في الشعر او النابغة الذبياني الذي كان هو المحكمة في الشعر او زهير بن ابي سلمى او حتى الخنساء كرامة لك حتى لا ننسى النساء الطيبات، على كل حال.
المحاور: وزرقاء اليمامة.
الجزائري: تلك الناظرة التي تحسن النظر ولا تحسن الشعر.
المحاور: طيب.
الجزائري: على كل حال انا اريد ان اقول هناك ناس كانوا قد قالوا الشعر من غير عروض، من غير معرفة بالعروض وهناك ناس ايضاً هذا اجبنا عنه ولكن في الاعادة افادة، هناك ناس قد تعلموا العروض وعلموه احسن التعليم ايضاً ومنهم ابن جني الذي كان استاذ الشريف الرضي وما من شك في ان الشريف الرضي السيد محمد بن الحسين الموسوي المدفون في بغداد وكان نقيب الطالبيين كان اشعر قريش كما يقولون، في الناريخ مسجل، في التاريخ الادبي الشريف الرضي اشعر قريش لأن الشعراء اما مكثر غير مبدع، غير مجيد واما مجيد غير مكثر والشريف الرضي كان مكثراً ومجيداً.
المحاور: اكثر وابدع.
الجزائري: مكثراً ومبدعاً كما تفضلت، على كل حال هذا تلميذ ابن جني وابن جني لم يكن شاعراً اما الشريف الرضي فصاحب هذه الفضيلة.
المحاور: من فطاحل الشعراء.
الجزائري: وفي هذه الدرجة الرفيعة.
المحاور: طبعاً استاذ بشير الجزائري بودي ان اذكر نقطة للمستمعين الافاضل، انت معي انك لاتقصد ان امرئ القيس، النابغة الذبياني، عمرو بن كلثوم، عنترة بن شداد وغيرهم كان يعلم بالعروض بل ان حفظه لقاعدة اللغة هي التي جعلتهم ان يكونوا استاذاً للعروض قبل ان يكتشف العروض.
الجزائري: احسنت احسنت.
المحاور: يعني هذا القصد من الموضوع ليس ان في الجاهلية كانوا يعلمون شيئاً اسمه العروض.
الجزائري: لا ابداً.
المحاور: بل هم بما انهم ضالعين في اللغة وللغة قاعدة ولايخرجون عن تلك القاعدة فهم كانوا في العروض دون ان يعلموا.
الجزائري: انا بودي ان ابث جملة يسيرة جداً اذا سمحت.
المحاور: نعم.
الجزائري: الشعر ذوق والشعر طبع ولا يأتي بالتعلم يعني مهما اجتهد الانسان اذا اراد ان يكون شاعراً وهو غير شاعر والله لن يكون شاعراً وكثير من الناس انت ايضاً جربت ورأيت في بغداد، في طهران، في دمشق، في بيروت، في القاهرة، في الجزائر والله رأينا كثيراً من الناس قد مارسوا الرسم والنحت والموسيقى والشعر وكتابة القصة وماكانوا قصاصين ولا شعراء ولا موسيقيين ولا ايضاً اصحاب الفنون التشكيلية الاخرى لا نحاتين ولارسامين لماذا؟ لأن الطبع لم يكن على ذلك.
المحاور: طيب استاذ بشير الجزائري.
الجزائري: يعني هو عرف قواعد الفن، الرسم او النحت او الموسيقى ولكنه لم يكن شاعراً، بالله عليك اي صيدلي الان لايعرف مقادير الادوية؟ هل رأيت صيدلياً طبيباً؟ قل ان تجد ذلك، صيدلياً طبيباً، كم من الناس يعرفون احكام الشرع؟ كل من عرف احكام الشرع كان متديناً؟
المحاور: لا ليس كذلك.
الجزائري: رحم الله والديك.
المحاور: طيب استاذ بشير كان بودي ان ادخل الى الشعر الشعبي ولكن بما انه هو شعر ولكن دعنا نستقبل اتصال هاتفي من الاخ ماهر العقل من سوريا، اخ ماهر اهلاً وسهلاً.
ماهر: اهلاً وسهلاً سلام عليكم.
الجزائري: اهلاً بماهر.
المحاور: اهلاً بك.
ماهر: سلام عليكم.
المحاور: وعليكم السلام ورحمة الله.
ماهر: اشكر السيد رائد كثير الشكر على هذه البرامج الجميلة التي يقدمها.
المحاور: انا اشكرك الشكر الجزيل.
ماهر: بالاضافة الى شكري الكبير للاستاذ بشير الجزائري.
الجزائري: فديتك اخ ماهر شكراً جزيلاً.
ماهر: هذا برنامج جيد جداً من حيث العروض والشعر والادب.
الجزائري: اكرمك الله.
ماهر: واحب ان اقول رحم الله الخليل الذي اخترع هذا الفن الجميل فكان صاحب ذوق وفن واذن مرهفة لكي اكتشف هذه عن الشعر والعروض اما سؤالي ماهو الزحاف في الشعر؟ ارجو التوضيح.
المحاور: شكراً شكراً جزيلاً للاخ ماهر العقل من سوريا اذن استاذ بشير لو تسمح لحظات نعود لكي تجيب الاخ ماهر بعد استراحة.
الجزائري: فديته هو ومهارته.
المحاور: شكراً جزيلاً.
المحاور: لدينا اربع دقائق مستمعينا الكرام ودعونا ايضاً نحيي مرة اخرى الاستاذ بشير الجزائري واحييكم مستمعينا اذن لم تكن هناك لدينا اي اقتراح من المستمعين حول الموضوع القادم اذن سنبقى، الموضوع القادم سوف يكون الرؤية الاسلامية لمناهج النقد الادبي مستمعينا الافاضل هذا موضوعنا فمن يحضر فليحضر مالديه حتى ذلك الحين، اذن ماهو الزحاف في الشعر استاذ بشير؟
الجزائري: ياسيدي يقولون الزحاف هو تسكين الحرف الثاني من السبب، السبب هو ان يكون في التفعيلة حرفان متحركان، انت تسكن احدهما، تسكين الحرف الثاني من السبب مثلاً تسكين التاء من متفاعل التي هي التفعيلة الاساسية في البحر الكامل، متفاعل انت تقول متفاعل متفاعل فتصير بهذه الصورة تنقل من متفاعل لأنها مرفوضة عندهم الى التي اشرنا اليها.
المحاور: يعني عش هكذا.
الجزائري: مستفعل، عش هكذا مستفعل، طيب هذا نسميه زحافاً تسكين الحرف الثاني من السبب مثل تسكين التاء من متفاعل فتصير متفاعل وتنقل الى مستفعل او بحذف التاء من متفاعل فتكون مفاعل، نحذف التاء فتكون مفاعل هذا يقال له زحافاً اذن هو.
المحاور: يعني كمصائب قوم.
الجزائري: اما تسكين الحرف الثاني من السبب او حذف هذا الحرف من السبب.
المحاور: طيب استاذ بشير يعني لدينا الان دقيقة ونصف وطبعاً مرة اخرى اقول للمستمعين الافاضل الرؤية الاسلامية لمناهج النقد الادبي هو الموضوع القادم ان شاء الله لو كان لدينا عمر لكي نكون في خدمتكم ولكن استاذ بشير الجزائري انا وانت واعتقد الكثير من الناس يحبون الشعر الشعبي لأنه قريب الى قلوبهم في هذا العصر الذي يلم به الضجيج وكل ذلك، الشعر الشعبي هو اقرب الى اكثر قلوب الناس عامة.
الجزائري: صحيح.
المحاور: هل ترى في الشعر الشعبي من شمال المغرب وحتى العراق وغيره هل ترى ان للشعر الشعبي ايضاً عروضاً خاصاً به؟
الجزائري: والله بحسب الدراسات المقدمة من الدارسين المتبصرين في هذا الشأن نعم الصلة وثيقة جداً بين الشعر الشعبي او مايسميه بعض العرب الملحون.
المحاور: لكن لن يظهر فراهيدي لكي يضع له.
الجزائري: احسنت هذا مالم يذكره ذاكر ولكن الشعراء انفسهم قد عرفوه تلقائياً يعني من ذات انفسهم وساروا عليه كما يسيرون في الفصيح واجادوا ربما حتى فاقوا شعراء الفصيح اليوم.
المحاور: وما اجمل هذا البيت في هذا الختام مستمعينا الافاضل لهذا البيت الشعري الشعبي استاذ بشير الجزائري لأحد شعراء العراق عندما يقول:
كلي مهتم وين رايح ليش عينك بالسمه
كتله يبست كاع اهلنه راح اروح امطر دمه
الجزائري: الله اكبر.
المحاور: شكراً لكم واشكر حضور الاستاذ بشير الجزائري وجميع الذين رافقونا الى هذه اللحظة نرجو ان نكون عند حسن ظنكم، الى اللقاء.
*******