المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم له الحمد وصلاته وسلامه على حبيبه المصطفى عبده ورسوله الامين واله الهداة الميامين وسلام على احبة الطارف والتليد مستمعيه الكرام واهلاً بهم في الاطلالة على اثر العروض في الابداع الشعري الذي اقترحتموه انتم ولبيناه نحن مسرورين.
نبدأ القول بأثر العروض في الابداع الشعري ومن الحق ان نعرف كالمعتاد مستمعينا الافاضل العنوان هو العروض، العروض نفسه قبل ان نعرف اثره في الابداع الشعري وفي هذا الشأن نتكي على رفيقنا الدائم الاستاذ والاخ العزيز بشير الجزائري وهو الان يهم بالجلوس الى جانبي، اهلاً وسهلاً بك استاذ بشير وقد تأخرت على البرنامج اهلاً بك.
الجزائري: اجلسك الله مجلساً حسناً في الدنيا والاخرة واعزك واكرمنا بسلامتك.
المحاور: في الدنيا مجلس حسن انا بجانبك وفي الاخرة لا اعلم لم اذهب بعد.
الجزائري: ذلك الوقت يؤتيه ما يشاء.
المحاور: اهلاً بك استاذ بشير، استاذ بشير كما سمعت لي التو سيدي الكريم طلبت منا مستمعة كريمة من العراق العزيز ان نتحدث عن العروض فبداية ومن الطبيعي سيدي الكريم ان نعرف ماهو العروض؟
الجزائري: اذا سمحت لي ان اقول وخير القول
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وسلام على المرسلين اولئك الذين علمونا كل شيء نحيا به هنا وهناك، نحيا به حياة ثانية حياة باقية وصلى الله على سيدنا محمد بن عبد الله سيدهم، سيد هؤلاء جميعاً وعلى اله المباركين الطيبين، اشكر لك لطفك ولمستمعيك الكرام ان تلبي لهم ما يطلبون منك وان تجعل برنامجك برنامجهم وهذا يسعدني كثيراً، يسعدني ان ارى معلماً يكون طالباً لتلاميذه ساعة يدخل صفهم اي يترك للتلاميذ ان يكونوا هم المعلمين، هم الذين يناقشون درسه ومستمعوك هؤلاء هم هكذا.
المحاور: انا اشكرك الشكر الجزيل ولست بذلك المستوى من التطلعات وكما تعلم توقعات المستمعين الافاضل استاذ بشير الجزائري هذا اقل مايجب ان نقوم به لأحبتنا ومستمعينا الافاضل ولو استمرينا هكذا استاذ بشير الجزائري سوف ينتهي البرنامج ولازلنا.
الجزائري: سلام الله عليك وعليهم وعلى البرنامج اذا كان فيه، في كلمة فيه نفع لمن يستمع الينا واسأل الله ان يزيدهم وان يسددهم.
المحاور: آمين
رَبِّ الْعَالَمِينَ.
الجزائري: سيدي الكريم انت تسأل عن العروض ما هو؟ العروض بأيجاز تام يناسب ذوقك وطلبك علم جاء به ذلك العبد الصالح الزاهد الخليل بن احمد الفراهيدي، الخليل الذي كان يبل كسرة خبز شعير بماء بارد، بماء نهر حتى لابماء جرة ويأكل ويقدم للدنيا هذا العلم العظيم، علومه كثيرة، العلوم التي جاء بها، هو احد المتعلقين بالامامين الصادق والكاظم (سلام الله عليه)ما وكانا مرضيا عنه كثيراً لديهما، على كل حال عاش في البصرة الباردة كما تدري، الان البصرة في غاية البرد (سلام الله عليه).
المحاور: اذا كانت البصرة في غاية البرد فنحن الان في القطب الشمالي.
الجزائري: على كل حال عاش في ذلك الحر يقول بعض المتعصبين ان الانسان لايستطيع ان يكون مفكراً او متبصراً حتى يكون في منطقة باردة وهذه من العجائب! حتى ابن خلدون المفكر العربي هو نفسه من اصحاب هذه النظرية، النظرية الجغرافية يعني يرى ان الجغرافية لها اثر.
المحاور: هل ابن خلدون عاش في منطقة باردة كي يتحدث عن هذا الامر؟
الجزائري: لا لا هو يقول.
المحاور: رأيه في علم الاجتماع.
الجزائري: يقول المناطق الباردة تولد ناساً متفكرين ومتدبرين ومتبصرين ومن عاشوا في المناطق المعتدلة اخف درجة في التفكر والتدبر ومن عاشوا في المناطق الحارة كانوا اقل فكراً وبصراً.
المحاور: يعني لربما استاذ بشير.
الجزائري: وقد كذب ربك هذه النظرية سبحانه وتعالى كذبها بالخليل بن احمد الفراهيدي الذي كان فقيراً غاية الفقر مسكيناً.
المحاور: وغنياً غاية الغنى.
الجزائري: وغنياً غاية الغنى حتى ان كثيراً منهم كانوا يقولون لقد اكل ناس كثيرون بعلم الخليل وهو جائع او لقد اثرى الناس بعلم الخليل والخليل فقير، على كل حال هذا الرجل رآى ناساً من المسلمين الذين لا يحسنون العربية ربما وحتى العرب الذين نسوا عربيتهم قد اخلوا بأوزان الشعر العربي.
المحاور: وهم كثرة.
الجزائري: احسنت وهم كثر كثر، التوكيد اللفظي والمعنوي وهم انفسهم واعينهم كثر كثر او زياد زياد، على كل حال هؤلاء الطيبون رآهم يخالفون اوزان العربية، اوزان الشعر العربي والشعر العربي عزيز عنده اثير لديه كثيراً فأخذ يفكر ويتدبر ماذا يفعل؟ فجاء بهذا العلم الذي نسميه العروض او الذي سميته انت العروض نزولاً على طلب مستمعيك الكرام ونحن نحيهم ونحيك.
المحاور: استاذ بشير الجزائري طبعاً نحن نحيك دائماً وانت عزيز فينا وفي قومك واينما حللت وهذه ليست مجاملة وانت تعلم ذلك جيداً، استاذ بشير الجزائري انا سمعت او قرأت يعني هذا ليس له تأثير الصحة والخطأ هو الذي يؤثر في الموضوع، لماذا اخذوا من بيت الشعر وطبقوه على بيت الشعر.
الجزائري: بل اخذوا من بيت الشعر وطبقوه على الشعر، هنا تتجلى كرامة الخليل رحمه الله وارجوك اذا انتهى برنامجنا وفرغنا لأنفسنا ان تقرأ عليه الفاتحة.
المحاور: نقرأ الفاتحة الان.
الجزائري: من كل اخوتنا المستمعين الكرام هذا الرجل الذي جاء بعلوم ماسبقه اليها من احد، جاء بالمعجم، نظام المعجم في اللغات في العالم كله، هو سبق العالم بأجمعه للانصاف وجاءنا بكتاب العين ربما قال قوم ان احد تلاميذه هو الذي كتب هذا المعجم يعني نفذ ما كان الخليل يطمح اليه او اخذ شيئاً من علم الخليل وماقاله ونظمه هو على مااراد الخليل هذا لايخل به، كل الاساتذة البارعين طلابهم يجمعون آثارهم ويقدمونها للناس، اذا كان فيه من خطأ ارتكبه تلميذه هذا لا يقبح فيه، لا يقبح في علمه وابداعه لأن المرتكب غيره.
المحاور: يعني استاذ بشير انت تعلم ان ابناء عمومتي هم لازالوا رحل يعيشون في بيوت من شعر وانا صدقني دققت كثيراً في بيت الشعر عندما اذهب اليهم، العجيب ان هذا الرجل يستخلص من هذا الجسد البسيط وهذا الستر لا اعرف ما اسميه ويستخلص منه كل ذلك العلم وكل ذلك النبوغ.
الجزائري: انت الان اخذت ريشتك الحسناء جداً ومددت يدك بها الى الوانك الزاهية واخذت ترسم لنا ذلك الشيء الجميل الذي جاء به الخليل رحمه الله، فعلاً هو فتن الناس لابعلم العروض وحده انما بالاصطلاحات او بالاسماء دعني اقول اولاً كانت اسماءاً هو سمى بها هذه الاجزاء، سمى بها هذه المقاطع، سمى بها هذه التفعيلات التي وردت في علمه الذي سماه العروض او في علمه الذي سماه القافية وهو مقترن بصاحبه الاول علم العروض وعلم القافية، جاء في الاول بالنغم والايقاع كما يذكر النديم صاحب الفهرست وهو رجل عظيم جداً مستوعب للعلماء الذين عاشوا في المدة التي سبقت زمانه فأوفاهم حقوقهم وحفظها عليهم ايما حفظ فقال لقد سبق الخليل الى علمين جميلين وألف فيهما كتابين صغيرين هما النغم والايقاع لم يبلغا ايدينا يعني هذان الكتابان النغم والايقاع لم يصلا الى الناس وانما بقي لدينا العروض والقافية وهما علمان عظيمان وعظمة الرجل هنا تتجلى، تتجلى في الاسماء التي وضعها لأجزاء هذين العلمين.
المحاور: كالمصرع والقافية.
الجزائري: احسنت رحم الله والديك وقد اخذها كما تفضلت انت ولفت نظري الغافل.
المحاور: لا حاشاك.
الجزائري: الى انه قد مر ببيت الشعر او عاش بيت الشعر، لا ادري اذا كان هو صاحب بيت شعر او كان في غرفة من طين رحمه الله الاكثر ربما كان له غرفة طين في البصرة (سلام الله عليها).
المحاور: اذا كان، لربما حل ضيفاً.
الجزائري: ربما حل ضيفاً واستدعاه هارون الرشيد ولم يلبي وقصده حاكم الاهواز بنفسه اكراماً له واعتزازاً به لأنه ابا ان يستجيب له ساعة طلب منه ان يحضر اليه قال لأنه كان له حاجة عنده، قال صاحب الحاجة يسعى، اذا كان له حاجة لماذا لم يأتني؟ لماذا أتي اليه انا؟
المحاور: واظن استاذ بشير الجزائري رغم اننا اوغلنا في التاريخ اظن ان الفراهيدي اذا كان يمشي في السوق رث الملابس لكان مثالاً اقرب الى امير المؤمنين علي بن ابي طالب في شيء واحد هو ان علي بن ابي طالب كان يسب على المساجد حتى يقال ان اعرابياً دخل الى المسجد وسمع ان صاحب المنبر يسب علي بن ابي طالب فقال لصاحبه من هذا الذي يسبون؟ قال لربما هو صعلوك من صعاليك البادية فمن يرى ابن خلدون لربما هنا من يراه رث الملابس ويجر اذيال الجوع معه ليتصور ان هذا الرجل لاشيء بينما هو قطعة من لهب النور استضاءت به الدنيا.
الجزائري: احسنت احسنت.
المحاور: ارجو ان تبقى معي فالمخرج هو يلوح لي اكثر من دقيقتين.
الجزائري: ربما توتر.
المحاور: توتر جداً وهو يعلك ايضاً،
مستمعينا الافاضل قد اسهبنا في الحديث حول تاريخ الفراهيدي واطال الحديث ولذلك يجب علينا ان نذهب الى صلب الموضوع لو تسمح استاذ بشير.
الجزائري: اطال الحديث ام اطلته انا؟
المحاور: على كل حال استاذ بشير، على كل حال سيدي الكريم فيك الخصام وانت الخصم والحكم.
الجزائري: اكرمك الله وانا ضيفك.
المحاور: طبعاً لذلك دعنا نذهب الى صلب الموضوع مستمعينا الافاضل ونبدأ الموضوع مع احد ضيوف البرنامج الاخ العزيز عاطف المسكي من سوريا العزيزة، اهلاً وسهلاً اخ عاطف.
عاطف: ....
المحاور: اخ عاطف اهلاً وسهلاً، للاسف يبدو ان الاتصال هناك خلل، على كل حال على الغرفة السيطرة ان يتداركوا الامر ودعني اعود اليك استاذي الكريم، طيب اذن العروض وتحدثنا من هو ذهب نحو العروض ومن احيا العروض ومن اختلق العروض او خلق العروض استاذي الكريم؟
الجزائري: احياناً افتعل وفعل تأتي بمعنى واحد.
المحاور: ان شاء الله، يعني كيف تلافى هذا الخروج عما لم يسمعه العرب؟
الجزائري: رحم الله والديك انت مررت على شيء مهم جداً، الرجل قيل انه كان يذهب الى بئر في ارض تسمى العروض في الحجاز ومنها اخذ الاسم، كان يضع رأسه في البئر وربما اشرنا لمثل هذا في حلقات لاادري قد حملنا الزمان الى ذكر الخليل رحمه الله بأي حال من الاحوال، كان يذهب الى تلك البئر ويضع رأسه فيها وينادي او يقرأ بيتاً من الشعر ويستمع لنفسه.
المحاور: يعني من هنا اتى البحر الطويل والبحر القصير وغير ذلك؟
الجزائري: احسنت، الاصداء الواردة اليه، العائدة اليه، اصداء صوته وهو يقرأ، لنفرض على ما يمكن ان يقال ولد الهدى فالكائنات ضياء، رحم الله احمد شوقي بالمناسبة في ذكرى المولد السعيد لرسول الله صلى الله عليه واله، انت وهواتفك لا تدعني.
المحاور: يعني لو تسمح استاذ بشير يعني الهاتف، ليس بودي ان اقاطعك ولكن الاخ حل ضيفاً علينا ويجب ان نفتح الباب وانت صاحب الدار ايضاً.
الجزائري: اهلاً ومرحباً به، اكرمك الله.
المحاور: الاخ عاطف المسكي من سوريا سلام عليكم.
عاطف: وعليكم السلام استاذنا الله بالخير.
المحاور: يا اهلاً وسهلاً.
عاطف: نرحب ونشكر الاستاذ الاديب بشير الجزائري معكم.
الجزائري: اكرمك الله وحفظك.
عاطف: نحن مسرورين بحديثكم الجميل من سوريا.
المحاور: اهلاً وسهلاً.
عاطف: يعطيك العافية، حبينا يعني نسمع كثير من هواة الشعر عندما يقرأون الشعر ويصورون صوراً جميلة نشاهد انه لا توجد قواعد للوزن للاسف عندهم مع انه كلام جميل وصور جميلة فنحن نوجه هذا السؤال لهم ولبعض محبي الشعر، لماذا يجب على كل شاعر ان يتعلم العروض مع انه هو اهم شيء في وزن الشعر؟
المحاور: طيب اذن هذا السؤال اخ عاطف المسكي من سوريا نشكرك الشكر الجزيل، اذن سيدي الكريم حقاً وكأنني ارى واقول لماذا يجب ان يكون الانف مابين العينين؟ جدتي كانت تقول لي ان الله وضع الانف مابين العينين لكي تخجل هذه العين من الاخرى! تفضل.
الجزائري: الله اكبر، ما احلى هذا البيان وما احلى سؤال الاخ الكريم عاطف زاده الله عطفاً علينا واحساناً الينا، سيدي الكريم في الحقيقة اذا كان مثل هذا الوجوب على الشاعر ان يتعلم العروض فهو وجوب اخلاقي، وجوب عقلي انا امارس مهنة حسنة واعرف ان هناك وسيلة تحسن هذه المهنة، تزيدها بهاءاً واثراً في نفس المقابل فلماذا لااستعين بتلك الوسيلة التي تيسرت لي، لماذا لا اشكر الله سبحانه وتعالى على ما اتاح لي من الوسائل التي تعينني على ان اتقدم وان ازدهر وان يكون كلامي سابقاً لكلام غيري.
المحاور: يعني لكل شيء مفتاح ومفتاح الشعر العروض.
الجزائري: احسنت فأذا رجعنا الى الفقه الديني، الى الفقه الاسلامي لااقول ان حفظ او تعلم العروض واجب وانما هو شيء مستحب وحتى المستحب في الفقه اذا صاحبه، صاحب الواجب اتقن الواجب كان في غنى عن ذلك المستحب كما ورد في احاديث كثيرة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) واهل بيته (سلام الله عليهم)، انت حينما تؤدي صلاتك على احسن ما يكون لا تحتاج الى النافلة لكنك حينما تؤدي، اقصد نفسي، اخاطب بشيراً الجزائري اقول له يابشير ساعة لاتحسن صلاتك لافي صبح ولا عصر فتبقى محتاجاً الى النافلة عسى ان تسد ذلك النقص الذي اعترى صلاتك في طول اليوم وهكذا العروض اذا كنت شاعراً يابشير او اردت ان تتشعر او تتمشعر.
المحاور: واليوم اعتقد ضرورة استاذ بشير لأن العرب كانت تقول وتعلم ما تقول فلا حاجة لها بالعروض لأنها تتحدث بالعروض.
الجزائري: احسنت.
المحاور: قال لي احدهم تحدث بلغة الناس تعرف قواعدهم.
الجزائري: احسنت.
المحاور: بمجرد ان تتحدث مثلهم، يعني استاذ بشير يبدو ان هناك اتصال من العراق، من الاخ غزوان من العراق، اخ غزوان سلام عليكم.
غزوان: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته حياك اخ رائد وحيا الله اخونا العزيز ابا محمد.
المحاور: اهلاً وسهلاً.
الجزائري: حياك الله.
غزوان: امنيتي في يوم من الايام ارى ابو محمد واقبل خديك.
الجزائري: قبلت يديك قبل خديك.
غزوان: الله يحفظك اخ ابو محمد، هنا ابو محمد لدي ثلاثة اسئلة ومن باب الطارف والتليد لك الحرية بترك سؤال واحد.
الجزائري: جزيت كل خير يعني اجيب عن واحد من الثلاثة او اترك واحداً منها.
غزوان: لا تترك واحد اخي ابو محمد، هذا من باب الطارف والتليد ان تترك سؤال واحد وتجيب على اثنين فقط.
الجزائري: اعانني الله على الثلاثة.
المحاور: يعني اوصوا من البحرين او اوذيه اخ غزوان، اوصانا احد الاخوة نؤذي الاستاذ بشير.
الجزائري: تفضل.
غزوان: الله يحفظكم ان شاء الله، السؤال الاول ما الذي يلزم الشاعر ان يعرفه قبل الدخول في علم العروض؟ السؤال الثاني نسمع بالتفعيلة، ماذا يقصد بالتفعيلة في العروض والضرب والحشو؟ والسؤال الثالث هناك تفاعيل في علم العروض، من اي شيء تتركب هذه التفاعيل اخي ابا محمد وتحياتي لكم والسلام عليكم.
المحاور: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، الحمد لله ثلاثة اسئلة.
الجزائري: انت لحقت تكتبهم؟ انا ما لحقت اسمعهم.
المحاور: طيب ما الذي يلزم الشاعر قبل دخول العروض ومن ثم ماذا يقصد بالتفعيلة والثالث.
الجزائري: هذا سمع اني من عشيرته، غزوان سمع اني من عشيرته من المعلمين فأراد ان يمس حريم المعلمين.
المحاور: الْحَمْدُ لِلَّهِ.
الجزائري: على كل حال ابناء العشيرة الواحدة يتماسون، قل لي بالله عليك اسئلته الثلاث.
المحاور: الثالث الحقيقة لم الحق به.
الجزائري: ما لحقت به.
المحاور: هو يقول ما الذي يلزم الشاعر قبل.
الجزائري: قبل ان يدخل العروض.
المحاور: قبل ان يدخل العروض وماذا يقصد بالتفعيلة.
الجزائري: رحم الله والديك، اولاً يا سيدي يلزم الشاعر، الشاعر الفصيح طبعاً هو يقصد اما الشاعر الشعبي فلا يحتاج لمثل هذا مع العلم انه العراقيون خاصة (سلام الله عليهم) سادة الشعر الفصيح والشعبي.
المحاور: لا حول ولا قوة الا بالله.
الجزائري: امس واليوم وغد انا اضمن لك ذلك.
المحاور: انت لست متعصباً
الحمد لله رب العالمين، انا معك.
الجزائري: ابداً ابداً، اقول لك حقيقة ان العراقيين (سلام الله عليهم) الذين هم سادة الشعر الشعبي ولا يجاريهم مجاري، ما جاراهم في الامس وما جاراهم اليوم ولن يجاريهم غداً، خلقهم الله هكذا، في الفصيح يحتاج الانسان الى ان يكون عارفاً بقواعد اللغة العربية، اذا لم يعرف قواعد اللغة لايستطيع ان يجيء بشعر عربي فصيح، انا اعرف كثيراً من الشعراء الذين كانوا يتصلون بنا على الهواء رجالاً ونساءاً كانوا يقرأون شعراً وكنت والله اكتم عليهم خطأهم اكراماً لهم واعتزازاً بهم لأنه لا ينبغي تنبيه الانسان في مثل هذا الموقع على غفلته او على سهوه او على عجزه.
المحاور: اذن عليهم ان يعرفوا النحو والصرف.
الجزائري: هذا اول شيء يعني ان يكون صاحب لغة، انت تنظم الشعر العربي بلغة عربية، تعرف لغتك العربية اذا لم تعرف هذه اللغة لاتنظم الشعر حتى تحفظ على نفسك كرامتها وعزتها.
المحاور: كمن ذاك جاءني اصبح شاعراً فقال ككل من ذاك اذا فيه انه لربما.
الجزائري: طيب اكرمك الله، هذا واحد الثاني من اسئلة حبيبنا غزوان.
المحاور: السؤال الثاني سيدي ماذا يقصد بالتفعيلة؟ اذا صح ما كتبت.
الجزائري: التفعيلة هي جزء بيت الشعر او جزء البحر الذي يوزن به بيت الشعر مثلاً نحن نعرف ان الطويل، بحر الطويل هو فعول مفاعيل فعول مفاعيل هذه تتكرر مرتين، فعول مفاعيل فعول مفاعيل تتكرر بالشطر الثاني من البيت في الصدر وفي العجز تلاحظ؟
المحاور: في المصرع.
الجزائري: كل واحدة من هذه فعول تفعيلة ومفاعيل تفعيلة مثلاً البحر الكامل متفاعل متفاعل متفاعل مرتان يعني ثلاثة هنا وثلاثة هناك اذن متفاعل نسميها تفعيلة الكامل، افرض فاعلات فاعلات فاعل فاعلات فاعلات فاعل الذي هو بحر الرمل، بحر الرمل هذا كل واحدة من فاعلات هي تفعيلته، اعتقد اني اجبتك وما اردت ان ادخل هذا الوادي اصلاً لكني مرغم لأنني في حواشيه.
المحاور: طيب استاذ بشير بل ذهبت بنا، طبعاً نعتذر للاخ غزوان لأننا انقصنا الشق الثالث مما تفضل به لأنني انا لم الحق به الحقيقة.
الجزائري: ها.
المحاور: لم الحق حول ما قال ولكن سيدي الكريم اذن يسمع مفاعيل مفاعيل مفاعيل او غير ذلك وهو حتى لايعلم لماذا مفاعيل، لماذا فاعل فاعل، لماذا الرمل، لماذا الكامل، لماذا الطويل؟ سيدي لنبدأ من هنا، هناك كتابة املائية نكتبها نحن وتعلمناها وهناك الطالب الشقي الذي لايعرف الاملاء فيكتب كتابته الخاصة حتى يسميها البعض بأن هذه الكتابة هي كتابة العروض.
الجزائري: هذا لأنه مسكين يعيش في غير زمن.
المحاور: انا اعلم انك تكتب هذا بالالف وهؤلاء بالالف ايضاً دون غيرك واقرأ لك سيدي.
الجزائري: انا اشكرك الشكر الجزيل.
المحاور: اذن وانا اشكرك ايضاً، سيدي الكريم دعنا نبدأ اولاً لو علمنا البحور او علمنا بالعروض ولم نعرف ان نكتب العروض فكأننا.
الجزائري: لم نفعل شيئاً.
المحاور: طيب ما هي كتابة العروض؟ وما هي الكتابة الاملائية سيدي الكريم؟ ولماذا تختلف كتابة العروض عن الاملاء لكي تنطبق على ما نريد ان نذهب اليه؟
الجزائري: كتابة العروض هي ان تضع هذه التفعيلة مقابل الكلمات التي تريد وزنها انت لذلك البيت الشعري وتقابل كل حرف متحرك بحرف متحرك من ذلك الوزن او من تلك التفعيلة.
المحاور: التشديد والتنوين مثلاً؟
الجزائري: على ان يكون لك ذوق رفيع تستطيع ان تتصور هذا البيت من اي بحر من البحور فأذا تصورته طويلاً جئت بتفعيلات الطويل واذا تصورته رملاً جئت بتفعيلات الرمل، اذا تصورته هزجاً جئت بتفعيلات الهزج وهكذا فتقابل كل حرف متحرك بحرف متحرك من الوزن والساكن بساكن، لنمر مرة اخرى.
المحاور: طيب استاذ بشير الجزائري نمر ان شاء الله ونبقى في العروض ولكن استاذ بشير الجزائري لديك ضيوف ولدينا ضيوف خلف الكواليس والمخرج ايضاً يقول انهم اعزاء علينا طبعاً، لنذهب الى فاصل قصير ونعتذر من مستمعينا الافاضل لكي نرى بعضاً بعضاً.
الجزائري: حلت البركات ومرحباً بهم جميعاً، حياهم الله.
المحاور: اذن طبعاً اعزاء لدينا ومن المستمعين حلوا علينا ضيوف ولكن يمنعنا الحائط والجدار ويمنعنا الباب ويمنعنا البرنامج وكل ذلك، على كل حال نحن هنا معهم ومعكم ايضاً، الطارف والتليد والساعة تشير الى السادسة وثماني واربعون دقيقة لازلنا معكم وفي خدمة الاستاذ بشير الجزائري والضيوف الاعزاء الذين هم يقفون الى جانب مخرج البرنامج ومهندس الصوت الزميل حسين خروجي ايضاً اذن ايها الاخوة دعونا نذهب استاذ بشير هناك اتصال من البحرين، الاخت ام خليل من البحرين اهلاً بك اخت ام خليل.
ام خليل: سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المحاور: وعليكم السلام ورحمة الله.
ام خليل: تحية لكم معطرة بالصلاة على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين.
المحاور: اللهم صلي على محمد وآل محمد.
الجزائري: اللهم صلي على محمد وآل محمد.
ام خليل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، عندي سؤال اذا سمحتم، الى ضيوف الطارف والتليد المذيع رائد الدباب والخبير بشير الجزائري والى جميع المستمعين والمستمعات، عندي سؤال اذا سمحتم.
المحاور: نعم تفضلي.
ام خليل: سؤالي هو اي بحور الشعر اجمل واسهل فالشعر جميل ومقدميه والضيوف في برنامج الطارف والتليد اجمل واجمل بما يقدمونه من الشعر.
المحاور: شكراً جزيلاً اخت ام خليل اذن استاذ بشير الجزائري حقاً هناك من الشباب من يرغب الى شيء ومن الشيبة من يرغبون الى شيء كمثلي وايضاً من الفتيات ومن النساء كل واحد ولكن ايهم متفق عليه انه هو اجمل واسهل؟
الجزائري: والله احياناً اذا مر المرء بالاسماء اخذته تلك الاسماء الى تلك السموات العلا ساعة تمر بوزن من الاوزان يقول له الجميع الكامل فأنك قد تؤخذ به ايما اخذ هذا اذا كنت تتحدث في جمع غفير من الكرام تريد ان تشير الى كرامة هذا الدين مثلاً او تريد ان تبين فضل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأنك مرة تميل الى الكامل ومرة تميل الى البسيط، الى الكامل لأن اسمه يدل عليه ومرة تميل الى البسيط لأنه يذكرك بالسعة والبسيط في اللغة العربية ليس هو السهل كما يتصور الناس في لغتهم الدارجة مع الاسف الشديد انما هو الواسع سعة.
المحاور: بقدر البطحاء.
الجزائري: احسنت بطحاء ابي طالب رضوان الله تعالى عليه.
المحاور: لكن ماذا تقول استاذ بشير الجزائري لذلك الشاب الذي قال ولو قتل الهوى رجلاً فأني ذلك الرجل؟
الجزائري: ها، انا لم اتم كلامي وانت دائماً تسبقني لأنك انشط مني وانا اضعف منك واقر بهذا واعترف الغلبة دائماً للاقوياء.
المحاور: استاذ بشير، نعم.
الجزائري: نعم انت ساعة تقول مثل هذا مزاج الانسان ساعة نظم الشعر هو الذي يتحكم، انا اعتقد ان السيد مصطفى جمال الدين رحمه الله.
المحاور: رحمة الله عليه.
الجزائري: الذي كان ابرع، في نظري، في نظر هذا المسكين ابرع الشعراء العرب على الاطلاق السيد مصطفى جمال الدين من غير تعصب للنجف ومن غير تعصب لآل جمال الدين.
المحاور: من دون ان ندخل في السياسة.
الجزائري: لا سياسة ولا ناصرية ولا الشرقية في المملكة العربية السعودية.
المحاور: وحب القوم ليس من العصبية.
الجزائري: ابداً ولا سياسة.
المحاور: دعنا عن السياسة.
الجزائري: طيب السيد مصطفى جمال الدين كان يقول كان يستدعيني سماحة الامام السيد الحكيم رحمه الله، السيد محسن الحكيم ويقول هذا ميلاد ابيك الحسين او هذا ميلاد ابيك امير المؤمنين (عليه السلام) وعليك ان تقول قصيدة رائعة في هذه المناسبة فأقول له سيدي اذا سمحت لي ربما لا استطيع ان اشارك اصلاً حتى ببيت واحد فيقول لماذا؟
اقول له: يا سيدنا الكريم ليس الشعر مطية من مطاياي اركبه متى شئت انما هو سيد من السادات، كريم من الكرام لايمر ببابي الا ساعة يشتهي هو لا ساعة اشتهيه وكثيراً ما انفقت الدخان الكثير واظلمت غرفتي به ولم آتي ببيت واحد ولكني ساعة مضيت من النجف الى بغداد بسيارة البسكة كما تعرف هذه الكلمة يعني السيارات الخشب التي كانت تنقلنا من النجف الى بغداد (سلام الله عليه)ما كنت بعد غفوة او بعد اغفاءة، دعني اقول بالفصيح وغفوة ليست من الفصيح الا من شبهه، قال بعد تلك الاغفاءة وجدت نفسي قد جئت بستة عشر بيتاً فلما بلغت بغداد وجدت خمسة وتسعين بيتاً.
المحاور: يمكن ان اقول سيدي الكريم ان الشعر لا يحضر وانما الشعر هو كالزهرة لاتأتي الا في ربيعها.
الجزائري: احسنت.
المحاور: طيب لدينا اتصال والوقت يداهمني.
الجزائري: ألم اقل انك احسن مني؟
المحاور: انا اشكرك الشكر الجزيل، كلا وبلا، شكراً جزيلاً.
الجزائري: اكرمك الله.
المحاور: لدينا اتصال من البحرين، اخ عزيز من البحرين حسين عبد الله من البحرين، اخ حسين سلام عليكم واهلاً وسهلاً.
حسين: عليكم السلام والرحمة اخ رائد وابا محمد.
الجزائري: مرحباً مرحباً ابا علي كم انا مشتاق اليك.
حسين: الله يخليك يا ابو محمد ونحن مشتاقين اليك.
الجزائري: الله ما اطول المسافة بيننا.
حسين: سؤالي غير الموضوع ولكن له اهمية بالغة، الشعراء سابقاً لهم شهرة، نظموا اكثر من الشعراء الحاليين، هل ان الشعر تغير من السابق الى وقتنا الحاضر؟ وعندي بعض الابيات كتبتها للاخ محمد عبد الكريم وارجو تكون للاخ ابو محمد يعني في اي الابيات هي تقصد او...
الجزائري: ابا علي انا احبك واتمنى ان تقول لي ابياتك خارج البرنامج فأجيبك عنها جواباً حسناً.
حسين: شكراً لكم جميعاً.
الجزائري: سأتصل بك، اترك هاتفك اني سأتصل بك ان شاء الله.
المحاور: نعم عند الاخت علياء ولكن اخ حسين قبل ان ينقطع الاتصال هل تقصد يعني الشعر القريض والشعر المعاصر او ماذا تقصد؟ يعني هل مر الشعر بمراحل كما مر في الجاهلية والعهد الاموي والعهد العباسي وغير ذلك؟
حسين: ...
المحاور: لله.
الجزائري: قد ذهب، انا اعتقد انه اراد ان يقول ان الشعر العربي كالعرب انفسهم مر بأدوار مختلفة، بدأ صبياً ففتى فشاباً فشيخاً واخذ بعد الشيخوخة يأخذ مجراه الاخر وليس بعجب ولابغريب ولا عجب هنا ولا غرابة لأن كل الاحياء ينشؤون صغاراً وينتهون ايضاً.
المحاور: يعني استاذ بشير لو كان المتنبي في زمن امرء القيس وقال وقال ايهما يعلق على استار الكعبة؟ سؤال صعب انا اعلم.
الجزائري: انا والله اتمنى ان اقول ان المتنبي لجدير لأن يعلق له على الكعبة مثلما علق لأمرء القيس وغيره ليس دونهما، رجل حكيم لاتكاد تجد بيتاً من ابياته الا وجدت فيه حكمة بالغة تبعث الموتى قبل ان تبعث النيام، قبل ان تبعث الغافلين.
المحاور: الا تحسب يعني استاذ بشير عندما انت تريد ان تقيم رحم الله الفراهيدي، انت تقول انه برغيف خبز حتى لم يجد قدحاً بل من ماء النهر، رث الملابس يضع رأسه في بئر ويخلق ما يخلق اذن هو جاء من العدم شيء.
الجزائري: احسنت.
المحاور: يعني في الجاهلية ماذا كان لديهم في الجاهلية كي يستوعبوا الشعر كالمتنبي، هل كانت هناك القصور والبذخ وهل كان هناك الفتوحات وهل كانت هناك الخراج والولايات وايضاً وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا، يعني ذاك عندما جاء امرء القيس أليس من الانصاف ان نقول ان امرء القيس جاء من لا شيء ، جاء من الصحراء.
الجزائري: هذا صحيح، هذا صحيح نحن لم نقل شيئاً المتنبي ربما ايضاً كان من البعيدين جداً بعد محمد مهدي الجواهري عن العروض، الجواهري الذي هو مفخرة العرب الذي يسمى شاعر العرب الاكبر.
المحاور: وهو من اهل النجف وحفظ الله اهل النجف.
الجزائري: حفظ الله النجف واهل النجف.
المحاور: وسلام على النجف.
الجزائري: وعليك السلام ورحمة الله تعالى وبركاته، لقد طالت يدك عباءتي، على كل حال سيدي الكريم عظماء الشعراء ربما كانوا في غنى عن العروض ولكنه ليس عيباً على الشاعر ان يتعلم العروض بل من كماله ان يتعلم العروض، مصطفى جمال الدين لأنه كان استاذ العروض درسني العروض هو كان بارعاً فيه ايما براعة، هذا الرجل معرفته العروض زادته عمقاً في شعره، زادت شعره جمالاً وسناءاً في اعين الناظرين، في اعين القارئين.
المحاور: داهمنا الوقت استاذ بشير الجزائري ثلاثين ثانية للاخبار مستمعينا الافاضل انا ايضاً شردت في الحديث.
الجزائري: سنبقى في العروض؟
المحاور: نعم سنبقى في العروض وبودي ان تشرح لنا في الحلقة القادمة ماهذه الدوائر الصغيرة والخطوط التي تسحبنا خلفها؟
الجزائري: ليست صغيرة، هذه حركات وسكنات.
المحاور: الخطوط تحت الابيات وهذه الرموز، شكراً لكم مستمعينا الافاضل وسنبقى في العروض الى اللقاء.
*******