البث المباشر

الطارف والتليد - 23/02/2010

الخميس 25 فبراير 2010 - 00:00 بتوقيت طهران

المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم وله الحمد والسلام على مسمعي الطارف والتليد واهلاً بهم في اصطلاحات السرقات الادبية والتي واعدناهم في الحلقة الماضية والتي نقدمها استجابة لأقتراح عدة كريمة منكم مشفوعة بتحياتنا واحترامنا للجميع. نشرع الان فنقول السرقات الادبية باب متسع جداً ومفتوح منذ عهد عهيد في الادب العربي ونقده وفيه الغامض والفاضح وقد اختلفت فيه مذاهب النقاد والدارسين وتباينت تسمياتهم وكان منها ما ذهب مع الريح ومنها ما مكث في الارض وما ينفع الناس وهنا دعوني مستمعينا الافاضل لكي اقف عن التقديم واستقبل اخي العزيز الاستاذ بشير الجزائري، استاذ بشير اهلاً بك في هذا اللقاء. الجزائري: استقبلك الله بكل خير وعفا عنك وعنا ودفع كل بلاء نزل بنا او ينزل بلطفه ومنه وكرمه فلولا ذلك لما اقلقتك وانت الان تقدم لهؤلاء الطيبين شيئاً من قلب يكاد يفيض لهم وهو معمول له ان يفيض لطفاً مستداماً، اسأل الله له ان يبقى هكذا. المحاور: شكراً جزيلاً وآمين يا رب العالمين اذن سيد بشير استاذي الكريم نسير معاً في رفقة تتأمل افانينا الاسماء المقترحة القديمة لهذا العمل النقدي الرائع لكن ارجو ان تبقى معي بعد هذه اللفتة الكريمة من المخرج العزيز. الجزائري: اكرمك الله. المحاور: دعونا انا ابدأ الحوار بشكل مباشر وهذه توصية من المخرج طبعاً والحاح واصرار منه ايضاً لضيق الوقت، الاخ الجزائري العزيز، استاذي الكريم ما الدليل على ان السرقات الادبية هي اقدم من ظهورها في العصر العباسي؟ الجزائري: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وسلام على المرسلين وصلى الله على سيدنا ابي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين. سيدي الكريم طبيعي جداً ان ينسب شيء جميل جداً لعصر زاهر وزاهي ومقتدر وهو ليس له وطبيعي ان ينسب ذلك الشيء ايضاً لأنسان مقتدر وذي شأن عظيم اذا كان في الادب، اذا كان في الفن، اذا كان في الثقافة وهو ليس له لأنه كان قريباً منه او لأنه كان في ضلاله قد ازدهر وارتفع، على كل حال السرقات الادبية في الزمن العباسي ليست في ذلك العصر سواء في اوجه الذهبي كما يسمونه ولا اعتقد انه ذهبي بالمعنى الانساني وانما هو ذهبي بالمعنى السلطاني، على كل حال سيدي الكريم هذا يرجع الى زمن بعيد جداً فأنت تسمع اخاك او خالك جرير بن الخطفة يدعي على زميله او مناقضه او نقيضه او ضده الفرزدق انه كان يسرق شعره ذلك قوله سيعلم من يكون ابوه قيناً يعني سيعرف من يكون ابوه حداداً والحدادة كانت منبوذة عند العرب في ذلك الزمان ككل الصناعات لأنهم كانوا في البداوة ويعنون بحياة حرة طليقة يمضون بها مع النسيم، مع الحياة التي لاحدود لها على كل حال سيعلم يقول من يكون ابوه قيناً ومن عرفت قصائده اجتلاباً يعني من كانت قصائده ليست له وانما هو وجدها عند هذا وعند ذاك فضمها لنفسه وهذا يسمى اجتلاب. اذن هذا دليل اول على ان السرقات لم تكن عباسية يعني اكتشافها لم يكن عباسياً وانما كن قبل ذلك ايضاً اذا رجعنا لصدر الاسلام وجدنا شاعر رسول الله (صلى الله عليه وآله) حسان بن ثابت الانصاري يقول لا اسرق الشعراء ما نطقوا:
لا اسرق الشعراء ما نطقوا
بل لا يوافق شعرهم شعري
وهذا كما ترى افتخار، هو يفتخر. المحاور: ولكن يشير الى السرقات يعني كانت موجودة. الجزائري: نعم يفتخر بأنه بريء من اخذ حق الاخرين والعدوان عليهم وايضاً يريد ان يقول ان شعره ممتاز من شعر غيره يعني هو ارقى شعراً من الاخرين وهو كذلك طبعاً، هذان دليلان رجعنا بهما الى العصر الاموي والى صدر الاسلام ولك ايضاً ان تمضي بعيداً الى ما قبل الاسلام فتجد ذلك الفتى القوي البارع طرفة بن العبد يقول ذلك القول الجميل:
ولا اغير على الاشعار اسرقها
عنها غنيت وشر الناس من سرق
المحاور: طيب ولي رأي فيه وهو ليس رأي انا ايضاً سيدي الكريم فيما قاله هذا الشاعر لأن هناك حديث حول عبد القادر الجرجاني، قبل البرنامج انا اشرت وانت ايضاً وضحت من خلال الهاتف فهناك ايضاً ابو هلال العسكري في نقده، على كل حال لماذا السرقة سيدي الكريم ولماذا لانقول الاخذ او شيء آخر او مصطلح آخر. الجزائري: اكرمك الله. المحاور: الطارف والتليد ولازلنا معكم على الهواء مباشرة من طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران مستمعينا الافاضل الساعة تشير الى الخامسة وثمانية وعشرين دقيقة ولازلنا في خدمة الاستاذ بشير الجزائري وننتقل الى العراق ومعنا على الهاتف الاخت نضال من العراق، سلام عليك اخت نضال اهلاً بك. نضال: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. المحاور: يا اهلاً وسهلاً. نضال: تحياتي لك وتحياتي الى الخبير الاستاذ بشير الجزائري ولدي سؤال اذا سمحت موجه الى خبير البرنامج. المحاور: نعم. نضال: السؤال يقول كيف يجوز للنقاد والباحثين وصف الشعراء والادباء بالسرقة والمعاني شائعة بين الناس، جارية في حياتهم في كل شأن من شؤونهم؟ وشكراً لكم. المحاور: نحن نشكرك اختي العزيزة، الاخت نضال وطبعاً استاذ بشير الجزائري هل اعيد السؤال ام لا؟ الجزائري: اكرمك الله لا، اشكر لك ولها هذا الوضوح وهذا اللطف الكريم، سيدي اعتقد ان هؤلاء النقاد وهؤلاء الباحثين الذين يصفون شعراء او ادباء بأنهم يسرقون لايقصدون اولئك الذين يأخذون المعاني الشائعة بيننا يعني هناك معنى من المعاني انت تراه وتقوله وانا اراه واقوله، يا ليتني كنت مثلاً ذا ملك عظيم ذا ثراء واسع حتى اعين ذلك مثلاً هذه معاني كل الناس يتفقون عليها ولايختلفون فيها، الذي ينتقدون عليه السرقة ذاك الذي يأتي به انسان لك يكن مسبوقاً به يعني اذا التفت الى ساحة التحرير في بغداد رحمها الله ورأيت ذلك النصب التذكاري العظيم الذي جاء به الفنان العراقي الكبير الاستاذ جواد سليم تجد ان هذا النصب قد اثر في نفوس كثير من الفنانين العراقيين وغير العراقيين وقلده ناس كثير، هؤلاء الذين اخذوا من جواد سليم كما هو يعني اخذوا ذلك الفعل واعادوه بصورة اخرى في اماكن مختلفة اخرى يقال عنهم سراق، اذا لم يقولوا كانوا قد اخذوه من جواد سليم وهم قالوا ام لم يقولوا فهو بين لأن البديع، لأن الاصيل هو يشهد على نفسه انه اصيل وبديع وان من سطى عليه كان صانعاً وكان متبعاً ولم يكن مبدعاً. المحاور: يعني استاذ بشير الجزائري انا اعتقد انك يعني اشرت بشيء او بآخر الى ما اعتبره عبد القادر الجرجاني بالاحتذاء وقال انه اخذ له قدرة الخلق والسرقة، هو اخذ خال من هذه القدرة والفرق بينهما هو الفرق بين الفنان والسارق. الجزائري: احسنت. المحاور: طيب سيدي الكريم هناك نقطة مهمة ارجو ان توضحها، طيب سيدي الكريم كيف يمكن لرسام كفى ان لايرسم الانف كما هو؟ يعني الا يقوض ذلك الاسلوب الادبي، الفن عندما نحن، يعني ابو هلال يقول السارق الخفي ولايقول السرقة الادبية؟ الجزائري: انت تفرض علينا الرجوع الى مسألة فقهية يقال انه في بداية التفات المسلمين الى الرسم كان الرسم عندهم محرماً يعني انه الشريعة لقرب وجودها من الاوثان والاصنام في ذك الزمن كان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قد منعهم من احتذاء ذلك يعني ان يكون عندهم رسماً او ان يكون عندهم نحتاً فكانوا يوصون للخروج من هذه الازمة، من هذا المأزق بأن يقوم الرسام كما قلت برسم شيء مخالف لذلك الاصل الذي اراده يعني كأن يجعل شيئاً من الكبر او الصغر او الاعوجاج او الانحناء او الاحديداب او الارتفاع او الانخفاض في الانف مثلاً او صغر في العين او كبر فيها او سواد او بياض الخ حتى يقال انه لم يكن صورة طبق الاصل وحتى لايكون صنماً هذا ما اعتقد انه جواب للطفك الكريم. المحاور: نعم المقصود سيدي الكريم يعني مثال انا اكرر مرة اخرى على السيد عسكري حول السرقة الادبية، هو تأثر طبعاً تأثر بالجاحظ، تأثر بالصولي كما تعلم. الجزائري: وهو اصيل. المحاور: وهو ايضاً اصيل الرجل، سيدي هو يرى ان الشاعرين اذا تعاوروا معنى فالاحتفاظ بقصب السبق للاول، السؤال هو ألا يبعث ذلك على تقويض الادب والصناعة الادبية؟ الجزائري: اذا سمحت لي الرجل ابو هلال رحمة الله عليه كان من الطف الناقدين العرب، من ارقهم يعني هو يشبه الى حد كبير الاستاذ الاقدم عمرو بن العلاء، هو يقول السرقة في الافكار والمعاني، لايراها لأن الافكار والمعاني مباحة للجميع يعني كل الناس يحسونها، كل الناس يشعرون بها انما يراها مقصورة على الالفاظ. المحاور: يعني المعاني مشتركة بين العقلاء كما يقول؟ الجزائري: نعم. المحاور: ويتفاضل الناس في الالفاظ. الجزائري: احسنت، يقول من اخذ معنى بلفظه كان سارقاً يعني جاء بالبيت كما هو او جاء بالفكرة كما هي: "العدل اساس الملك" كلمة امير المؤمنين علي (عليه السلام)، "رأس الحكمة مخافة الله" يأتي اديب من الادباء او ناقد من الناقدين او مبتدع من المبتدعين ويقول: "العدل اساس الملك" فيقال له مثلاً ما احلى كلمة علي بن ابي طالب فيقول هذه كلمتي ليست كلمة علي هنا عند ابي هلال العسكري هذه سرقة محضة وفاضحة كل الفضح لصاحبها لأنه نقل المعنى بلفظه كاملاً لم يزد عليه ولم ينقص منه، اذا اخذه ببعض لفظه عده سالخاً وكأنك تتصور سلخ الجلد عن الجسم او عن البدن اعاذ الله الناس والمسلمين خاصة هذا السلخ. المحاور: استاذي الكريم طبعاً كان بودي ان ابقى معك ولكن لنمد ايدينا الى الاصطلاحات فعلاً فهي جوهر بحثنا لهذا اليوم وانت تعرف وهو روح موضوعنا وآمل ان نبدأ بأسهلها واوضحها اكراماً لا علاقة له بهذا اللون من الثقافة فأرجو ان ننتقل الى هذا الموضوع لكن بعد لحظات. الجزائري: لك الفضل. المحاور: الطارف والتليد مستمعينا الافاضل وهواتفنا 22013768 و22013848 ومفتاح البلد والعاصمة طهران هو 009821 واعود الى استاذي العزيز ابي محمد بشير الجزائري. الجزائري: اعزك الله. المحاور: استاذ بشير كما تذكر في الحلقة الماضية اشرت الى مصطلحات هي تؤخذ من العربية، الانتحال، الاختلاس، الادعاء، الاعارة، المرادفة، المواردة كل هذا انت لك باع فيه على كل حال اذن دعني سيدي الكريم لنذهب بداية الى الانتحال سيدي. الجزائري: يعني منبع السراق. المحاور: على كل حال سيد بشير. الجزائري: اكرمك الله. المحاور: ان شاء الله لاتكن كذلك اذا كان قصدك هذا. الجزائري: اسأل الله العافية، اسأل الله العافية. المحاور: لنختزل ونستفيد من الوقت اكثر، سيدي الكريم لنذهب الى الانتحال، كيف تصور انت ان ينتحل شاعراً شعر غيره او اديب فكر او نص غيره؟ الجزائري: جاء جرير فوجد شعراً جميلاً لنقيضه او لضده، انت تتذكر النقائض التي اول ما دارت بين هذين الرجلين وانضم اليم حشد كبير من الشعراء، كل منهم يأتي فيجد معنى جميلاً جداً عند صاحبه الذي هو نقيضه، نحن لا ندري هم نقضاء في شعرهم اما في واقعهم كانوا نقضاء او اصدقاء، ليس لدينا من دليل انا اميل الى انهم كانوا اصدقاء لكنهم كانوا يختلفون فيما يقولون وفي ذلك امتاع ومؤانسة يعني الحياة تتجدد وتحلو حينما يكون فيها من هذا القبيل، على كل حال فجاء من وجد شعراً جميلاً او بديعاً لزميله او لنقيضه اذا كان متفقاً معه او مختلفاً وجد ذلك الشعر قد اعجبه فضمه الى شعره وقال انا قلت هذه القصيدة، جاء ذلك البيت او عدة ابيات في تلك القصيدة من شاعر آخر فقيل له هذا الشعر كان قد سبقك اليه فلان قال لا هذا شعري، هو سرقه مني، انظر هذا يسمونه انتحالاً، يأتي شاعراً مجيداً ايضاً ويقول كلاماً حلواً ويأتي واحداً لا يحسن الشعر مثلي فيقول الله ما احلى هذا الشعر لماذا لا افخر ولا ازهو ولا اخرج بين الناس بمثل هذا الجميل حتى يقال ما احلى شعر الجزائري والجزائري لا يعرف ان ينظم بيتاً واحداً رحمة الله عليه. المحاور: نعم. الجزائري: هذا المتكلم، فهذا يسمى ادعاءاً يعني اذا جاء انسان لا يحسن الشعر اطلاقاً واخذ شعر شاعراً اي شاعر كان ونسبه لنفسه سمي ادعاءاً هذا اذن الفرق بين الانتحال وبين الادعاء، الانتحال اخذ شاعر من شاعر والادعاء اخذ غير شاعر من شاعر او اخذ غير اديب من اديب. المحاور: يعني لذلك ترى سيد بشير الجزائري ان الدكتور محمد طه حسين يؤكد على الناقد ان يبذل جهداً تحليلياً اكثر في سياق قراءة الموضوع لكي يعرف هل هذا الرجل يليق بهذا البيت او بهذا النص ام هو لغيره. الجزائري: والله انا اشكرك جداً ان ذكرتنا بهذا المعنى، ذكرتنا بالاخ الذي يجيء اسمه سهواً على الالسنة القاضي الجرجاني هو ليس عبد القاهر الجرجاني رحمه الله وانما عبد العزيز الجرجاني وعبد العزيز بارع جداً وهو صاحب هذا الرأي قبل غيره يقول لايكون الانسان باحثاً في الادب او ناقداً حتى يستوفي دراسة التاريخ الادبي استيفاءاً تاماً يعني انه يرجع الى جميع ما قالت العرب من جاهلية واسلام واموية وعباسية ويتبصر فيما يطلع عليه ليس فقط ان يقرأه، يقرأ ويمضي مثل ما يقرأ الناس اليوم الجرائد او الصحف، هل تبقى في اذهانهم؟ اخبارها او علومها، لاتكاد تبقى في اذهانهم الا لحظة قراءتها اما الناقد، الناقد الممتاز هو الذي يقرأ ويتبصر ويحفظ وساعة يحفظ يناقش به اهل الرأي مثله. المحاور: يعني اذا كان كذلك سيدي الكريم فأنت في حديث مؤانسة كان بيننا قبل فترة ذكرت ابا نواس وقلت انه اوصاه ان يحفظ ثلاثين الف بيتاً ومن ثم. الجزائري: رحم الله والديك، احسنت. المحاور: ثم اوصاه ان ينسى تلك الابيات لكي يصبح شاعراً. الجزائري: طبعاً هذه الحكاية تروى لأكثر من شاعر انه جاء لشاعر آخر. المحاور: اذن ابو نواس يمكن ان يكون ناقداً ويمكن ان يكون محللاً لشعر الباقين. الجزائري: احسنت ومن عجب ان ابا نواس رحمة الله عليه كان رأس المجددين في الشعر العربي كاملاً كاملاً، رأس المجددين في الشعر العربي ولم يكن له كتاب، لم تكن له مكتبة، كان افقر الناس كتباً، يقولون انهم وجدوا اوراقاً بعد وفاته في منزله لا تدل على شيء ومع ذلك كان امضى العرب في معرفة اللغة العربية ودقائق الشعر العربي. المحاور: طيب بودي ان اتوجه الى الادعاء والفرق ما بين الادعاء والانتحال ولكن هناك على الهاتف احد الاخوة الاعزاء الاخ احمد السادة من السعودية، اخ احمد سلام عليكم اهلاً وسهلاً. احمد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته والسلام عليكم على الاستاذ المبدع دوماً الاستاذ بشير. الجزائري: اكرمك الله سيد اشكرك كثير الشكر. احمد: حياك، الله يحفظكم استاذنا، استاذي لو سمحت لي ان اوجه لك سؤالاً من شقين، الشق الاول من اصح نقادنا مذهباً في تقويم الشعر المطبوع والمصنوع والاصيل والدخيل هذا من جانب، من جانب آخر ما هي اعداد المذاهب هل هي مقتصرة على هذه الانواع الاربعة ام هناك اكثر منها؟ الجزائري: اشكر سيدي السيد احمد السادة الكريم كل الشكر واقول له الرجل الذي مر اسمه المبارك قبيل قليل اي القاضي عبد العزيز الجرجاني صاحب الوساطة بين المتنبي وخصومه هذا الكتاب من روائع الكتب في تاريخ النقد العربي، هو يجيب عن قضايا حديثة جداً يعني ما يسمى الحداثة التي فتن الناس بها وبهروا هذه الايام وكل منهم يقول فلان حداثي وفلان من اصحاب الحداثة وفلان حامل لواء الحداثة مثلاً، عبد العزيز الجرجاني رحمه الله الذي يتداخل اسمه مع المتأخر عنه كثيراً. المحاور: عبد القاهر الجرجاني. الجزائري: عبد القاهر رحمه الله وكلاهما من تلك المنطقة الباقية قلت في شمال ايران والشرق وسطاً، على كل حال هذا الرجل كان قد اجاب عن مسائل حديثة جداً في النقد الحديث، النقد الذي هو في آخر الدنيا في الولايات المتحدة، في فرنسا، في بريطانيا، في المانيا لأنه كان بصيراً للامور هذا جوابي للسيد احمد يقول من اصح النقاد مذهباً. المحاور: والشق الثاني ايضاً سيدي الكريم هو يقول هل تقتصر على هذه الاربعة يعني المطبوع والمصنوع والاصيل والدخيل ام ايضاً هناك مذاهب اخرى؟ الجزائري: والله هذه ليست صفات الشعر او صفات الناقدين انما هي فقط اشارة سريعة جداً. المحاور: مصطلحات. الجزائري: نعم الى ان هذا العمل كان بديعاً او كان صاحبه قد تبع الاخرين فيه يعني يمكن ان تبدل هذا بشيء آخر بدل من ان تقول المطبوع ممكن ان تقول الاصيل، بدل ان تقول المصنوع تقول مثلاً الدخيل. المحاور: طيب طيب استاذ بشير يعني كان بودي ان استمر في مسألة الفرق بين الادعاء والانتحال ولكن اشارة من المخرج. الجزائري: سلام الله عليه وعليك. المحاور: لحظات ونعود. المحاور: الطارف والتليد وبقي لدينا حوالي عشر دقائق من الان حتى انتهاء البرنامج مستمعينا الافاضل دعوني مرة اخرى اتوجه الى الاستاذ بشير، استاذ بشير. الجزائري: مولاي. المحاور: دغري ندخل في الموضوع كما يقال، متى يكون الشاعر مدعياً يعني ماالفرق بين الادعاء والانتحال؟ الجزائري: انت تقول اشياء تعجبني فيها كثيراً ووالله اتمنى ان يدوم هذا اللطف. المحاور: شكراً شكراً لك. الجزائري: لأن هذا توكيد للمعنى الذي ترمي اليه وتثبيت له في اسماع مخاطبيك الكرام الذين انا متيقن انهم بقلوبهم يسمعون لا بآذانهم فقط. المحاور: الحمد لله، ان شاء الله. الجزائري: قلنا قبيل قليل وعلى سبيل السرعة والخطف على ذكر جرير بن الخطفة. المحاور: جرير والفرزدق. الجزائري: احسنت، قلنا المنتحل شاعر يأتي الى شاعر فيعجبه منه شيئاً فيضم ذلك الشيء الى شعره وساعة يعترض عليه سواء من الشاعر. المحاور: يعني يدعي هذا الشعر. الجزائري: لا هو لايدعي اساساً هو مقتدر وبصوت رفيع اي عال يقول هذا شعري، هذا ليس شعر رائد انما هذا شعري انا، انا الجزائري الذي مثلاً. المحاور: طيب ليس من الواجب ان يكون حاذقاً الى درجة بحيث اذا ما حاججوه لديه امكانية المحاججة واذا ما اقنعهم لربما كانت هناك اشكالية في من هو صاحب الشعر الحقيقي؟ الجزائري: انت زدت القول بياناً، هو اذا لم يكن مقتدراً لا يمكن ان يبسط يده الى نظم الاخرين او الى نصوص الاخرين اذا كان ناثراً يعني لابد ان تكون له مهارة، ان يكون له حذق في استلاب حق الاخرين هذا يسمى انتحالاً اما الا دعاء فكما مر بك قبيل قليل يأتي الجزائري الى المتنبي او يأتي الى الجواهري وكثير ما رأينا و والله يوم من الايام كان عندي السيد جابر الجابري الذي كان يسمى ايام زمان ابا مدين الموسوي، ابو مدين الموسوي هو شاعر كان عندي في البيت فقال ابو مدين يا اخي اجرني من هذا والله ما قلت بيت شعر الا ادعاه من ساعته، ما قلته الا كرره علي في اللحظة ذاتها وقال هذا الشعر لي واذا اردت ان تصدق فأسمع فقال بيتاً والله كرره ذاك وقال والله هذا قلته عندما كنا في الاهواز وقال والله هذا ما قلته ايام كنا في قم وهما كانا في الجبهة ايام زمان، على كل حال فهذه مهارة وذاك الثاني انا اعتذر من ذكر اسمه، ذكرهما الله بألف خير. المحاور: يعني ربما كان هناك بعض الهزل والمزاح لتلطيف الجو ام كان ادعاءاً حقيقياً؟ الجزائري: لا لا هذا الادعاء نضمه الى ثبت الانتحال، لا نستطيع ان نضمه الى ثبت الادعاء، الادعاء مثل هذا الجزائري الذي لا يحسن نظم الشعر مثلاً يدعي ان هذا الشعر، شعر الجواهري، شعر المتنبي، شعر امرئ القيس، شعر زهير بن ابي سلمى قال والله هذا نظمته في ليلة كنت فيها ارقاً غاية الارق وقد لاح لي هذا المعنى الجميل، هذا يسمى ادعاءاً. المحاور: السيد المخرج يقول في اذني ان اليوم صباحاً نظمت شعراً للامام العسكري، هل حق ذلك ام لا؟ الجزائري: والله اذا كان كذلك، كرامة لا اردها ودونها. المحاور: اذن كيف تقول انني لست ضالعاً في الشعر سيدي الكريم دعنا لا نريد ان نتفرع في الموضوع انت تعرف في تقويم البرنامج هناك. الجزائري: لا ربما كنت سالخاً او كنت سارقاً او كنت فاعلاً بذلك الشعر ما هو من السرقات. المحاور: ان شاء الله يكون غير ذلك، استاذ بشير يعني. الجزائري: انت وصفت تقول لك باع اول الحديث، لك باع طويل في السرقات. المحاور: والكل اود ان ادخل الى هذا الجانب سيدي الكريم اذا كان هكذا ما تفضلت فالجميع مدعي والجميع منتحل واعتقد اعتقد واستجدي رأيك ايضاً في هذا الموضوع. الجزائري: قبل استجداءك اذا سمحت لي رحم الله والديك هذا الذي مضيت اليه مشيراً سريعاً الان والله كان رجلاً من الرجال هو ابن وكيع، ابو محمد الحسن بن احمد بن علي هذا الرجل كان قد الف كتاباً في بيان سرقات المتنبي رحمه الله، ذلك الكتاب سماه المنصف وقد فال عنه مؤرخوا الادب والنقاد قالوا انه كتسمية العليل سليماً يعني يتفألون به، هو لم يكن فيه ذرة انصاف انما كان كله قسوة قاسية ومرارة مريرة وظلماً ظالماً والعرب تشتق. المحاور: هذا النقد سيد بشير جزائري هو نقد خاص بك والدواء مر في بعض الاحيان والعيب اذا موجود والرجل يشير اليه فهذا لا اعتقد قسوة اعتقد انه حفاظ، انتم من جانب تأتون وتقولون للناس لا تسرقوا وعندما يأتي ويقول فلان انتحل او سرق او ادعا او استعار تقولون ان هذا الرجل غير منصف لأنكم تعتقدون ان فلان هو رجل لا يمسه غبار وتدافعون عنه أليس كذلك؟ الجزائري: انت طيب جداً وكريم جداً. المحاور: لاترشيني استاذ بشير اجب على السؤال. الجزائري: لا بالله انا لا ارشو. المحاور: يعني انت لا تريد ان تتعرض الى صحة المتنبي فتذهب الى الرجل وتصفه بالقسوة أليس النقد من بداياته واصوله هي القسوة؟ الجزائري: قد كنت ناقلاً وناقل الكفر ليس بكافر وما كان ذلك بكفر انما كان حقيقة ساطعة قالها اولئك الذين كانوا قد عاشوا مع ابن وكيع والذين جاءوا بعده نظروا في كتابه فوجدوه قاسياً، وجدوه غير منصف مع جمال اسمه حتى انهم قالوا اذا كان النقد على هذا المستوى فأنه لا يبقى لأحد من ابداع اطلاقاً لأن الرجل لم يترك للمتنبي وان يبدو ان في نفسه شيئاً على المتنبي وطبيعة النفوس ياسيدي امارة بالسوء. المحاور: واعتقد سيدي الكريم اذا اردت الحق. الجزائري: وسبحان من قال: "الا ما رحم ربي". المحاور: الا ما رحم ربي واعتقد ان عليك ان تسمع كلمة الحق، عادة اكثر الحق يقال من اعداءك ويظهرون عيوبك ولكن قولهم ربما يكون موغلاً في الحقد او في القهر. الجزائري: ليس في كل الاحيان. المحاور: طيب استاذ بشير. الجزائري: ذاك اذا كان العدو عاقلاً، اذا كان العدو عاقلاً سيدي جاءك بأحلى ما يجيء به الصديق غير العاقل ولذلك كانوا يقولون: "عدو عاقل خير من الف صديق جاهل". المحاور: لحظات واعود اليك استاذ بشير. الجزائري: اكرمك الله. المحاور: لم يتبق لدينا سوى دقيقتين مستمعينا الافاضل ودعوني اذهب الى الاستاذ بشير الجزائري، استاذ بشير ايهما اسهل الادعاء او الانتحال في الشعر او في النثر؟ ايهما ابسط ان يدعى به في النثر او في الشعر؟ الجزائري: والله النثر هو طبعه تعبير الناس عما في صدورهم وهو اسهل من الشعر، الشعر يحتاج الى وزن، الشعر يحتاج الى صورة، يحتاج الى قافية. المحاور: اذن لماذا تعرضوا الى الشعر اكثر من باقيته في الانتحال والسرقة والادعاء. الجزائري: لأن له مكانة عظيمة في نفوسهم، هم يسمونه ديوان العرب ومعنى ديوان ليس ديوان شعر انما يقصدون سجل العرب، يقصدون ثبت العرب، كل ما لديهم من الحوادث، من الشؤون ومن الشجون يكتبونها شعراً. المحاور: اذن استاذ بشير جزائري الوقت داهمنا وكان بودي ان اتحدث اكثر، طبعاً اشكر جميع المستمعين الافاضل الذين شاركونا ارجو ان تعدني استاذ جزائري لو كان لدينا عمر ونلتقي مرة اخرى وانت سليم مسلم دائماً ان شاء الله وانا اقصد نفسي. الجزائري: ان شاء الله. المحاور: دعنا في الحقلة القادمة نبقى ايضاً في اصطلاحات السرقات. الجزائري: اذا اوفيتم الحادثة اليوم. المحاور: دفع الله البلاء عنك وعن جميع المستمعين الافاضل وعن المخرج الكريم الذي يتبسم والاخوة خلف الكواليس، مستمعينا الكرام حتى لقاءنا المقبل نشكركم وفي امان الله. الجزائري: في امان الله.
*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة