وإنّما قلب الحدث كالأرض الخالية ما القى فيها من شئ قبلته. فبادرتك بالأدب قبل أن يقسو قلبك ويشتغل لبّك.
والله ما فجأني من الموت وارد كرهته، ولا طالع أنكرته، وما كنت إلاّ كقارب ورد وطالب وجد (وما عند الله خير للأبرار).
لو أقتبستم العلم من معدنه، وشربتم الماء بعذوبته، وأدّخرتم الخير من موضعه، وأخذتم الطريق من واضحه، وسلكتم من الحقّ نهجه، لنهجت بكم السبل، وبدت لكم الأعلام.
الإتيان إلى الجمعة زيارة وجمال. فقيل: ما الجمال؟ قال: اقضوا الفريضة وتزاوروا.
من كثرت نعم الله عليه كثرت حوائج النّاس إليه، فمن قام لله فيها بما يجب فيها عرّضها للدّوام والبقاء، ومن لم يقم فيها بما يجب عرّضها للزّوال والفناء.
ثلاث خصال لا يموت صاحبهنّ حتى يرى وبالّهنّ: البغي وقطيعة الرّحم واليمين الكاذبة.
فالله الله معشر العباد! وأنتم سالمون في الصّحة قبل السّقم. وفي الفسحة قبل الضّيق. فاسعوا في فكاك رقابكم من قبل أن تغلق رهائنها. أسهروا عيونكم. وأضمروا بطونكم واستعملوا أقدامكم، وأنفقوا أموالكم.
فالجنود بإذن الله حصون الرعيّة، وزين الولاة، وعزّ الدّين، وسبل الأمن، وليس تقوم الرّعيّة إلاّ بهم.
من شاور ذوي العقول استضاء بأنوار العقول.
تعلّموا العلم فإنّ تعلّمه حسنّة، ومدارسته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة وهو أنيس في الوحشة، وصاحب في الوحدة وسلاح على الاعداء.
والصق بأهل الورع والصّدق، ثمّ رضهم على أن لا يطروك ولا يبجّحوك بباطل لم تفعله، فإنّ كثرة الإطراء تحدث الزّهو وتدني من العزّة.
خذوا من كلّ أحسنه، فإنّ النّحل يأكل من كلّ زهر أزينه، فيتولّد منه جوهران نفيسان: أحدهما فيه شفاء للنّاس، والآخر يستضاء به.