حيث ذكر انه :"بالرغم من أن حكام المملكة العربية السعودية يصدّرون معتقداتهم المعادية للسامية والمسيحية والغرب حول العالم لعقود، لكن يبدو أن ولي العهد محمد بن سلمان لا يحمل أياً من هذه الآراء ويسيطر على المتطرفين." بحسب الكاتب
مضيفاً ان :" الغضب تجاه السعودية بسبب مقتل الصحفي جمال خاشقجي قد يؤدي إلى خطأ استراتيجي كارثي. وقد يكون ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قاسياً، لكنه لا يزال أفضل من البدائل في المملكة العربية السعودية. وهذا لا يعني أن سياسة الولايات المتحدة تجاه السعودية يجب ألا تتغير، لكننا لا نريد زعيماً سعودياً آخر يقوض مصالحنا ويصدر التطرف الإسلامي حول العالم."
وعن السياسة الأمريكية إتجاه السعودية فقد ذكر باردو انه : "لقد طال انتظار مراجعة السياسة الأمريكية تجاه المملكة العربية السعودية ولكن ليس بسبب مقتل خاشقجي. كما وثقت في اللوبي العربي، فإن المستعربين في وكالة المخابرات المركزية، ووزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيين - الدعاة العميقون الحقيقيون - أخبروا الرؤساء الأمريكيين أن تبني سياسات تغضب السعوديين من شأنه أن يهدد وصولنا إلى إمدادات النفط. " مضيفاً انه :" ومن المفارقات أن هذا بدأ قبل وقت طويل من استيراد الولايات المتحدة أي نفط من السعوديين لعقود من الزمان، كان الخوف هو أن السوفيت سيحصلون على النفط إذا لم نركع أمام النظام الملكي. لم يكن تهديداً خطيراً أبداً، على الرغم من أن السعوديين لعبوا معنا بشكل فعال."
وأضاف أنه: "و مع تزايد اعتمادنا على النفط السعودي، أصر المستعربون على أن الإدارات تتجاهل التعصب السعودي وانتهاكات حقوق الإنسان وتصدير الإسلام المتطرف. وهم يخطئون باستمرار في تحليلاتهم، كما أنهم جادلوا بأن دعم إنشاء إسرائيل الحديثة، وفي وقت لاحق، تعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل من شأنه أن يعرض العلاقات مع السعوديين للخطر. وبدلاً من ذلك، أصبحت إسرائيل حليفاً أقرب للسعوديين."
و"حتى بعد تورط السعودية في الحادي عشر من سبتمبر، استمر الجدل في أن اقتصادنا ومصالحنا الإقليمية يمكن أن تتضرر من خلال مواجهة النظام الملكي. حتى يومنا هذا، التقرير الكامل للتحقيق المشترك للكونغرس بشأن التدخل السعودي متاح فقط للجمهور مع التنقيحات."
مصالح مشتركة وتجارة الأسلحة ..
وعن تجارة الأسلحة والسعودية فقد ذكر انه : "كان من مصلحة جميع الرؤساء أن يبيعوا للسعوديين ما قيمته مليارات الدولارات من الأسلحة التي لا يحتاجونها وتركهم بلا حول ولا قوة بدون حماية أمريكية."
ليضيف انه: "قمنا ببيع الأسلحة لأنها كانت وسيلة لاستعادة الأموال التي أنفقناها على النفط السعودي، وخفضت تكاليف الإنتاج للبنتاغون، وخلقت وظائف في الولايات التي لديها الكثير من الأصوات الانتخابية، وساعدت الاقتصاد."
هذا وقد وضح الكاتب ان العلاقة بين السعودية والكيان المحتل مبنية على حاجة سعودية حيث قال :"ما كان ينبغي أن يكون حقيقة واضحة هو أن السعوديين كانوا بحاجة إلينا أكثر بكثير مما كنا في حاجة إليهم. التوجيه الأساسي لكل فرد من أفراد عائلة آل سعود الذي يحكم المملكة هو ضمان بقاء رؤساءهم الملكيين مرتبطين بأكتافهم الملكية، وقد فهموا دائماً أن بقاءهم يعتمد على الولايات المتحدة".
ويضيف عن ملف الخاشقجي فان باعتباره : "المملكة العربية السعودية تنتهك حقوق الإنسان بشكل روتيني، لكن الخطأ الذي ارتكبه محمد بن سلمان هو قتل معارض سعودي (وإن كان يعمل لحساب قطر حليفة إيران) يعيش في الولايات المتحدة، ويتم نشر أعماله ويعمل لصالح واحدة من أقوى المؤسسات الإعلامية في العالم. ومع ذلك، فقد تم سجن أو قتل العديد من الصحفيين الشرعيين في جميع أنحاء العالم دون أن تغير الولايات المتحدة سياستها تجاه الدول المسؤولة"
وبالنسبة لرد الفعل الأمريكي على جرائم بن سلمان وبحسب الخبير: "أنا لا أقول أنه يجب ألا يكون هناك رد فعل على السلوك الإجرامي لمحمد بن سلمان. قرار بايدن بتعليق مبيعات الأسلحة هو رد ممتاز لأنه يبعث برسالة للسعوديين مفادها أن هناك عقوبة لقتل أمريكي. كما أنه يرضي الكونجرس، الذي تجاهل الرئيس السابق دونالد ترامب معارضته لبيع السعوديين مرة أخرى. كما أنه يشكل سابقة جيدة لوقف البيع غير الضروري للأسلحة للسعوديين الذين يمتلكون أكثر من 100 مليار دولار من بعض الأسلحة الأمريكية الأكثر تطوراً، ولا يزالون غير قادرين على الدفاع عن أنفسهم من جيش - وإن كان مدعوماً من إيران - إلا أنه من أفقر الناس وأفقر بلد في العالم."
ويعتبر الخبير ان بن سلمان يبقى الخيار الأفضل بين السعوديين حيث قال: "قد يكون محمد بن سلمان مستبداً ولا يتحمل أي معارضة، لكن آل سعود الآخرين كانوا وسيصبحون أسوأ. لا تنس أن هذه دولة تقطع رؤوس الناس وتقطع أطرافًا أخرى حتى بدون أوامر من محمد بن سلمان. في عام 2019، سجل السعوديون رقماً قياسياً مشكوكاً فيه بقطع رؤوس أكثر من 180 شخصاً، أكثر من أي وقت مضى."
وبنظر الكاتب ان إدارة بن سلمان للشؤون السعودية لها مميزات حيث ذكر ان :" محمد بن سلمان شرع في إصلاح المملكة ، فبينما يفضل آخرون في العائلة المالكة العودة إلى أيام الالتزام الصارم بالمعتقدات الإسلامية المتطرفة للوهابية.و بينما ظل حكام المملكة العربية السعودية يصدرون معتقداتهم المعادية للسامية والمسيحية والغرب في جميع أنحاء العالم لعقود، يبدو أن محمد بن سلمان لا يحمل أيًا من هذه الآراء ويسيطر على المتطرفين."
واضاف أن :"محمد بن سلمان بدأ بإصلاحات استثنائية في سياق الثقافة والدين، لم يكن التقدم في مجال حقوق المرأة ليحدث أبدًا في ظل حاكم آخر، ويمكن أن ينقلب مع الحاكم التالي إذا لم يكن محمد بن سلمان. كما تم سجن الناشطات، لذلك لا تزال هناك حدود لمدى استعداده للذهاب في تحرير النساء، وعدم تسامحه مع المعارضين لا يرتبط بالجنس."
وعلى الجانب الإيجابي وبملف التطبيع العربي الإسرائيلي بحسب الكاتب :" ، لم يكن من المعقول أن يُظهر السعوديون أي تعاطف خاص، ناهيك عن الجمهور، تجاه إسرائيل على الرغم من أنهم لم يتخذوا قفزة في تطبيع العلاقات مع إسرائيل، إلا أن الموافقة السعودية كانت ضرورية للبحرين والإمارات العربية المتحدة لإقامة علاقات مع الدولة اليهودية. لم يكن من المحتمل أن يحدث ذلك بدون محمد بن سلمان. ليس هو الصهيوني. إنه يدرك أن إسرائيل يمكن أن تساعد في تأمين رأسه الملكي من خلال التعاون في القتال ضد إيران."
ليضيف :" إذا قامت إدارة بايدن بالبناء على هذه التطورات الإيجابية، وتجنب رمال القضية الفلسطينية المتحركة ، وتخلت عن فكرة استرضاء إيران ، يمكن أن تتحول المنطقة. في غضون ذلك ، يجب أن نتعامل مع السعودية كدولة تحتاج إلينا أكثر مما نحتاجها. لكن يجب علينا أيضًا أن ندرك ، في حالة محمد بن سلمان ، أن البديل عن الشيطان الذي نعرفه من المرجح أن يكون أسوأ بكثير."