من هي أم البنين عليها السلام؟.. اسمها فاطمة بنت حزام الكلابية ولدت عام ( 5 ــ 7 ) للهجرة تزوجها الإمام علي (ع) في السنة الخامسة والعشرين للهجرة وأنجب منها أربعة أبناء هم (العباس وعبدالله وعثمان وجعفر) فلذلك سميت أم البنين، امرأة كسبت ود واحترام أهل البيت (ع) بأخلاقها ومعاملتها، عاشت حوالي 15 سنة مع أمير المؤمنين حتى استشهد عنها فعاشت 10 سنوات مع الإمام الحسن إلى سنة 50هـ ثم مع الحسين إلى سنة 60هـ ، أما وفاتها فكانت سنة 64هـ هجرية في 13 جمادى الثانية بالمدينة ودفنت بالبقيع ، فعندما عزم الحسين (ع)على الخروج بعد موت معاوية وتولية ابنه يزيد أعد الرواحل وجهز الأمتعة وأمر أهل بيته بالخروج معه من المدينة إلى مكة ثم إلى العراق.
لكن الغريب في الأمر أن هذه المرأة عظيمة الشأن (أم البنين) لم تكن ضمن النساء من آل البيت (ع) اللواتي خرجن مع الحسين إلى كربلاء. فالتاريخ يحدثنا أنه لم يتخلف أحد من النساء سوى فاطمة العليلة وذلك لمرضها أما أم البنين فلا أحد يعلم إلا الله لماذا لم تحضر كربلاء مع الحسين وإخوته إن كانت على قيد الحياة في ذلك التاريخ ، وما نحن هنا إلا بصدد كتابة بعض الأسباب والعلل التي من أجلها تخلفت أم البنين عن الركب الحسيني طالبين من الله الموفقية لنيل ذلك :-
1 ــ استودع عندها العباس (ع) ابنه عبيدالله وهو طفل صغير كي تقوم برعايته وحفظه كي لا ينقطع نسل العباس بن أمير المؤمنين، وبالفعل تم تسليم الأمانة بعد وصول السبايا إلى المدينة إلى ابن عمه الإمام زين العابدين (ع) فقام بتربيته وزوجه من ابنته خديجة.
2 ــ تقاسم رعايتها لفاطمة العليلة التي أصبحت وحيدة الدار مع أم المؤمنين أم سلمه جعلها تلزم الدار وتعمل بالوصية على ذلك.
3 ــ يحتمل أنها هي من اتخذت قراراً بأن لا تذهب إلى كربلاء كي لا ينشغل العباس (ع) بتلبية شئونها ويغفل عن رعاية وشئون الحسين والسيدة زينب (ع) وذلك كونه كفيلاً لزينب منذ خروجها من المدينة.
4 ــ علم الإمام الحسين (ع) أن هول المعركة من قتل وترويع وفقد أربعة من أبنائها وقتلهم أمام عينيها إضافة إلى الحسين (ع) والأكبر والقاسم وآل أبي طالب كل ذلك قد لا تتحمله.
5 ــ لو علم الشمر بوجودها في كربلاء لطلب لها أماناً كما طلب لأولادها العباس وإخوته حينما قال: (أين بنو أختنا يقصد أم البنين) وهذا ما لا تريد أن تسمعه أم البنين أن الشمر اللعين يذكر اسمها ولا تتشرف به.
6 ــ لو كانت أم البنين موجودة لكانت ضمن الأسرى لذلك سوف يطالب بني كلاب والشمر تحديداً فك أسرها كما فعلت الأسر والقبائل الأخرى فيمكن للشمر اللعين وذلك لقربه من ابن زياد أن يفكها من الأسر غصباً وبالقوة ولا أحد يستطيع أن يمنعه من ذلك.
7 ــ أم البنين تنحدر من نسل قبيلة عربية أصيلة شجاعة (بني كلاب ) عرف عنها الفحولة والقوة والجود والكرم فعندما ترى أبناءها صرعى جدلوا على الغبراء سوف تتناول السيف وتخرج إلى أرض المعركة للقتال كما فعلت أم وهب التي أخذت عمود الخيمة واتجهت به إلى المعركة فقتلت فمن ذلك جاء الأمر من الحسين بعدم الخروج معهم إلى العراق.
8 ــ يحتمل أن عدم حضورها كربلاء وصية من بعلها أمير المؤمنين (ع) خوفاً عليها أن تموت جزعاً من شدة وفظاعة الموقف برؤيتها ذبح الحسين وأولادها الأربعة ، فلو قيل وما ذاك فالسيدة زينب (ع) حضرت كربلاء وفقدت ابنين لها (عون ومحمد)، وشاهدت ذبح الحسين (ع) وبقية الطالبيين قلنا: أن السيدة زينب (ع) عالمة غير معلمة ولديها عصمة صغرى ولم تتحمل هول الموقف ليلة عاشوراء حينما سمعت الحسين ينعى نفسه: (يا دهر أف لك من خليل ......) ، لطمت وجهها وقالت : ليت الموت أعدمني الحياة وخرت مغشياً عليها فصب الحسين عليها الماء حتى أفاقت وصبرها وقال لها : لا يذهبن بحلمك الشيطان ، تعزي بعزاء الله وارضي بقضاء الله فإن أهل السماء يفنون وأهل الأرض يموتون وووو.، فمن عادة النساء أنهن رقيقات القلوب وسريعي الجزع عندما يسمعن أو يواجهن مصيبة كبيرة تحل عليهن .