بقدر ما أسعدنا عودة دولة قطر الى دورها الريادي في مجلس التعاون لدول الخليج الفارسي في اطار (قمة العلا) فقد استنكرنا بشدة الموقف السعودي التحريضي الذي اعلنه ولي العهد محمد بن سلمان في كلمته ضد ايران وبرنامجها النووي والدفاعي.
فقد اتضح للجميع ان بن سلمان في كلمته بالقمة غير آبه بمصالح المنطقة وشعوبها وانه ونتيجة لهزائمه المنكرة في اليمن يتعمد الهروب الى الامام وتحميل الاخرين مسؤولية تدهور الاوضاع الاقليمية متنصلا من جرائمه الطائفية على مستوى اليمن والبحرين وبلاد الحرمين الشريفين وما تسبب فيه من تشجيع على التطبيع مع العدو الصهيوني وبالتالي وضع المنطقة برمتها فوق كف عفريت.
العالم كله يعرف من هو بن سلمان وما الذي اقترفه من مجازر وحشية طالت المدنيين الابرياء في جمهورية اليمن منذ نحو ستة اعوام. والعالم كله يشهد كيف قتل بن سلمان الصحفي جمال خاشقجي في مبنى القنصلية السعودية باسطنبول، ومع ذلك فانه لا يخجل من التظاهر بانه حمامة سلام ولا يتورع عن التحامل على الجمهورية الاسلامية في (لقاء العلا) الذي حضره ممثل اميركا واسرائيل معا (كوشنير) الذي تربطه علاقة خاصة بعراب التطبيع في المنطقة.
اننا نقول بكل ثقة ان الجمهورية الاسلامية لم تكن ولن تكون مزعزعة للامن والاستقرار في المنطقة، كما ان برنامجها النووي معترف به عالميا ويحظى بتاييد المنظمة الدولية للطاقة الذرية ومسجل ضمن اتفاق فيينا النووي، كما ان ايران من الموقعين على اتفاقية حظر اسلحة الدمار الشامل والحال ان النظام السعودي هو الذي يخفي انشطته النووية وهو الذي يمطر الشعب اليمني بصواريخه وقنابله التي تفتك بالابرياء صغارا وكبارا، نساء ورجالا.
من المؤكد ان الجمهورية الاسلامية كانت وماتزال الى جانب الحق والمقهورين وهي التي ساندت دولة قطر الشقيقة عندما حاصرها آل سعود وحلفاؤهم واغلقوا عليها السبل ، كما ان ايران هي ضمانة الامن والاستقرار الاقليميين وهي حريصة على حسن الجوار والتعايش الودي في المنطقة، وعلى بن سلمان ان يفهم ذلك وان لا يغتر بتحالفاته مع الرئيس الأخرق دونالد ترامب ومع نتنياهو واسرائيل الغاصبة .. التحالفات التي ستاخذ به قريبا الى شفير الهاوية.
في هذا المجال اعتبرت وزارة الخارجية في بيان لها امس، ان السياسة الإقليمية للنظام السعودي وتوجهاته التخريبية تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية وباقي الدول قد تسببت في خسارة معظم ثروات دول الجوار وحولت المنطقة إلى مخزن أسلحة للشركات الغربية والتي وفرت ارضية تدخل الاجانب اكثر وكرست الكراهية في هذه المنطقة الحساسة.
حميد حلمي البغدادي