منذ ظهور الأمراض السرطانية، لم تتوقف جهود الأطباء والعلماء أبدًا على معرفة سبب تحول الخلايا السليمة إلى خلايا مسرطنة، لها القدرة على الانتشار بسرعة كبيرة، مؤثرة على الخلايا المجاورة، ومع تطوير الأدوية المثبطة للأورام لتقليل الآثار الجانبية المؤثرة على الخلايا السليمة داخل الجسم، كانت المفاجأة التي أدهشتنا بها جامعة جورجيا تيك (Georgia Tech) الأميركية ، عندما قبلت بحثًا بعنوان روبوت صغير يعمل بفعل الاهتزازات يزن أكبر قليلًا من حبة الرمل، يمكنه نقل الأدوية داخل الجسم
ونشر في مجلة (Micromechanics and Microengineering ) التي قامت بدعم هذا البحث بتمويل أولي، ليكون أول الروبوتات ثلاثية الأبعاد، التي تعمل بفعل الموجات الاهتزازية، أو الأصوات التي يمكن أن تصدر عن أجهزة كهربائية مجاورة، أو حتى تتأثر بأصوات منخفضة
في البداية أوضح فريق البحث القائم على هذه التجربة، أنه بالإضافة إلى إمكانية استخدام الروبوتات الصغيرة، التي تعمل بفعل الموجات الاهتزازية، في مراقبة النظام البيئي، إلا أنه يمكن أن يتم تطوير هذه الروبوتات لتكون لها القدرة على الوصول بالأدوية لمواضع معينة في جسم الإنسان لعلاجها
ورأى الفريق أنه إن تم تطوير هذه الفكرة، سيكون لها عامل كبير في تسريع شفاء مرضى السرطان والتخلص فوريًا من الخلايا السرطانية، عن طريق إرسال مثبطات لهذه الخلايا النشطة، والتأثير فيها فقط، دون الاضطرار لتناول أدوية علاج السرطان التي تؤثر لها آثار جانبية تؤثر على كافة أنحاء الجسم
وأول نموذج تم تصميمه من هذا النوع من الروبوتات، يعمل بفعل أي تردد أو اهتزاز عند التحكم به، وذلك بحسب الإمكانيات الحالية، يمكنه الحركة لمسافة أربع أضعاف طوله بالثانية الواحدة، كل ذلك رغم الإمكانيات المحدودة الحالية له، وكما أوضحت الأستاذة المساعدة (Azadeh Ansari) بجامعة جورجيا في قسم الهندسة الميكانيكية والكيميائية:
يمكن اتحاد تخصصات متعددة مثل الميكانيك، الفيزياء، البيولوجيا والإلكترونيات لخلق آفاق أوسع وتحسين الروبوتات بشكل أسرع