البث المباشر

وصف شمائل الامام علي ـ عليه السَّلام

الخميس 15 نوفمبر 2018 - 19:55 بتوقيت طهران
وصف شمائل الامام علي ـ عليه السَّلام

عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: من أحب أن ينظر إلى إسرافيل في هيبته، و إلى ميكائيل في رتبته، وإلى جبرئيل في جلالته، وإلى آدم في سلمه، وإلى نوح في خشيته، وإلى إبراهيم في خلته، وإلى يعقوب في حزنه، وإلى يوسف في جماله، وإلى موسى في مناجاته، وإلى أيوب في صبره، وإلى يحيى في زهده، وإلى يونس في سنته، وإلى عيسى في ورعه، وإلى محمد في حسبه وخلقه، فلينظر إلى علي، فإن فيه تسعين خصلة من خصال الأنبياء جمع الله فيه ولم يجمع لأحد غيره .

قال العلامة، الشيخ عبد الرحمن الصفوري الشافعي: كان‏ عليه السلام‏ مربوع القامة، أدعج العينين عظيمهما، حسن الوجه كأن وجهه قمر ليلة البدر، عظيم البطن، أعلاه علم وأسفله طعام، وكان كثير شعر اللحية، وقليل شعر الرأس، عنقه إبريق فضة، رضي الله عنه وعن امه وأخويه جعفر وعقيل وعميه حمزة وعباس. أقول: رجل مربوع وربع وربعة: أي مربوع الخلق لا بالطويل ولا بالقصير، والدعج: شدة سواد العين وشدة بياض بياضها، قيل: شدة سوادها مع سعتها.
قال العلامة الشيخ شعيب الحريفيشي: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أراد أن ينظر إلى آدم عليه السلام وسلمه، وإلى يوسف وحسنه، وإلى موسى و صلاته، وإلى عيسى وزهده، وإلى محمد و خلقه فلينظر إلى علي .
4ـ قال إبن منظور: في حديث عن ابن عباس رحمه الله أنه قال:
كان علي أمير المؤمنين يشبه القمر الباهر، والأسد الحادر، والفرات الزاخر، والربيع الباكر، أشبه من القمر ضوؤه وبهاؤه، ومن الأسد شجاعته ومضاؤه، ومن الفرات جوده وسخاؤه، ومن الربيع خصبه وحياؤه .
خصه الله عز وعلا من أنوار النبوة المنتشرة في الآفاق بنفس زكية مستنيرة الإشراق قابلها بصفائها لانطباع صور مكارم الأخلاق، مطهرة لضيائها من اقتراب كدر الكفر وشقاق النفاق، فنزعت لطهارتها عن ظلمات الشرك وفتكات الإفك، فكان أول ذكر آمن برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم معه بغير شك، ونزعت نفسه إلى تكسير الأصنام والتماثيل وتطهير المسجد الحرام من الأوثان والأباطيل وتغيير أساليب الشك والأضاليل...
ولم يزل بملازمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يزيده الله علما حتى قال رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم فيما نقله الترمذي في صحيحه بسنده عنه:أنا مدينة العلم وعلي بابه، فكان من غزارة علمه يذلل جوامح القضايا، ويوضح مشكلات الوقايع، ويسهل مستصعب الأحكام، فكل علم كان له فيه أثر، وكل حكمة كان له عليها استظهار...
وحيث اتضح ما آتاه الله تعالى من أنواع العلم وأقسام الحكمة فباعتبار ذلك وصف بلفظة البطين، فإنها لفظة يوصف من هو عظيم البطن متصف بامتلائه، ولما قد امتلأ علما وحكمة وتضلع من أنواع العلوم وأقسام الحكمة ما صار غذاء له مملوا به وصف باعتبار ذلك بكونه بطينا من العلم والحكمة كمن تضلع من الأغذية الجسمانية ما عظم بطنه، فصار باعتباره بطينا، فاطلقت هذه اللفظة نظرا إلى ذلك، هذا هو المعنى الذي أهدته هداة الروات إلى ألسنة الأقلام...
وكان عليه السلام بشره دائم، وثغره باسم، غيث لمن رغب، وغياث لمن ذهب، مآل الآمل، وثمال الأرامل، يتعطف على رعيته، ويتصرف على مشيته، ويكفه بحجته، ويكفيه بمهجته.
قال ابن أبي الحديد:وأما سجاحة الأخلاق وبشر الوجه وطلاقة المحيا و التبسم، فهو المضروب به المثل فيه حتى عابه بذلك أعداؤه، قال عمرو بن العاص لأهل الشام: إنه ذو دعابة شديدة، وقال علي عليه السلام في ذلك:عجبا لابن النابغة، يزعم لأهل الشام أن في دعابة، وأني امرء تلعابة، اعافس و امارس، وعمرو بن العاص إنما أخذها عن عمر بن الخطاب لقوله له لما عزم على استخلافه:لله أبوك لو لا دعابة فيك، إلا أن عمر اقتصر عليها وعمرو زاد فيها وسمجها.
قال صعصعة بن صوحان وغيره من شيعته و أصحابه: كان فينا كأحدنا، لين جانب، و شدة تواضع، وسهولة قياد، وكنا نهابه مهابة الأسير المربوط للسياف الواقف على رأسه، وقال معاوية لقيس بن سعد:رحم الله أبا حسن، فلقد كان هشا بشا ذا فكاهة، قال قيس:نعم، كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يمزح ويبتسم إلى أصحابه، وأراك تسر حسوا في ارتغاء، وتعيبه بذلك!أما والله لقد كان مع تلك الفكاهة والطلاقة أهيب من ذي لبدتين، قد مسه الطوى، تلك هيبة التقوى ليس كما يهابك طغام أهل الشام .
قال الشاعر رحمه الله:

بآل محمد عرف الصواب

وفي أبياتهم نزل الكتاب

هم الكلمات والأسماء لاحت‏

لآدم حين عز له المتاب

وهم حجج الإله على البرايا

بهم وبحكمهم لا يستراب

وأنوار ترى في كل عصر

لإرشاد الورى فهم شهاب

ولا سيما أبو حسن علي‏

له في الحرب مرتبة تهاب

علي الدر والذهب المصفى‏

وباقي الناس كلهم تراب

كأن سنان ذابله ضمير

فليس عن القلوب له ذهاب

وصارمه كبيعته بخم‏

معاقدها من القوم الرقاب

إذا لم تبر من أعداء علي‏

فما لك في محبته ثواب

هو البكاء في المحراب ليلا

هو الضحاك إن جد الضراب

هم النبأ العظيم وفلك نوح‏

وباب الله وانقطع الخطاب

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة