ففي الوقت الذي فشلت فيه حكومة أبو ظبي برأب الصّدع مع مواطنيها بعد "اتفاق العار"، بالإضافة إلى التحديات الخطيرة التي تواجه موضوع التطبيع على المستوى الخارجيّ، والتي كان آخرها الخلاف الإماراتيّ - الصهيونيّ، حول وصول طائرات مقاتلات (إف 35) لأبو ظبي من قبل الولايات المتحدة، رغم أنّه لم يمضِ شهر واحد فقط على إعلان التطبيع مع تل أبيب.
فجوة داخليّة
تتسع الفجوة بين الحكومة الإماراتيّة ومواطنيها يوماً بعد يوم، منذ إعلان حكام البلاد عن قضيّة التطبيع مع العدو، بعد أن فشل حكام أبو ظبي في تبرير خيانتهم لشعبهم على وجه التحديد، حيث أدانت رابطة "مناهضة تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيونيّ" في الإمارات عزم الحكومة فتح سفارة للصهاينة في أبو ظبي وعارضت ذلك بشدّة.
ووفق مواقع إخباريّة، فقد أعلنت الرابطة الإماراتيّة المعارضة لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيونيّ، في بيان، عن أسفها من التصريحات الأخيرة لمسؤولين إماراتيين بشأن فتح سفارة للعدو داخل الإمارات في الأشهر المقبلة، وأضاف البيان أنّ هذا التصرف من قبل المسؤولين الإماراتيين يُمثّل طعنة في ظهر الشعب الفلسطينيّ، الّذي يعاني بشدّة من عدوان الصهاينة.
كذلك، بيّنت أنّ الدول العربيّة الحرة ترفض هذا الاتفاق، ما يعني عدم ضياع الحقوق الفلسطينيّة، معتبرة أنّ أعذار حكومة البلاد لتوقيع هذه الاتفاقية وغيرها، هي تبريرات كاذبة لخيانة المسؤولين الإماراتيين، وأشارت إلى أنّ التطبيع مع الصهاينة يعني الاعتراف بحقهم في فلسطين، ولا يحق لدولة الإمارات منحه للمحتلين، في خيانة للثقافة والقيم الإسلاميّة وإعطاء الصهاينة غطاء رسمياً لمواصلة جرائمهم.
وفي هذا الصدد، أشارت الجمعية أنّه بمجرد الإعلان عن اتفاق تطبيع العلاقات بين الإمارات والكيان الصهيونيّ بشكل كامل، قامت بتشكيل نفسها من مجموعة تربويّة وأكاديميّة إماراتيّة، في 22 آب المنصرم، وهدفها زيادة الوعيّ العام بمسألة تطبيع العلاقات بين بلادهم والعدو الغاشم.
تجدر الإشارة إلى أنّ إعلان التطبيع الإماراتيّ – الصهيونيّ، جاء تتويجاً لسلسلة طويلة من الخيانة الإماراتيّة، فالتعاون والتنسيق والتواصل وتبادل الزيارات بينهما، لم تكن وليدة اللحظة، لتصبح دولة الإمارات التي تسمي نفسها بالعربيّة، ثالث دولة في العالم العربيّ توقع اتفاق سلام مع العدو، بعد مصر عام 1979، والأردن عام 1994.
ثورة إلكترونيّة
لا يألو نشطاء الإمارات جهداً في إدانة خطوة التطبيع منذ إعلان الاتفاق مع الكيان الصهيونيّ، وبحسب مواقع إلكترونيّة، نقلاً عن صحيفة "القدس العربيّ"، أكّد نشطاء إماراتيون أنّ المجتمع الإماراتيّ يرفض بشدّة اتفاق التطبيع بين بلادهم وكيان الاحتلال، وأعلنوا أنّ الرابطة الإماراتيّة بدأت العمل ضد هذه المسألة الخطيرة.
كما قال أعضاء الرابطة أنّ شعب الإمارات يواصل دعمه للقضيّة والشعب الفلسطينيّ الشقيق، الذي قام الكيان الصهيونيّ الإرهابيّ باغتصاب حقوقه وأراضيه، موضحين أنّ وصول طائرة العدو الصهيوني إلى الإمارات كان خيانة للدستور وللشعب الإماراتيّ، معتبرين أنّ قدومها قد دنس بلادهم، وأنّ هذه الخيانة ستجعلهم يدفعون خسائر كبيرة.
وعلاوة على ما تقدّم، أطلق نشطاء إماراتيون أول حملة رسميّة من نوعها للتنديد بصفقة التطبيع بين أبوظبي وتل أبيب، والتي استقطبت عدداً كبيراً من النشطاء ومستخدميّ وسائل التواصل الاجتماعيّ، وتأتي هذه الحملة في أعقاب نجاح الحملة السابقة التي ضمت هاشتاغ "خليجيون ضد التطبيع"، و"إماراتيون ضد التطبيع"، للتعبير عن مواقفهم في إدانة ما يوصف بـ "السلام" مع الاحتلال الصهيونيّ.
بالإضافة إلى ذلك، انضم ناشطون من دول أخرى إلى حملة رفض التطبيع مع الكيان الصهيوني، وشدّدوا على أنّهم تعلموا منذ الطفولة أنّ لديهم أرضاً عربيّة وإسلاميّة اغتصبها كيان صهيونيّ وحكم فيها على جثث آلاف الفلسطينيين، موضحين أنّهم ما زالوا يقولون لأبنائهم أن يدافعوا عن حقوقهم وألا ينسوا عدوهم ومن احتل أرضهم.
وفي الوقت الذي يرى فيه ناشطون فلسطينيون أنّ ما قامت به حكومة الإمارات يشكل ضربة قوية للقضيّة والشعب الفلسطينيّ، عبروا عن امتنانهم للشعب الإماراتيّ بسبب دعمه للقضيّة الفلسطينية، ورفضه للخيانة الكبرى التي قامت بها حكومتهم.
موقع الوقت