فمن المؤكد ان الادارة الاميركية بزعامة الرئيس المتهور دونالد ترامب تلقت هزيمة مذلة على مستوى فشلها في تمديد الحظر التسليحي على الجمهورية الاسلامية والذي سينتهي في منتصف شهر ايلول الجاري 2020، وعليه فإنها ما فتئت تسعى بكل ما لديها من خداع واساليب ملتوية لتفريغ الانتصار الايراني من بريقه وتأثيره اقليميا وعالميا.
من الواضح ان الموقف الجماعي الذي اتخذه مجلس الامن الدولي الشهر الماضي برئاسة اندونيسيا برفض المقترح الاميركي باستثناء تاييد دولة الدومينيكان الصغيرة له عبر عن تحول دبلوماسي عالمي لم يعد يستجيب للاملاءات التي تريد واشنطن فرضها في الامم المتحدة ومؤسساتها الشرعية، باعتبار ان المجتمع الدولي بات يرفض التصعيد السياسي الاميركي المؤدي الى زعزعة الامن والسلام والاستقرار في الكرة الارضية.
وعلى هذا الاساس اكد رئيس الجمهورية الدكتور حسن روحاني امس الاربعاء (ان اميركا لن تجني سوى الضجيج الاعلامي من تحركاتها الخاسرة وذلك بعدما انسحبت من الاتفاق النووي عام 2018).
كما ان الاتصال الذي اجراه رئيس الجمهورية مع الرئيس الجديد لمجلس الامن وهو من النيجر تمخض ايضا عن تطابق وجهات نظر الطرفين من موضوع الغاء الحظر، وتأييد المسؤول الدولي الجديد للحق الايراني العادل والمشروع عبر الالتزام بالقرار 2231 بحذافيره دون السماح للولايات المتحدة بتفعيل آلية الزناد التي تستهدف اعادة الحظر التسليحي من جديد، وذلك نظرا لخروج اميركا من الاتفاق النووي من جانب واحد.
لا شك في ان ايران تثمن موقف الدول الشريكة في الاتفاق وهي الصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا اضافة الى المانيا بسبب تمكسها به ومعارضتها لاي تدخل اميركي يدعو الى استغلال الاتفاق النووي الذي خرجت منه.
لقد قدمت الجمهورية الاسلامية معادلة جديدة في التعامل الدولي ادى الى اصطفاف جميع اعضاء مجلس الامن الدولي الـ 13 عدا اميركا والدومينيكان مع موقفها المشروع الذي يكفله القرار 2231 الداعي الى انهاء الحظر التسليحي انطلاقا من الاتفاق النووي. كما ان طهران اطاحت ثلاث مرات بالمساعي الاميركية الهادفة الى إعادة الحظر مجددا وهي بكامل الاستعداد للتصدي لجميع المخططات الشيطانية التي ستقوم بها واشنطن للتحايل على الشرعية الدولية من جانب وإعادة ماء وجهها المضاع من جانب آخر.
بقلم الكاتب والاعلامي/ حميد حلمي البغدادي