تُعَد قلعة "سب" الأثرية حالياً من أكثر الأبنية حصانةً بين الصروح التأريخية المتبقية في المحافظة، كما أنها محمية من قبل منظمة التراث الثقافي كونها من ضمن المعالم الوطنية للبلاد.
توجد قلعة سب الأثرية في محافظة سيستان وبلوشستان وبالتحديد في مدينة سيب وسوران. قلعة سِب هي واحدة من أجمل القلاع بجمهورية إيران والتي احتفظت أكثر من غيرها على سلامة بنائها، وتقع في قرية (سِب) على بعد 25 كيلومتراً عن قضاء سراوان وتسمى أيضاً باسم (سيب سوران).
بناء القلعة
بُنيَت قلعة سِب في العصور الإسلامية الأولى في محافظة سيستان وبلوشستان وسكنها حتى العام 1965م عشائر (باركزاي) و(ميرمراد زهي)، ثم بقيت خالية على حالها. ويتكون بناء القلعة من طابقين ويبلغ ارتفاع جدارها (30) متراً وعرضه (7) أمتار.
أما القسم الذي كان يسكنه الملك فارتفاعه أكثر ويقع في أعلى القلعة، ويقال انها كانت تحتوي على (14) برجاً حواليها و(4) أبراج داخلها والتي تهدمت في الحروب والنزاعات. وتحتوي القلعة على (10) غرف صغيرة وكبيرة على أطراف الباحة المركزية، وللذهاب إلى الأماكن التي يتواجد فيها الحاكم، والأماكن المخصصة للاصطياف، يتوجب الصعود عبر درج سري قليل العرض ومنحدر بدرجة حادة.
اما الطابق الثاني للمبنى، وهو أعلى بناء طيني في جمهورية إيران، يحتوي على (6) غرف بمساحات مختلفة، أولها صالة في الجانب الغربي، بناها (ميرمحمود خان) واستُخدِمَت فيما بعد للاجتماعات الخاصة. وثانيها الغرفة التي بناها (ميريوسف خان) في الجانب الشمالي الشرقي، وإلى جانبها وإلى الجنوب منها غرفة أخرى بُنَيت على يد (محمد عمرخان) متصلة بطريق سري على شكل نفق يصعد إلى الطبقة الثانية، حيث كان لهذا الطريق أهمية أمنية كبيرة في حالة نشوب الحروب.
المباني المحيطة بالقلعة:
هناك مبانٍ تقع جنوب القلعة (خارج الفناء الرئيسي) يقع المدخل والخروج الوحيد للقلعة في الجزء الجنوبي، وبعد أقل من 200 متر، يؤدي مباشرة إلى الحديقة الخاصة والكبيرة للحكام المشهورين آنذاك، والآن قد جفت أشجارها المقاومة كالنخيل، ناهيك عن الأشجار والنباتات الأخرى!
وفي الجنوب الشرقي من القلعة، لا يوجد مبنى خاص الآن، ولكن وفقًا للأدلة المحلية، كان هناك مستودع كبير في هذا المكان حيث كان يستخدم لأغراض مختلفة، مثل تحصيل الضرائب وما إلى ذلك. يوجد في الطابق السفلي المسجد الكبير القديم للقرية، والذي تم بناؤه بأمر من العالم الحكيم والورع في القرية، مولانا رحيم بخش رحمه الله، في نصف القرن الأخير أي منذ حوالي خمسون عاماً.
ولكن إلى الجنوب الغربي من القلعة، يوجد مسجد يسمى مسجد الملا دينار، والذي يعد، إلى جانب مسجد الملا شقرة، أحد أقدم المساجد في قرية سب، وإلى أسفل قليلاً وعلى الجانب الجنوبي، توجد قبة تسمى قبة "الحاج صاحب الغوث"، وعلى الجانب الشرقي وخارج القبة، يمكن رؤية مقبرتين ترابيتين أخريين، تتعلقان بـ "أبو الفتح خان" ، شقيق محمد شاه، و "نور بي بي"، ابنة محمد شاه (آخر حاكم للقلعة)، ويقال أن القبة تخص عبد الرحيم جامي حفيد الشاعر والصوفي الشهير عبد الرحمن جامي.