بسم الله الرحمن الرحيم مستمعينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة الذي نبدءها بتلاوة عطرة للآية 27 من سورة المائدة، فلننصت اليها خاشعين:
وآتل عليهم نبأ ........ إنما يتقبّل الله من المتقين
كما جاء في الروايات الاسلامية وفي كتاب التوراة –سفر التكوين- الفصل الرابع: كان لآدم في البداية ولدان هابيل وقابيل، كان هابيل راعياً وقابيل فلاحاً، فقدم هابيل أفضل كبشى لديه وقدم قابيل اسوء محصول عنده قربة الى الله، لذا تقبل الله من هابيل نذره ولم يتقبل من قابيل ما قدّمه، وهذا الموضوع غرفوه عن طريق الوحي لآدم او بطريقة أخرى، ولأن قابيل كان رجلاً حاسداً وقلبه اسود بدلاً من تغيير نفسه وجبران مافات انكر ما فعله هو واخوه، واوصله الحسد الى التصميم بقتل اخيه، ولكن هابيل كان رجلاً طيباً فاجابه: قبول الله اعمالنا وعدمه لم يكن دون سبب وانما تحسدين بحثاً وان الله يتقبل الاعمال التي تقدّم باخلاص، أياً كانت ومهما كان مقدارها، فالسلعة التي يتقبلها الله يجب ان تكون قد ختمت بختم سلامة وطهارة الروح وإلاّ فلا قيمة لها.
من هذه الآية نستنتج:
- ان تاريخ القدماء افضل مصباح للاجيال القادمة، والاخبار المهمة في التاريخ يجب ان تعاد روايتها لتكون عبرة للاجيال القادمة.
- وان العمل الصالح ليس كافياً لوحده، بل النيّة الحسنة يجب ان تعقبه.
- ان الحسد قد يصل الى حدّ قتل الاخ، كما في قصة يوسف واخةته حيث ابعدهم الشيطان عن بعضهم مستخدماً حربة الحسد.
والآن مستمعي الافاضل لننصت خاشعين الى تلاوة الآية 28 و29 من سورة المائدة:
لئن بسطت ............. ذلك جزاء الظالمين
ازاء اخ حاسد ومجرم كقابيل، يقول هابيل: مع علمي بانك تنوي قتلي، ولكني لا أقدم على هذه الفعلة، لاني اخاف من محكمة العدل الالهية يوم القيامة واعلم انه لا يجوز القصاص قبل الجريمة. طبعاً الدفاع عن النفس مقابل الظالم لازم وواجب. ولكن لا يمكن لايّ انسان اذا علم ان احداً يريد قتله –مجرد علم- لا يمكنه ان يقتص منه، لانه قد لا يقع هذا الامر، ولكن من باب الوقاية من وقوع الجريمة، يمكنه ان يأخذ منه وسيلة الجريمة.
على اي حال، قال هابيل: انا لن اسبقك بارتكاب هذه الفعلة، ولكن ان فعلتها وقتلتني، فانك ستكون من اصحاب الحجيم وسأنتقم منك يوم القيامة ولانك لم تفعل يوماً عملاً صالحاً كي تعطيني اياه فأغفر لك، فستكون مجبراً ان تحمل ذنوبي ايضاً ويكون عقابك مضاعفاً.
من هاتين الآيتين نتعلم:
- يجب ان نتكلم بهدوء مع الحاسدين والمعاندين لا ان نؤجج نار حسدهم.
- ان المهم هو الابتعاد عن ارتكاب الذنوب خوفاً من مقام الله، وليس بسبب العجز والضعف، لم يقل هابيل اني لن اقتلك لاني لا استطيع، ولكنه قال: انا اخاف من الله إن قتلت اخي.
- ان الخوف من الله هو اهم العوامل الذاتية التي تمنع الانسان من ارتكاب الذنوب.
والآن ايها الاخوات والاخوة لننصت خاشعين الى تلاوة الآيتين 30 و31 من سورة المائدة:
فطوعت له نفسه .......... فأصبح من النادمين
رغم نصائح هابيل والحديث الذي دار بينهما، غلب هوى النفس قابيل فقتل اخاه ولكن سرعان ماندم ولكن ما فائدة الندم فهو لن يعيد له اخاه فوقف قابيل حائراً لا يدري ماذا يفعل بجسد اخيه حتى ارسل الله غراباً يحفر الارض ليفهم قابيل ان عليه ان يدفن اخاه. كان هذا هو اول قتل على الارض وقد بذر بذور الحقد والحسد بين ابناء آدم.
بذراً ما زال لحد الآن- وللاسف يحصد الكثير من الارواح ويزعزع الامن وينشر المشاكل بين البشر.
من هذه الآية تستنتج مايلي:
- ان صراع الحق والباطل قديم قدم وجود الانسان على الارض واول موت للانسان كان الشهادة.
- احياناً تكون الحيوانات رسل الهية واحياناً معلمة للبشرية فالانسان يدين ببعض العلوم والمعارف الى الحيوانات وحركاتها
- تقضي المشيئة الالهية دفن الاموات ولا يجوز تحنيطها او حرقها.
وبهذا نأتي الى ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة عسى ان نبتعد برحمة الله وعونه عن الوساوس الشيطانية كالحقد والحسد، ونستودعكم الله والسلام عليكم.