البث المباشر

قتل السياحة الدينية في العراق...

الجمعة 20 ديسمبر 2019 - 13:05 بتوقيت طهران
قتل السياحة الدينية في العراق...

كتب "احمد رضا المؤمن" حول موضوع السياحة الدينية في العراق ، كشاهد عيان ، وجاء في مقاله:

قبل يومين رزقني الله زيارة أمامي أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام مساءً بعد صلاة المغرب.

وبعد أن انتهيت من الزيارة وخرجت ، مررت بدكاكين اصدقائي في الاسواق الملاصقة لمرقد الامام عليه السلام ، السوق الكبير وشارع الطوسي وشارع الامام الصادق عليه السلام وشارع الامام زين العابدين عليه السلام.. فوجدتهم في حالة واضحة من الكآبة والأذى.

سألتهم :
مالسبب ؟
ما بكم ؟!!
كانت أجوبتهم متشابهة تقريباً ..

قالوا :

“إننا طردنا النعمة بأنفسنا وبأيدينا ..قبل سنوات قليلة كانت أغلب دكاكيننا تعمل ٢٤ ساعة بأكثر من شفت (نوبة) بسبب زخم الزوار (الإيرانيين) الهائل ..زوار بعشرات الآلاف ..

كان الزوار الإيرانيون يشترون منا بكثرة حتى الفقراء منهم فإنتعشت أحوالنا وتضاعفت أرباحنا وبدأنا بفتح فروع أخرى وتطوير تجارتنا من خلال الاستيراد من الصين ،او حتى بالاعتماد على بعض الصناعات العراقية الوطنية ، بل وصل الحال ان المئات من الشباب العاطلين من فقراء المحافظات المجاورة إنتقلوا للعيش في عشوائيات النجف وكربلاء لأنهم وجدوا في هذه المدن رحمة وأمل وفرصة للرزق الكريم.

ولكن أحزاب وشخصيات معروفة بإرتباطها بأمريكا والسعودية لم يرق لها الأمر أبداً فبدأت منذ ٥ خمسة سنوات تقريباً بإفتعال الأزمات والمشاكل مع الزوار الإيرانيين أفراداً وشركات ومؤسسات وبحجج واهية وبدأوا شيئاً فشيئاً بتغذية الأحقاد البعثية القديمة ضد كل ما يتعلق بإيران.

حتى وصل الحال (ببعض) شيعة العراق ومنهم شيعة النجف وكربلاء وهم يهتفون (إيران برة برة !!) ثم حرق القنصليتين الإيرانيتين فيهما ومن ثم الدعوة لمقاطعة البضائع الايرانية ، بالوقت الذي تملأ البضاعة السعودية والتركية والأردنية والكويتية اسواقنا.

وها نحن الآن نعيش تحت ضغط الإيجارات والتكاليف المالية وعدد الزوار القليلين خصوصاً مع إضطراب الوضع الأمني بين الحين والآخر” .

تأملت كثيراً في كلام هؤلاء وتسائلت ..
ترى من هو المسؤول ؟!

هل هم أصحاب الدكاكين الذين لم يقدروا النعمة التي كانوا يرفلون بها ؟!

أم هو ذنب الأحزاب (الإسلامية) التي لم تفكر إستتراتيجياً ولو لشهر واحد مستقبلاً؟!!

أم هو ذنب الأهالي الذين رضي الكثير منهم ان يكون (عربانة) لتنفيذ مخططات الجوكر وأدواته يحركهم كيفما يشاء ؟؟!!

أم هو ذنب مخابرات الجوكر التي تتقن ضرب وإتلاف العصب الإقتصادي الشيعي في كل مكان سواء في النجف وكربلاء او حتى في الشورجة ومثيلاتها ؟؟!!

كلما فكرت بتساؤلاتهم كلما تذكرت قوله تعالى:
“وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون” .

فهل نعتبر يوماً ؟؟؟؟؟

المقال يعبر عن رأي كاتبه

المصدر : وكالة نخلة

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة