بسم الله وله الحمد إذ هدانا للتوسل إليه بأحب وسائله إليه وأنور الأنوار الهادية لرضوانه محمد المصطفى وآله مصابيح الدجي صلوات الله عليهم أجمعين. السلام عليكم إخوتنا ورحمة الله، عن رسول الله – صلى الله عليه وآله – أنه قال لأمير المؤمنين–عليه السلام-: يا علي أنا وأنت أبوا هذه الأمة. وهكذا كان سلوكهما –عليهما السلام– مع الأمة سلوك الأب الرحيم الرئوف الشفيق وهذا المضمون السامي تصوره لنا بلغة الشعر الصادق المقاطع البليغة والمؤثرة التي اخترناها لهذا اللقاء من مديحة غراء للوصي المرتضى – عليه السلام – أرسلها للبرنامج أحد أدباء الولاء لم يذكر إسمه... تابعونا مشكورين
يخاطب أديبنا الولائي الإمام عليا – عليه السلام – بخطاب وجداني مؤثر يقول فيه:
كهف يتامى الدهر مأواهم
تكرمهم، حاشاك لم تبخل
فمن مصفى الشهد أطعمتهم
وأنت غير الجشب لم تأكل
تزيح عن قلوبهم حزنها
بمسحة و بسمة ذي تلي
تغذيهم علما و هديا سما
تكسوهم بالعطف والمخمل
ينعشهم صدر حوى رحمة
تفيض بالعزة والمأمل
تسكنهم قلبا لهم حافظا
تغمرهم أبوة تعتلي
فديت طمريك وقرصيهما
كم أغنت الأرواح في السؤل
يا روح لا يتم وهذا علي
أبو اليتامى و أبا صار لي
عبيده صرت وابنا له
بالله ياروح، فلي هلهلي
ذا فخرنا سيدنا المرتضى
وعزنا أن أبانا علي
يا سلسبيل الله، من كفه
تفيض تسنيم من السلسل
ري عطاشى الله من جوده
جود أبي الفضل من المفضل
يا ساقي الأبرار كأس اللقا
من حوض طه كوثر ممتلي
ماء حياة الخلد فيه المنى
يعمد الروح بعشق علي
يطهر القلب ويجلو العمى
فخائب من منه لم ينهل
من لم يذقه سقمه سرمد
وقلبه الوقود للمرجل
لم يشفه الشهد ولا عشبها
ولا لباب الورد والسنبل
فشهدها صار شفاء بما
حواه من ولاية للولي
شرابك الطهور هو بلسم
لا غول فيه منعش المنحل
وكل شرب غيره علقم
مزاجه الصديد بالحنظل
لن يصحو من لم تسقه شربة
بكأسك الموقظ والمثمل
ريا رويا سائغا هانيا
لا ظمأ بعد شراب ملي
فعين تسنيم ولاء علي
وماؤها المعين ري علي
أيها الإخوة والأخوات لا تخفى عليكم كثرة الأحاديث الشريفة التي روتها المصادر المعتبرة لجميع الفرق الإسلامية والتي تصرح بأن حب علي – عليه السلام – علامة الإيمان ومفتاح الجنان، في حين أن بغضه علامة الكفر والنفاق والشقاق وعلة الخلود في النيران...مضمون هذه الأحاديث الشريفة يصوغه بلغة الشعر المؤثرة أديبنا الولائي حيث يقول مخاطبا سيد الوصيين عليه السلام:
يا باب عليين مرقومها
كتاب مجد بالولا الأكمل
ومورث الجنان أشياعه
وقاسم السجين للموحل
حبك رضوان إله علا
كل جنان الحور والمأكل
بغضك نار الله طلاعة
على فؤاد المبغض المدغل
تبيض الوجوه إن أسلمت
بنورك المنير في المنزل
تسود الوجوه إن ألحدت
تلحقها بالباسر المثمل
في يوم لا ينفع مال ولا
يطفي حميم لوعة المعول
أنت لزوارك نعم الحمى
من خوفها المهول والمذهل
بظلك المحمود تحميهم
تسقيهم ريا من السلسل
في يوم وانفساه تغدو لهم
معقلهم بوركت من معقل
نورك يسعى بهم قائدا
لجنة الخلد جوار الولي
روح الجنان مرتضانا علي
نور جناني مدد يا علي
إخوتنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران نشكر لكم طيب الإستماع لما قرأناه لكم في هذا اللقاء من برنامج ( مدائح الأنوار ) نترككم غانمين في رعاية الله سبحانه.