بسم الله وله الحمد أن هدانا لمعرفة أحب خلقه إليه وأرأفهم بعباده، انوار هدايته للعالمين محمد وآله الطاهرين….السلام عليكم إخوة الإيمان والولاء، من الآثار المهمة لمودة أهل بيت النبوة عليهم السلام أنها تفتح الأبواب أمام المؤمنين المحبين للاصطباغ بصبغة الله التي تجلت في محمد وآله الطاهرين…، وهذه الصبغة القدسية هي التي تسمو بالإنسان الى مراتب القرب الإلهي والفوز والفلاح في الدنيا والآخرة. وهذا المعنى المنطلق من النصوص الشريفة نجده في كثير من نتاجات الأدب الإسلامي منها النماذج التي إخترناها لهذا اللقاء تابعونا مشكورين.
نبدأ مستمعينا الأفاضل بشاعر القرن الهجري الثامن، الأديب المبدع صفي الدين الحلي المتوفى (۷٥۲ للهجرة)، فنختار من قصائد ديوانه قوله في الاشارة بين مودة أهل البيت - عليه السلام - والاهتداء الى ولاية الله والدين الحق حيث قال رحمه الله:
بكم يهتدي يا بني الهدى
وليٌ إلى حبكم ينتسب
به يكسب الأجر في بعثه
ويخلص من هول ما يكتسب
وقال رحمه الله أيضاً:
يا عترة المختار يا من بهم
يفوز عبد يتولاهم
أعرف في الحشر بحبي لكم
إذ يعرف الناس بسيماهم
وقال صفي الدين الحلي في قصيدة ثالثة:
يا عترة المختار يا من بهم
أرجو نجاتي من عذاب أليم
حديث حبي لكم سائر
وسر ودي في هواكم مقيم
قد فزت كل الفوز إذ لم يزل
صراط ديني بكم مستقيم
فمن أتى الله بعرفانكم
فقد أتى الله بقلب سليم
وقال أديب الحلة المبدع في قصيدة رابعة يشير فيها الى بعض أدلة وجوب مولاة العترة الطاهرة- عليهم السلام-:
تولّ عليا وأبناءه
تفز في المعاد وأهواله
إمام له عقد يوم الغدير
بنص النبي وأقواله
له في التشهد بعد الصلاة
مقام يخبر عن حاله
فهل بعد ذكر إله السماء
وذكر النبي سوى آله
كانت هذه مختارات من شعر الولاء الصادق للأديب المبدع صفي الدين الحلي، أما من شعر علماء أهل السنة في هذا الباب فنختار لكم بعض ما قاله الفقيه شمس الدين المالكي (المتوفى سنة ۷۸۰ للهجرة) حيث قال في حب الحسنين عليهما السلام:
هما قرتا عين الرسول وسيدا
شباب الورى في جنةٍ وتخلد
وقال هما ريحانتاي أحب من
أحبهما فأصدقهما الحب تسعد
ومن علماء الشافعية نختار لكم ما قاله الفقيه شهاب الدين أحمد بن أحمد الحلواني الشافعي المتوفى سنة (۱۳۰۸للهجرة) إذ له قصيدة يقول فيها:
بنفسي أهل البيت من مثلهم علا
لهم تنتهي العلياء والرتبة الكبرى
محبتهم باب الرضا ورضاهم
يسام بأرواح المحبين لويشرى
بمدحتهم جاء الأمين فأصبحت
عشورا تؤدي كلما قارئ يقرا
لعمري هذا المجد والعز والعلا
وأرقى مراقي الفخر والشرف الاسرا
فيا أيها الساعي ليمحو مجدهم
رويدك لاتستطيع أن تطمس البدرا
ويا من يعاديهم لفرط شقائه
تمتع قليلا أنت في سقر الحمرا
ويا من يواليهم ويحفظ ودهم
ويكرم مثواهم هنيئا لك البشرى
فلا بد يوم العرض تسمع قائلا
تفضل تفضل فادخل الجنة الخضرا
كان هذه أبيات من قصيدة الفقيه الشافعي شهاب الدين الحلواني في مودة العترة المحمدية، ومنها ننقلكم ايها الاخوة والأخوات الى الشاعر المعاصرحيث قال في ارجوزته الشهيرة (ملحمة أهل البيت) مشيرا إلى قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((من أحب أهل بيتي دخل الجنة)).
أخذ المصطفى النبي بكفي
حسن والحسين أخذ اصطفاء
قال هذان والزكية منا وهي
بنتي وسيد الأوصياء
من أحب الجميع منهم ووالى
كل فرد منهم بخير ولاء
نال بعد الدخول جنة عدن
درجات لخاتم الأصفياء
وقال تحت عنوان (حب فاطمة عليها السلام ينفع في مواطن) من الملحمة نفسها قال الأديب العالم الشيخ عبد المنعم الفرطوسي:
إن حب الزهراء ينفع حقا
أهله في مواطن للبلاء
وأقل الأهوال منها بلاء
ساعة الموت عند وقت الفناء
وعذاب القبور والحشر منها
وعبور الصراط يوم البقاء
وحساب العباد والوزن عدلا
عند وضع الميزان يوم اللقاء
ليس ينجي العباد بالأمن منها
غيرحب الزكية الحوراء
فمحب الزهراء يدخل حقا
في جنان المأوى مع الصلحاء
وها نحن نصل وإياكم إخوتنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران الى ختام حلقة أخرى من برنامج (مدائح الأنوار)…تقبل منكم حسن الأصغاء والسلام عليكم.