البث المباشر

مختارات من شعر الشريف الرضي في الرثاء الحسيني

الإثنين 9 ديسمبر 2019 - 10:50 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 302

بسم الله وله الحمد على أن جعلنا من أهل البراءة من أعدائه وأعداء صفوته من العالمين محمد وآله الطيبين. السلام عليكم اخوة الايمان، من الاغراض المهمة في شعر الرثاء الحسيني اذكاؤه المستمر لروح الرفض للظالمين والبراءة منهم وحفظ روح الطلب بثارات الحسين عليه السلام في قلوب المؤمنين، هذه الروح التي تشير الأحاديث الشريفة الى أنها من أهم صفات أنصار المهدي الموعود عجل الله فرجه. وهذا ما نجده في الأبيات التي اخترناها لكم من مرثيتين من غرر القصائد الحسينية أنشأها سيد الشعراء الشريف الرضي قدس سره الشريف.
قال رضوان الله عليه من لاميته العاشورائية:

ما يبالي الحمام أين ترقّى

بعدما غالت ابن فاطم غول

أي يومٍ أدمى المدامع فيه

حادث رائع وخطب جليل

يوم عاشوراء الذي لا أعان

الصحب فيه ولا أجار القبيل

يا ابن بنت الرسول ضيعت

العهد رجال والحافظون قليل

ما أطاعوا النبي فيك وقد

مالت بأرماحهم اليك الذحول

يا حساماً فلّت مضاربه الهام

وقد فلّه الحسام الصقيل

يا جواداً أدمى الجواد من

الطعن وولى ونحره مبلول

أتراني أعير وجهي صوناً

وعلى وجهه تجول الخيول

أتراني ألذّ ماءً ولمّا

يرو من مهجة الإمام الغليل

قبلته الرماح وانتضلت فيه

المنايا وعانقته النصول

والسبايا على النجائب تستاق

وقد نالت الجيوب الذيول

وتنقبن بالانامل والدمع

على كل ذي نقابٍ دليل

وتشاكين والشكاة بكاء

وتنادين والنداء عويل

يا غريب الديار صبري غريب

وقتيل الأعداء نومي قتيل

بي نزاع يطغى اليك وشوق

وغرام وزفرة وعويل

ليت أني ضجيج قبرك أو

أن ثراه بمدمعي مطلول

يابني أحمدٍ الى كم سناني

غائب عن طعانه ممطول

كم الى كم تعلو الطغاة وكم

يحكم في كل فاضلٍ مفضول

ليت أني أبقى فأمترق الناس

وفي الكفّ صارم مسلول

وأجرّ القنا لثارات يوم

الطف يستلحق الرعيل الرعيل

صبغ القلب حبكم صبغة

الشيب لولا الردى لا يحول


وقال سيدنا الشريف الرضي في قصيدة حسينية أخرى:

وربّ قائلةٍ والهمّ يتحفني

بناظرٍ من نطاف الدمع ممطور

خفض عليك فللأحزان آونة

وما المقيم على حزنٍ بمعذور

فقلت هيهات فات السمع لائمه

لايفهم الحزن إلا يوم عاشور

يوم حدا الظعن فيه لابن فاطمةٍ

سنان مطّرد الكعبين مطرور

ظمآن سلّى نجيع الطعن غلته

عن باردٍ من عباب الماء مقرور

كأن بيض المواضي وهي تنهبه

نار تحكم في جسمٍ من النور

تهابه الوحش أن تدنو لمصرعه

وقد أقام ثلاثاً غير مقبور

بني أمية ما الأسياف نائمةً

عن شاهرٍ في أقاصي الأرض موتور

إني لأرقب يوماً لا خفاء له

عريان يقلق منه كلّ مغمور ٍ

وللصوارم ما شاءت مضاربها

من الرقاب شراب غير منزور

أكلّ يومٍ لآل المصطفى قمرُ

يهوي بوقع العوالي والمباتير

وكلّ يومٍ لهم بيضاء صافية

يشوبها الدهر من رنقٍ وتكدير

قرأنا لكم اخوتنا المستمعين في هذا اللقاء من برنامج (مدائح الأنوار) مختارات من شعر الشريف الرضي رضوان الله عليه في الرثاء الحسيني، تقبل الله منكم حسن الاصغاء والسلام عليكم ورحمة الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة